السنة 19 العدد 185
2025/01/01

خدمات مكتبة جامعة نزوى لضعاف البصر والمكفوفين


 

 

محمد بن عبدالله الحسيني

المكتبة الرئيسة 

15 ديسمبر 2024م

 

تعد المكتبة أحد المراكز المهمة في حياة الطالب الجامعي؛ سواء لخدمة التعليم والبحث أم الثقافة العامة وبناء الفكر. وانطلاقا من مبدأ (الوصول للمعلومات حق للجميع)، سعت المكتبات إلى الاهتمام بجميع الفئات من المرتادين، وأولت اهتماما خاصا لتسهيل ارتياد المكتبة لفئات المعوقين؛ وذلك بأساليب مختلفة واستخدام تقنيات حديثة متطورة. 

 

وتعد فئة ضعاف البصر والمكفوفين من الفئات التي تواجه تحديا أكثر من غيرها من فئات الإعاقات في الوصول إلى موارد المكتبة. وهنا يأتي دور المكتبة والقائمين عليها لتسهيل الأمر عليهم؛ وذلك بتوفير الأجهزة والتقنيات المساعدة في تكبير الخطوط وبرامج نقل المكتوب إلى صوتي وغير ذلك … وكذلك توفير برامج التدريب والإرشاد التي تسهل على الكفيف وضعاف البصر استخدام التسهيلات المختلفة في أوقات ارتياده للمكتبة أو حتى عن بعد.

 

وتهتم المكتبة الرئيسة في الجامعة بخدمة المستفيدين من ذوي الإعاقة بتوفير المساعدة لهم، وتقديم التسهيلات اللازمة عند ارتيادهم للمكتبة، واستخدامهم الموارد المتوفرة، إذ توفر لهم المساعدة الشخصية عند البحث عن مصادر المعلومات في المكتبة من طريق موظفين ذوي خبرات وكفاءة عالية. بالإضافة إلى ذلك تُتاح في المكتبة الإلكترونية خدمات خاصة مثل: تكبير النصوص حتى أضعاف حجمها؛ ليتمكن ضعاف البصر من قراءتها والاستفادة من المصادر الإلكترونية المتوفرة في بحوثهم ودراساتهم. أيضا تتوفر خدمات القراءة الصوتية لمصادر المعلومات الإلكترونية؛ ليتمكن الكفيف من الاستماع إلى المكتوب والاستعانة بالمصادر المختلفة، مثل: المقالات والكتب والرسائل الجامعية في دراسته سواء في المرحلة الجامعية الأولى أم في الدراسات العليا. ومن بين الخدمات التي تتوفر في مكتبة جامعة نزوى القارئ الصوتي:

 

  • خدمة ابسكو: هي خدمة توفر القارئ الصوتي للمقالات العلمية باللغة الإنجليزية في الوقت الحالي. 

 

 

  • خدمة المنهل: هي خدمة أغلب محتوياتها من المقالات والكتب والرسائل الجامعية باللغة العربية. ويمكن للمستفيد عند اطلاعه على المادة تظليل أي جزئية ليقوم القارئ الإلكترونية بعرضها صوتيا. وهذا يساعد الكفيف خاصة على الاستماع واستيعاب المحتوى العلمي؛ لذا يسهل عليه توظيفه في دراسته وأبحاثه. 

 


هذه الخدمات مهمة وتخدم فئة المعوقين بصرياَ من أصحاب الهمم، ولا شك أنها تحتاج إلى تعزيز بتوفير أجهزة أخرى متطورة، وذلك بحسب رأي أحد الطلبة المجتهدين من المعوقين بصريا، الذين يرتادون المكتبة بشكل مستمر. فقد لخص احتياجاته في: 

 

  • توفير قارئ الكتب والمصادر التي تتوفر شكل pdf.

  • توفير ملخصات كتب، خاصة الكبير منها؛ وذلك توفيرا للوقت على الكفيف وعلى مساعده الذي يقرأ له أيضا.

  • توفير كتب مسموعة تخدم المناهج الدراسية والمجالات البحثية.

  • توفير ترجمات عربية صوتية لبعض الكتب الأجنبية التي تهم الكفيف في دراسته وأبحاثه. 

 

والحاجة ملحة لدراسة احتياجات المكفوفين من الأجهزة والخدمات وإنشاء وحدة بالمبنى الجديد للجامعة، سواء في المكتبة أم في مركز الرعاية الاجتماعية. وتختص هذه الوحدة بإنتاج الكتب الرقمية الناطقة بحسب طلب المكفوفين لتفِي بمتطلبات دراساتهم وبحوثهم، إلى جانب توفير التدريب اللازم لهم. كذلك لابد من دراسة رضاهم عن الخدمات المقدمة، وإشراكهم في جوانب التحسين والتطوير بحسب أغراضهم وأهدافهم التي يسعون إليها في حياتهم الجامعية وما بعد التخرج، إذ ينبغي أن تبقى خدمات وحدة الكتب الناطقة وخدمات المكتبة مستمرة لهم كونهم خريجين من هذه الجامعة العريقة.

 

الجدير بالذكر أن هناك، حتى تاريخ كتابة هذا المقال، 40 طالبا من المعوقين بصريا مسجلين في جامعة نزوى، أغلبهم في تخصص اللغة العربية وآدابها، وتخصص اللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية) والترجمة، إلى جانب وجود آخرين بعدد أقل في تخصصات أخرى. وتوفر لهم وحدة رعاية الطلاب ذوي الإعاقة خدمات متعددة، مثل: توفير طلبة إسناد لمساعدتهم في تسجيل المقررات الجامعية وذهابهم إلى المحاضرات وتأدية الاختبارات.






إرسال تعليق عن هذه المقالة