السنة 19 العدد 185
2025/01/01

ميزة نوعية في مكتبة الجامعة ...

شخصية تبعث إشارات مهمة ولفتات مفيدة لفئة تركت بصمتها أينما حلّت


 

أعدّه: غسان بن الحامد

وُلِد حاملاً إعاقة سمعية، ولكن لم يمنعه ذلك من التألق ومعانقة النجاح، وكأنّ الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي عندما قال: "ومن لا يحبّ صعود الجبال *** يعِش أبد الدهر بين الحفر" كان يقصده بهذا البيت، فَضيفنا في صحيفة "إشراقة" لهذا العدد ضيف استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى (الأستاذ ناصر بن علي العبيداني)، فهو لم يتهيّب صعود الجبال وإنما صعد للقمة وعانق النجاح.

تأهيل ثم انطلاقة

لقد كان اللقاء مع الأستاذ ناصر العبيداني مقابلة استثنائية؛ إذ كانت لغة الإشارة هي وسيلة التواصل مع ضيفنا؛ وذلك بالاستعانة بمترجم لغة إشارة في جامعة نزوى الأستاذ غسان محمد بن الحامد. فقد حدثنا العبيداني بيديه أنه ولد في عام 1978 بولاية نزوى، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، ولد حاملا إعاقة سمعية هذه.

 

 

التحق بمركز رعاية وتأهيل المعوقين بالخوض في مسقط في الفترة من عام 1989 إلى عام 1995م، إذ اكتسب فيها مجموعة من المعارف والعلوم على غرار تعلم القراءة والكتابة، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والتربية الإسلامية والطباعة. بعد ذلك اشتغل مدة عام في نفس المدرسة من عام (1996 إلى 1997). ليظل بعد ذلك دون عمل حتى عام 2005م، حيث انطلقت رحلته في جامعة نزوى. 

مكسب للجامعة

وعن تجربة جامعة نزوى، يذكر الأستاذ ناصر أنّه باشر عمله في جامعة نزوى عام 2005، إذ قدّم طلب توظيف بالجامعة وجاء على عين المكان وقابل المسؤول عن التوظيف وتحدث معه وعرض عليه تجاربه وسيرته الذاتية -ولله الحمد- وعُيّن موظفا بمكتبة الجامعة، ومن هنا انطلقت رحلته مع جامعة نزوى.

يقول أستاذ ناصر: "إنّ العمل في البداية كان صعباً نوعاً ما، ولكن مع مرور الوقت أصبح الأمر سهلا، بل اكتسبُ خبرة كبيرة جدا في مجال عملي". إنّ الذي يصطحبه ناصر في مكتبة جامعة نزوى سيجد أنه يعرف جميع أماكن الكتب وتوزيعاتها وفقاً لمجالاتها ووفقاً للترتيب الأبجدي. كما أشار إلى أنه هو من يساعد الطلبة على إيجاد الكتب والبحث عنها في النظام، بالإضافة إلى استرجاعها وتقديم الاستشارات في مختلف مجالات المكتبة وخدماتها واختصاصاتها.

معنويات مرتفعة

ما رسالتك لجامعة نزوى؟ يجيب الأستاذ ناصر العبيداني عن هذا السؤال بقوله إنّه ممتن جدا لجامعة نزوى؛ وذلك لاحتضانها له وتوظيفه في أحد مفاصلها المهمة؛ لذا يسعى دائماً لتقديم الإضافة في خدمة الجامعة. وتقدم بجزيل الشكر لرئيس الجامعة والجامعة لما تبذله في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة واستقبالها لهم موظفين وطلبة … وهذا يُحسب للجامعة لتظلّ منارة علم ورشاد.

وفي ذات السياق، اختصّ فئة الصم وذوي الإعاقة برسالة جميلة، إذ يقول لهم: "لتحقيق أهدافك يجب أن تكون مثابراً ومجتهداً، فَالإعاقة لم ولن تكن يوما حاجزاً دون تحقيق أحلامك وأهدافك؛ بل حافزا يدفعك إلى الأمام نحو المثابرة والاجتهاد والتميّز".

ثناء مستحقّ

عليك أن تُجاهد في مجالك وتخصصك وعملك لتترك بصمة نوعية في محيطك، ففي حقيقة الأمر الإبداع لا يساوم، والجهود المخلصة تصنع فارقا بإذن ربها. وقد تبقى خطابات الشكر تقديرا لمعين لا ينضب، يحفّز النفس ويحفر لفتة سخية لا تنسى في وجدان القلب.

يقول الأستاذ محمود المحروقي، زميل الأستاذ ناصر في مكتبة الجامعة: "هو شخصية استثنائية مناضلة مكافحة، وأعدُّه لبِنة من لبِنات المكتبة، فقد تعلمنا منه الكثير، واستفدنا من خبرته الكبيرة في المكتبة".

 

 



إرسال تعليق عن هذه المقالة