مشروع الكتب الدراسية الإلكترونية e-Textbooks
محمد بن عبدالله الحسيني
المكتبة الرئيسية
ضمن سعي جامعة نزوى للرقي بخدماتها وتحسين جودة التعليم وتوسيع نطاق الوصول للمحتوى العلمي، وقعت مكتبة الجامعة مؤخرا اتفاقية مدتها عام مع شركة بيرسون للتعليم (المملكة المتحدة) لتوفير الكتب الدراسية في شكل مكتبة إلكترونية؛ وذلك لخدمة الطلبة وهيئات التدريس في 86 مقرراَ دراسياَ في أقسام مختلفة من كليات الجامعة تشمل: قسم العمارة وقسم الهندسة الكيميائية والبتروكيماويات وقسم الهندسة المدنية وقسم الهندسة الإلكترونية والكهربائية والكمبيوتر وقسم اللغات الأجنبية وقسم الإدارة وقسم التمريض وقسم الصيدلة.
يتضمن المشروع تخصيص وتهيئة مكتبة إلكترونية لخدمة الطالب وهيئة التدريس في الأقسام المذكورة في أعلاه، التي يمكن منها للطلبة المسجلين في المقررات الدراسية ذات العلاقة استعارة الكتب مدة 24 ساعة وبعدد 5 طلبة متزامنين للكتاب الواحد.
أما هيئات التدريس فيمكن لأستاذ المقرر الولوج للكتاب الدراسي دون تحديد مدة زمنية في فترة العقد (سنة)؛ بالإضافة إلى حصوله على أدوات تدريس مساعدة للمادة تشمل عروضا للدروس وأسئلة وأجوبة واختبارات بحسب توفرها في كل كتاب.
كما أنه سيتم تنظيم دخول الكتب الدراسية الإلكترونية وإعارتها للطلبة لخدمة كل مقرر دراسي من خلال ربط نظام التعليم الإلكتروني موودل moodle مع Vital Source ليتمكن الطالب من استعارة الكتاب واستخدامه إلكترونيا.
وهناك الكثير من المزايا التي ستُكتسب من استخدام الكتب الدراسية الإلكترونية، ومنها ما يأتي:
-
التخلص من مشكلة حجم الكتب الدراسية ووزنها الثقيل.
-
التوفير المالي.
-
إمكانية استخدام الكتاب من داخل الجامعة وخارجها؛ عبر أجهزة مختلفة بحسب اختيار الطالب، مثل: الحاسوب واللابتوب أو تطبيق الهواتف الذكية؛ سواء كان هناك اتصال بالإنترنت أم دون اتصال.
-
إمكانية التحاور مع الكتاب من طريق الذكاء الاصطناعي (قريبا).
-
تعزيز المحتوى باستعمال الروابط التفاعلية لمصادر إثرائية خارجية وكذلك للصور والفيديوهات.
-
تكبير الخط وكذلك تحويل المحتوى المكتوب إلى صوتي، وهذه ميزات مهمة للجميع بالإضافة إلى فائدتها لأصحاب الإعاقات من ضعاف البصر والمكفوفين.
-
التفاعل مع المسائل الرياضية والمعادلات والجداول؛ بما يسهل فهم المادة بشكل أسهل.
-
إمكانية تظليل أهم النقاط الموضوعية، ووضع علامات وشروحات، وإضافة ملاحظات على الكتاب والرجوع إليها لاحقا.
-
إمكانية البحث داخل محتوى الكتاب.
وهكذا تقدم الكتب الدراسية الإلكترونية تجربة فريدة لكل من الطالب وهيئة التدريس في مجالات: تحسين بيئة التعلم، وتعزيز إمكانية الوصول إلى المعلومات واستخدامها في الدراسة، والتعليم بشكل خاص، وفي مجالات حياة الإنسان بشكل عام.
ورغم وجود بعض التحديات في تحويل الكتاب الدراسي إلى العالم الرقمي، إلا أنه يبقى للمعلم دور في مساعدة الطلبة لتجاوز هذه التحديات والاستفادة القصوى من الكتب الدراسية الإلكترونية؛ بتوعِيتهم وتنبيههم بما يمكنهم من البعد عن الإلهاء والتشتت الرقمي الذي ينتج من عرض الروابط الرقمية، وعرض أفضل الطرق التي تمكن من التركيز على المحتوى الدراسي، والعمل على تشجيع الطلبة لاكتساب المعرفة بالطرق الحديثة المبتكرة.
ومن المؤمل أن يمثل تحويل الكتب الدراسية من مطبوع إلى إلكتروني بيئة ثرية لإعداد البحوث والدراسات المتواصلة في فهم ومعرفة أثر التعلم الإلكتروني على التحصيل الدراسي وتحسين بيئة التعلم وتوسيع مدارك الطلبة نحو الإبداع والابتكار في تخصصاتهم العلمية. وسيكون هناك تقييم دائم لدرجة الاستفادة من خدمات الكتب الدراسية الإلكترونية، ومدى تحقق الأهداف من توفيرها؛ وذلك بمتابعة إحصائيات الاستخدام التي ستمكن المُدرس والقائمون على التعليم الإلكتروني من متابعة أداء الطلبة واستخدامهم للكتب الدراسية بما يحقق خدمة المناهج وتطوير التعليم في الجامعة.