الرّواية العُمانيّة في واجهة المؤتمرات الدّولية 2025… وانضمامٌ أكاديمي إلى الجمعية الأوروبيّة لدراسة الأدب العربيّ الحديث (EURAMAL)

إثراءً لحضور السرد العُماني في المحافل العلمية الدولية، قدمت جامعة نزوى مؤخرًا مشاركتين بحثيتين بارزتين في مؤتمرين عالميين أقيما في بلجيكا وإيطاليا خلال عام 2025، فيما تستعدّ لمشاركة ثالثة في باكستان نهاية نوفمبر الحالي. ويأتي هذا الحضور المتتابع ليعكس تقدّم الدّراسات السّرديّة العُمانيّة، وقدرتها على الدّخول في حوار علميّ واسع يتقاطع مع قضايا الهويّة والبحر والأسطورة والذّاكرة.

فقد شاركت الجامعة في المؤتمر الدولي الثامن لعلم الآثار تحت الماء (IKUWA 8) الذي انعقد في مدينة أوستنده البلجيكية خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر 2025، حيث قدّمت الدكتورة مريم البادية – أستاذ مساعد النقد الأدبي الحديث في كلية العلوم والآداب- ورقة بحثية بعنوان: «البحر بوصفه علامة كبرى: مقاربة سيميائية في تشكيل هويّة الأنا والآخر في الرواية العُمانية: ثلاثية بحر العرب أنموذجًا».  وركّز البحث على تحليل ثلاثية يونس الأخزمي: «برّ الحكمان» و«غَبّة حشيش» و«رأس مدركة»، مبرزًا كيف أسهم البحر في صياغة العلاقة السرديّة بين الأنا العُمانية والآخر الأجنبي. وشهد المؤتمر مشاركة خمسين دولة، ونُظّم بالشّراكة مع مؤسسات دولية عدة مثل معهد فلاندرز البحري (VLIZ) والجامعة الحرة في بروكسل، ضمن إطار «عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات 2021–2030».

كما اختتمت الجامعة مشاركتها في المؤتمر الدّولي: «الأسطورة الإغريقية في الأدب العربي: التلقي، والترجمة، والتوظيف، وإعادة الخلق» الذي عقدته جامعة سابينزا في روما خلال 6–8 نوفمبر 2025، حيث قدّمت الدكتورة مريم البادية بحثًا بعنوان: « الأسطورة اليونانية بوصفها استعارة في الرواية النسائية العُمانية: "ظل هيرمافرديتوس" لبدرية البدري أنموذجًا». ناقش البحث توظيف الرّواية النّسائية العُمانية للرموز والأساطير الإغريقية ضمن رؤية سرديّة جديدة تعكس التّفاعل الأدبيّ بين الشّرق والغرب. وقد جمع المؤتمر نحو ثلاثين ورقة بحثية لخبراء من جامعات أوروبيّة وعربيّة، ضمن مشروع DIGIMYTH  المموَّل من الاتحاد الأوروبيّ في إِطار برنامج  Horizon Europeلدعم البحث والابتكار.

وفي سياق امتداد هذا الحضور العلميّ، تستعد جامعة نزوى للمشاركة في المؤتمر الدّولي الرّابع للأدب الأندلسيّ الذي تنظمه جامعة العلامة إقبال المفتوحة في إسلام أباد – باكستان خلال 25–26 نوفمبر 2025. وستقدّم الدّكتورة مريم البادية والباحثة المها الجهوريّة – خريجة في قسم اللّغة العربيّة بالجامعة- بحثًا مشتركًا – عن بُعد – عن الرّواية العُمانية بعنوان:  «صورة الموريسكي في رواية "سرّ الموريسكي" لمحمد العجمي: سرد الهويّة والذّاكرة والمنفى»، ويتناول البحث تمثيلات السّرد للموريسكيين التي تجمع بين التّاريخ والمتخيّل، وتستحضر مأساة الطّرد الإسبانيّ عام 1609، عبر فضاءات متعدّدة تشمل السجن والسفينة والمطبعة، إضافة إلى مدن أوروبية مثل إسبانيا وفرنسا وهولندا وإيطاليا، بما يعيد بناء الذاكرة ويُفكك الخطابات الإقصائية.

وتؤكد هذه المشاركات العلميّة حضور الرّواية العُمانية في المشهد البحثي العالمي، وتعزّز دور جامعة نزوى في رفد الدّراسات السّرديّة بقضايا الهوية والذّاكرة والتّاريخ والتّواصل الثّقافي، وإبراز الأدب العُمانيّ في مشهد النّقد العالميّ، بما يعكس واقع التّجربة الرّوائيّة العُمانيّة واتّساع آفاقها.

انضمامٌ أكاديمي إلى الجمعية الأوروبية لدراسة الأدب العربي الحديث: 

وقد انضمّت الدّكتورة مريم البادية مؤخرًا إلى عضويّة (فئة زميل) الجمعيّة الأوروبيّة للأدب العربي الحديث (EURAMAL)، وهي مؤسّسة تُعنى بـ«دعم الحوار والبحث والدراسات النقدية في الأدب العربي الحديث». وقد تأسست الجمعية عام 1992 على يد مجموعة من الأساتذة، من بينهم الراحل إد دي مور – الأستاذ السابق في جامعة نايميخن بهولندا، ومحرّر مجلة Orientations  السّنويّة الصّادرة عن الجمعيّة الهولندية لدراسات الشّرق الأوسط والإسلام.

وتخضع طلبات العضويّة لمراجعة يقوم بها مجلس إدارة الجمعيّة، استنادًا إلى إسهامات المرشّح في مجال الأدب العربيّ. ويُشترط لاعتماد العضويّة حصول الطلب على موافقة المجلس التنفيذي للجميعة خلال اجتماعه السّنويّ، الذي عُقد هذا العام في نهاية أكتوبر 2025. ويشارك الأعضاء في «فئة زميل» في التّصويت واتّخاذ القرارات المتعلّقة بدراسة الأدب العربي، وتنظيم المؤتمرات، وإصدار النّشرات والكتب، وغيرها من الأنشطة المرتبطة بالأدب العربيّ.