دراسة علمية تكشف فرص زراعة القمح في ظل تغير المناخ
فريق بحثي من جامعة نزوى يستخدم خوارزمية التعلم الآلي لرسم خريطة زمنية لملاءمة الأراضي لزراعة القمح حتى عام 2080
دائرة الإعلام والتسويق
في إطار الجهود البحثية الرامية إلى فهم تداعيات تغير المناخ على الأمن الغذائي أجرى فريق بحثي من جامعة نزوى، دراسة علمية متقدمة عن تأثير تغير المناخ على إنتاج القمح في سلطنة عمان، مستخدمين خوارزمية MaxEnt وتقنيات تعلم الآلة لتحليل ملاءمة الأراضي الزراعية في فترات زمنية مختلفة تمتد حتى عام 2080.
وتهدف الدراسة إلى توفير قاعدة بيانات علمية دقيقة تسهم في دعم الخطط الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي، واستشراف التغيرات البيئية المحتملة التي قد تؤثر في استدامة زراعة المحاصيل الاستراتيجية، لاسيما القمح، في بيئة مناخية تتسم بالتقلب والندرة المائية.
وقد أظهرت النتائج العديد من المؤشرات المهمة التي يمكن أن تُسهم في صياغة السياسات الزراعية وتعزيز مفهوم الزراعة الذكية والمستدامة في السلطنة.
وقد قام على الدراسة كل من الدكتور خليفة بن محمد بن ساعد الكندي، أستاذ مساعد في كرسي جامعة نزوى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والدكتور علي اللواتي أستاذ مساعد، علم الوراثة النباتية مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية في جامعة نزوى.
وفي هذا الإطار قال الدكتور خليفة الكندي: "إن دراسة علمية جديدة في جامعة نزوى كشفت عن تأثيرات تغير المناخ على إنتاج القمح في سلطنة عُمان، مركّزة على تحديد المناطق المثلى لزراعته في فترات زمنية مختلفة باستخدام خوارزمية MaxEnt ، إذ أظهرت نتائج الدراسة، ومن التحليل الزمني لمناطق ملاءمة زراعة القمح، أن المناطق ذات الملاءمة العالية جداً ظلت محدودة للغاية طوال الفترات الزمنية الممتدة بين 1970 و2080، إذ لم تتجاوز نسبتها 3 إلى 4% من إجمالي مساحة السلطنة، أي ما يعادل نحو 9,285 إلى 12,380 كيلومتر مربع فقط. وعلى الرغم من التحسن الطفيف في المساحة المصنفة كعالية جداً، إلا أن هذه المناطق بقيت نادرة، مما يؤكد ضرورة تركيز الجهود الزراعية والتقنيات الحديثة لتعظيم الاستفادة من هذه الرقعة المحدودة وضمان استدامة الإنتاجية فيها".
أما عن المناطق المصنفة بملاءمة عالية فأضاف الدكتور خليفة الكندي أن هذه المناطق حافظت على استقرار ملحوظ في مختلف الفترات، لتغطي حوالي 8% من إجمالي مساحة الأراضي (حوالي 24,760 كيلومتر مربع). إذ يشير هذا الثبات إلى وجود قاعدة بيئية مناسبة يمكن البناء عليها في تطوير الإنتاج الزراعي، شريطة تطبيق إدارة رشيدة للموارد المائية والتربة لتعزيز الإنتاجية والاستدامة في هذه المناطق.
وفي المقابل، شهدت المناطق متوسطة الملائمة تذبذباً ملحوظاً في الفترة المدروسة، فسجلت ارتفاعاً مؤقتاً في منتصف القرن ثم عاودت الانخفاض بنهاية الفترة. ويعكس ذلك هشاشة هذه المناطق أمام التغيرات المناخية، ويدعو إلى ضرورة تبنّي استراتيجيات زراعية مرنة تعتمد على استحداث أصناف قمح مقاومة للجفاف واستخدام تقنيات الزراعة الذكية للتكيّف مع الظروف المتغيرة.
وسوف تنشر صحيفة "إشراقة" في عددها القادم تقريرا موسعا عن الدراسة والنتائج والتوصيات التي خرجت بها.