أتمنى العودة لتلك الأيام...
هوية شخصية وأفكار صنعتها الأيام وحفظتها الذكريات
طيبة بنت سيف الرواحية، طالبة دكتوراة الفلسفة في القيادة التربوية، من سكان ولاية سمائل، نشأت في بيئة تجمع بين القيم العائلية والتقاليد الأصيلة، لطالما كانت دائمًا شغوفة بالتعليم والمعرفة منذ الصغر، فحرصت أسرتها على توفير بيئة داعمة لتحفيزيها على تحقيق أحلامها وطموحاتها.
التحقت بجامعة نزوى في عام 2020، لدراسة الماجستير في الإدارة التربوية، وكانت هذه الخطوة لها بداية رحلة تعليمية مليئة بالتحديات والإنجازات، بعد ذلك في عام 2024 أكملت مشوارها ملتحقةً ببرنامج الدكتوراة الفلسفة في القيادة التربوية.
أحبت صحيفة "إشراقة" استضافتها في مساحة حوارية لتتناقش معها ذكرياتها في مرحلة الدراسة في الجامعة، وتتبادل الرؤى والأفكار التي تحاكي تطلّعات طالب العلم.
كيف كانت رحلتُك في جامعة نزوى حتى تخرجُك فيها؟
كانت الرحلة مليئة بالتجارب التي صقلت شخصيتي، في بداية التحاقي ببرنامج الماجستير، شعرت بالتحدي في بعض المواد، ولكن مع الوقت تمكنت منها، كذلك واجهت بعض الصعوبات في بداية الأمر في كيفية التأقلم مع بيئة الجامعة وإدارة الوقت بين الدراسة والعمل والحياة الخاصة. لكن مع الوقت، أصبحت الأمور أسهل بفضل الدعم من الأسرة والزملاء والأساتذة الأجلاء.
شاركت في العديد من الأنشطة الطلابية والجماعات؛ مما ساعدني على تطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي، كما مثلت الجامعة في فعاليات ومشاركات خارجية زادت من خبراتي وأفق رؤيتي، كذلك شاركت في مؤتمرات دولية ومحلية وملتقيات كثيرة سواء داخل الجامعة أم خارجها.
ماذا أضافت لك جامعة نزوى إلى جانب البعد الأكاديمي التعليمي؟
إلى جانب التعليم الأكاديمي، علمتني جامعة نزوى قيم المسؤولية والاستقلالية، وأتاحت لي فرصًا لاكتشاف مهاراتي، كالتواصل الفعّال والقيادة، كما أسهمت الأنشطة الطلابية في تعزيز ثقتي بنفسي وبناء شبكة علاقات واسعة، بالإضافة إلى كون جامعة نزوى بيئة داعمة للبحث العلمي، أسهمت في تعزيز المعرفة وتطوير مهاراتي في البحث العلمي.
استرجعي معنا ذكريات راسخة في ذهنك على مدار الأعوام التي عايشتها في الجامعة؟
من أجمل الذكريات كانت لحظات التعاون مع زملائي في المشاريع الجماعية، وتنظيم الفعاليات، وحفلات التخرج التي كانت مليئة بالمشاعر والفخر، كما أن أول يوم لي في الجامعة وما شعرت به من رهبة وحماس لا يزال محفورًا في ذاكرتي، كذلك أتذكر اللحظات التي قضيتها في قاعات المحاضرات مع أساتذة ملهمين تبادلنا فيها الأفكار والنقاشات، ولا أنسَ لحظات الاختبارات، تلك اللحظات التي يملؤها التوتر والقلق، ولكنها أيضا كانت فرصة لتحدي الذات وتحقيق الإنجازات، هذه الذكريات أسهمت في تشكيل شخصيتي وأفكاري وستبقى جزءا من هويتي.
بالطبع يراودك الحنين إلى الجامعة، صفي لنا هذه المشاعر الجياشة؟
الجامعة ليست مجرد مكان للدراسة، بل منزل ثانٍ مليء بالذكريات والأصدقاء، أشعر بالحنين لكل زاوية في الحرم الجامعي ولكل شخص أسهم في صنع هذه التجربة، أتمنى لو أستطيع العودة لتلك الأيام الممتلئة بالطموح والبراءة.
شخصيات ما زالت عالقة في ذهنك حتى اليوم ومواقف لا تنسى يمكنك سردها لنا؟
أذكر أساتذة كانوا بمثابة قدوة لي، أساتذة ملهمون تركوا لي أثرا عميقا في النفس، لديهم القدرة على إثارة الفضول وتحفيز الإبداع، مثل الدكتور ربيع الذهلي والمكرم الدكتور حمد اليحمدي والدكتور خليفة القصابي، الذين أضافوا لي الكثير، سواء من الناحية الأكاديمية أم الحيوية، أضاؤا لي الطريق نحو المعرفة والتفكير النقدي، تعلمت منهم أهمية الاجتهاد والمثابرة، وكيفية مواجهة التحديات بشجاعة وثقة، كانت نصائحهم ودعمهم دافعا شجعني على استكشاف آفاق جديدة والسعي نحو تحقيق أحلامي، وأيضًا زميلاتي اللاتي كن بمنزلة الأسرة، خاصة في أوقات الامتحانات والمشاريع التي كنا ننجزها بكل شغف.
كيف علاقتُك بالجامعة حاليًا؟ وما أبرز إنجازاتك التي اشتغلت عليها؟
علاقتي بالجامعة ما زالت قوية، أحرص على زيارتها كلما سنحت الفرصة، وأشارك في الفعاليات إذا طُلب مني، من أبرز إنجازاتي أنني خضت تجربة التدريس الأكاديمي في الجامعة لمقرر أصول التربية، كانت التجربة مميزة، إذ أسهمت في تشكيل هويتي الأكاديمية والمهنية.
ومن أهم إنجازاتي في مقاعد الدراسة، التي أفتخر بها لأنها تمثل انعكاسا للمهارات التي تعلمتها في الجامعة، إعداد البحوث العلمية ونشرها، وبفضل الله، نشرت سبعة بحوث في العديد من المجلات المعتمدة.
ما نصيحتك لطلبة العلم في الجامعة؟
نصيحتي لهم أن يستغلوا كل فرصة تقدمها الجامعة، سواء كانت تعليمية أم أنشطة خارج المناهج، لا تخافوا من التحديات، فهي التي تصقل شخصيتكم، وتذكروا أن الجامعة ليست مجرد محطة دراسية، بل فرصة لبناء مستقبل مشرق، كونوا متفائلين، مستعدين للتكيف مع التغيرات، فالحياة الجامعية مليئة بالتحديات، لكن الإيجابية والمرونة والإصرار ستساعدكم في تجاوزها.