السنة 19 العدد 185
2025/01/01

جسر بين الحلم والإنجاز ...

الشعر موهبة تصقل بالتعليم والنقد والدراسة والممارسة


 

صفاء الهطالية

 

وإذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد مما قد أتقنته، فأنت لن تتقدم أبداً …نحن نعلم أن الموهبة نعمة فطرية يميز الله بها كل فرد بشكل خاص؛ فالموهبة والخيال سمة الإنسان المبدع والمنتج بها يحاول أن يتميز بها عن غيره، فهي من جماليات الحياة أن يمتلك الإنسان موهبة جميلة يسخرها في خدمته ورعاية مصالحه، وأن تكون السلاح الذي يدفع به مصاعب الحياة، والثمرة التي يُنجز بها الكثير من المهام، ويتجاوز بها هذه المصاعب، وكم من شخصٍ حققت له موهبته ثروةً طائلة وشهرةً واسعة؛ فلا تكمن قيمة الموهبة في وجودها فقط، بل في استثمارها وإثرائها.

 

تحية بنت زهران بن زاهر السُليمية، مؤلفة وكاتبة للنثر والشعر، نشرت ثلاثة كتيبات في بعض دور النشر، والعديد من المقالات والقصائد في مجلات ورقية وإلكترونية عدة.

 

تقول: "أحب الكتابة والتأليف ونظم الشعر كثيراً، وأعمل في الوعظ والإرشاد الديني بقسم الإرشاد بوزارة الأوقاف، ومنخرطة -ولله الحمد- في العمل التطوعي في جوانب عدة منذ خمسة عشر عاماً". تحية حاصلة على بكالوريوس الدراسات الإسلامية من كلية العلوم الشرعية، والإجازة في القرآن الكريم من جامعة الأزهر الشريف، ومؤخراً حصلت على درجة الماجستير تخصص التربية في الإرشاد النفسي والتوجيه من جامعة نزوى ... نستضيفها في العدد الجديد من "إشراقة" لتثري باب موهبة العدد

 

متى اكتشفت موهبتك في كتابة الشعر وتذوّقه؟ ومن كان وراء ذلك من أشخاص وأحداث؟

 

  اكتشفتُ موهبتي في كتابة الشعر منذ أن أحببت الشعر وتذوقت كلماته عندما كنتُ في الثامنة عشر من عمري، وحتى أيام دراستي بالمدرسة كنتُ أشرح بعض أبيات الشعر في المقرر لزميلاتي. وكان وراء حبي للشعر وكتابته أنني من أسرة تحب قراءة الشعر ونظمه، فخالي وجدي -رحمة الله عليهما- كانا يهتمان كثيراً بالتأليف وبكتابة الشعر، وقد دونوا ما كتبوه ونظموه من أشعار؛ كذلك والدي -رحمة الله عليه- شجعني كثيراً على كتابة الشعر ونظمه. 

 

أيضاً كان للمجتمع دور كبير في ذلك بتشجيعه للأفراد لإبداء مهاراتهم؛ سواء بالمشاركة في المجلات أم المسابقات.

 

حدثينا عن بدايتك مع هذه الموهبة؟ وما الذي جذبك تجاهها؟

 

أولى بداياتي عندما كنت في المرحلة المتوسطة في المدرسة نظمتُ قصيدة قصيرة في حب الوطن وبعدها قصيدة في المولد النبوي، والذي جذبني لهذه الموهبة هو حبي للشعر، وما كنت أقرؤه من كتب الشعر التي أعطاني إياها والدي رحمه الله، وكان لديه العديد من دواوين الشعر التي قرأتها بعد أن أنهيت المرحلة الثانوية؛ مما كان لها الدور الكبير في حبي للشعر والبداية الفعلية لكتابته ونظمه.

 

ما أهدافك القادمة التي من الممكن أن تنقل موهبتك إلى مكان أعلى؟

 

الهدف الذي وضعته نصب عيني منذ أعوام وأسعى إلى تحقيقه، أن أشتغل على نشر قصائدي ومؤلفاتي في ديوان شعر وطباعته ونشره؛ فقد نظمت في الكثير من المجالات، منها: المدح والرثاء، وفي الكثير من المناسبات الدينية والوطنية والسياسية.

 

برأيك، كيف يمكن صقل المواهب الشابة وتعزيزها ورعايتها في مجالات الإبداع الشعري؟

 

الشعر موهبة بلا شك، ولكن هذه الموهبة تصقل بالتعليم والنقد والدراسة والممارسة، وقد يكون ثمة شاعر موهوب يكتب القصيدة من أول مرة يكون فيها المستوى الشعري عالٍ جداً معتمداً على الموهبة فقط، وقد يكون ثمة شاعر موهوب بشكل أقل، ولكن مع التعليم والممارسة ودراسة الأدوات بشكل واعٍ سيرتفع الحجم الشعري في القصيدة، وقد يتجاوز الشاعر الذي يعتمد على موهبته فحسب. لذلك؛ الموهبة بلا شك هي الأصل، ولكن دراسة أدوات الشعر تُنمي الشاعر أكبر بكثير من مجرد الاعتماد على الموهبة لوحدها.

 

كيف يمكن أن يكون لمواقع التواصل الاجتماعي دور في تنمية موهبتك؟

 

خلقت مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الشعراء، فالنشر مجاني، وأي شخص صار بإمكانه أن يكتب وينشر ويستمتع بالتفاعل اللحظي، دون أن يسأل نفسه إن كان ما يكتبه شعراً حقيقياً أم مجرد خواطر، كما أن تلك المواقع أضرَّت ببعض الشعراء الكبار، ولكن لهذه الوسائل والمواقع إيجابيات، فقد أصبحت متنفساً لبعض الشعراء المتميِّزين ممن أوصد الناشرون الأبواب في وجوههم مفضِّلين نشر الرواية، مضمونة الربح والجوائز والأضواء الإعلامية.

 

فالعلاقة بين الشعر ومواقع التواصل الاجتماعي مبنية على علاقة بين الكاتب والقارئ، وقد يجد الكاتب نفسه في هذا الفضاء أنموذجاً أسرع في إيصال تجربته الشعرية إلى المتلقي، خصوصاً إذا علمنا أن النشر الورقي يمر بعقبات كبيرة، فنجد بعض المؤلفات صارت تأخذ شيئاً من الحرية في سبيل الوصول إلى القارئ، وقِس على ذلك، فالنصوص الشعرية أخذت طريقها إلى الانتشار بأشكال مختلفة -صوتية ومرئية- وصار على الجمهور الذي لا يتفاعل من قبل إلا مع النصوص الورقية، أن يتعامل مع التقنيات الجديدة.

 

كيف وجدتِ اهتمام جامعة نزوى بالمواهب في أثناء دراستك بها؟ وما نصيحتك لتنمية هذا المجال؟

 

رعاية الجامعات للطلبة الموهوبين في مجالات مثل: كتابة الشعر والقصة ومختلف أنواع الفنون من تصوير ورسم بجانب الجوانب العلمية التي تبشر بنبوغ مبكر تتطلب معاملة خاصة، وأساليب تدريس تعتمد على صقل مواهب هؤلاء الطلبة وتنمية قدرات النوابغ منهم، وجامعة نزوى لم تألوا جهداً في هذا الجانب في تشجيع الطلبة على ممارسة مواهبهم الأدبية بإصدارها لمجلة إشراقة التي تستقطب العديد من المواهب الطلابية، ونشرها للعديد من المسابقات الأدبية في مختلف الجوانب.

إرسال تعليق عن هذه المقالة