السنة 20 العدد 187
2025/03/01

في موسمه العشرين ...

طلبة جامعة نزوى يثمّنون هذه الشراكة الثقافية الملهمة بين الجامعة ووزارة التراث والسياحة

المعرض السياحي المصاحب لفعاليات المؤتمر الدولي التراث والسياحة والثقافة يشهد حضورا وتفاعلا من المؤسسات والشركات السياحية 

أوراق المؤتمر البحثية أثبتت جدارتها في نقل الواقع بكل تمثيلاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية



استطلاع: صفاء الهطالية – إيمان العبرية – الشفاء العبدلية

 

في إطار تعزيز الهوية الثقافية ونشر الوعي الفكري، يأتي الموسم الثقافي العشرون ليشكل علامة فارقة في مسيرة الحراك الثقافي الجامعي بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، فهذا الموسم يحتفي بالإبداع والمعرفة بمجموعة متميزة من الفعاليات التي تجمع بين الأصالة والتجديد مُقدماً للطلبة والمجتمع فرصة استثنائية لاكتشاف التراث الوطني والانخراط في حوارات فكرية ملهمة والاستفادة من تجارب الخبراء والمتخصصين؛ بفعاليات ثرية تشمل محاضرات وورش عمل ومعارض تراثية وعروض فنية، إذ يهدف الموسم إلى تعزيز الارتباط بجذور الطلبة الثقافية مع استشراف آمال المستقبل.

 

جسر يربط التراث بالمعرفة

 

تقول إخلاص القنوبية، تخصص التربية في الكيمياء، وضمن جماعة مشاريع طلابية في جامعة نزوى: "إن الموسم الثقافي يمثل فرصة رائعة لتعزيز الحوار الفكري والإبداعي داخل الجامعة؛ فهو ليس مجرد سلسلة من الفعاليات، بل مساحة للتفاعل بين الطلبة والأساتذة والمفكرين، إذ يمكن تبادل الأفكار، ومناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية، والاطلاع على تجارب متنوعة تثري المعرفة؛ كما أنه يسهم في بناء مجتمع أكاديمي أكثر وعيًا وانفتاحًا على الثقافات المختلفة".

 

في حين أضافت الطالبة مارية السيابية، تخصص إدارة الأعمال من جماعة التصوير الضوئي، أن الموسم الثقافي العشرين الذي أقيم في الجامعة بعنوان التراث والسياحة، كان محور التفاعل بين الجماعة والطلبة؛ فقد شاركنا بركن متكامل قدمنا فيه بعض أعمال أعضاء الجماعة؛ متمثلا بتصويرهم لإطلالات سياحية مختلفة، وكذلك أطلقنا مسابقة لأفضل صور فوتوغرافية، وأفضل فيديو لإطلالات سياحة، كذلك أشركنا الأعمال الفائزة.

 

بينما قال الطالب هزاع المربوعي، تخصص تربية فيزياء من جماعة خدمة المجتمع والعمل التطوعي: "إن الموسم يمثل لنا الكثير، فمن الناحية الاجتماعية يعني لنا التعرف إلى أشخاص جديدين، ومن الناحية الدراسية رفع سقف التطلع، أيضا يشمل جميع المجالات الثقافية؛ مما يعين على التفاعل بين الطلبة والمجتمع". 

 

وأشارت سِهام العبرية، تخصص تقنية معلومات من جماعة المجلس البيئي الطلابي إلى أن الموسم الثقافي العشرين يعد فرصة ذهبية للترويج للمجلس والتعرف على الشركات والأصحاب الداعمين، كذلك قالت: "أضاف لنا الكثير على المستويين الشخصي والأكاديمي؛ فهو لم يكن مجرد فعاليات؛ بل نافذة للتعلم والتفاعل والانفتاح على أفكار وتجارب جديدة، من أبرزها: توسيع المعرفة وتنمية المهارات وبناء العلاقات وتحفيز الإبداع من خلال العروض الفنية والمناقشات التي ألهمتنا للتفكير الأعمق، وكذلك تعزيز الانتماء؛ إذ جعلنا نشعر بأننا جزء من مجتمع جامعي نابض بالحياة والثقافة".

 

بروح الإبداع والتجديد

أفادت إخلاص القنوبية فيما يخص مدى التفاعل والتجاوب مع فعاليات الموسم الثقافي من قبل طلبة الجامعة والكليات والمراكز التابعة لها بأنها ترى أن التفاعل يكون أكثر من قبل المختصين والمهتمين بالموضوع، وهذا أمر طبيعي، إذ إن الفعاليات الثقافية غالبًا ما تجذب الفئات التي لديها اهتمام مسبق بالمجال المطروح. ومع ذلك، قد يكون من المفيد العمل على توسيع دائرة التفاعل ليشمل شرائح أوسع من الطلبة وأعضاء المجتمع الجامعي، حتى الذين قد لا يكون لديهم اهتمام مباشر ولكن يمكن جذبهم بطرق مختلفة.

 

ويتفق هزاع المربوعي وماريه السيابية فيما يخص معدل التفاعل والتجاوب؛ فقد أكدا أنهما كانا عاليين جدا؛ بسبب الحضور والمشاركة الفعالة، والاهتمام المستمر النابع من المؤسسة والطلبة، وهذا يخلق روح التعاون والإبداع. 

 

وأشارت سهام العبرية إلى أن التقييم في مدى التفاعل والتجاوب مع فعاليات الموسم الثقافي مرتفع جداً، وشهد إقبالا جيدا من الطلبة والهيكل الوظيفي، ويعتمد ذلك على معايير موضوعية عدة، منها: نسبة الحضور والمشاركة والتفاعل داخل الفعاليات وتنوع الحضور.

 

نافذة الماضي ... بوابة المستقبل

 

كذلك توضح إخلاص عن مدى التطوير الذي شهده الموسم الثقافي على مدى السنوات الماضية؛ بقولها أنه كان واضحًا من جوانب أساسية عدة، منها: تنوع الفعاليات (ورش عمل، عروض فنية، حلقات نقاشية، توسيع دائرة المشاركين من خارج الجامعة، واستخدام التكنولوجيا والتواصل الرقمي في البث المباشر والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي)، وتخصيص فعاليات لمختلف الفئات والتخصصات، ودمج القضايا الراهنة والمستجدات الثقافية والعلمية. 

 

وتقول مارية السيابية: "شهدنا ولله الحمد في هذا الموسم إقبالا وحضورا كبيرين، وتفاعلا سواء من الطلبة أم الموظفين أم الزوار، وهذا يعطينا دافعا لنخرج ما في طاقاتنا من إبداع، ويمكن القول إن المواسم الثقافية تحولت إلى منصات متكاملة تجمع بين الترفيه والثقافة والتعليم؛ مما يعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي وإثراء التجربة المجتمعية".

 

وأفاد هزاع المربوعي بشأن دفعات التطوير التي تشهدها المواسم الثقافية في الفعاليات والبرامج المصاحبة، أن هذا الموسم يعد من الأجمل؛ بسبب التعاون والتكاتف بين العاملين عليه لإخراج شي جميل ومفيد.

 

وتضيف سهام العبرية: "تطوير الفعاليات والبرامج المصاحبة للموسم الثقافي يتطلب فهم اهتمامات الطلبة وتعزيز التفاعل وتقديم محتوى أكثر جاذبية؛ فقد لمسنا التطوير من مؤشرات عدة واضحة، منها: ارتفاع مستوى التفاعل والمشاركة وتنوع الفعاليات والمحتوى وتعزيز التعاون بين الكليات والمراكز، وكل هذه التطورات جعلت الموسم الثقافي أكثر حيوية ومرونة، وأثبتت أن تطوير الفعاليات والاستماع لآراء الطلبة يؤديان إلى نجاح أكبر".

 

مسير لاستشراف المستقبل

في حين اقترحت إخلاص القنوبية لتطوير فعاليات الموسم في الأعوام القادمة زيادة التنوع في الفعاليات لتشمل: تجارب تفاعلية أكثر، واستضافة شخصيات بارزة من مجالات متعددة لتعزيز الجاذبية، ودمج التكنولوجيا مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في بعض الفعاليات، وتوسيع نطاق المشاركة ليشمل طلبة المدارس والمجتمع المحلي، وتوفير فعاليات باللغة الإنجليزية لتعزيز التبادل الثقافي، وإنشاء منصات تفاعلية لاستطلاع آراء الطلبة في الفعاليات المستقبلية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية والفنية خارج الجامعة، وتقديم شهادات حضور أو نقاط أكاديمية تحفيزية للطلبة المشاركين.

 

وفي ذات السياق أضافت مارية السيابية: "فيما يخص مقترحات تطوير الموسم الثقافي في أعوامه القادمة، من الجيد إدراج برامج أكثر فاعلية، والسماح بمشاركات عديدة من الطلبة لإتاحة الفرصة لهم كي يبرزوا مواهبهم".

ويقول هزاع المربوعي: "نحتاج إلى نشر إعلانات للترويج أكثر لجذب المجتمع من كافة أنحاء سلطنة عُمان؛ ليستفيدوا ونستفيد، ويكونوا جزءاً من الحدث و يشاركوا في صنع حراك ثقافي نابض بالحياة داخل الحرم الجامعي".

 يستشرف مستقبل الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجاله ...

 

تجوّلت "إشراقة" بين مختلف الأركان المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر؛ لتجد تطلّعات مميزة تعد القطاع السياحي في عمان بمستقبل متنوّع وثري؛ لذا كانت لنا لقاءات عدة، أبرزها: 

 

فرص كبيرة

 

تحدث بدر العثماني، صاحب مكتبة الشيخ زاهر بن عبدالله العثماني، عن مشاركته في المعرض، قائلا: "مشاركتي في هذا المعرض فيما يخص التراث العلمي عبارة عن مخطوطات ووثائق، تعود بعضها لمئات السنين التي تدل على أحداث وقائع في زمن من الأزمنة، ومن المعروضات الموجودة في الركن الخاص بمكتبة الشيخ زاهر بن عبدالله العثماني وثيقة لبيت مال المسلمين وعمال الدولة في عهد الإمام محمد بن عبدالله الخليلي". 

 

من جانبها شاركت بثينة الغفيلية التي مثلت ركن المقتنيات الأثرية بوزارة التراث والسياحة تجربتها في المعرض بقولها: "تشارك وزارة التراث والسياحة من خلال ركن المقتنيات الأثرية، إذ نقدم للزوار فرصة فريدة لاستكشاف مجموعة من القطع الأثرية التي تعكس التسلسل الزمني للفترات التي مرت على عمان، يضم الركن مقتنيات تعود إلى أربع فترات زمنية رئيسة: العصر الحجري، العصر البرونزي، العصر الحديدي، والعصر الإسلامي؛ مما يبرز التنوع والغنى التاريخي لسلطنة عمان، أقدم هذه القطع يعود تاريخها إلى الفترة بين 74 إلى 128 سنة قبل الميلاد، بينما تعود أحداثها إلى القرن 16 الميلادي، من خلال هذا المعرض، نسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه المقتنيات، وندعو الزوار لاكتشاف الأساليب العلمية المستخدمة في توثيقها وترميمها والحفاظ عليها للأجيال القادمة".

 

وتابع محمد بن أحمد أمبوسعيدي صاحب متحف نزوى، حديثه عن مشاركته في المعرض بقوله: "شارك متحف نزوى ببعض المقتنيات من الفخار العماني؛ وذلك ضمن مبدأ العمل المؤسسي مع وزارة التراث والسياحة؛ للتعريف بالمتحف وما يحتويه من مقتنيات". فيما قال أحمد المعمري من وزارة التراث و السياحة بدائرة الترويج السياحي: "سعدنا اليوم بالمشاركة في هذا المعرض لتعريف الزوار بجمال والتنوع السياحي في جميع محافظات السلطنة وأيضا للتعريف بالأنشطة السياحية بمختلف أنماطها في عمان". 

 

بعدها تكلم  زاهر الصخبوري، صاحب متحف بوابة الماضي بنزوى، عن مشاركته في المعرض، فقال: "توجد في المتحف عدة قاعات مختلفة ومشاركين بعدة قطع قديمة كالساعة المائية، والصحال الأثرية، وغيرها من المقتنيات القديمة، واليوم وبهذه المشاركة نقدم للزوار فرصة فريدة لاستكشاف مجموعة من القطع الأثرية، وكل هذا يعزو لإعطاء الزوار الفرصة للإبحار والتمعن في تراث عمان وحضارتها وثقافتها القديمة".



موروث ووعي! 

تحدث بدر العثماني صاحب مكتبة الشيخ زاهر بن عبدالله العثماني عن أهمية ما يمثله وجود هذا الزخم والتفاعل مع فعاليات المؤتمر الثقافي ويقول: "التنوع الثقافي في جوانب المعرض مهم جداً؛ لأن الزائر عندما يجد هذا التنوع يستطيع كسب كثير من المعلومات التي قد تفيده في البحوثات الدراسية، أو تكوين فكرة ينطلق منها لإقامة مشروعات جديدة التي تجذب السياحة ورفع الجانب الاقتصادي". 

 

وقالت بثينة الغفيلية من ركن المقتنيات الأثرية بوزارة التراث والسياحة:  "الزخم والتفاعل الكبيران في المعرض يعكسان أهمية التراث جزءا أساسا من الهوية الوطنية والقطاع السياحي في عمان، مشاركة المؤسسات والشركات السياحية المختلفة تفتح المجال لتبادل الخبرات وتعزيز التكامل بين التراث والسياحة؛ مما يسهم في تطوير برامج سياحية تبرز الموروث الثقافي للسلطنة. كما أن الحضور المكثف للزوار والمهتمين يعزز من الوعي بأهمية المقتنيات الأثرية كمصدر إلهام وتعليم للأجيال الحالية والمستقبلية، ويدعم الجهود المبذولة في الحفاظ عليها والاستفادة منها في الترويج للسياحة الثقافية".

 

وأضافت "بعرض مقتنيات أثرية تغطي فترات زمنية مختلفة، نقدم سردًا بصريًا وتاريخيًا للتطورات الحضارية التي شهدتها عمان؛ مما يعزز الفخر بالهوية الوطنية، كما أن هذه الفعاليات تتيح الفرصة للزوار للتفاعل المباشر مع القطع الأثرية والتعرف على تقنيات الترميم والصيانة؛ مما يسهم في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث، بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه المعارض في دعم الجهود السياحية بتقديم عُمان وجهة ثقافية متميزة تجمع بين الأصالة والحداثة". 

 

مقومات تستقطب زخما ...

من جانبه أوضح زاهر الصخبوري، صاحب متحف بوابة الماضي بنزوى: "هذا التفاعل الذي يشهده اليوم المعرض ما هو إلا دليل واضح وقوي للعيان على مدى تقبل سعة صدر الحاضرين على هذه المعارض، وما هو إلا دليل قاطع وقوي على أهمية إعطاء كل الأهمية لمثل هذه الفعاليات والمؤتمرات بدليل الزخم الكبير الذي لاقاه المؤتمر في أيامه الثلاثة".  

 

أما أحمد المعمري من وزارة التراث والسياحة دائرة الترويج السياحي فقال: "هدفنا تعزيز السياحة وجذب المزيد من الزوار والاكتشاف بكنوز السياحة في السلطنة؛ بالإضافة إلى ذلك جميع الأجنحة تمتلئ بالحركة، فهنا الحرفي يعرض المشاركة المهارات وهناك المرشد يروي قصة مدينة قديمة بينهما شغوفين ويلتقطون بعض الصور يوثقون اللحظة، والتفاعل بين الحاضرين يعكس اهتماما المتزايد بالسياحة التراثية وأيضا الثقافية؛ إذ لا تقتصر التجربة على المشاهدة بل تمتد إلى اللمسة والتذوق والاستماع في مشهد يحيي التراث بروح العصر". 

 

من جانبه أوضح محمد بن سعود الريامي، رئيس فريق همم للمغامرات، عن مشاركته وتجربته في المعرض ويقول: "في هذه المعارض استطعنا الترويج عن الفريق والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس حتى يتعرفوا على فريقنا؛ فمثل هذه المعارض تتيح الفرص لإبراز أهم المقومات التي تزخر بها السلطنة، ومنها أيضا نشجع الشباب والنشيْ على الحذو حذونا مستقبلا". 

 

 وشارك محمد البوسعيدي  صاحب متحف نزوى الحضور الكبير والتفاعل في المعرض بقوله: "المتاحف تعد الصورة السيادية التي تتحدث عن الهوية الوطنية والمتاحف هي الخزنة المفتوحة التى يستطيع منها كل إنسان النظر داخلها واستخلاص المكانة الحضارية لكل دولة في العالم، إذ بالمعرض مجموعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في المجال السياحي". 

 

دور حيوي

وقال بدر العثماني صاحب مكتبة الشيخ زاهر بن عبدالله العثماني: "تتيح هذه المشاركة فرصة كبيرة للتعريف بالجانب السياحي بمختلف جوانبه من قبل هذه الشركات، وانطلاقه نحو تحقيق مزيد من الحراك الاقتصادي والاجتماعي لها؛ مما يزيد من فرص العمل للشباب، وبعد ذلك تكون هذه الشركات بمثابة قاعدة من البيانات للزائر والسائح الذي سوف يسهل عليه عنه فيما هو قادم إليه".

 

وقالت بثينة  الغفيلية من  ركن المقتنيات الأثرية بوزارة التراث والسياحة: "الشركات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورًا حيويًا في تنمية القطاع السياحي، خاصة في مجالات السياحة الثقافية والتراثية، مع التوجه العالمي نحو السياحة المستدامة والتجارب السياحية الأصيلة، تمتلك هذه الشركات فرصًا واعدة للنمو والابتكار بتقديم خدمات سياحية تدمج بين التراث والتكنولوجيا، مثل الجولات الافتراضية والتجارب التفاعلية، ويمكن لهذه الشركات أن تستقطب فئات جديدة من السياح وتعزز حضورها في السوق، كما أن الدعم الحكومي والمبادرات الداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ستساعد في تطوير هذا القطاع، مما يسهم في تحقيق رؤية عمان لتطوير السياحة كأحد المحركات الاقتصادية الرئيسة".

 

وأضاف محمد بن أحمد أمبوسعيدي: "نرى بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي صناعة واعدة تبشر بمستقبل زاخر، وطريق ناجح لتحقيق التنمية المستدامة وبناء الطموح في مجالات اقتصادية قوية، التي سوف يصعد من خلالها الوطن والمواطن إلى مستقبل أفضل للأجيال القادمة".

 

أهمية وجود الخبراء والباحثين والمهتمين بالقطاع الخاص...

الدكتورة فاطمة بنت محمد البلوشية، القادمة من جهة المتحف الوطني، شاركت بورقتين؛ تناولت الأولى موضوع" المتحف الوطني ومساهمته في صناعة وإدارة المتاحف في الجوانب السياحية والثقافية والتاريخية، بينما تناولت الأخرى:" دور المتحف الوطني في صناعة المتاحف والتجارب السياحية والثقافية". قالت: "إن وجود هذا العدد الكبير من الخبراء والباحثين والمهتمين في المؤتمر الدولي "التراث والسياحة والثقافة"، يعد خطوة إيجابية، إذ يجاوز عددهم ١٠٠ مشارك. فمثل هذه الفعاليات تعزز تبادل الأفكار في أهمية التراث والثقافة لإرساء السياحة المستدامة، وكذلك تسهم في تطوير استراتيجيات جديدة للنهوض بالقطاع السياحي في سلطنة عُمان. كما أن مشاركة الخبراء من دول مختلفة يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والشراكات، مما يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة من خارج السلطنة وتطبيقها محلياً في المجتمع العماني".

 

بينما قال الدكتور قيس بن خليفة الخزيري، ممثل جهة وزارة التربية والتعليم، الذي شارك بورقة بحثية: "وجود هذا العدد الكبير ممن الخبراء والباحثين من مختلف دول الوطن العربي يثري الساحة المعرفية ويوسع دائرة المناقشات والبحوث ويعطي آراء أكثر شمولية واتساع."

 

وعبرت الدكتورة مريم الهاشمية، أستاذة من كليات التقنية العليا بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وقدمت ورقة بحثية في المؤتمر الدولي للتراث والسياحة والثقافة، عن رأيها فقالت: "إنه مؤتمر يحظى بأهمية المشاركة فيه؛ وذلك أنه متداخل مع عناصر مجتمعية كثيرة ومرتبط بالفاعلية الشاملة للتنمية الإنسانية بشكل عام وبالأخص من المنظور السياحي."

 

في حين الدكتور علي بن حمود المحروقي، ممثل وزارة التراث والسياحة، وشارك في إدارة ورشة تخصصية وتقديم ورقة بحثية،قال: "هذا المؤتمر تظاهرة علمية ثقافية وفرصة للباحثين والمعنيين بالقطاعات المستهدفة من الاطلاع على آخر المستجدات والخبرات."

 

فيما ذكر الدكتور هارون بن عيسى القرني، مبعوث من متحف عُمان عبر الزمان، ومشارك في تقديم ورقة عمل، أن هذا العدد من الخبراء والباحثين يسهم في إثراء النقاشات، وتبادل التجارب والخبرات، وعرض أحدث الممارسات في قطاع السياحة والتراث، مما يعزز من فرص تطوير القطاع بما يتماشى مع المستجدات العالمية."

 

وعبر الدكتور حسين جويد الكندي، مشارك من جهة الاتحاد الدولي للمؤرخين العرب، وقدم ورقة بعنوان: "التمثيلات السوسيولوجية في النصوص الدينية رؤية في مثاقفات المنهج التاريخي"، عن رأيهبقوله: " إن حضور هذه الأعداد من الباحثين والمهتمين بالشأن العلمي يشير إلى حالات عدة، أهمها: أن جامعه نزوى باعتبارها الراعي لهذا المحفل الكبير قد قطعت شوطاً كبيراً في مجال مهم من مجالات التراث والثقافة وحوار الأفكار. كما أن مدينة نزوى بإرثها الثقافي قادرة على جس عتمة العالمية من الناحية السياحية. كذلك اهتمام السلطنة بتقديم هذه المحافل دليل على ريادة الأفكار الإبداعية التي تسعى إلى إدراجها في لوائح التميز في العالم المعاصر". 

 

أطروحات ومخرجات

حدثتنا الدكتورة فاطمة البلوشية في هذا السياق قائلة: "إن أوراق العمل التي طُرحت في المؤتمر تمثل فرصة مهمة للإثراء المعرفي وتبادل الخبرات في مجالات التراث والسياحة والثقافة. كما أن التركيز على الاستثمار السياحي والثقافي يعكس رؤية استراتيجية تعزز من الفهم العميق التي يمكن منها الاستفادة من التراث الثقافي لدعم وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

 

وأضافت: "كل ورقة عمل ستكون بمثابة منصة لتقديم أفكار جديدة ورؤى مبتكرة، مما يسهم في تحسين السياسات والتوجهات السياحية الحالية أو استحداث سياسات جديدة تخدم القطاع الثقافي والسياحي في سلطنة عمان. كما أن عرض التجارب الناجحة من مختلف الدول، ويمكن أن يلهم المشاركين لتطبيق النماذج الملائمة في بيئاتهم الخاصة".

 

بينما قال دكتور قيس الخزيري: "أرى ضرورة الاستفادة من هذه الخبرات وتوظيف ما تم مناقشته في الواقع الحالي." بينما عبرت الدكتورة مريم الهاشمية بقولها: "الأوراق البحثية أثبتت جدارتها في نقل الواقع بكل تمثيلاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ بما يمكن أن يعطي توصيات وحلول مجتمعية في مجال السياحة التراثية أو الثقافة كونها صنعة."

 

 

وأشار الدكتور هارون القرني إلى أنّ تسليط أوراق العمل الضوء على قضايا جوهرية في التراث والسياحة والاستثمار الثقافي، يسهم في تقديم رؤى وأفكار جديدة تعزز من دور السياحة المستدامة، وتجعل الثقافة والتراث رافدين اقتصاديين مهمين.

 

بينما قال الدكتور حسين الكندي: "أوراق العمل التي طرحت في المؤتمر مهمة جدا، ولاقت اقبالًا يليق بها؛ إذ أهدُّها أوراقا علمية تبحث شأنًا ثقافيا، وأُعدت من قبل متخصصين من مختلف المجالات التي اهتم بها المؤتمر كونه دوليًا بالدرجة الأساس، كما أنها قادرة على إيجاد مساحة للحوار في مختلف القضايا، والاهتمام المشترك بين مختلف القطاعات المهتمة بشأن الثقافة والسياحة، كذلك تفتحا آفاق جديدة للتعاون المشترك بين المؤسسات البحثية كالجهات والأكاديمية أو مؤسسات السياحية".

 

أبرز التوصيات

قالت الدكتورة فاطمة البلوشية عن أهم توصيات المؤتمر: "قد يكون من أهم التوصيات أن يتم تأكيد استمرار تعزيز التعاون وأهمية الشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني؛ لتعزيز الاستثمارات السياحية والثقافية، وتطوير برامج تدريبية وورش عمل تخصصية لرفع كفاءة وصقل مهارات المختصين والعاملين في المجال السياحي والثقافي. وأخيرا ضرورة وضع آليات لتقييم الأثر الاجتماعي والاقتصادي للاستثمارات السياحية والثقافية في سلطنة عمان لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وفق رؤية عمان ٢٠٤٠."

 

 فيما قالت الدكتورة مريم الهاشمية: "أهم التوصيات تكمن في تبادل الخبرات بين المشاركين وبما يمكن نقله من المؤتمر وأوراقه ومناقشاته، كم أن الأبحاث المقدمة في مجملها أبحاث ميدانية تحمل أرقاما دقيقة، وهذا ينعكس على فاعلية المؤتمر وخروجه من التنظير إلى التفعيل."

 

بينما تحدث الدكتور علي المحروقي عن أبرز التوصيات: "تجويد البحوث ذات العلاقة بالتراث والسياحة والثقافة، وإنشاء قسم للدراسات الأثرية في جامعة نزوى، والاهتمام بالسياحة الثقافية في السلطنة." 

 

واتفق معه الدكتور هارون القرني، فقال: "تكمن أشهر التوصيات التي توصلنا إليها في: تعزيز التعاون بين المؤسسات السياحية والثقافية لتطوير تجارب متحفية مبتكرة، والتركيز على استخدام التكنولوجيا في تسويق المواقع التراثية والسياحية، ودعم المشاريع الناشئة في قطاع السياحة الثقافية والاستثمار فيها."

 

وعن أهم ما يمكن أن يوصي به المؤتمر، قال الدكتور حسين الكندي: "دعم المؤسسات الثقافية التي تعد السياحية جزءا مهما من أولوياتها، كذلك دعم المؤسسات التي تسهم في تلك الجوانب الخلاقة في المجتمعات العربية والمجتمع العماني على جهة الخصوص، أيضا زيادة التواصل الإبداعي بما يخدم الأهداف الرئيسة لهذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات ذات الاختصاص المشابه."

 

مستقبل سياحي للسلطنة

 

أشارت الدكتورة فاطمة البلوشية قائلة: "تمتلك عمان ثراءً فريداً في التنوع الطبيعي والتاريخي، مما يضعها في موقع مميز الذي يجعلها وجهه سياحية عالميا. إذ يتيح التنوع الطبيعي مثل: الجبال الشاهقة، والشواطئ الخلابة، والصحاري الواسعة، توفير فرصاً لا حصر لها للسياحة البيئية والمغامرات. هذا التنوع يساعد في جذب مختلف أنواع السائحين، من محبي الطبيعة إلى المغامرين. وتاريخ بلدنا العريق، والفنون التقليدية، وفنون العمارة الفريد، يجعلها وجهة جذابة للسياح الذين يهتمون بالثقافة والتاريخ. والاستثمار في الفعاليات الثقافية، مثل المهرجانات والمحافل، والأسواق التقليدية، يمكن أن يعزز هذا الجانب أيضا بشكل كبير".

 

وأضافت: "تطور البنية التحتية السياحية وزيادة الاستثمارات في مجال الفنادق والمرافق السياحية يجسد التزام سلطنة عُمان بتطوير قطاع السياحة، وهذا يؤثر بشكل كبير في جذب أفواج السياح من متخلف مناطق العالم. وتقوم وزارة التراث والسياحة مع الجهات المعنية بجهود جبارة لتسويق عمان كوجهة سياحية فريدة عبر الحملات الإعلانية والمشاركة في المعارض الدولية، وهذا يؤدي إلى تعزيز موقع سلطنة عمان على الساحة السياحية العالمية. وأخيرا التركيز على الاستدامة بحماية البيئة والمحافظة على التراث الثقافي سيعزز من مكانة عمان وجهة سياحية مسؤولة."

 

وقال الدكتور قيس الخزيري: "لدينا تفاؤل كبير ونأمل أن تكون سلطنة عمان الوجهة الرائدة في هذا المجال لما تمتلكه من موارد بيئية طبيعية متنوعة وتاريخ عريق".

 

وعبرت الدكتورة مريم الهاشمية عن رأيها في أن سلطنة عُمان أرض خصبة للسياحة بتنوعه الثقافي والتراثي والبيئي، لذا من المهم أن تحظى السياحة بمزيد من الاهتمام، فهو بمثابة وجه آخر للصناعة. كما أن الاهتمام به هو اهتمام بالقوة الناعمة والذكية التي بها يمكن أن تسهم في الناتج الإجمالي للدولة. وقال الدكتور هارون القرني: "تمتلك عُمان مقومات سياحية غنية ومتنوعة، ومن طريق استراتيجيات مستدامة وتعزيز الاستثمار في السياحة الثقافية والبيئية، يمكن للسلطنة أن تصبح وجهة عالمية فريدة تجمع بين الأصالة والتجربة الحديثة."

 

فيما أشار الدكتور حسين الكندي في حديثه إلى  جهود السلطنة الراسخة في زيادة الوعي المحلي والإقليمي بأهمية السياحية كونها واجهة مهمة للبلد والمجتمع العُماني. ويضيف: "في الحقيقة نحن الاختصاصيين نتابع تلك الجهود، ونترقب في القريب العاجل أن تكون سلطنة عُمان من بين البلدان العربية التي تميز الوجهة السياحية الرائدة في مجال الثقافة والسياحية".

 

النتائج المرجوة

تشير الدكتورة فاطمة البلوشية إلى أن مثل هذه الفعاليات فرصة للمشاركين، التي يمكن منها تبادل الأفكار والرؤى بشأن أفضل الممارسات والابتكارات في مجالات السياحة والثقافة، كما تسهم في الاستفادة من التجارب الناجحة افي دول أخرى، وتسهم أيضا في زيادة الوعي بأهمية السياحة والقطاع الثقافي، مما يعزز الاهتمام بالقطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه التظاهرات منصة فعالة لبناء الشراكات بين مختلف الأطراف المعنية، مثل المستثمرين، والمؤسسات الحكومية، والاختصاصيين في المجال السياحي. ومن طريق ورش عمل والنقاشات، يمكن أن تحفز هذه الفعاليات الابتكار وتدفع نحو تطوير حلول جديدة للتحديات التي تواجه القطاع السياحي في سلطنة عمان. وقد تسهم الأفكار الناتجة في تشكيل سياسات سياحية جديدة وتعزيز استراتيجيات التنمية المستدامة. والجدير بالذكر بأن تنظيم مثل هذه المؤتمرات يؤثر إيجابياً على الاقتصاد المحلي بجذب المشاركين الدوليين، وتعزيز السياحة، وزيادة فرص جذب الاستثمارات."

 

بينما قال الدكتور قيس الخزيري: "تنظيم هذه المؤتمرات مهم جدًا لأنه يعكس الواجهة التي ينظر إليها الزائر أو الباحث أو المستثمر." وأشارت الدكتورة مريم الهاشمي في حديثها إلى أن المؤتمرات العلمية والفكرية ضرورة وليست ترفا، وهي الوجه الحضاري للدول، وحضورها وفاعليتها في الصروح العلمية دليل على التوجه الحقيقي للتنمية المستدامة."

 

وقال الدكتور هارون القرني: "تشكل هذه المؤتمرات منصة لتعزيز الشراكات وتبادل الأفكار، مما يسهم في تطوير القطاع السياحي وتحفيز الاستثمارات، إلى جانب تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه القطاع واقتراح حلول مبتكرة."

 

عبر الدكتور حسين الكندي قائلًا: "نكد أن أهمية مثل هذه المحافل تبرز أصالة الأهداف بتطبيقها على الواقع، بل تكرار هذه المحاولات وفي مختلف المؤسسات ذات الاختصاص فيل بإيجاد بيئة سياحية عالية الكفاءة في أقرب وقت".

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة