سعيد الأبروي المبتعث لدراسة دكتوراه التمريض بجامعة وايدنر الاميريكية
التزام جامعة نزوى بتعزيز العنصر البشري في التعليم العالي استثمار حيوي في مستقبل الرعاية الصحية
الفرصة تؤهلني لبناء أساس متين في الممارسة والقيادة القائمة على الأدلة ومواجهة التحديات الملحة في مجال الرعاية الصحية
تعمل الجامعة على تمكين موظفيها من أدوات تعزيز كفاءاتهم وتطوير المهارات اللازمة للنجاح في أدواره
بعد الانتهاء من الدكتوراة سأعمل على تطبيق المعرفة المتراكمة لدي لقيادة المبادرات التي تعمل على تحسين ممارسات التمريض وتقديم الرعاية التمريضية
اقترح تطوير برامج منح دراسية متخصصة تركز على مجالات ذات طلب مرتفع في مجال الرعاية الصحية وغيرها من المجالات
اجرى الحوار
دائرة الإعلام والتسويق
تولي جامعة نزوى تطوير الكفاءات الوطنية وتدريبها والنهوض بقدراتها وإمكاناتها أولوية رئيسة في توجهاتها وأهدافها الحالية والمستقبلة، فلقد أدركت الجامعة منذ وقت مبكر أهمية الدفع بكادرها الوظيفي الإداري والأكاديمي والفني، إذ عمدت إلى ابتعاث مجموعة كبيرة من الموظفين لإكمال دراستهم العليا في مختلف الدارجات العملية: البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، داخل سلطنة عمان وخارجها؛ ليتجاوز العدد 173 مبتعثا، وهو رقم مرشح للنمو في ضوء اهتمام الجامعة وحرصها على تنمية قدرات موظفيها، والحاجة إلى وجود كفاءات وطنية تدفع ببرامج الجامعة وخططها إلى مستوى متطور من الجودة في الأداء والتخطيط والتميز.
ومن منطلق أهمية هذا الجانب والآمال المعقودة عليه، تخصص (إشراقة) مساحة بعنوان: (لقاء مع مبتعث) تهدف منه القرب من الموظفين المبتعثين ومعرفة تجربتهم، وتسليط الضوء على الجوانب المختلفة لمسيرة ابتعاثهم وأهمية ما يمثله هذا الجانب لمسيرتهم العملية والعملية في مسيرتهم القادمة، إذ سيكون اللقاء الأول مع الطالب سعيد بن مسعود بن خاتم الأبروي، وهو أحد المبتعثين للدراسة في جامعة وايدنر في الولايات المتحدة الأميركية للحصول على درجة الدكتوراة في التمريض.
فكان معه هذا الحوار
نود في البداية إعطاء نبذة عن التخصص الذي تدرسونه ... اسم الجامعة التي التحقتم بها، وعدد السنوات التي أكملتم دراستها؟
أدرس حاليًا في جامعة وايدنر في الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الدكتوراة في التمريض، إذ أمضيت السنوات الثلاث الماضية منغمسًا في التعمق في دراسة فلسفة علوم التمريض المتقدم ومنهجيات البحث العلمي والقيادة والإدارة.
كانت رحلتي الأكاديمية مليئة بالتحديات ومثمرة للغاية؛ مما سمح لي بتعميق فهمي وصقل قدراتي في المعرفة الأكاديمية في مجال التمريض خاصة، والمجال الصحي بشكل عام من البحث العلمي.
في هذه السنوات نشرت بحثا يختص بأخلاقيات الطالب في الحياة الجامعية. كما أنني انضممت إلى كوكبة من الأكاديميين يشتغلون على إجراء بحث علمي يختص في التعاون بين التخصصات الصحية المختلفة لفهم دور كل جهة في تقديم رعاية صحية متكاملة في المنظومة الصحية؛ مما أسهم في نقل المعرفة إلى واقع والمشاركة في البحوث العلمية. كما عرضت ورقتين علميتين في مؤتمرين على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.
تولي جامعة نزوى عناية واهتماما كبيرين بتنمية العنصر البشري عبر مجموعة من البرامج، وفي مقدمتها ابتعاث الموظفين لإكمال دراستهم العليا داخل سلطنة عمان وخارجها، كيف تنظرون إلى أهمية هذه التوجه وما يمثله بالنسبة لكم ولمؤسستكم في المرحلة القادمة؟
إن التزام جامعة نزوى بتعزيز العنصر البشري من طريق التعليم العالي يشكل استثمارًا حيويًا في مستقبل الرعاية الصحية، وخاصة في مجال التمريض. كما يسهم في رفع مستوى جامعة نزوى محليا ودوليا. بالنسبة لي، مواصلة دراستي العليا في فلسفة علم التمريض خطوة حاسمة في تعزيز قدراتي باحثا وأكاديميا في مجال التمريض لتنمية مخرجات كلية التمريض بكادر تمريضي متقدم مهيئ لتقديم رعاية صحية متميزة، مبني على الأدلة والبحث العلمي.
إن الفرصة لبناء أساس متين في الممارسة والقيادة القائمة على الأدلة تؤهلني لمواجهة التحديات الملحة في مجال الرعاية الصحية لبناء كادر تمريضي لتعزيز الممارسات التمريضية لتحسين نتائج صحة المرضى، كما تؤهلني لتعليم الجيل القادم بما يتناسب مع متطلبات العصر وخصوصا المجتمع العماني. وفي مجال البحث العلمي، أهلتني هذه الفرصة لاكتساب مهارات البحث العلمي، التي ستسهم في الرقي في جميع مجالات التمريض الإدارية والسريرية والتعليمية على مستوى عمان والعالم.
التعليم جزء مهم في أي منظومة عمل مؤسسي؛ لذلك تتبنى الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة الاستثمار في العنصر البشري الوطني من منطلق تحسين الكفاءات وتجويد الأداء، كيف ترون أهمية هذا الجانب في صقل إمكاناتكم ومهاراتكم؟
تلعب جامعة نزوى دورًا بارزًا في تعزيز وتنمية القدرات البشرية، خاصة بدعمها للموظفين الذين يسعون إلى الحصول على مزيد من التعليم. ومن طريق تسهيل الوصول إلى فرص التدريب والبحث المتقدمة، تعمل الجامعة على تمكين موظفيها من أدوات تعزيز كفاءاتهم وتطوير المهارات اللازمة للنجاح في أدوارهم.
ويسهم هذا التركيز على التعليم في إيجاد قوة عاملة مستعدة جيدًا وقادرة على الاستجابة للمتطلبات المتطورة للحياة الجامعية، بل تسهم في النجاح الشامل لكل من المؤسسة والمجتمع الذي تخدمه.
الطموح لا يتوقف عند حدود معنية، بل تبقى مجالات العلم والمعرفة غاية وهدفا لدى أي طالب علم طموح يمتلك شغف التطوير في قدراته وإمكاناته. ما وجهتكم القادمة، أو بمعنى أدق ما مشروعكم القادم بعد إكمال دراستكم العليا؟
بالنظر إلى المستقبل، فإن مشروعي الآتي بعد الانتهاء من الدكتوراة سوف يتضمن تطبيق المعرفة المتراكمة لدي لقيادة المبادرات التي تعمل على تحسين ممارسات التمريض وتقديم الرعاية التمريضية.
أنا مهتم بشكل خاص باستكشاف تكامل التكنولوجيا في ممارسة التمريض لتحسين رعاية المرضى. كما أنني مهتم بتعزيز أخلاقيات مهنة التمريض لدى الطلبة؛ كونها جزءا لا يقبل التجزئة من الممارسات المبنية على الأخلاقيات المهنية لرعاية متلقي الخدمة التمريضية. ومن طريق البحث والتعاون مع مؤسسات الرعاية الصحية، أطمح إلى تطوير حلول مبتكرة تعالج الفجوات في الرعاية، وتمكن الطاقم التمريضي من الأداء بأفضل ما لديه متسلحا بالعلم والمعرفة المبنية على الأدلة.
الصعوبات والتحديات تبقى حاضرة في أي مشروع دراسي، خاصة إذا كانت خارج حدود الوطن، ما طبيعة تلك الصعوبات وكيف تمكنتم من التغلب عليها؟
إن الطريق إلى إكمال درجة الدكتوراة محفوف بالتحديات، سواء كان ذلك يتضمن الموازنة بين الدورات الدراسية الصارمة، أم إجراء البحوث، أم إدارة المسؤوليات الشخصية وخصوصا المالية منها مع التكلفة الباهظة وارتفاع تكلفة المعيشة في الولايات المتحدة الأمريكية. بالنسبة لي، فرض الانتقال إلى الدراسة في بيئة تعليمية وثقافية مختلفة عقبات خاصة بها. ومع ذلك، فقد تعلمت أن أنظر إلى هذه التحديات باعتبارها فرصًا للنمو. كما أنّ الاستفادة من شبكات الدعم، بما في ذلك أسرتي وزملائي ومرشدي من أعضاء هيئة التدريس، مكنتني من التغلب على العقبات بالمرونة والتصميم، وعلمتني هذه التجارب قيمة المثابرة والقدرة على التكيف، وهي سمات أساسية للنجاح في مجال التمريض المتطور باستمرار.
بحكم أنكم أحد أبناء الجامعة الذي حظوا بثقة الجامعة لإكمال الدراسات العليا، كيف ترون مستقبل جامعة نزوى، خاصة مع اتساع نطاق الأعمال وحاجتها لتعزيز وتنمية الموارد البشرية في مختلف الجوانب الإدارية والأكاديمية والفنية؟
كوني أكاديميا في جامعة نزوى، فأنا متفائل بشأن مستقبلها، خاصة مع استمرارها في توسيع نطاقها وتعزيز برامجها التعليمية. إن الحاجة إلى متخصصين مؤهلين تأهيلاً عالياً في مجال التمريض أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وجامعة نزوى في وضع جيد لتتولى القيادة في هذا المجال. وبتعزيز مبادرات البحث وتعزيز التعاون مع كيانات الرعاية الصحية، يمكن للجامعة أن تعزز مكانتها مركزا للتميز في تعليم وممارسة التمريض.
في ضوء تجربتكم التي تعد ثرية وغنية بكثير من التجارب والعلوم والمعارف، ما الرسالة التي توجهونها لزملائكم الموظفين؟
إلى زملائي الموظفين في جامعة نزوى، أشجعكم على تبني التعلم مدى الحياة مكونا أساسا في رحلتكم المهنية. إن السعي وراء المعرفة لا يعود بالنفع عليكم أفرادا فحسب، بل يثري أيضًا قدراتنا الجماعية في إطار مؤسسي. تذكروا أن إسهاماتكم يمكن أن تؤدي إلى تغييرات ذات مغزى في مجتمعنا العماني بما يخدم الوطن ورفعته.
هل لديكم أي مقترحات أو رؤى معينة يمكن الاستفادة منها فيما يتعلق بالابتعاث، أو بالنسبة لتطوير الكفاءات البشرية في الجامعة؟
بناءً على خبرتي، أقترح أن تفكر جامعة نزوى في تطوير برامج منح دراسية متخصصة تركز على مجالات ذات طلب مرتفع في مجال الرعاية الصحية، وخاصة في مجال التمريض والصحة العامة. ويمكن لهذه البرامج أن توفر الدعم المالي للموظفين الذين يسعون إلى الحصول على تدريب إضافي، وتشجع التعاون بين التخصصات المختلفة الذي يتجاوز حدود التمريض والصحة العامة وإدارة الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، فإن خلق فرص تدريبية تركز على مهارات القيادة والإدارة للممرضين من شأنه أن يحسن بشكل كبير من تقديم الرعاية الصحية ونتائج المرضى. كما أن تشجيع الكادر التمريضي، خصوصا الأكاديميين، لإجراء المزيد الأبحاث العلمية للرقي بمستوى البحث العلمي محليا وإقليميا ودوليا.
وفي الختام، كان لمسيرتي التعليمية في جامعة وايدنر تأثير عميق على نظرتي المهنية والتزامي بتطوير التمريض تخصصا. ويشرفني أن أكون جزءًا من مبادرة "لقاء مع باحث" وأتطلع إلى الإسهام في الحوار المستمر عن أهمية تطوير العنصر البشري في جامعة نزوى. معًا، يمكننا الاستمرار في تمهيد الطريق للابتكار والتميز في تعليم وممارسة الرعاية الصحية.