السنة 20 العدد 187
2025/03/01

 

"قطعة واحدة بصمة خالدة إلى الأبد" …

فنانة تشكيلية ومصممة جواهر، وصاحبة براند "Jewelara"

 

 

حاورتها: إيمان بنت عيسى العبرية

 

أفراح بنت ناصر بن عبدالله الإسحاقية، طالبة في جامعة نزوى بكلية العلوم والآداب تخصص الفنون الجميلة، وتحديدا تخصص تصميم الحلي والمجوهرات، استضفناها اليوم لتحكي لنا عبر حبر صحيفة "إشراقة" موهبتها التي بزغ منها فجر إبداعها، وفي كلماتها اليوم تخط لنا حكايا موهبتها عبر مجموعة من الأسئلة طرحناها لها في أدناه:

 

كيف اكتشفت أفراح الإسحاقية موهبتها؟

 

اكتشفت موهبتي في تصميم المجوهرات عندما شعرت لأول مرة بأنني قادرة على تحويل أفكاري إلى قطع فنية ملموسة. كان لدي دائمًا شغف بالأشياء الراقية التي تحمل تفاصيل دقيقة، وعندما بدأت التعامل مع المواد الخام، كانت هناك لحظة من الإلهام العميق، إذ شعرت بأنني أمتلك قدرة على خلق شيء فريد من نوعه. مع كل قطعة أبتكرها، كنت أرى كيف تتحول الأفكار العابرة إلى مجوهرات تحمل جمالًا وروحًا. كانت تلك اللحظة بمثابة اكتشاف جزء عميق في نفسي، فقد أدركت أن هذا ليس مجرد شغف، بل "دعوة فنية" لاكتشاف عالمي الخاص والإبداع اللامحدود. منذ ذلك الحين، أصبحت المجوهرات وسيلتي لإيصال قصصي الداخلية و تجسيد رؤيتي الفنية في أشكال دقيقة وجميلة.

 

حدثينا عن بداياتك في تصميم الحلي والمجوهرات؟

بدايتي في تصميم الجواهر كانت نتيجة شعور داخلي عميق بالارتباط بالفن والجمال، إذ كنت أبحث عن وسيلة تعبيرية أستطيع منها خلق شيءٍ يمتزج فيه الإبداع بالمعنى. منذ بدأت دراستي في هذا التخصص، اكتشفت أن تصميم المجوهرات رحلة داخلية تتجاوز الشكل والمادة، تتعمق في فلسفة الجمال والتفاصيل الدقيقة. كانت كل تجربة فنية جديدة تحمل لي تحديًا لتحويل أفكار مجردة إلى قطع ملموسة تتنفس وتُحكى بها قصص.

 

 

ما جذبني في هذا المجال قوة التحول التي تمنحها الجواهر، وكيف يمكن تحويل المواد الخام مثل الذهب أو الأحجار الكريمة إلى رموز تحمل معاني عميقة تتجاوز الزينة. تصميم الجواهر لغة خاصة بي، أستطيع من منها تجسيد مشاعري العميقة، وأشعر كما لو أن كل قطعة فنية تحمل شيئًا من روحي ووجودي. إنها أكثر من مجرد قطع للزينة؛ إنها عناصر تحمل تاريخًا شخصيًا وقوة عاطفية تمتد عبر الزمن.

 

كيف ساعدك التخصص في صقل موهبتك؟ 

دراستي في هذا التخصص فتحت أمامي أبوابًا جديدة للبحث عن التوازن بين الفن والتقنية، إذ تتداخل مهارات التصميم مع الأدوات التقليدية والحديثة؛ مما يمنحني حرية ابتكار قطع تحمل أصالة وحرفية في كل تفاصيلها. شعرت أنني دخلت في عالم من الإبداع المتجدد، حيث لا حدود لما يمكن إنشاؤه. في الجواهر، أجدني أعبّر عن هوية الإنسان، وأتلمس الجمال في كل زاوية، مهما كانت صغيرة، وأحولها إلى شيء خالد يعكس العمق الداخلي لكل شخص يرتديها.

 

برأيك كيف يمكن صقل المواهب الشابة ؟ 

صقل وتعزيز ورعاية المواهب الشابة يتطلب بيئة تعليمية مرنة ومتجددة، توفر ليس فقط المهارات الفنية، بل أيضا الفكر النقدي والإبداعي. ومن الضروري أن يحصل الشباب على إشراف مستمر من متخصصين في مجالاتهم ليتمكنوا من اكتشاف إمكانياتهم وتحقيقها. كما يجب توجيههم نحو التجارب الواقعية التي تسمح لهم بتطبيق ما تعلموه في سياقات عملية وفنية حقيقية. لا يكفي توفير فرص تعليمية فقط، بل يجب تشجيعهم على خوض تحديات ابتكارية، وتنظيم مسابقات أو معارض لعرض أعمالهم، ليمكنهم من الاحتكاك المباشر مع جمهور عالمي. كذلك الدعم النفسي والتحفيزي له دور محوري في تعزيز ثقة المواهب الشابة وقدرتها على مواجهة الصعوبات وتطويرها باستمرار.

ما إنجازاتك التي تفخرين بها في مجال تصميم الحلي والمجوهرات؟ 

تصاميمي ارتدتها العديد من السيدات تعكس شخصيتها وحسها الراقي. صممت قطعة للسيدة بسمة بنت فخري آل سعيد، استلهم تصميمها من تراث نزوى العريق. وصممت قطعة للسيدة وفاء بنت هلال البوسعيدي استلهم التصميم من زهرة اللبان العمانية. وكُرمت ضمن نخبة من العمانيات المميزات على مستوى السلطنة، إلى جانب حصولي على العديد من الشهادات والمراكز على مستوى السلطنة.

طموحي يتجاوز الحدود المحلية نحو الانتشار العالمي، إذ أسعى لأن تكون جواهري علامة فارقة في عالم التصميم، وأتطلع أيضًا إلى إلهام المرأة العصرية، لتكون جواهرها تعبيرًا عن قوتها الداخلية وشخصيتها الفريدة.

 

كيف أسهم التطور السريع لمواقع التواصل الاجتماعي في دعم المواهب الشابة؟ 

في عصرنا الحالي، مواقع التواصل الاجتماعي أداة قوية لتمكين المواهب الشابة، إذ تتيح لهم الوصول إلى جمهور واسع ومتعدد الثقافات من خلال المنصات، ويمكن للفنانين والمبدعين عرض أعمالهم بشكل مباشر، مما يساعدهم في بناء قاعدة جماهيرية قد تتحول إلى فرص تجارية وتعاونات مهنية. لكن الأهم هو استخدام هذه المنصات بذكاء؛ إذ يجب على الموهوبين استخدام المحتوى بشكل متنوع، مثل: الفيديوهات التعليمية أو العروض الحية، لتوسيع نطاق تأثيرهم.

 

برأيك ما دور جامعة نزوى في تعزيز المواهب الشابة ؟ 

جامعة نزوى أظهرت اهتمامًا كبيرًا بالمواهب الشابة بتوفير برامج أكاديمية متنوعة تشجع الطلبة على اكتشاف مجالاتهم الإبداعية. في أثناء دراستي هناك، وجدت أنها تستثمر في تطوير المهارات الفردية من خلال ورش عمل متخصصة وأنشطة ثقافية وفنية. هذا النوع من الدعم يُمكّن الطلبة من اكتشاف مساراتهم الفنية وتوسيع آفاقهم. ونصيحتي لتنمية هذا المجال أن تستمر الجامعة في تعزيز الروابط مع المؤسسات العالمية وتقديم فرص تدريبية واقعية في الخارج أو مع شركات إبداعية؛ كي يحصل الطلبة على فرصة التفاعل مع أبحاث وممارسات عالمية، ويفتح لهم أفق العمل المشترك الذي يعزز مهاراتهم وقدراتهم على الابتكار والتطوير.

 

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة