السنة 20 العدد 186
2025/02/01

خيال يقود الكلمات إلى غياهب الإبداع...

وكتابة تأخذ بالروح إلى موطن آخر


 

 

 

ثويبة السليمية

 

قلم سيد الكلمات، وإمام العبارات المصطفاة عن الجميع، حيث تقف خلفه حروف مبعثرة، تصطف أمامًا من يأتي أولًا. يبدأ بعدها بشق طريقه لصلاةٍ يجد بها خلاصا من ضجيج لا يطاق، وصخبا محيطا لا يُحتمل، يعمل في أثنائها بتنظيم ما تبعثر تنظيمًا لائقًا. إذًا عند القلم تستلذ العبارات، فما لا يستساغ النطق به يستقبله القلم، بل يقبل كل ما ضاع وتشتت. وكومة الألفاظ المخبئة بداخلك لا يرحب بها إلا هو، هنا الملاذ... شفاء الصبحية اتخذت الكتابة مذكرة وعنواناً لها؛ بل قِبلة ووجهة ألفاظها. صحيفة "إشراقة" احتضنت موهبتها بحفاوة كبيرة.

 

عرفينا بنفسك؟

 

شفاء بنت زهران الصبحية، أنا كالبحر، كَلكٍ كثير لا يحصى، أغواري مجهولة لا تُعلم، في داخلي مكنونات نفيسة ليست بثمن، هيئتي قديمة تنم عن ثقافة جليلة، تخفي شيئًا حديثًا، أنا الذي اتخذ القلم رفيقًا وفيًا والكتاب سميرًا مؤنسًا. طالبة في جامعة نزوى تدرس تخصص تربية مجال أول.

 

 

حدثينا عن موهبتك، وما الذي جذبك تجاهها؟

أرني كتابتك أخبرك من أنت. أغلب من يقرأ كتاباتي يشعر أنّ بها نوع من السلبية نحو العالم، نوع من العمق والوحدة، والجميع يتساءل ماذا فعل بك العالم؟ أقول لهم لم يفعل بي شيء، ولكن أبرع في هذا المجال؛ لأن الكتابة تعكس تفكير المرء وهوية شخصيته، حتى أفكاره وقراراته تتضح من طريق الكتابة.

أنا من الجانب الاستثنائي، أنا لا أكتب لأعبر عن أشياء مكتومة، فشخصيتي الواقعية تتمتع بالتفاؤل والإيجابية؛ بل أصف شعور ذاك الشخص الذي لم يقدر على وصفه … وأتحدث بلسانه.

 

أتقمص دور الشعور وأسرده … وهنا يدخل دور الخيال، فلطالما عشت في خيالي ووجدته المكان والأمان وكذا الملاذ الذي يحويني حيث أستطيع أن أكتب وأكون بشخصيتي وماهيتي دون زيف أو تمثيل، وهذا ما أشادته الدكتورة محفوظة بنت راشد المشيقرية، مديرة مركز الإرشاد الطلابي، عن كتاباتي، إذ قالت: إنها تخاطب كل إنسان على حسب حاله ليست لشخص واحد بل لجميع الناس.

 

حدثينا عن أهم الجوائز التي حصلت عليها؟

حصلت على جوائز كثيرة من مختلف المؤسسات التعليمية كالمدرسة والجامعة أو على مستوى المحافظة أو العالم. شاركت في مسابقة للكتابة المسرحية عن شيء تراثي طرحتها وزارة التربية والتعليم على مستوى محافظة الداخلية، في الصف الثاني عشر ولله الحمد، وحصلت على المركز الأول. 

 

أيضًا في عام ٢٠٢٢م انضممت إلى مسابقة على مستوى العالم طرحتها السفارة اليابانية وأشرفت عليها منظمة اليونسكو، وذلك بكتابة مقال يتحدث عن السلام، وسبب طرحي لموضوع المقال الحرب العالمية الثانية، ففيه حاولت اليابان إيجاد كتّاب من أنحاء العالم يكتبون عن هذه القضية. كنت أمثل عمان هنا، حصلت على شهادة مشاركة من منظمة اليونسكو.

 

قريبا شاركت في مقالة عن كيفية تعزيز دور المرأة في الأمن والسلام، طرحتها السفارة الكورية، وشرطهم أن يكتب المؤلف باللغة الإنجليزية أو الكورية، وأيضًا بين الفترات أشارك في صحيفة إشراقة بجامعة نزوى ببعض مؤلفاتي.

 

متى اكتشفت موهبتك؟ ومن كان وراء ذلك؟

اكتشفت موهبتي مبكرًا في عمر الثامنة، فعندما رأيت نفسي أعجز عن توصيل الحروف المنطوقة أذهب مسرعة للقلم أعبر عن مشاعري، دو أن أخاطب الناس بالكلام المباشر وإنما بالورقة.

 

 

أبي الداعم الأول وأسرتي دون استثناء يشجعونني على كل خطوة لدرجة أكتب الكتابة وأقرؤها لهم وجميعهم آذان  مصغية. وبعض من أفراد أسرتي كتّاب.

 

ويجب أن أشيد بمدرستي التي اكتشفت موهبتي، فاشتغلت على تنميتها، بل أشركتني في مسابقات، منها: الكاتب الصغير، في أديب القلم، كذلك في كتابة الرسالة ومخاطبة  لوزير العدل لحل مشكلة موجودة في الوطن العربي.

 

برأيك كيف يمكن صقل موهبتك؟ وما أهدافك القادمة التي من الممكن أن تنقل موهبتك إلى مكان أعلى؟ 

أما عن صقل الموهبة فهي بالمشاركة والدربة، سواء على مستوى المؤسسة التعليمية أم الوطن أم المشاركة في دورات تدريبية والالتقاء بالكتّاب والأخذ بنصائحهم.

 

 

وهدفي القادم تطوير موهبتي أكثر، أؤلف كتبًا وأعطيها مساحة لتظهر للمجتمع العماني، يتبعها طموح عالمي أكبر...

 

كيف يمكن أن يكون لمواقع التواصل الاجتماعي دور في تنمية موهبتك الشابة؟

لطالما كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور في صقل الموهبة، إذ قمت بإنشاء حساب على منصة الانستجرام لأعبر فيه عن موهبتي وأدونها؛ سواء كانت لحظة حزن أم فرح أم فخر أم خذلان، أكتبها في أسطر قليلة، وأجد تفاعلا على الكتابة رهيب من الجمهور، حتى يتساءل بعضهم: هل هذه الكلمات من كتابتك الخاصة، نعم هذا ما يحدث لي عندما أنفصل عن الواقع لأكتشف نفسي أكثر.

 

وأخيرً، أريد أن أوصل لطلبة جامعتي رسالة: ربما ليس الآن ولكن في يوم ستجد موهبتك ونفسك وأحلامك، اتبع جذوة الشغف التي تسكن دواخلك، لا تتوقف عن العلم والبحث. إذا كنت تريد الدنيا وتسعى لنيل الآخرة معا فعليك بالعلم والقراءة والاطلاع، القلم بيدك فارس حياتك، أنت الكاتب والبطل.

إرسال تعليق عن هذه المقالة