برنامج جديد في مجال الدكتوراة نأمل أن يرى النور قريبا
طلبة الدكتوراة يباشرون دراسة برنامج دكتوراة الفلسفة في القيادة التعليمية بجامعة نزوى
البرنامج الأول من نوعه، ويهدف إلى خلق قيادات تربوية قادرة على قيادة إدارة مؤسسات ومشاريع تعليمية مختلفة
رئيس قسم التربية والدراسات الإنسانية:
البرنامج أخذ حقه ووقته من الإعداد بمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين من جامعات محلية وخارجية
الإقبال على البرنامج كان كبيرا ... والمقبولون يمثلون مجموعة مختارة من مختلف الجامعات الوطنية والعالمية
دائرة الإعلام والتسويق
باشر 10 من طلبة الدفعة الأولى برنامج دكتوراة الفلسفة في القيادة التعليمية مؤخرا دراستهم في جامعة نزوى، إذ يعد البرنامج الأول من نوعه على مستوى الجامعات في سلطنة عمان، يضاف إلى برامج الدكتوراة الأخرى التي تقدمها الجامعة.
وقد شهد التسجيل في برنامج الدكتوراة إقبالا جيدا، إذ تقدم لإجراء مقابلات واختبارات القبول بعد تصفية المتقدمين وعددهم 43 طالبا، تم قبول 10 منهم، وهي القدرة الاستيعابية لبرامج الدكتوراة، على أن يرتفع العدد في الفصول القادمة بمعدل 10 طلبة لكل فصل.
وقال الدكتور خليفة بن أحمد القصابي، رئيس قسم التربية والدراسات الإنسانية بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى: "الإقبال الذي سجله برنامج الدكتوراة في القيادة التربوية كان كبيرا، صحيح كنا قد وضعنا بعض الأرقام المتواضعة، لكن العدد كان جيد جدا لبرنامج يتم طرحه لأول مرة في سلطنة عمان، فَالمتقدمين للبرنامج يمثلون العديد من الجامعات الوطنية والعالمية، وكان نصيب خريجي ماجستير جامعة نزوى المقبولين للدراسة 60 بالمائة؛ وذلك بعد إجراء المنافسة بين المتقدمين.
أهداف وتوجهات
وعن أهمية طرح جامعة نزوى لبرنامج الدكتوراة في القيادة التربوية، وما يمثله من أهمية في هذه المرحلة، قال: "الفكرة بدأت منذ ما يزيد على عامين في ضوء المؤشرات التي رصدنها، وزيادة المطالب بضرورة طرح البرنامج، إلى جانب ارتفاع أعداد الطلبة العمانيين الدارسين خارج سلطنة عمان لبرامج الدكتوراة في التربية؛ لذا وجدنا في جامعة نزوى أهمية بالغة لتبني مشروع لطرح مجموعة برامج في الدكتوراة تلبي احتياجات الطلبة العمانيين الراغبين في إكمال دراساتهم العليا، وتقلل من تنقل هذه العقول للبحث عن جامعات أخرى خارج حدود الوطن، فعمل فريق من أساتذة الجامعة، بالتعاون مع عدد من الخبرات والمؤسسات التعليمية من داخل سلطنة عمان وخارجها على بناء برنامج الدكتوراة في القيادة التربوية، ثم قُدِّم إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، التي -ولله الحمد- أجازته مؤخرا، بعدها تم الإعلان مباشرة عن بدء التسجيل في البرنامج في 5 أيام تقدم 46 طالبا للبرنامج، وتم الاعتذار لثلاثة لعدم تطابق مستنداتهم مع شروط القبول"، منوها إلى أن الجامعة ستطرح البرنامج في مرحلة أخرى مع بداية العام الأكاديمي القادم، وتعطي وقتا كافيا يتيح لجميع الطلبة فرص التسجيل، على أمل رفع القدرة الاستيعابية للبرنامج إلى أكثر من 10 في حال موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مستقبلا.
أسس ومعايير
وعن الأسس والمعايير والأهداف التي تم بناء البرنامج عليها عند إعداده، أوضح الدكتور خليفة القصابي ذلك بقوله: "قبل طرح أي برنامج لا بدء من استيفاء الشروط المطلوبة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ثم يتم العمل على دراسة جدوى طرح البرنامج، ومعدل حجم الطلب المتوقع، ثم استطلاع رأي المختصين في عدد من الجهات المختصة، مثل: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة القوى العاملة، وغيرها من المؤسسات المعنية؛ بهدف التعرف على أهمية البرنامج والنتائج المرجوة منه، واحتياجات سوق العمل أيضا، كما تم طرح استطلاع على عدد من الأساتذة المختصين في عدد من الجامعات، وكانت النتائج جميعها إيجابية ومبشرة. كما تم تحديد الكادر التدريسي للبرنامج، وقاعات التدريس المطلوبة، وشاشات العرض، وآليات التدريس".
التنويع والتجديد
وأضاف رئيس قسم التربية والدراسات الإنسانية بكلية العلوم والآداب: "حرصنا عند دراسة البرنامج على قضية التنوع في الجوانب التي يطرحها البرنامج، مثل: البحوث النوعية، وترسيخ مفهوم القيادة التربوية، إذ تقوم على إعداد شخص يمتلك القدرة والكفاءة لإدارة نظام تعليمي، ومؤسسات تعليمية كبيرة في مختلف الجوانب التعليمية، والإدارية والمؤسسية، وتلك القيادة ليست حكرا أن تكون في المجال التربوي فقط".
وذكر أن عملية الاختيار قامت على مجموعة من المعايير، منها حصول الطالب على درجة الماجستير بمعدل لا يقل عن 3، كذلك تم فرز طلبات المتقدمين وفقا لمعايير المفاضلة، أساسها: تجاوز امتحان يشمل المهارات البحثية، والمهارات المعرفية، وعدد البحوث والدراسات المنشورة، والمقابلة أمام لجنة من ممثلين عن عمادة الدراسات العليا، وعمادة القبول والتسجيل، مؤكدا أن العملية أنجزت بكل شفافية ووضوح مع جميع الطلبة بما يحقق العدالة بين الجميع.
برنامج مميز ومتفرد
وعن طبيعة إعداد برنامج الدكتوراة في القيادة التربوية، ومدى الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الجانب، قال الدكتور خليفة بن أحمد القصابي: "استفدنا من تجارب عديدة في جامعات مختلفة عربية وأجنبية، كما كانت هناك زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تم عقد مجموعة من اللقاءات مع أساتذة متخصصين في هذا الجانب، واطلعنا على تجارب مجموعة من الجامعات، خاصة تلك التي ترتبط بعلاقات مع جامعة نزوى، وهذا نابع من الحرص على إيجاد برنامج متميز ومتفرد؛ كي لا يكون برنامجا تقليديا، بل نوعيا في كل جوانبه الدراسية والبحثية والتخصصية؛ ولذا جاء اختيار الاسم ليكون في القيادة، بحيث يمتلك الطالب الخريج القدرات والإمكانات التي تؤهله ليكون قائدا مبدعا في مجال عمله؛ فلذلك أخذ إعداد البرنامج كل هذا الوقت من الدراسة والتمحيص والتدقيق، ومرّ على مجموعة من اللجان والفرق لتقييم والتعديل".
وعمّا إذا كانت هناك رؤية لطرح برامج جديدة في مجال الدكتوراة، أشار الدكتور القصابي بقوله: "هناك برنامج أخرى في مجال الدكتوراة جاري إعدادها، ونأمل أن ترى النور قريبا، فالأعداد الكبيرة من خريجي الماجستير؛ سواء من طلبة الجامعة أم الجامعات الأخرى، تدعونا إلى البحث عن برامج جديدة في مجال الدكتوراة لهؤلاء الطلبة الطامحين لإكمال دراساتهم العليا، إلى جانب -كما أشرنا سابقا- إتاحة الفرصة أمام الطلبة للحصول على رغباتهم في جامعتهم الوطنية دون الحاجة إلى البحث عن جامعات خارج حدود الوطن".
وأوضح أن طرح مثل هذه البرامج العليا في دراسة الدكتوراة يضيف قيمة علمية ومعرفية للباحثين والدارسين، أهمها: توطين المعرفة العلمية، وتأمين الاستقرار للطالب، فعِوضا من أن يذهب إلى الخارج، أصبحت الفرصة متاحة ليكون قريبا من عمله وأسرته، كذلك الأمر من حيث الاستفادة من البحوث والدراسات التي يقدمها الطلبة، خاصة إذا كانت تتعلق بمواضيع وطنية، وأيضا إتاحة الفرصة لطلبة الدكتوراة للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجامعة في مختلف المستويات: أكاديميا وبحثيا وإداريا.
وأوضح أن البرنامج يركز على الجانب التقني في بعض المقررات، والذكاء الاصطناعي في مقررات أخرى، أضف إلى ذلك باقي المقررات ملزمة لاستخدام تقنيات التعليم الإلكتروني، بجانب التعليم عن بعد، إلى جانب أن بعض الدراسات والبحوث أيضا مرتبطة بمواضيع تتعلق بالتعليم عن بعد، والتعليم الإلكتروني.
متابعة وتوجيه
وثمن القصابي جهود الجامعة في إدارتها العليا والإدارة التنفيذية والأكاديميين، إذ كان لهم الدور الأكبر في إنجاز مشروع برنامج الدكتوراة في القيادة التربوية، وهو ما يمثل جانبا مهما من التحفيز والتشجيع على إنجاز هذا المشروع المهم؛ بتوفير المدرسين والقاعات والأدوات المطلوبة، وتعزيزها بمجموعة من الخدمات التي تخدم العملية التعليمية، مشيدا في نفس الوقت بالدعم المستمر لرئيس الجامعة، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وحرصهما على المتابعة والتوجيه الدائمين.
وأكد الدكتور خليفة القصابي على المستوى المتطور الذي وصلت إليه الجامعات الحكومية والخاصة في سلطنة عمان، وقدرتها على تقديم برامج وخدمات نوعية في مختلف التخصصات والبرامج، بدءا من الدبلوم وحتى الدكتوراة؛ ولذلك دفعت الحكومة ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بهذه الجامعات لتقديم هذا النوع من البرامج، ووفرت في سبيل ذلك خيارات وبدائل عديدة، كما يسّرت أمور الترخيص لمثل هذه البرامج من حيث سرعة البت فيها والاهتمام بعملية تقيمها؛ لذا أصبح طالب العلم في عُمان يمتلك خيارات متنوعة من الجامعات والكليات التي يمكن أن يجد فيها رغباته واحتياجاته من البرامج التي يطمح في دراستها.
الهدف الأسمى
وأكد القصابي على القدرات الوطنية الأكاديمية، وما تملكه من خبرات وتجارب مختلفة، دفع بها للنهوض بقطاع التعليم العالي، عبر طرح مشاريع وبرامج مختلفة عززت المسارات التعليمية ونهضت بها، مع الحاجة إلى الاستفادة من الخبرات الأكاديمية الخارجية، وضرورة أن يواكب قطاع التعليم العالي ما وصلت إليه أعرق الجامعات الخارجية في العالم، وهذا الذي تعمل عليه جامعة نزوى التي ترتبط بحوالي 55 مذكرة تفاهم مع جامعات مختلفة في العالم، وهذه واحدة من الجوانب المهمة التي رعتها الجامعة منذ بدايتها عام 2004م.
ونوه رئيس قسم التربية والدراسات الإنسانية بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى إلى أهمية أن يحظى التعليم بأولوية قصوى في توجهاتها ورؤيتها، وألا يطغى الجانب المادي على الجانب التعليمي، وضرورة أن يكون هناك تواصل على كافة المستويات التي تدعم هذه التوجهات؛ من طريق إيجاد بيئات مناسبة لتقديم البرامج التعليمية المختلفة وما يمثله ذلك من أولوية في العديد من المشاريع المختلفة، وألا يكون الهدف الأسمى الربح، مؤكدا على أن أبناء عمان اليوم شغوفون بالتعليم، ولديهم الرغبة الصادقة في إكمال دراساتهم العليا، وهذا ما نلمسه عند طرح أي برنامج، إذ هناك رغبة قوية نجدها في الكثير من الطلبة الطامحين لإكمال دراستهم، وهنا فمن المهم أن تولي جامعاتنا المختلفة أولوية للبرامج والتخصصات التي تطرحها.