السنة 20 العدد 187
2025/03/01

تُبشّر بمشروع كبير ...

جامعة نزوى تُطلق خطتها الاستراتيجية لدراسة اللهجات في سلطنة عمان

 

 

دائرة الإعلام والتسويق

 

نظّمت جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية يوم الخميس الموافق 20 فبراير 2025م، (برنامج ورشة الخطة الاستراتيجية لدراسة اللهجات العمانية)؛ وذلك في الحرم المبدئي للجامعة.

 

واحتفى البرنامج بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والمسؤولين من عدد من المؤسسات الأكاديمية والوزارات والمراكز البحثية والثقافية، ومختلف التخصصات والمجالات في علم الاجتماع واللغة والتاريخ والجغرافيا وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي المعنيين والمهتمين بدراسة اللهجات في سلطنة عُمان، إذ أكد البرنامج أهمية المشروع في توجهه لدراسة اللهجات العمانية.

 

وافتتح الدكتور سليمان بن سالم الحسيني، مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي، تقديم البرنامج بالترحيب بالحاضرين، مؤكدا دورهم الجوهري والمهم في نجاح المشروع وتطبيقه في أرض الواقع. وأشار الدكتور الحسيني إلى أن لدراسة اللهجات شأن مهم لأي مجتمع؛ لما لها من أهمية في توثيقها عبر الحُقب الزمنية المتعددة، فاللهجات بوصفها اللغوي متطورة ومتغيرة بتطور المجتمع الذي تنتمي إليه وتغيره الحضاري، وكما أن صفة الشفاهية التي تتميز بها تجعلها خارج السيطرة التقعيدية؛ ولذلك فإن القبض على مسارها المتغير يكون أصعب كلما تُركت وأُهملت دونما تدوين أو رصد، وبالإضافة إلى ذلك فإن الانفتاح على الآخر من ناحية، ووفاة الرواة اللغويين المعتمدين من ناحية أخرى يجعل من دراسة تلك اللهجات في المستقبل يشوبها الكثير من الصعوبات لعدم توفرها كما هي في مراحلها الأولى، ناهيك عن صعوبة إعداد معجمات تاريخية لها.

 

ثم عرضت المكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية الخطة الاستراتيجية لمشروع دراسة اللهجات العمانية؛ فناقشت محاوره الأربعة: الأول: التحليل الرباعي لواقع إدارة اللهجات العمانية، والثاني: رؤية البرنامج الاستراتيجي لدراسة اللهجات العمانية ورسالته، والثالث: أهداف البرنامج الاستراتيجي للهجات العمانية، والرابع والأخير: الأولويات الوطنية لدراسة اللهجات العمانية.

وعللت المكرمة أهمية مشروع دراسة اللهجات واللغات المحلية كونه يشكِّل أساسا في دراسة التراث الثقافي العماني، ولحاجة الدراسين وطلبة العلم لإيجاد وحدة علمية تكون بمثابة المصدر وبيت الخبرة والاستشارة العلمية لدراسة اللهجات، فجاء تأسيس البرنامج الاستراتيجي للهجات العمانية في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي في جامعة نزوى؛ ليكون مصدرا أساسا في دراسة اللهجات العمانية باختلافها وتنوعها. وتعد هذه الوثيقة استراتيجية برنامج اللهجات العمانية التي أعدّت بناء على دراسة واقع بحوث اللهجات العمانية في مختلف الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في عمان، وبتحليل جوانب القوة والضعف وتحديد الأولويات المؤسسية.

 

وقال الدكتور سليمان الحسيني، مدير مركز الفراهيدي، في أثناء سير الجلسة الحوارية للورشة: "تسعى جامعة نزوى ممثلة في مركز الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية إلى الخروج بخطة استراتيجية وطنية لدراسة اللهجات العمانية؛ لتكون هذه الخطة مرجعا للمؤسسات البحثية والباحثين في سلطنة عمان وخارجها من المهتمين بدراسة اللهجات العمانية، إذ يشارك في الورشة باحثون في مختلف التخصصات؛ كي تخرج بصورة متكاملة فيما يتعلق بدراسة اللهجات العمانية".

 

وتعد سلطنة عمان من الدول التي تتميز بتنوع لغوي كبير نتيجة للتنوع الجغرافي والثقافي؛ لذا فإن إنشاء البرنامج الاستراتيجي لدراسة اللهجات العمانية في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي في جامعة نزوى، يهدف إلى جمع وتوثيق ذلك التنوع اللغوي الجغرافي، ودراسته بما يُشكِّل تأسيسا للذاكرة اللغوية في عُمان، فمع تطوُّر الحياة وأنماط العيش، إضافة إلى الانفتاح الكبير والتداخل مع الشعوب المختلفة، بدأت اللهجات العمانية في الاختلاط باللهجات واللغات الأخرى، مما شكَّل تحديا في الحفاظ على الكثير من المفردات بل حتى الخصوصية والتمايز اللغوي.

إرسال تعليق عن هذه المقالة