تفكّر في ذكر الله
راشد بن حمود الحديدي
إنّ أعظم ظلم يرتكبه الإنسان في حق نفسه؛ هو عدم تقديره لما يملك من نعم!
بدايةً من جسده الذي ينعم بالعافية، ووصولاً إلى ما حوله من تفاصيلٍ صغيرة يكاد لا يراها ولا يلتفت إليها، أو لا يستشعر بوجودها حتى يفقدها. على المرء العاقل أن يتفكر في نعم الله ويحمده عليها، منذ رمش عينيه وبعد استيقاظه من نومه العميق، فيبدأ يومه بحمد الله والثناء عليه أنّ منَّ عليه بحياة جديدة بعد ليلة هانئة دون أرق ومرض، فيقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور".
ولعلّ أجلّ ما يبدأ الإنسان به يومه الجلوس بين يدي الله بعد صلاة الفجر متفكراً بنعم الرحمن عليه التي لا يمكنه أن يحصيها، فيحمده على الولد والزوج وغيرها من تفاصيل الأمور؛ وليأخذ بيديه كتاب الرحمن ليقرأ ما تيسر له من ورد لتتدفق الطمأنينة والسكينة إلى قلبه، فآية من كتاب الله العظيم كفيلة بجعل قلبك يطمئن (ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب)؛ لينطلق بعدها متأملاً في طريقه قدرة الله وعظمته في خلق كل شيء، وتدبير الأمور بأدق التفاصيل، وليباشر يومه مستعيناً برب العباد الكريم المنّان، محتسباً الأجر والثواب في كل عمل يقوم به وليكن خالصاً لله وحده.
وليزيد يومه لذة وحلاوة؛ سعيه المتواصل لتيسير أمور الناس من حوله في أي عمل كان وأي وظيفة يؤديها، فقد قال خير البريّة (يسروا ولا تعسروا)، كل هذه الأمور البسيطة كفيلة بأن تكون جزءا من راحتك النفسية واستقرارك العاطفي دون أن تأخذ من جهدك ووقتك.