نوف الجرادية … ماذاقالت عن ذكرياتها في جامعة نزوى؟
كتبت: إيمان بنت عيسى العبرية
في أروقة الجامعة عادت لتدرس مجددا، تكمل مسيرتها نحو العلم والتعلم من أجل سيرة مشرفة وخالدة تتركها وتضعها في نفوس طلبتها ... نوف الجرادية خريجة إحصاء وتأهيل تربوي في جامعة نزوى تقص حكايتها لـ "ذكريات خريج" آملة أن يخطوا خطاها طلبة وطالبات جامعة نزوى.
في مستهل حديثنا مع الخريجة نوف الجرادية وسؤالنا عن شخصيتها في سطور، تقول: "نوف الجرادية إنسانة طموحة لا تعرف للكسل معنى ولا للخمول طريق، تخرجت في جامعة نزوى تخصص الإحصاء، وبعدها اكتسبت خبرات في مواقع عمل مختلفة حتى أستعين بما تعلمته نظريا في العمل تطبيقا، وبعد مزيد من التجارب والخبرات قررت أن التحق مجدداً بمقاعد العلم لِدراسة دبلوم التأهيل التربوي في جامعة نزوى، ثم مباشرة خضوعي لاختبار التوظيف، ولله الحمد كتب لي عمرا جديدا عند تعييني معلمة رياضيات في مدرسة لا تبعد إلا ربع ساعة تقريباً عن منزلي".
تستطرد نوف حديثها عن المصاعب والتحديات التي واجهتها وكانت لها بمثابة الحجر الذي تتكأ عليه لتصل إلى مبتغاها، فتقول: "واجهت الكثير من التحديات في أثناء الدراسة وبعدها، حتى بعد تخرجي في الجامعة وعيشي باحثة عن عمل أو كما أحب أن أقول باحثة عن نور، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكر بعض التحديات كلغة الدراسة في التأهيل التربوي، التي كانت مختلفة عن لغة دراستي في البكالوريوس، وايضاً الجدول المسائي لبرنامج التأهيل التربوي كان نوعا ما مزاحما لمتطلبات الحياة والتزاماتها"، أضافت قائلة: "واجهت صعوبة من ناحية البعد والغربة ونظام الدراسة الجديد؛ لكن الذي ساعدني في التكيف تخصصي الذي لطالما حلمت أن أدرسه وأتعمق فيه، والحمد لله رب العالمين كنت في المكان الصحيح".
وفي حديثنا مع نوف ذكرنا أن للمواقف الخالدة والتجارب التي يمر بها الإنسان والطالب نصيب من التكيف الذي يعوله على البقاء والمحاربة لنيل مبتغاه بقوة، استوقفتني نوف بقولها: "أصدقاء الدراسة هم السند الباقي وهم الجدار الذي أتكئ عليه عند سقوطي، والمذاكرة معهم ومشاركة الكلام والضحكات كانت من أجمل اللحظات الخالدة في ذاكرتي، فهم بمثابة المتنفس عن الضغوطات الدراسية؛ بل وحتى الحيوية، كانوا لي عونا وسندا، وكلمات الشكر والاحترام والتقدير وإن طالت لا توفي حقهم بتاتا".
لمشاعر التخرج نصيب غامر من السعادة التي تصيب الطالب لإنهائه متطلبات الجامعة، ولِسعادته بإنهاء مسيرة الدراسة، وهنا تصف لنا نوف مشاعر التخرج فتقول: "لا تستطيع أي كلمة وصف مشاعر التخرج في تلك اللحظات الغامرة عند استحقاقي الشهادة بعد جهد وتعب ومثابرة، فقد كانت من أروع اللحظات أشبه بليلة عرس لكل الخريجين من بداية التجهيزات، والإعلان عن موعد التخرج، حتى لحظة الوقوف بالقرب من المنصة عند النداء باسمي مسبوقا بكلمة الخريجة لتتويجي بتاج التخرج، ويالله حتى في هذه اللحظة لا زلت ألحظ علامات الفخر والفرح في مقلتي أسرتي وفخرهم بي، تلك اللحظات لحظة التتويج نسيت كل مر مررت به في فترة الدراسة وكأن شي لم يكن!".
وتضيف: "الحياة بعد التخرج صعبة نوعاً ما، وهناك قلق وتفكير وتساؤلات تطرأ في ذهني عن المستقبل، أو ماذا بعد الدراسة والتخرج، ما دوري في المجتمع؟ وكيف أستفيد من شهادتي بالشكل الصحيح وفي المكان الصحيح؟ لكن الحمد لله وبفضل من الله توفقت بتعييني معلمة قبل تخرجي بدرجة التأهيل التربوي في الجامعة، ويا له من شعور مريح! كم أتمنى أن تصل عدوى هذا الشعور لكل الخريجين". هذا ما ذكرته نوف الجرادية عن حياتها بعد التخرج.
تختتم نوف حديثها بمشاعر عميقة دلالتهما عينيها اللامعتين الممتلئتين بالدموع عند إسداء نصائح نبعت من قلبها للطلبة مستدلة بآيات من الذكر الحكيم: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"، وأن الإنسان مهما أعطى من وقته لدراسته، سيجزيه ربه أضعاف ما عمل، فَفي استحضار النية الخالصة لله تعالى عند الدراسة عمق التأثير في راحة الطالب النفسية وتكون سببا له ومعينا لإكمال دراسته، وتخطي الصعاب والعقبات، تقول نوف: "الصبر الصبر! فلن ينال حلاوة قطف الثمار إلا الصابر!".