بمشاركة أكثر من 200 خبير وباحث و 80 ورقة عمل في افتتاح الموسم الثقافي العشرين...
معالي وزير التراث والسياحة يفتتح فعاليات مؤتمر الدولي "التراث والسياحة والثقافة، رؤى متجددة للتنمية الحضارية"
أعمال المؤتمر الدولي: "التراث والسياحة والثقافة ... رؤى متجددة للتنمية الحضارية"
توصي بضرورة بناء قاعدة بيانات علمية: لنشر المعلومات السياحية والأثرية الصحيحة وتشجيع التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص: في تطوير استراتيجيات ترويجية متكاملة
المشاركون يؤكدون أهمية مسح احتياجات سوق العمل في قطاعي التراث والسياحة والمتاحف من الوظائف وقيام الجامعات بفتح باب التخصصات في الجوانب التي تحتاجها صناعة التراث والسياحة
الاتحاد الدولي للمؤرخين يؤكد قيمة التراث العماني وعبقرية صانعه ومقوماته.
المؤتمر يبحث في بيئة مناسبة للاستثمار السياحي المستدامة في شتى مستوياته.
عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع: "عشرونَ عاماً والمواسم الثقافية تنشر العلم وتبث الفكر الإيجابي".
وزارة التراث والسياحة تحيي الافتتاح بعروض مرئية، وتبرز جهودها في رعاية المجال
32 ورقة عملة في اليوم الثاني من المؤتمر الدولي "التراث والسياحة والثقافة: رؤى متجددة للتنمية الحضارية"
المشاركون يؤكدون أهمية المواضيع التي طرحتها أوراق وورش العمل وضرورة الأخذ بالرؤى والأطروحات التي نوقشت
دائرة الإعلام والتسويق
أوصت الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الدولي: "التراث والسياحة والثقافة ... رؤى متجددة للتنمية الحضارية"، الذي احتضنته جامعة نزوى بالشراكة مع وزارة التراث والسياحة والاتحاد الدولي للمؤرخين تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة في الفترة من ٣ إلى ٥ فبراير ٢٠٢٥م، بأهمية العمل على إجراء مقارنة بين استخدامات منصات التواصل الاجتماعي في السلطنة: (القطاع الحكومي والقطاع الخاص) والممارسات الدولية لاستخداماتها في الترويج السياحي. وضرورة بناء قاعدة بيانات علمية: لنشر المعلومات السياحية والأثرية الصحيحة؛ تفاديًا لأي معلومات مغلوطة أو مضللة، وتشجيع التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص: في تطوير استراتيجيات ترويجية متكاملة تستهدف السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وجاء في توصيات المؤتمر وورش العمل المصاحبة التي عقدت بمشاركة ٢٠٠ خبير وباحث ومؤرخ ومهتم بالشأن السياحي والثقافي والتراثي من داخل سلطنة عمان وخارجها، في انطلاق فعاليات الموسم الثقافي العشرين للجامعة الذي يحمل هذا العام شعار: "نحو سياحة مثمرة ـ ريادة واستدامة"، أهمية مسح احتياجات سوق العمل واحتياجاته من التعليم والتدريب المتخصص واحتياجاته قياسا لتوجه سوق العمل في سلطنة عمان، وحاجته المُلِحَّة إلى مُخرجات جديدة، وبناء عليه فإن المؤتمر يوصي بأهمية مسح احتياجات سوق العمل في قطاعي التراث والسياحة والمتاحف من الوظائف، واحتياجات الصناعة من برامج التعليم والتدريب الفني والحرفي والتخصصي، بالإضافة إلى أهمية قيام الجامعات الرسمية والأهلية وخاصة جامعة نزوى؛ كونها تمثل واسطة العقد لمحافظة الداخلية بفتح باب التخصصات في الجوانب التي تحتاجها صناعة التراث والسياحة، مثل: تخصصات الآثار والسياحة والمتاحف، وتطوير برامج متخصصة ومتنوعة في الإرشاد السياحي المتخصص مثل: مرشد سياحة المغامرات، والمرشد السياحي للمواقع الأثرية. مؤكدين أهمية تعزيز استدامة الحرف ومنتجات الصناعات الحرفية من طريق برامج التدريب والتهيئة الحرفية؛ ولتكون محافظة الداخلية -بحكم ثرائها الحرفي- حاضنة لمثل هذه المراكز مع إمكانية الاستفادة من الموارد المتوفرة لدى الجامعات ومؤسسات التعليم الخاصة والحكومية.
وأوصى المشاركون في أعمال المؤتمر الدولي: "التراث والسياحة والثقافة ... رؤى متجددة للتنمية الحضارية" بأهمية تطبيق التنمية السياحية المستدامة في المواقع الأثرية عبر تطوير البِنى التحتية، وزيادة الوعي السياحي لدى المجتمع المحلي للحفاظ على المواقع الأثرية، ودخول الاستثمارات على كافة الأصعدة سواء البِنى التحتية أم استخدام التكنولوجيا.
وأكد المشاركون في فعاليات المؤتمر إجراء دراسات ميدانية إضافية لقياس دور إدارة المدارس في زيادة الوعي بالتراث مع مراعاة العوامل الثقافية لكل محافظة، ووضع برامج تنافسية تحفيزية من قبل وزارة التربية والتعليم تهدف إلى غرس التراث لدى الطلبة، وتكون مماثلة لجائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة أو مبادرة المدارس المعززة للصحة، مؤكدين في توصياتهم ضرورة طرح مسابقات متنوعة من مديريات التربية والتعليم تتناول جوانب التراث وتحيي أثرها في نفوس الطلبة، ودعم جهود سلطنة عمان في الحفاظ على تراثها الثقافي وتطويره كأداة فعَّالة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتها الدولية.
كما أشار المؤتمرون في توصياتهم بأهمية تفعيل دور المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث بإنشاء جمعيات أهلية ومراكز ثقافية تهتم بالتراث، وتشجيع الشباب والفرق الأهلية على المشاركة في الفعاليات الثقافية والإسهام في الحفاظ على التراث، ووضع استراتيجية وطنية شاملة لتطوير وتعزيز قطاع الاقتصاد (الثقافي والإبداعي) في السياحة، وإنشاء صناديق وبرامج دعم وتمويل مخصصة للمشاريع السياحية القائمة على الاقتصاد.
وأكدت توصيات المؤتمر أهمية تكثيف جهود التوثيق للغات المحلية المهددة بالانقراض في سلطنة عمان؛ بهدف جمع جميع صور التراث غير المادي من مصادره الأصلية قبل رحيل كبار السن، وأرشفتها رقميا للاستفادة منها في صون هذه اللغات ورفد قطاع التنمية، بما في ذلك قطاع السياحة الثقافية.
وحفل المؤتمر بتقديم أكثر من 80 ورقة عمل مختلفة، قدمها مجموعة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بقطاع السياحية، منها: 40 ورقة عمل عرضها المشاركون من خارج سلطنة عمان، تناولت مجموعة من العناوين، منها: التراث الثقافي المادي وغير المادي، وواقع السياحة في سلطنة عمان والوطن العربي وآفاق تطويرها واستدامتها، والثورة الرقمية وتأثيرها على الصناعات الثقافية والسياحية، ودور المؤسسات الثقافية في تعزيز التنوع الثقافي، والصناعات الثقافية ودورها في دعم الاقتصاد وتشكيل الهوية، والثقافة والهوية وأثرها في بناء الشخصية العربية، بالإضافة إلى مجموعة من العناوين المختلفة التي تعنى بشكل مباشر بقطاع السياحة والثقافة في سلطنة عمان.
كما شهد المؤتمر إقامة 3 ورش عمل مصاحبة نظّمتها وزارة السياحة والتراث، الورشة الأولى بعنوان: (صناعة التراث) وتتضمن 5 جلسات تركز على التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والأهلي وتمويل الاستثمارات في القطاعين الأهلي والأثري، أما الورشة الثانية فكانت بعنوان (صناعة السياحة)، وتضمنت 4 جلسات تناولت: الترميم: تطبيقاته وتحدياته، والحارات الأثرية وتطويرها سياحيا. فيما جاءت الورشة الثالثة بعنوان: (صناعة المتاحف) وتضمنت 3 جلسات عمل موضوعاتها: المتاحف الخاصة: مساهمة مجتمعية لتطوير السياحة وتوثيق تاريخ الذاكرة العمانية "واقعها والتحديات التي توجهها".
اهتماما بصون التراث الثقافي
وقال سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث: "يجمع هذا الحفل العلمي المتميز نخبة من الباحثين والمختصين في مجالات التراث والسياحة، إذ يعرض ويناقش أوراق البحث العلمية التي من المؤمل أن تثري رؤى التنمية الحضارية وتعزز مجالاتها. كما أن هذا المؤتمر، الذي تنظمه جامعة نزوى بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، يعكس التكامل بين المؤسسات التشريعية والأكاديمية في سلطنة عمان على استدامة التراث وتعظيم دوره في التنمية الاقتصادية والثقافية".
وأضاف سعادته: "أولت سلطنة عمان اهتماما بالغا بصون التراث الثقافي بجميع أشكاله ومضامينه؛ إدراك منها بأن التراث ليس مجرد ماضٍ موثق ومحفوظ ومصان؛ بل حاضر متجدد ومستقبل واعد إذا ما أحسنّا إدارته وتوظيفه؛ لذا جاءت جهود وزارة التراث والسياحة في حماية المواقع الأثرية، وترميم المعالم التاريخية، وتأهيل الحارات القديمة، ودعم المتاحف الخاصة، وتوثيق الصناعات الحرفية، وإيجاد بيئة مناسبة للاستثمار السياحي المستدامة، الذي يحافظ على أصالة المكان وهويته".
وأوضح سعادته بقوله: "انعقاد المؤتمر في محافظة الداخلية، التي تحتضن العديد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية المهمة، يتيح لنا فرصة لعرض التجارب الناجحة في توظيف التراث الثقافي للأغراض والسياحية والثقافية، والوقوف على التحديات والفرص التي تواجه الشركاء؛ سواء في مجال ترميم الاستثمار أم الترويج أم تطوير المتاحف".
عشرونَ عاماً والمواسم الثقافية تنشر العلم وتبث الفكر الإيجابي
وكان الدكتور صالح بن منصور العزري، عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع رئيس اللجنة الدائمة للفعّاليات والمواسم الثقافية، قد ألقى كلمة قال فيها: "ينطلق الموسم الثقافي العشرون بأحد أهم الفعاليات المميزة ألا وهو المؤتمر الدولي: "التراث والسياحة والثقافة ... رؤى متجددة للتنمية الحضارية"؛ ذلك المؤتمر الذي تنظمه جامعة نزوى ممثلةً بمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بالشراكة مع وزارة التراث والسياحة والاتحاد الدولي للمؤرخين".
وأضاف: "تنبع أهمية المؤتمر في سعيه لتقديم دراسات جديدة في مجالات العلوم الاجتماعية؛ وذلك بطرح الثقافة والسياحة والآثار برؤى حديثة بما يسهم في إثراء الجوانب الثقافية والسياحية والجوانب المتعلقة بالآثار والتاريخ، ويضمّ المؤتمر مشاركة كبيرة من الأكاديميين والمتخصصين والباحثين المثقفين والكتاب والمؤلفين، بالإضافة إلى عددٍ من المهتمين من الباحثين والدارسين في موضوعات المؤتمر ومحاورها، الذي سيواصل أعماله على مدار ثلاثة أيام، كما يصاحب الافتتاح معرض يشارك فيه العديد من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية وإسهامات طلبة جامعة نزوى المسجلين في برامج الإنماء الطلابي، الذي يضمّ 4 برامج، هي: تطوع وإبداع ووعي وإسناد".
وأكد الدكتور صالح العزري في كلمته قائلا: "عشرونَ عاماً والمواسم الثقافية تنشر العلم النافع وتبث الفكر الإيجابي لمنتسبي الجامعة وجميع المشاركين في فعالياتها المختلفة، وأسست مع تطورها عبر الأعوام الماضية قاعدة رصينة للتعاون البناء والمثمر بين الجامعة ومختلف المؤسسات المحلية والدولية بمختلف تخصصاتها وأعمالها، كما تحرص الجامعة على مواكبة كافة المستجدات والمتغيرات تماشياً مع رؤية عُمان 2040 وعملاً بالتوجيهات السديدة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه؛ للإسهام في بناء الدولة العصرية ونهضتها المتجددة، ومنها المحافظة على الإرث والهُوية وتسخير هذه المقومات لبناء اقتصاد معرفي قوي ومثري للجميع".
فرصة فريدة للتأمل في دور التراث والثقافة
من جانبه ألقى الدكتور إبراهيم البيضاني، رئيس الاتحاد الدولي للمؤرخين، كلمة على هامش افتتاح فعاليات المؤتمر، أكد فيها أهمية المؤتمر، إذ أشار إلى أنه يمثل فرصة فريدة للتأمل في دور التراث والثقافة والسياحة في تعزيز التنمية الحضارية المستدامة، كما أن التراث يعد الشاهد الحي على عبقرية الإنسان عبر العصور، وهو الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. أما الثقافة فالوعاء الذي يحمل قيم الشعوب وهويتها، والسياحة تُعد الوسيلة المثلى لنقل هذه القيم إلى العالم. وعندما تتحد هذه العناصر الثلاثة، فإنها تسهم في تعزيز الفخر بالهوية الوطنية، وتشكل أيضًا أداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف: "إن الاستثمار في التراث والثقافة عبر السياحة المستدامة ليس ترفًا، بل ضرورة حضارية لتعزيز التفاهم بين الشعوب وبناء جسور الحوار بين الثقافات، ونحن في رحاب مدينة نزوى عاصمة الثقافة والفكر العماني، لا يمكننا إلا أن نقف بإجلال أمام تجربة سلطنة عمان الفريدة. هذه البلاد التي استطاعت أن تصوغ نموذجًا حضاريًا يحتذى به في التعايش السلمي بين مكونات المجتمع؛ لتصبح واحةً للسلام والمحبة".
وأشار الدكتور البيضاني في كلمته بالقول: "أهل عمان، بطبعهم الكريم وأخلاقهم السمحة، جسّدوا معاني التسامح والانفتاح على الآخر؛ ليؤكدوا أن الحوار والتفاهم هما أساس بناء المجتمعات المزدهرة. ومن زياراتي المتعددة لهذا البلد الأصيل، لمست بنفسي مدى ارتباط الإنسان العماني بجذوره وتراثه، وكيف يعكس هذا الارتباط روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، إذ إن نعمة الأمن والاستقرار التي تعيشها سلطنة عمان لم تأتِ بمحض الصدفة، بل نتاج رؤية قيادية حكيمة وإرادة شعبية قوية. هذه البيئة الآمنة والمتسامحة تشكل قاعدة أساسية لازدهار السياحة في السلطنة".
وأكد رئيس الاتحاد الدولي للمؤرخين أنّ سلطنة عمان أصبحت وجهة مفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم بفضل ما تزخر به من مقومات سياحية فريدة، ومن تراث عالمي مسجل في اليونسكو، وطبيعة خلابة وموقع استراتيجي، إلى جانب كرم الضيافة العمانية الذي يترك أثرًا لا يُنسى في قلوب الزوار. فضلا عن ذلك أن الأمن والتعايش الذي تتمتع به السلطنة يعزز ثقة السائح في اختيار سلطنة عمان كوجهة تعكس صورة التوازن بين الأصالة والمعاصرة ـ وما اجتماعنا اليوم في هذا المؤتمر إلا تأكيد على إيماننا المشترك بأن التراث والثقافة والسياحة ليست مجرد عناوين، بل أدوات فاعلة لتحقيق التنمية الحضارية وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، مختتما كلمته بالقول إنَّ عمان عمق تاريخي وتاريخ حديث ازدهرت فيه عمان وكانت محورا دوليا وإقليميا في القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، واليوم تجربة مميزة في مجال التعايش السلمي والتقدم العلمي.
عروض مرئية
وشهدت فعاليات افتتاح المؤتمر عروضا مرئية، إذ قدم المهندس محمد بن خليفة القاسمي، مدير التخطيط الفني بوزارة التراث والسياحة، عرضا بعنوان: "التنمية السياحية في محافظة الداخلية"، عرج فيه إلى جهود الوزارة في إحياء المواقع السياحية بالمحافظة، والجهود المبذولة لتطويرها، بجانب اهتمام الوزارة بدعم مشاريع الشباب ورعايتهم عبر برامج مختلفة، معرجا للعديد من الجوانب التي تعنى النهوض بالقطاع السياحية بالمحافظة في المرحلة القادمة. عقبها قدم المهندس محمود بن سالم الحراصي، رئيس قسم التطوير العقاري بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، عرضا مرئيا عن "الاستراتيجية العمرانية لنزوى الكبرى"، وأهم ما تتضمنه هذه الاستراتيجية من توجهات ومشاريع وبرامج تستهدف النهوض بالولاية عبر مجموعة من المشاريع والمدن الحديثة، في الوقت الذي عرض المهندس حسن بن علي الرئيسي، مدير مشروع الجبل الأخضر، ملامح المشروع وأهم المرافق والخدمات التي سيوفرها، وأهميته الاقتصادية والسياحية والاجتماعية.
محافظة الداخلية .. ورؤية 2040
قدمت خديجة بنت مسعود الخيارية، مديرة مكتب متابعة تنفيذ رؤية 2040 بمكتب محافظ الداخلية، عرضا مرئيا بعنوان: "محافظة الداخلية نحو اقتصاد محلي رائد ومستدام"، تناولت فيه أهم وأبرز المشاريع التي تشهدها المحافظة، ورؤية المحافظة في استثمار الفرص السياحية، والجهود المبذولة لتوفير الخدمات التي من شأنها النهوض بالقطاعات الاقتصادية والسياحية.
بعدها قدم الدكتور محمد بن أحمد الحبسي، خبير سياحي وعضو اللجنة العلمية والإشرافية للورش التخصيصية، عرضا مرئيا عن أهم ما تتضمنه وورش العمل التخصيصية، وأهم ما ستطرحه الورش، وطبيعة المحاور التي ستناقش.
فيما افتتح معالي وزير التراث والسياحة فعاليات المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي تشارك فيه الجامعة ممثلة بالجامعات الطلابية ومراكز الجامعة المختلفة، كما يحظى المعرض بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة العاملة في قطاع السياحة والمتاحف، إذ استمع معاليه والحضور على هامش تجوّله في أقسام المعرض على مجموعة الخدمات والمعروضات التي تقدمها الشركات المؤسسات المشاركة، كما يحظى المعرض بمشاركة واسعة من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى مشاركة المؤسسات الحكومية والأهلية التي تعنى بالتراث والسياحة والثقافة، إذ يهدف المعرض إلى إبراز الصورة التاريخية والحضارية لسلطنة عمان وما تحويه من كنوز سياحية وثقافية وتاريخية.
وقد شهد المعرض المصاحب حضورا من الزوار والمشاركين وطلبة الجامعة، الذين أبدوا إعجابهم بما يحويه من أقسام وأجنحة متنوعة أبرزت المشهد السياحي، والمورث الثقافي والتاريخي لعمان.
جلسات المؤتمر
وقد بدأت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر بمجموعة من الجلسات، إذ ناقشت الجلسة، التي ترأسها الأستاذ الدكتور أحمد بن حمد الربعاني مجموعة من العناوين، هي: حماية التراث الثقافيّ غير الماديّ في التشريع العُمانيّ، وأبراج الألف الثالث قبل الميلاد في سلطنة عمان، والاكتشافات الأثرية الجديدة، والقيادة الريادية لدى مديري المدارس وأثرها في تنمية الوعي السياحي الاستثماري في المؤسسات التعليمية، ودور السياسات اللغوية الإسرائيلية في طمس الهوية العربية في فلسطين المحتلة.
أما الجلسة الثانية التي ترأستها تهاني الظفيرية فقد تضمنت مجموعة من أوراق العمل في دور السياحة الثقافية في تنشيط اللغات المهددة بالانقراض في ظفار بسلطنة عمان، هي: أفكار ومقترحات، الاستثمار السياحي في المواقع التراثية في سلطنة عمان: حصن عبري أنموذجاً، وواقع السياحة في ولاية الجبل الأخضر - محافظة الداخلية آفاق التطوير والاستثمار.
بينما قدّم المؤتمر الدولي "التراث والسياحة والثقافة: رؤى متجددة للتنمية الحضارية"، الذي تنظمه الجامعة بالشراكة مع وزارة التراث والسياحة والاتحاد الدولي للمؤرخين في يومه الثاني، عددا من جلسات العمل؛ إذ عُرضت 32 ورقة عمل تناولت مجموعة من المواضيع المهمة التي تعنى بإحياء التراث والثقافة والسياحة من مختلف جوانبها، التي قدمها المشاركون في فعاليات المؤتمر من داخل سلطنة عمان وخارجها.
وحظيت جلسات العمل المصاحبة للمؤتمر حضورا وتفاعلا من قبل الجهات الحكومية والخاصة المعنية، إلى جانب أصحاب المشاريع المختلفة من رواد الأعمال، وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إذ تم تداول العديد من المواضيع والقضايا التي تعنى بالقطاع السياحي من حيث تجويده وتطويره والنهوض به، وتعزيز حضوره في المشهد الاقتصادي بطرح عناوين مختلفة تتعلق بصناعة التراث، وصناعة السياحية، وصناعة المتاحف.
حوارات تناقش مستقبل صناعة التراث والسياحة والمتاحف
الجلسة الأولى لفعاليات اليوم الثاني ترأسها الأستاذ الدكتور أحمد بن حمد الربعاني، إذ طرحت عددا من أوراق العمل ناقشت فيها: المشهد التصوري للهوية والذات في الشعر العماني الحديث، للدكتورة شيخة بنت عبدالله المنذرية، والاقتصاد البنفسجي ودوره في ترسيخ الهوية الوطنية في المجال السياحي: برج كوت العسكر بولاية طاقة (دراسة حالة) قدمتها إلهام بنت عوض بالتعاون مع الدكتور سليم بن محمد الهنائي. وتناولت الجلسة موضوع "الحرف التراثية ودورها في تعزيز الهوية" للدكتورة بدرية بنت علي الهنائية، "وأزمة الهوية وتراجع التعليم" للباحثة منى بنت محمد السالمية والدكتور سليم بن محمد الهنائي.
أما الجلسة الثانية فترأسها الأستاذ الدكتور نائل حنون، وطرحت موضوعات عدة، منها: "الحارات العُمانية القديمة نموذج لاقتصاديات السياحة الثقافية: حارة قصرى أنموذجًا" للباحثة فاطمة بنت ناصر المحروقية، و"الرسوم الصخرية في سلطنة عمان: دلالاتها ورمزيتها "رسمة الثعبان أنموذجًا للأستاذ الدكتور فايز أنور مسعود والدكتور حبيب بن مرهون الهادي. وناقشت الجلسة "نماذج من الآثار الكتابية على مساجد نزوى وإزكي القديمة" للباحث محمد بن يحيى الراشدي، والبعد الأنثروبولوجي في منهج الآثاريين في الربع الأول من القرن العشرين (الشيخ محمد حرز الدين أنموذجًا)" للدكتور حليم عباس عبيد.
وترأس الدكتور موسى بن سالم البراشدي الجلسة الثالثة، التي تناولت موضوعات: "التراث الحضاري ودوره في تجذّر الانتماء للدكتورة مريم بنت عبدالله الهاشمية، والسياحة الأثرية والدينية في مدينة سامراء "الواقع والمأمول" للأستاذ الدكتور إبراهيم حسني الجبوري، وأهمية خطة الثقافة الدينية السنوية في الحفاظ على الهوية الثقافية العمانية" للباحث قيس بن خليفة الخزيري، وموسم الصرب في محافظة ظفار: رافد ثقافي وسياحي في سلطنة عمان، لعبد العزيز بن أحمد المعشني.
أما الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور بدر بن هلال العلوي، فناقشت الأوراق البحثية: "دور الإدارة المدرسية في زيادة الوعي بالتراث لدى طلبة المدارس الحكومية بسلطنة عمان من وجهة نظر المعلمين" للدكتور ربيع بن المر الذهلي وبدرية بنت حمود العامرية وطيبة بنت سيف الرواحية، ودور قسم الثقافة الدينية في تعزيز القيم الاجتماعية لدى الطلبة للباحث بدر بن سعيد الصالحي. وتناولت الجلسة موضوع "المكان والذاكرة وتشكيل الهوية: قراءة تحليلية في السينما العمانية" للدكتور لطفي فوزي، و"التاريخ والتراث: تنمية مستدامة عبر الدراما" لأحمد بن سعيد الأزكوي.
الجلسة الخامسة ترأسها الدكتور علي بن سعيد الريامي، وعرضت خمس أوراق عمل: "العناصر المعمارية للقلاع والحصون العمانية: حصن بيت المراح بولاية ينقل أنموذجًا" للدكتور بدر بن هلال العلوي، والتمثلات اليوسولوجية في النصوص التراثية: رؤية في مساقات المنهج التاريخي" للدكتور حسين بن جويد الكندي، وسيمياء التراث الثقافي في قصص الأطفال: أدب الطفل العُماني نموذجًا" للدكتورة وفاء بنت سالم الشامسية، و"الطب الشعبي في عمان: ممارسات العلاج الدائرة على اللبان وتمثلاتها في شمال الباطنة" للدكتورة هاجر عبدالرحمان حراثي. ترأسها الدكتور غانم بن سعد الغانم، وركز على الجانب السياحي، إذ نوقشت أوراق عمل: "الفن التشكيلي ودوره في تعزيز الهوية الثقافية والتنمية الاقتصادية" للدكتورة رايس علي ابتسام وصر بن عبد اللاوي، و"الموروث الشعبي في الرواية العمانية ودوره في ترسيخ الهوية" للدكتورة زينب عبد المهدي الطائي، و"دور الأدب في تعزيز الهوية والتعريف بالتراث: قراءة في روايات عمانية" للأستاذ الدكتور بشرى عبد عطية الجبوري والدكتور عبود توفيق عبود، و"قوة عُمان الناعمة للحفاظ على هويتها" لسلطان بن محمد البيماني.
وأدارت الدكتورة مريم بنت عبدالله الهاشمية الجلسة السابعة، التي تناولت موضوعات: "الثورة الرقمية وتأثيراتها في المجال الثقافي والتعليمي كحافز للابتكار والإبداع والتنافس" للدكتور بن صر عبدالسلام وبن صر حورية، و"دور مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج السياحي لمصر: الواقع وآفاق المستقبل" للأستاذ الدكتور وفاء سمير نعيم، و"تأثير تقنية الواقع المعزز على تجربة تعلم الزوار العمانيين بمتحف التاريخ الطبيعي" لأصيلة بن أحمد البلوشية، و"العوامل الثقافية المؤثرة في برامج المؤسسات الثقافية في المجتمع العماني من وجهة نظر العاملين فيها" لوفطة بنت مسعود الفارسية وتهاني بنت عبدالله الحوسنية.
أما الجلسة الثامنة والأخيرة التي ترأسها الدكتور ربيع بن المر الذهلي، فناقشت أربع أوراق عمل: "دور المجتمع المدني في دعم التنمية السياحية في المملكة العربية السعودية" للأستاذ الدكتور عبد الونيس محمد الرشيدي والدكتور غانم بن سعد الغانم، و"السياحة المستدامة في العراق: استكشاف إمكانيات استعادة الأهوار" للدكتورة إيمان جواد هادي والدكتور علي حسين هادي، و"ظفار موطن البخور من خلال المصادر الكلاسيكية" لسالم بن أحمد الكثيري، و"الحركة الكشفية في خدمة المجتمع" لمحمود بن خليفة البيماني.
من جانب آخر، حظيت الورش المصاحبة للمؤتمر بحضور مميز، إذ شهدت قاعة المشارق بالجامعة تفاعلا مع ورش العمل من قبل المشاركين، فقد نظّمت ثلاث ورش عمل حوارية تحت عنوان: "صناعة التراث والسياحة والمتاحف"، التي تناولت مجموعة من المواضيع، منها التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والأهلي، وتمويل الاستثمارات في القطاعين الأهلي والأثري، والحفاظ على الآثار العمانية واستدامتها، وتطبيقات الترميم وتحدياته، وتطوير الحارات الأثرية سياحيًا، وسياحة المغامرات، والاستثمار السياحي في سلطنة عمان. بينما ستتناول جلسة العمل الثالثة موضوع "صناعة المتاحف"، مع التركيز على المتاحف الخاصة ودورها في تطوير السياحة وتوثيق تاريخ الذاكرة العمانية.