السنة 20 العدد 188
2025/04/01

 

من كلمة الدكتور عبدالله الشكيلي،

المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال، 

في (أسبوع ريادة الأعمال )

 

 

 

لقد دَأبَتْ جامعةُ نزوى على تطويرِ المناهجِ والبرامجِ الأكاديميَّةِ، وكُلُّها حِرْصٌ وعِنايةٌ بالدراساتِ الجامعيةِ التخصُّصِيَّة في ريادةِ الأعمال، ويُعد برنامجُ البكالوريوس في إدارةِ الأعمالِ وتخصصُه الفرعيُّ في ريادةِ الأعمالِ، الذي أُجيزَ مؤخرًا من وزارةِ التعليمِ العالي والبحثِ العلميِّ والابتكارِ، إضافةً نوعيةً للبرامجِ الأكاديميةِ بما يُحَقِّقُ الميزَةَ التنافُسِيَّةَ لجامعةِ نزوى. 

 

إن احتضانَ الجامعةِ لأسبوع ريادة الأعمال لم يأتِ من فراغ، بل تتويجٌ لجهودٍ تكامَلَتْ عبرَ سنوات، في أربعِ مساراتٍ رئيسةٍ يعملُ عليها مركزُ ريادةِ الأعمالِ، وهي:


التعليمُ الرياديُّ، والبحثُ العلميُّ في مجالِ ريادةِ الأعمال، وبناءُ القُدُراتِ، والتعاونُ المحليُّ والدولي، إذ أثمرتْ هذهِ الجُهودُ توجيهِ أكثرَ من (ألفِ) طالبٍ وطالبةٍ سنَوِيًا نحوَ العملِ الرياديِّ والمستقِل، وإطلاقِ النسخةِ السادسةِ للإصدارِ الوطنيِّ لمَرصَدِ ريادةِ الأعمالِ العالميِّ الخاصِّ بسلطنةِ عمانَ كأحدِ المشاريعِ البحثيّةِ الاستراتيجيةِ، الذي يُعتَمَدُ عليه كأَحَدِ المُؤشراتِ الوطنيةِ في رُؤيةِ عمانَ 2040، وتأسيسِ حاضنةٍ علميَةٍ معَ وزارةِ التعليمِ العالي والبحثِ العلميِّ والابتكارِ، وأُخرى حاضنةٍ صناعيةٍ للابتكارِ بالتعاونِ معَ هيئةِ تنميةِ المؤسساتِ الصغيرةِ والمتوسطةِ، وتدشينِ حاضنةٍ للذكاءِ الاصطناعيِّ مؤخرا، وإطلاقِ برنامجٍ تدريبيٍّ للاحتضانِ معَ شركاءَ محلِّيِّين ودُوَلِيِّين، وتنظيمِ أكثرَ من مِئَةِ نشاطٍ وفعاليةٍ سنويا استفادَ منها أكثرُ من خمسةِ آلافِ مشاركٍ من داخلِ الجامعة وخارجها، وتأسيسِ برنامجِ دَعْمٍ ماليٍّ من صندوقِ النشاطِ الطلابيِّ للأنشطةِ الرياديةِ من طريق مُخَصَّصاتٍ مالِيَّةٍ سنويةٍ تخصصها الجامعةُ في هذا الجانب، بالإضافةِ إلى احتضانِ أكثرَ من عشرينَ شركةً ناشئةً طلابيةً والعملِ على تحويلِ خمْسٍ منها إلى السوقِ الخارجيِّ من طريق برنامجِ "الجاهزيةِ التجارية" وذلك بالتعاونِ مع بعضِ المُستَثْمرين وصناديقِ الدعمِ الوطنية. 

 

وما نحتفي به اليومَ، لا ينفَصلُ عن التاريخِ العُمانيِّ العريقِ في الريادة، فقد سطّر أجدادُنا مَلْحمَةً اقتصاديةً وإنسانيةً ترجمت سماحةَ الدينِ الإسلاميِّ ، وحملتِ العلمَ والتجارةَ، والطيبَ والأخلاقَ إلى أعماقِ أفريقيا وسواحلِ آسيا. واليومَ، يقفُ رائدُ الأعمالِ العُمانيُّ الجديدُ على ذاتِ الشاطئ، ولكنْ بعقلٍ رَقَمِيٍّ، وأدواتٍ ذكيةٍ، يُنافِسُ في أسواقِ العالم، ويُعيدُ رَسْمَ خريطةِ الاقتصاد الوطنيِّ بثقةٍ واحترافية بارعة.

 

هذا وقدْ جاءَ تقريرُ المَرصدِ العالميِّ لريادةِ الأعمالِ 2024/2025 مؤكدا  هذا المسار، إذ احتلت سلطنةُ عمانَ المركزَ الثامنَ عالميًا من بينِ خمسينَ دولةً، متقدمةً عن العامِ المنصَرمِ بثلاثةِ مراكزَ، وفي  هذا دلالةٌ واضحةٌ على وعيِ البيئةِ الريادية بموقِعِها، وتكاملِ جهودِ المؤسساتِ الداعمة.

 

إننا في جامعةِ نزوى نؤمنُ أنَّ ريادةَ الأعمالِ ليست خيارًا، بل ضرورةً وطنيةً، تتطلبُ تكاتفَ الجُهودِ، وتوسيعِ الشَراكاتِ، واستثمارَ وتوجيهَ الطاقاتِ، من أجلِ بناءِ اقتصادٍ مُسْتَدامٍ، ومجتمعٍ أكثرَ ابتكارًا ومرونة.

 

ومن هنا، نُهيبُ بجميعِ المؤسساتِ، والجهاتِ الحكوميةِ والخاصةِ، والروادِ والمستثمرين، أن يكونوا جزءًا من هذا المسار، من طريق الاستثمارِ في المعرفةِ والابتكاراتِ والوقوفِ معَ الشركاتِ الناشئةِ الطلابيةِ، وتكوينِ شراكاتٍ في مسرِّعاتِ الأعمال، ومختبراتِ الابتكار، وبرامجِ الحاضنات والنمذجة، لكي نُحَوِّلَ الأفكارَ المتوقدة إلى مشاريعَ رياديةٍ واعدة تخدِمُ الإنسان، وتُثري الوطن.

إرسال تعليق عن هذه المقالة