لم نعد نحمل أقلامًا….بل نحمل أحلامنا
أعد الاستطلاع/ الشفاء العبدلية وفاطمة الحضرمية
حرره/ عــزا الحبسية
ها نحن نقف على عتبةِ لحظةٍ لا تُنسى، يومٌ تتدفّق فيه المشاعرُ كالنهر، وتتوهّجُ القلوبُ بضوء الإنجاز. بعد رحلةٍ من السهر والتحدّي، نرتدي اليومَ ثوبَ الفخرِ، ليس فقط لأننا حملنا الشهادات، بل لأننا حملنا أحلامًا لم تَنمُ في القاعات الدراسية وحدها، بل رافقتنا في كلِّ خطوةٍ، من أول يومٍ في الجامعة إلى هذه اللحظة التاريخية.
هذا اليوم ليس نهاية المشوار، بل البوابةُ التي نعبرُ منها إلى عالمٍ أرحبَ، حاملين معنا دروسًا لا تُقدَّر بثمن: إن الإصرارَ يفتحُ الأبوابَ المغلقةَ، والعزيمةَ تصنعُ من الطموحِ حقيقةً. نتقدّم بامتنانٍ إلى كلِّ من وقفَ خلفنا: أسرنا آمنت بنا، وأساتذةٌ أضاؤوا الطريق، وأصدقاء شاركونا التفاصيلَ الجميلةَ والصعبةَ.
إشراقة عطاء... وانطلاق نحو الغد
بألقٍ يُزهر فرحاً وفخراً، تحدّثنا كلمات الخريج المتميز شهاب بن حمد الشكيلي، الذي نال درجة امتياز مع مرتبة الشرف في تخصص العلاج الفيزيائي بكلية العلوم الصحية - مدرسة التأهيل والعلوم الطبية، فجسّد بحروفه روحَ الإصرار والعزيمة.
قال بصوته الذي يعبق أملاً: "إنّ الحياة تُكلّلُ جهدَ الساعين، وتُضيءُ لمن يسمو بأحلامه فوق السحاب.. فاليوم، وأنا أقف تحت سقف هذا الحفل المُعطّر بِعبق الورود ودفئ القلوب، أرى سنوات الكدح تتحول إلى شذى يُنثر بين يديّ المستقبل. وها هو التتويج يأتي تتويجاً لمسيرة، وبدايةً لرحلةٍ أعتلي فيها برؤيةٍ تُضيء دروب الخدمة لوطني الغالي، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه".
فكانت كلماته لوحةً تُرسمُ بها معاني العطاء وتُنسجُ خيوطها من الأمل لتُذكّرنا أن الإنجاز ليس محطةً، بل جسرٌ يعبرُ به الوطنُ إلى آفاق العُلا.
أجنحة التحليق نحو العلا
بينما كان الحفل يكتسي بحلل الفرح، ارتفعت أصوات الخريجين لتحمل في طياتها عبق التحدي وعطر الانتصار. عبر طارق رامس جعبوب، تخصص التمريض، عن مشاعره بقوله: "ها هي سنوات العطاء تثمر اليوم باقات من النور، كل محطة فيها كانت درساً، وكل تحدي صار سلماً أرتقي به. أشعر كأن روحي تحلق في فضاء النجاح، حيث يتراقص الماضي بكل تحدياته مع حاضر يزهو بالإنجاز، ومستقبل يلوح بالوعد".
أما عبدالرحمن بن زايد الهنائي، تخصص التربية الإنجليزية، فجاءت كلماته الجياشة: "اليوم أعانق حلمي بعد رحلة من السهر والجد، كأنما كل كتاب فتحته كان باباً، وكل امتحان خضته كان معبراً. ها أنذا الآن أقطف ثمرة الإصرار، وأشم عبير النجاح الذي تفوق في حلاوته كل ما تذوقته من عناء".
أصداء النجاح... سيمفونية العطاء والفخر
بين أحضان الفرح، ارتفعت أصواتٌ تحمل في طياتها عبق الكفاح وعطر الانتصار. عبر الخريج محمود بن سليم السعدي، خريج اللغة الإنجليزية والترجمة، عن مشاعره بقوله: "ها أنا أرتقِ منصة المجد بين أحضان أسرتي الغالية، فتذوب سنوات التعب كالضباب تحت شمس الفرح، ويبقى الفخرُ إكليلًا على جبين الإرادة".
أما عن طالبة نظم المعلومات، الخريجة شروق بنت راشد العلوي، فنسجت بكلماتها لوحةً من الأمل: "اليوم أقطفُ زهرةَ الإنجاز بعد رحلةٍ من الغرس والسقي، فكلُّ محطةٍ في دربي العلمي كانتْ حرفًا في سفر انتصاري. هذا الفخرُ الذي يعانقُ روحي اليومَ، ليس سوى محطة تُشعلُ في قلبي شغفًا لتحقيق المزيد".
وبقلبٍ يفيضُ امتنانًا، عبّرت الصيدلانية آية إسماعيل محمود عن مشاعرها بقولها: "أيها الحفل الجميل، كم فيك من حنين! فبين دفّات الفرح بالفوز، يعزف القلبُ لحنَ الوداع لأروقة العلم التي كانتْ لنا وطنًا، ولأساتذةٍ كانوا شموسًا تنير الدرب، ولزملاء صاروا إخوة. الحمد لله على تمام النعمة، وبلوغ الغاية".
ألقُ النجاح... رحلةٌ من العِزّةِ والإباء
بينما تهادت أنوارُ الفخر على وجوهِ الأوفياء، عبّر الصيدلانيُّ كريم خالد مصطفى عن خفقاتِ قلبهِ قائلاً: "كيف أصفُ لكَ شعورَ الروحِ وهي تبلغُ ذروةَ المجد؟! لقد نثرنا السّهرَ بذوراً، وروينا الطريقَ عرقاً، حتى أينعتْ لحظةُ النصرِ هذه. إنّ الفرحَ اليومَ أكبرُ من أن تحويهِ الكلمات، وأعظمُ من أن تُسجّلهُ السطور!"
أما خريجة الصيدلةِ نور هاني هشام أحمد، فقد مزجتْ دموعَ الفرحِ بدموعِ الوداعِ قائلةً: "أترون هذه اللحظة؟ إنها تتأرجحُ بين حُزنِ المغادرةِ وفرحِ الوصول. بكيتُ لأني سأتركُ مقاعدَ العلمِ التي عشقتُ، وضحكتُ لأني رفعتُ رأسَ والديّ عالياً. لقد كانت العقباتُ كالجبال، لكنّ إرادتنا حوّلتها إلى سلالمَ نحوَ المجد!".
وبقلبٍ ممتنٍّ وحكمةٍ ناضجة، قالت الأستاذةُ زهرة بنت خليفة البيمانية، حاملةً شهادة الماجستير في التوجيه والإرشاد: "الحمدُ لله الذي كتبَ لنا العُلا رغمَ عواصفِ الحياة! ثلاثُ سنواتٍ ونصف من الموازنةِ بين دفّاتِ الأسرةِ ودفّاتِ العلم، لكنّ العزمَ لا يعرفُ المستحيل. هذا التتويجُ هو تتويجٌ لروحٍ لم تستسلم، وإرادةٍ لم تنكسر، بفضلِ الله أولاً، ثمّ بدعمِ منْ آمنوا بنا".
منارة العلم وصناعة الأجيال
بين أروقة العلم وحدائق المعرفة، يتحدث الخريجون عن رحلتهم في جامعة نزوى بقلوب مفعمة بالامتنان.
يقول شهاب الشكيلي (تخصص العلاج الفيزيائي): "هذا الصرح الشامخ صنع منا كنوزاً للوطن، إذ صقل مواهبنا وأكسبنا مهاراتٍ لم نكن نحلم بها. وكان برنامج التجسير نافذة أطلت بنا على آفاق رحبة من العلم".
ويضيف طارق جعبوب (تمريض): "كانت رحلة ثرية جمعت بين العِلم والحكمة، في بيئةٍ تعليميةٍ أثلجت الصدور بالتعاون والإخاء".
بينما يصف عبدالرحمن الهنائي (تربية لغة إنجليزية): "رحلتنا كانت بستاناً يانعاً من المعرفة، حيث نهلنا من ينابيع العلم ما وسع عقولنا وقلوبنا".
وتقول شروق العلوية (نظم المعلومات) بحماس: "تحدياتٌ جميلة صنعت مني إنسانةً أقوى، في رحلةٍ علميةٍ زادتني ثقةً بنفسي وبقدراتي".
أما آية محمود (صيدلة) فتقول: "كم كانت مفاجأة سارة أن أجد نفسي في هذه المدينة الأثرية العريقة، أتعلم من طيبة شعبها كما أتعلم من مناهجها".
ويختتم كريم مصطفى (صيدلة): "رغم بعض التحديات، إلا أن إيجابيات الجامعة وتجربتها فاقت كل توقع، فكانت حديقةً نضرةً من الفرص والمعارف".
حبّ التخصّص... حيث الشغف يلتقي بالرسالة
بين أحضان العلم والإنسانية، يعبّر الخريجون عن عشقهم لتخصصاتهم التي أصبحت جزءاً من هويتهم:
يقول شهاب الشكيلي (العلاج الفيزيائي): "إنه ليس مجرد تخصص، بل رسالة إنسانية نذرنا أنفسنا لها، سنحمل مشعلها من قاعات الدراسة إلى ساحات العطاء لخدمة هذا الوطن وأبنائه".
ويضيف طارق جعبوب (التمريض): "كان خياراً واعياً نما معي كشجرة باسقة، فأثمر مهاراتٍ وعطاءً، وأصبح الجسر الذي سأعبر به نحو خدمة المجتمع".
بينما يعبر عبدالرحمن الهنائي (اللغة الإنجليزية) عن رأيه ببساطة فيقول: "وجدت في تخصصي بيتاً لموهبتي، ومركباً لطموحي، فكان الحب من النظرة الأولى".
وتقول شروق العلوية (نظم المعلومات) بحكمة: "أشعر أنني خرجت من رحم الجامعة وأنا مسلحة بكل ما يؤهلني لخوض غمار الحياة العملية بثقة".
أما آية محمود (الصيدلة) فترى في تخصصها: "بستاناً تجتمع فيه العلوم لتحقيق رسالة سامية، هي تخفيف الآلام وخدمة الإنسانية".
ويختصر كريم مصطفى (الصيدلة) شغفه بقوله: "وجدت في تخصصي شغف قلبي، فكان دربي إلى العطاء".
بينما تقول نور هاني (الصيدلة) بفخر: "كان حلم الطفولة الذي تحول إلى واقع مشرق، فأصبح فخراً أحمله في قلبي قبل شهادتي".
وتختتم زهرة البيمانية (التوجيه والإرشاد) بحكمة: "في هذا التخصص تعلمت أن أنظر إلى القلوب قبل العقول، فكان نوراً هداني قبل أن أصبح دليلاً للآخرين".
وداعاً أيها الصرح... كلمات من القلب إلى القلب
بأجنحة الشكر وعطر الوفاء، ودع الخريجون جامعة نزوى بكلمات تفيض حكمة وأملاً:
يقول شهاب الشكيلي: "هذه الورقة التي بين يديّ ليست نهاية المطاف، بل بذرةٌ لغرسٍ جديد. فلتكن خطواتنا القادمة في خدمة الوطن خيرَ حصادٍ لهذا الجهد".
وينصح طارق جعبوب طلبة العلم قائلا لهم: "اجعلوا من كل يوم صفحةً تملؤونها علماً وتجاربَ وعلاقاتٍ نافعة، فالحياة جامعةٌ أكبر، والتعلمُ رحلةٌ لا تنتهي".
بينما يوجز عبدالرحمن الهنائي سياق ذلك بقوله: "اغتنموا الدقائق كما تغتنمون السنين، واعلموا أن العظماء لم يولدوا عظماء، بل صنعوا أنفسهم بصبرٍ وعزيمة".
وتهمس شروق العلوية في آذان الطموحين: "ليكن شعاركم: لا مستحيل مع الإصرار. فالتحديات التي تخشونها اليوم ستكون فخركم غداً".
أما آية محمود فتقول: "في كل صعوبةٍ كنزٌ من الخبرة، وفي كل فشلٍ درسٌ من الحكمة. فكونوا كالنخيل كلما ارتفعتم تواضعتم، وكلما تعرضتم للعواصف تشبثتم بالأرض".
ويختتم كريم مصطفى: "النجاحُ رحلةٌ لا محطة، فاحملوا شعلةَ العلم إلى حيثما حللتم، وليكن شعاركم: إلى الأمام دائماً".
وتقول نور هاني بثقة: "المجدُ لا يُمنح، بل يُكتسب. فليكن همّكم أن تتركوا أثراً جميلاً حيثما حللتم".
وتشير زهرة البيمانية إلى ذلك بحكمة: "اجعلوا من العلم زاداً، ومن الأخلاق راية، ومن خدمة الوطن شعاراً. فهنيئاً لمن يجمع بين العلم والحكمة".
هكذا يودعون الجامعة بحروفٍ من نور، تبقى إرثاً للأجيال القادمة، وشهاداتٍ حيةً على أن العلم ليس مجرد شهادة، بل أسلوب حياة.