السنة 19 العدد 185
2025/01/01

أوراق علمية ناقشت جهود الشيخ المحقق الخليلي اللغوية والأدبية...

أمين عام مكتب الإفتاء يرعى احتفال جامعة نزوى باليوم العالمي للغة العربية 2024م وسط حضور مجتمعي واسع


 

 دائرة الإعلام والتسويق

 

رعى سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي، أمين عام مكتب الإفتاء، صباح يوم الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024م، احتفائية أقامتها كلية العلوم والآداب ممثلة بقسم اللغة العربية باليوم العالمي للغة العربية 2024م، بعنوان: "جهود الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي اللغوية والأدبية 1287 هـ - 1871م".

 

 

انطلقت الاحتفائية في قاعة الشهباء بالحرم المبدئي لجامعة نزوى؛ إذ حضرها الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، وعمداء الكليات والأساتذة والطلبة وغيرهم من الباحثين والمختصين من داخل الجامعة وخارجها، إذ دشّنتها جلسة افتتاحية قدّم فيها رئيس قسم اللغة العربية الدكتور مسعود الحديدي كلمة أكد في مطلعها توجه الهيئة الاستشاريّة للخطّة الدوليّة لتنمية الثقافة العربيّة ليكون محور الاحتفاء بهذه المناسبة في هذا العام 2024م بعنوان: "اللغة العربيّة والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي"، وقدرة اللغة العربية على مواكبة التطوّر التقنيّ والمعرفيّ دون أن تفقد جوهرها الأصيل أو تتخلّى عن دورها في حفظ الهويّة الثقافية لأمتنا، فقال في سياق ذلك: "لا بد لأبناء العربية هذا التطور التقني؛ وذلك بدعم محركات البحث وبرامج الذكاء الاصطناعي بالمحتوى العربي لغة وأدبا وبلاغة وجمالا؛ ليستطيع الآخر التعرف على جماليات هذه اللغة فيقع في شراك حبها".

 

وأضاف: "تعزيزا وترسيخا لهذا المبدأ، دأب قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى أن يحتفي بهذه المناسبة سنويا؛ لتعزيز قيم اللغة الحضارية وهويتها في نفوس أبنائها، وفي كل عام يقترن الاحتفاء بهذه المناسبة بشخصية أدبية مرموقة لها مكانتها في الساحة الأدبية العمانية، وفي هذا العام وقع الاختيار على شخصية الشيخ العلامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي -رحمه الله تعالى ورضي عنه- تكريما وتخليدا من الجامعة لإسهاماته في تفعيل الحراك العلميّ والدينيّ والأدبيّ في عمان".

 

 

ولم يفوّت الدكتور الحديدي الفرصة للحديث عن قضية الأمة؛ إذ ربط دور اللغة العربية العظيم بتلك العقيدة الراسخة في مقدرات نصرت القضية الفلسطينية، فقال: "اللغة العربية ليست لغة للتواصل فحسب؛ بل إنها لغة الدين والمبادئ والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد، فهي لغة اختارها الله لأن تكون وعاء لكتابه العزيز القرآن الكريم، الذي خاطبت نصوصه العالمين، فهي تجسد وحدتنا الإسلامية والعربية؛ لذا -ونحن نعايش أحداث غزة وفلسطين- فإنّ هذه اللغة توجب علينا نصرة أهلنا في فلسطين، وتوجب علينا الذود عن حياض المسجد الأقصى والأرض المقدسة المباركة، وهذا الوجوب تشترك فيه مسؤولية دينية وأخرى قومية".

 

وضمن الجلسة الافتتاحية، ألقى راعي الحدث الشيخ أحمد السيابي، أمين عام مكتب الإفتاء، كلمة تحدّث فيها عن سيرة الشيخ المحقق الخليلي، ومما جاء في كلمته تأكيده أهمية الربط بين الحدث وشخصيته؛ ليكون نجم الاحتفاء هذا العام علّامة عُرف في اللغة إلى جانب أنه عُرف في الدين. كما تحدّث عن جملة من الوقفات المهمة في سيرة حياة الشيخ المحقق الخليلي، وقفات عامر بالعلم والفكر والموضوعية؛ تشكّلت في محطات مكانية كان لها طابعها الفكري واللغوي والأدبي والفقهي، من بينها انتقاله إلى سمائل، إذ شكّل مرحلة عامرة في حياته العلمية والعملية؛ لذا أخذ يُدرّس ويُلّف؛ فتخرج على يديه كثير من العلماء والفقهاء. وأضاف الشيخ السيابي: "تمتع الشيخ المحقق بشاعرية هائلة؛ إذ جمع بين اللغة والأدب؛ بل كان حافظا كبيرا لدواوين العرب". وختم حديثه بمناقشة الحاضرين عن أحقية إطلاق ⁠لقب المحقق عليه من بين عدد من الألقاب؛ إذ إنّ لقب (المحقق) لازمه واستسيغ بسبب الإمام نور الدين السالمي، الذي كان هو من أطلقه عليه؛ فالكلمة على قدر المتكلم.

 

 

ثم ألقى الشيخ محمد بن عبد الله الخليلي قصيدة عنوانها: (المحقق الخليلي)، قال في مطلعها:

كـــالشمــس في ذات يـــــــوم بيننا نزلا

ولـــــــــم يزل نــــــوره للعين مكتحَـــلا

 

ولم يزل للقلـــــوب المفعـــمـــات بــــه

نبـــــــــــضاً يفتّح فيهـــــــا للرجا سبلا

 

وبهذه المناسبة ألقى أ.د جورج تامر، مدير معهد الدراسات العربية بجامعة إرلانغ نورنبرغ‬ الألمانية، كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم لنحتفل باللغة العربية في يومها العالمي، في صرح يصبو ويتقدم ويزدهر بهمة القائمين عليه، فالجامعة منارة العلم وخزانة المعرفة، وهذا ينطبق بالدرجة الأولى على اللغة العربية".

 

 

‏وقال جورج تامر: "اللغة تنمو بنماء حاجات أهلها؛ لكنها في نفس الوقت مسؤولية على عاتقهم كي تحفظ قيمتها العلمية والثقافية بين لغات العالم". ونبّه في نفس الوقت إلى ضرورة مواكبة الثقافة والحداثة والتقانة باللغة العربية؛ كي نُسهم من طريقها في تقدم العلوم والمعارف، وتعد الترجمة أداة كبيرة تعين على ذلك". ودعا في كلمته كذلك إلى ضرورة أن تكون العربية لغة فكر خلّاق ومبدع، تُسهم في تقدم العلوم والمعارف، وهذه مسؤولية مشتركة بين الجامعات والمجتمع. الجدير بالذكر أن اليونسكو تحتفي هذا العام باليوم العالمي للغة العربية 2024م، بعنوان: "العربية والذكاء الاصطناعي... تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي"، كما أنّ قسم اللغة العربية يجتهد كل عام لتذكير المجتمع العالمي بقيمة اللغة العربية وقامتها، وتجديد أواصر قدرتها على مواكبة التحديث والمعاصرة في كافة مجالات الحياة؛ وذلك بربط اليوم العالمي للغة العربية بشخصية أسهمت في ربط جيل بلغتهم الفصيحة، كما أنها فرصة لتكريم المبدعين والتعريف بهم تشجيعا للإبداع اللغوي والأدبي، وحثّ أبناء اللغة للرجوع إلى لغتهم الفصحى والاهتمام بها. ثم قُدّمت احتفائية جمعت طلبة قسم اللغة العربية بطلبة قسم اللغات الأجنبية، موضوعها: "أتكلم العربية بكل اللغات".

 

وتضمن برنامج احتفائية اليوم العالمي للغة العربية 2024م، جلستين علميتين، نوقشت فيهما 3 أوراق عمل. موضوع الجلسة الأولى: "جهود الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي الأدبية"، بينما عنوان الجلسة الأخرى: "جهود الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي اللغوية".

 

ويُعد الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي صاحب مؤلفات رصينة في شتى العلوم والمعارف الإنسانية، وله إسهامات جليلة في علوم اللغة العربية أثرت المكتبة الإسلامية والعربية عموما، والمكتبة العمانية خصوصا؛ لذا سلطنا الضوء على جهوده اللغوية والأدبية في احتفائيتنا هذه.

 

إلى جانب ذلك، يأتي التذكير باللغة العربية كونها كائنا حيا يتشكل ويتطور، تموت فيها بعض الكلمات، وتولد أخرى، وتتحور أخرى، في حركة دائبة لا تتوقف، نتيجة لاختلاط الناس ببعضهم بعضا، ونتيجة للثورة الصناعية والتقنية والاقتصادية في العالم؛ لذا فقد باتت مسؤولية عظيمة اتجاه اللغة العربية في الحفاظ عليها، وهذه المسؤولية ليست حصرا في أفراد اللغة؛ بل تتوسع لتكون مسؤولية قومية مشتركة تتولاها جامعة الدول العربية وحكومات الدول العربية والمؤسسات العامة والخاصة فيها، وذلك بوضع سياسات وخطط لغوية؛ تفرض على الأفراد والمؤسسات الالتزام بها، وتجرم التعدي عليها، وهذا ما تستهدفه الكثير من التشريعات العمانية في كثير من قوانينها وعلى رأسها النظام الأساسي للدولة، التي تعد محل اهتمام لدى  الحكومة العمانية بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه وسدد خطاه.




إرسال تعليق عن هذه المقالة