السنة 20 العدد 187
2025/03/01

أول بهجة… أول دفعة من ذوي الهمم

 

 

الأستاذ نعيم الأزهر

 

لا شك أن التعليم أسمى ما أوجده الإنسان لبني جنسه، فبه يحدد مدى تقدم المجتمعات وتحضرها، ومدى تأخرها وتخلفها، فالتعليم رهان وجودي وفكر حيوي ينقل الكائن الواعي من درجة اللاوعي إلى كمال الوعي، ومن الهمجية والغوغائية إلى السكينة والمعرفة، فهو حق للجميع دون استثناء، إذ ليست هناك معوقات تحول دون طلب العلم إذا ما علت همة المرء، فلا الفقر ولا الإعاقة تعيق النجاح، بل بالعكس قد تكون المحفز والقادح لبلوغ أعلى مراتب الدراسة والحصول على الشهادات الجامعية في أعتى التخصصات التي قد تفتر همة الطالب السوي على نيلها.

 

 

 وها نحن اليوم أمام ثلة من طلبة جامعة نزوى من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين راهنت عليهم الجامعة ووفرت لهم كل سبل التعلم جنبا إلى جنب مع باقي الطلبة؛ ليثبتوا أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وأن طاقة العطاء والقدرة على استيعاب المعارف وتنمية الإبداع وتوسيع المخيلة والذائقة الفنية لا حدود لها، وأن الإعاقة الحقيقية هي الاستسلام للعدم.

 

بهذه الدافعية وهذا الجموح، ناقشت يوم الأربعاء 12 فبراير 2025م، أول دفعة من طالبات ذوي الاحتياجات الخاصة في كلية التربية والآداب من قسم التربية والدراسات الإنسانية -برنامج الفنون الجميلة في تصميم الأزياء والحلي- مشروع تخرجهن أمام ثلة من المناقشين الذين أشادوا بالمستوى الذي توصلن إليه، والتميز والحرفية في تقديم المشروع وطريقة العرض ومدى السعادة التي كانت تغمر الخريجات في أثناء تقديمهن لمشروعهن وبعد المناقشة.   

 

هذه الشهادة التي من شأنها مساعدة الخريجات على الاندماج في سوق الشغل وإنشاء ورشهن واسمهن الخاص، وتطبيق ما اكتسبنه من الخبرات والمهارات في تصميم الأزياء وتقنيات التطريز والتشكيل على المانيكان، لا سيما أن السوق العمانية خصبة وتستوعب تخصص الأزياء؛ كتصميم عبايات المناسبات المطرزة، والأوشحة ذات الشرائط المزركشة، بالإضافة إلى ملابس الأطفال بتشكيلاتها المختلفة.

إرسال تعليق عن هذه المقالة