السنة 20 العدد 194
2025/11/01

بوصلة إلى أحدث الإصدارات

 

 

في خضمِّ سعي مكتبة جامعة نزوى إلى ترسيخ ثقافة القراءة الواعية ومتابعة الحراكين الفكري والمعرفي المعاصر، يأتي هذا الركن من مكتب النشر ليكون نافذة متجددة على ما استجدّ من إصداراتٍ علميةٍ وفكريةٍ رصينة وصلت حديثا إلى المكتبة. ومن طريق قراءةٍ شهريةٍ في ثلاثة كتب مختارة، نسعى إلى مدّ جسورٍ بين القارئ والمحتوى، وإلى إحياء روح التفاعل مع الكتاب بوصفه منبعًا للفكر ومجالًا للحوار والتأمل. إنها خطوةٌ نحو جعل القراءة ممارسةً حيةً تُسهم في تنمية الوعي وتغذية العقل وتنوير الدرب الأكاديمي والثقافي معًا.

 

 

قراءة في كتاب: قوة أن تبدأ الآن

تأليف: كاريمان ماهر

الناشر: عصير الكتب للنشر والتوزيع

تدقيق لغوي: محمد عبد العال

تنسيق داخلي: معتز حسين علي

الطبعة الأولى: يناير 2025

 

كم مرة قلت لنفسك: "سأبدأ غدًا؟" لكن الحقيقة أن الغد قد لا يأتي… واللحظة الوحيدة المضمونة هي الآن!

في عالم مليء بالتحديات والمشاكل اليومية، يصعب على الكثيرين اتخاذ القرارات الصحيحة أو البدء في التغيير. كتاب "قوة أن تبدأ الآن" للكاتبة كاريمان ماهر يقدم دليلاً شاملاً لأولئك الذين يرغبون في التحول الشخصي وتحقيق النجاح. الكتاب يعرض لنا طرقًا عملية لبداية جديدة ونصائح فعّالة لتحقيق الأهداف والتغلب على التحديات التي تواجهنا في حياتنا. ويناقش أهمية اللحظة الراهنة كفرصة حقيقية للانطلاق نحو تحقيق الأهداف، ويعزز فكرة أن الوقت المناسب للبدء لا يأتي إلا عندما نقرر أن نبدأ الآن، بغض النظر عن الظروف أو التحديات.

الكتاب يدور حول فكرة أساسية مفادها: أن لحظة البدء هي أهم لحظة. يشجعنا الكتاب على أن نعيش اللحظة الحالية بدلاً من انتظار وقت "مثالي" أو ظروف ملائمة للبدء في العمل. تتحدث الكاتبة عن كيفية التغلب على الخوف من الفشل والتأجيل وتطرح أفكارًا عملية لتحفيز الشخص على المضي قدمًا، خطوة بخطوة.

أبرز النقاط التي يمكن تعلمها:

  1. التخلص من عادة التأجيل: الكتاب يركز على كيفية التخلص من عادة التأجيل التي تؤخر تحقيق الأهداف. ويعرض بأسلوب بسيط؛ لكن فعال للانطلاق في العمل بشكل فوري.

  2. التغلب على الخوف من الفشل: يشجع الكتاب القارئ على أن يرى الفشل كفرصة لتعلم المهارات والنمو الشخصي. إن مواجهة الخوف هو جزء أساس من النمو.

  3. أهمية الاستمرارية: الكتاب يوضح أن الاستمرار في العمل والمثابرة أهم من البدء المثالي. القوة تكمن في الاستمرارية، حتى وإن كانت الخطوات صغيرة.

هذا المؤلَّف مكتوب بأسلوب مباشر وسهل، يهدف إلى تحفيز القارئ للتحرك بشكل فوري. ويستعمل أسلوبا سرديا يتضمن تجارب واقعية وحكايات بسيطة توضح المفاهيم. ويعرض للأفكار بطريقة تُشجع القارئ على تطبيقها في حياته اليومية. ويحتوي أيضًا على العديد من صفحات التساؤلات والجداول التي تساعد على ترتيب الأفكار والبدء في التطبيق.

الخاتمة:

“قوة أن تبدأ الآن” كتاب مليء بالطاقة الإيجابية، ويعزز فكرة أن لحظة البدء هي أكثر اللحظات قيمة. والكاتب يؤكد أنه لا يوجد وقت مناسب أكثر من اللحظة الحالية لتحقيق أحلامنا. ويختتم الكتاب بتوجيهات مهمة لكل شخص يرغب في تغييرات حياتية حقيقية، داعيًا إلى البدء الآن وعدم انتظار الظروف المثالية.

رأيي الشخصي:

الكتاب يعكس قوة التغيير التي يمكن أن تحدث بمجرد اتخاذ قرار البدء، ويشجعنا على التحرر من قيود التأجيل والخوف. أعتقد أن هذا الكتاب مناسب للجميع، سواء أكانوا في بداية رحلة التغيير أم يبحثون عن دفعة جديدة لتحقيق أهدافهم. في رأيي، إذا أضاف المؤلف بعض التمارين التفاعلية أو الجداول الزمنية التي تساعد القارئ على وضع خطة عمل، لكان الكتاب أكثر فاعلية في تقديم أدوات عملية للتنفيذ.

شذى بنت حمد السعدية

 

 

قراءة في كتاب: المناهج والبرامج التعليمية في العصر الرقمي

تأليف: أ.د محمود جابر حسن الجلوي

الوظيفة: أستاذ المناهج وطرق التدريس- وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة- كلية التربية في جامعة دمياط بمصر.

عدد الصفحات: 489

الناشر: المعرفة اللامحدودة للنشر والتوزيع

الطبعة: الأولى، 1446هـ -2025م

 

يشير الكاتب إلى أن العالم يعيش تحولاً رقمياً شاملاً غيّر مسار التعليم بشكل عميق. فالمناهج التقليدية لم تعد قادرة على تلبية احتياجات المتعلم في عصر التقنية. ويؤكد أن المناهج الرقمية أصبحت ضرورة لتطوير مهارات الإبداع والتفكير النقدي. ويوضح أن دمج التكنولوجيا في التعليم هو الطريق لتحقيق تعلم فعّال ومواكب للمستقبل.

هذا الكتاب محاط بالعديد من الأفكار والقضايا التربوية التي تهم التعليم في العصر الرقمي. تحدث في الباب الأول: عن بناء المناهج وتطويرها في العصر الرقمي ثم ذكر في الباب الثاني: كفايات التدريس في العصر الرقمي. ثم جاء في الباب الثالث والأخير فناقش: تطبيقات الذكاء الاصطناعي والمناهج التعليمية

الخاتمة:

يؤكد الكتاب أن التعليم في العصر الرقمي لا يمكن أن يستمر بالأساليب التقليدية. فالمناهج الحديثة يجب أن تتكامل مع التكنولوجيا لتلبية متطلبات المستقبل. ويبرز أهمية إعداد المعلم وتأهيله لمواجهة تحديات البيئة الرقمية. ويختتم بدعوة إلى تبني الابتكار والتعلم المستمر لبناء أجيال قادرة على الإبداع. 

رأيي الشخصي: 

الكتاب يبدو مفيدا جدا لأنه يواكب التحول الرقمي في التعليم، ويقدم أفكار عملية للمعلمين والطلبة. وأراه مناسبا لكل من يعمل في مجال التربية؛ لأنه يربط بين النظرية والتطبيق. أيضًا يعكس وعيا بأهمية الابتكار والتكنولوجيا في بناء مناهج عصرية تلبي احتياجات الجيل الجديد.

لكن برأيي لو أضاف المؤلف صورا توضيحية ورسومات مرتبطة بالأفكار؛ لكان الكتاب أكثر تشويقا وأسهل للفهم، خاصة للطلبة. إلى جانب ذلك، كان من الأفضل أن تكون هناك مساحة أوسع بين الأسطر والصفحات لتسهيل القراءة وتدوين الملاحظات.

ماجدة الخاطرية

 

 

قراءة في كتاب: دليل تنمية مهارات الذكاء الوجداني (افهم نفسك والآخرين- الجزء الثاني)

تأليف: د. حمد بن حمود الغافري

الوظيفة: أستاذ علم النفس التربوي والتعليم الذاتي المساعد - الجامعة العربية المفتوحة.

الناشر: مكتبة الدراسات العربية.

عدد الصفحات: 289  

 

المقدمة:

يشير المؤلف أن الذكاء الوجداني (أو العاطفي) من المفاهيم الحديثة التي لاقت اهتمامًا متزايدًا في ميادين التربية، والإدارة، والعلاقات الإنسانية؛ لما له من أثر بالغ في تشكيل شخصية الإنسان وتحسين جودة تواصله وتفاعله مع ذاته ومع الآخرين. ويشير الذكاء الوجداني إلى القدرة على التعرف على المشاعر الذاتية وفهمها، وإدارة الانفعالات، والتعاطف مع مشاعر الآخرين، وبناء علاقات اجتماعية إيجابية.

وفي ظل التحديات النفسية والاجتماعية المتزايدة في عالمنا المعاصر، تظهر الحاجة الماسّة إلى تنمية هذا النوع من الذكاء، ليس فقط لتحسين الأداء الفردي، بل أيضًا لتعزيز الصحة النفسية والرفاه العام. ومن هذا المنطلق، جاء كتاب "دليل تنمية مهارات الذكاء الوجداني" ليكون مرشدًا عمليًا ونظريًا، يُقدم أدوات واستراتيجيات فعالة تساعد الأفراد على فهم أنفسهم، والتواصل الإيجابي مع من حولهم، واتخاذ قرارات أكثر اتزانًا ووعيًا.

ويتناول الكتاب مجموعة من المحاور الأساسية التي تمكّن القارئ من بناء قاعدة قوية من المهارات الوجدانية، مثل التعاطف، وضبط النفس، والوعي الذاتي، والمرونة النفسية، ويعتمد على تمارين تطبيقية ونماذج حياتية تسهّل فهم المفاهيم وتطبيقها في الواقع اليومي.

الخاتمة:

يأتي هذا الكتاب ليواصل رحلتك نحو تطوير مهارات الذكاء الوجداني بتركيز أعمق على إدارة الضغوط وبناء التوازن الشخصي والمهني، في ظل الأهمية المتزايدة للذكاء الوجداني. ويقدم هذا الجزء منهجية علمية مستوحاة من نظرية روبرت جانيه التعليمية لضمان تجربة تعليمية تفاعلية وعلمية.

ويُظهر لنا هذا الدليل أن الذكاء الوجداني ليس أمرًا فطريًا فقط، بل يمكن تعلّمه وتطويره بالممارسة والوعي والتدريب المستمر. ومع الوقت، يصبح هذا الذكاء مصدر قوة داخلية تسهم في تحسين جودة الحياة الشخصية والمهنية. وهذا الكتاب يعد خطوة مفيدة في طريق كل من يسعى إلى فهم ذاته بشكل أعمق، وبناء علاقات إنسانية أكثر توازنًا ونجاحًا.

مزايا الكتاب:

يوجد به أساليب تفاعلية لتعزيز المهارات وتطبيقات مباشرة تفتح لنا آفاقا جديدة ومؤثرة. وأدوات وتمارين لتحسين الوعي الذاتي. وهو مناسب لفئات متعددة: الأفراد، والمهنيين، والمؤسسات التي تهتم بتنمية الموارد البشرية وبناء القدرات، إذ لا يكتفي بالطرح النظري، بل يضم أدوات وتمارين عملية، تسهم في إحداث تأثير إيجابي ملموس في حياة القارئ.

بيان بنت خالد الصبحية





إرسال تعليق عن هذه المقالة