السنة 19 العدد 184
2024/12/01

فترة متميزة بِتطلعاتها وأفكارها ...

(التقت بهم إشراقة): أعضاء المجلس الاستشاري الطلابي في دورته السادسة عشرة يعدون ببيئة محفّزة وداعمة نحو جيل متميّز ومبدع


 

نتطلع إلى تطوير أساليب التفاعل مع الطلبة والعمل على تعزيز مكانة المجلس ليكون مصدرا موثوقا للدعم والمشورة

للمجلس دور محوري في تمثيل مصالح الطلبة وتلبية احتياجاتهم المختلفة سواء الأكاديمية أم الاجتماعية

نتطلع للعمل على مبادرات مبتكرة تركز على تطوير المهارات الشخصية والعملية للطلبة

 

استطلاع: صفاء بنت عبدالله الهطالية

 

بما أن رسالة المجلس الاستشاري الطلابي هي الإسهام في تلبية احتياجات الطلبة في مجالات التعليم والأنشطة الطلابية، فالمجلس الطلابي أيضا منبر من المنابر التي يعبر فيها الطلبة عن آرائهم، وهو كيان يكوّن بانتخاباتِ يتنافس فيها الطلاب والطالبات، ويتقدم إليها من يشعر في نفسه الكفاءة؛ ليعبروا عن آراء الطلبة أمام إدارة الجامعة، والمشاركة في القرارات المهمة التي تُسهم في دعم مسيرة الجامعات.

 

 

اتجهت صحيفة "إشراقة" إلى أعضاء المجلس الاستشاري المنتخبين الجدد في دورته الحالية في فترته السادسة عشرة للعام الأكاديمي 2024-2025م؛ لِتناقشهم في عدد من القضايا المهمة التي تعقد لها آمال كبيرة؛ للرقي بالمجلس ومكانته وأهميته في أوساط الحرم الجامعي.

 

وتكوّن المجلس من 17 عضوا من بين 60 مترشحا تنافسوا على عضوية هذه الدورة، إذ حصلوا على ثقة زملائهم طلبة الجامعة ودعمهم غير المحدود لقيادة دفته في مسيرته القادمة؛ كونه  حلقة وصل بين الطالب وإدارة الجامعة.

 

نحو بيئة طلابية محفزة

 

أين تكمن أهمية المجلس في أن يكون رائدا في خدمة الطالب؟ وما تطلعات أعضائه في الفترة القادمة؟ تجيب عنه أذكار الرواحية، رئيسة لجنة الأنشطة والمبادرات: توجد علاقة بين مستوى الجامعة وتقييم الطالب لها، والطالب جزء من هذا التقييم الذي سيُقدمه، فكلما كانت العلاقة بين الطلبة والمسؤولين من إدارة وكادرها التعليمي، زادت فرص التحسين مستوى وتطويره نحو الأفضل، ونحن نعد أنفسنا اليد التي تسعى لتوصيل التحديات التي يعاني منها الطالب بطريقة سلسة.

 

من جانبه قال عبدالله الصبحي، عضو في المجلس: "أن الأهمية تكمن في كونه نقطة وصل بين الطلبة والإدارة، إذ يعبّر عن احتياجاتهم وتطلعاتهم، ويسعى إلى تحقيق بيئة تعليمية أفضل؛ بل تتجلى تطلعاتنا في الفترة القادمة في تعزيز التواصل الفعّال مع الطلبة، وتطوير البرامج الأكاديمية والأنشطة غير الدراسية بما يتماشى مع متطلبات العصر ويخدم مصلحة الطالب".

 

جسر للتواصل 

 

أما ميار حمادة، عضوة في المجلس، فتقول: "بالنسبة لنا وجود مجلس استشاري طلابي يمثل الطلبة ويهتم بمصالحهم ومشاكلهم ومقترحاتهم، لهو أمر مهم للغاية؛ لأن المجلس الاستشاري يعد الجسر الذي يربط بين تطلعات الطلبة وما يمكن للجامعة تقديمه لهم، كما أن المجلس يهدف إلى تحسين جودة التجربة التعليمية، وتوفير بيئة داعمة لهم ومحفزة للنمو الأكاديمي والشخصي، وفي الفترة القادمة -بإذن الله- نتطلع إلى تطوير أساليب التفاعل مع الطلبة والعمل على تعزيز مكانة المجلس ليكون مصدرا موثوقا للدعم والمشورة، كما سنفعل مزيدا من المبادرات التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم".

 

فيما تقول إخلاص القنوبية، عضوة في المجلس: "أهمية أن يكون المجلس كيانا رائدا في خدمة الطالب تنبع من دوره المحوري في تمثيل مصالح الطلبة وتلبية احتياجاتهم المختلفة؛ سواء الأكاديمية أم الاجتماعية، وعندما يكون المجلس ملتزماً بالريادة في خدمة الطلبة، فإنه يسهم في تحسين البيئة التعليمية، ويعزز من فرص الطلبة في النجاح والتفوق، ويسهم في بناء شخصية قيادية لديهم".

 

وتضيف: "تطلعاتنا للفترةِ القادمة العمل على مبادرات مبتكرة تركز على تطوير المهارات الشخصية والعملية للطلبة، وتعزيز التواصل بينهم والإدارة الأكاديمية لضمان سماع أصواتهم وتلبية متطلباتهم، والعمل على توفير الخدمات اللازمة لهم من المرافق وغيرها، إضافة إلى تنظيم فعاليات وورش تسهم في تعزيز الوعي الأكاديمي وتطوير المهارات اللازمة لسوق العمل، وأيضًا دعم برامج التبادل الثقافي والتعاون مع مجالس طلابية أخرى لتبادل الخبرات".

 

معا لبيئة تعليمية مريحة وفعّالة

 

يتحدث عبدالله الصبحي عن استعدادات المجلس الاستشاري الطلابي ليكون صوتا فاعلا نحو تطوير البيئة التعليمية والخدمية في الجامعة بقوله: "يشمل الاستعداد العمل على بناء شراكات مع مختلف الأقسام الجامعية، والاستماع الجاد إلى مشاكل الطلبة وتقديم الحلول التي تضمن بيئة تعليمية مريحة وفعّالة، كذلك نطمح إلى تطوير الأنظمة التعليمية باستخدام تقنيات جديدة وتحديث أساليب التدريس لتواكب التطورات العالمية".

 

وتشاركه الرأي  أذكار الرواحية فتقول: "الاستعداد يكون بتفعيل منصة أنيس ونشرها، وأيضا تفعيل برامج التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، واستقطاب أكبر عدد ممكن من إشكاليات الطلبة والعمل على معالجتها".

 

وأوضحت ميار حمادة بشأن كيفية الاستعداد في أنهم يسعون بجد ليكون المجلس الاستشاري صوتا مؤثرا من طريق تواصلهم المستمر مع الطلبة، واستماعهم إلى آرائهم وتحدياتهم اليومية وهذه من أهم خطواتهم؛ كذلك يوثقون الملاحظات ثم ينقلونها إلى الجهات المعنية بالجامعة عبر الاجتماعات الدائمة معم، ويحرصون دائما على التعاون مع إدارة الجامعة ليستطيعوا تحقيق التوازن بين متطلبات الطلبة وقدرة الجامعة على تلبيتها. وفي ذات السياق، تشير إخلاص القنوبية إلى أنهم يستعدون من طريق التواصل المستمر مع الطلبة لعمل الاستبانات وورش العمل والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم بشكل مباشر؛ بل تُعلل ذلك بقولها: "يأتي بهدف جمع المعلومات عن احتياجاتهم وتحدياتهم، وبناء شراكات مع الإدارات الأكاديمية والخدمية لتقوية العلاقة بين المجلس والإدارة، وطرح مبادرات وبرامج تطويرية، والعمل على تقديم برامج وأنشطة تطور من مهارات الطلبة وتلبي احتياجاتهم، سواء أكانت ورش عمل أم دورات تدريبية أم ندوات تثقيفية ترتقي بتجربتهم الجامعية، وكذلك التوعية والتوجيه المستمرين، وفي النهاية يجب عمل تقييم دوري لكل ما عملناه".

 

يقول عبدالله الصبحي متحدثا عن أدوات المجلس في متابعة قضايا الطلبة وتوعيتهم، ورفع مستوى النشاط الطلابي في مختلف مجالاته: "أدواتنا لمتابعة قضايا الطلبة وتوعيتهم تتضمن إجراء استطلاعات رأي دورية، وتنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية، وكذلك استعمال منصات التواصل الاجتماعي لتوفير مساحة لطرح القضايا ومناقشتها؛ كما نعمل على إقامة فعاليات تعزز من مستوى النشاط الطلابي في مختلف المجالات".

 

كما صرّحت أذكار الرواحية أن المجلس الاستشاري الطلابي للفترة الخامسة عشرة دشّن منصة (أنيس) لمتابعة قضايا الطلبة وتوعيتهم، وسيواصل المجلس الحالي تفعيل المنصة بشكل أكبر. في المقابل، أكدت ميار حمادة أن لديهم مجموعة من الأدوات المهمة، منها: ورش العمل والندوات وجلسات الاستماع، وإنشاء الاستبانات الإلكترونية الدورية لاستطلاع آرائهم في الخدمات والأنشطة، وكذلك تنظيم الفعاليات التي تدعمهم وتدعم مهاراتهم ومواهبهم لإبرازها في المجتمع الجامعي كتنظيم مهرجان المواهب، وتقول: "أيضا نعمل على توعية الطلبة بحقوقهم وواجباتهم، والحرص على تنويع الأنشطة والفعاليات المقدمة، وتشجيعهم على المشاركة؛ وذلك جزء مهم من استراتيجيتنا لرفع مستوى النشاط الطلابي".

 

وتواصل إخلاص القنوبية على نهجها، فتقول: "لدينا أدوات واستراتيجيات عدة، هي: وسائل التواصل الاجتماعي والاستبانات الدورية، وكذلك الاجتماعات الدورية مع ممثلي الطلبة من مختلف الأقسام، وعمل ندوات وورش تدريبية، وإطلاق مسابقات توعوية".

 

التمييز يأتي بالهِمم

 

يعد ترسيخ ثوابت العمل التطوعي وقيم المبادرات ركنا أساسا في تنمية مستوى الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية، وتعزيز آفاق التواصل وتفعيل قنواته بين الطلبة والمسؤولين في الجامعة. يا ترى ما دور المجلس الاستشاري الطلابي؟

 

 

تجيب عنه إخلاص القنوبية: "من المعلوم أن العمل التطوعي والمبادرات لهما دور أساس في بناء مجتمع طلابي واعٍ ومسؤول؛ لذلك نشجّع الطلبة على العمل التطوعي من طريق التوعية بفوائده، وتنظيم فعاليات تعريفية وإطلاق مبادرات تطوعية واجتماعية تخدم المجتمع وتعزز الانتماء والتعاون مع جهات تطوعية خارجية؛ لتوفير فرص وخبرات جديدة للطلبة، وتعزيز التواصل بينهم والإدارة لطرح آرائهم وتطوير الأنشطة وتقديم برامج تدريبية لتطوير مهاراتهم في العمل التطوعي والمبادرات، ودعمهم لإطلاق مبادراتهم الخاصة. كذلك ميار حمادة تذكر أن المجلس الاستشاري يُؤمن بأن العمل التطوعي ليس مجرد نشاط إضافي؛ بل أساس لبناء مجتمع جامعي نابض بالحياة وملتزم بتطوير ذاته؛ فلذلك تكمل حديثها: "ونسعى جاهدين لترسيخ قيم العمل التطوعي والمبادرات في قلوب الطلبة، وذلك بتنظيم فعاليات وأنشطة تطوعية تركز على تنمية المهارات الشخصية، وتعزز روح التعاون بين الطلبة، ونحرص أيضًا على إطلاق مبادرات مجتمعية تسهم في تحسين الحياة الجامعية، وتفتح المجال للطلبة حتى يسهموا في تقديم حلول للتحديات التي تواجههم".

 

وتكمل حديثها: "لأننا نَعدُّ التواصل الفعّال مع المسؤولين جزءًا من نجاح أي مبادرة، لذا نعمل على بناء قنوات تواصل مفتوحة تتيح للطلبة التعبير عن آرائهم واقتراحاتهم، وتسمح لنا نقل هذه الأفكار بطريقة تضمن الوصول إلى أفضل النتائج". 

 

وتضيف: "دائما ما كنا نطمح في أن نكون جزءًا من صنع ثقافة جامعة تُقدّر العمل التطوعي وتدعم المبادرات التي تثري الحياة الثقافية والفكرية والاجتماعية؛ بما يسهم في خلق مجتمع جامعي مزدهر يلبي طموحات جميع أفراده وطلبته على أفضل شكل لنا".

 

ترسيخ ثوابت العمل التطوعي

 

بينما أذكار الرواحية تقول: "إن ترسيخ ثوابت العمل التطوعي وقيم المبادرات تكون من طريق تعاون المجلس الاستشاري مع برنامج الإنماء الطلابي (تطوع)، وتقديم بعض الأعمال معاً؛ أيضا سبق وأن كان للمجلس وبرنامج (تطوع) شراكة في بعض الأعمال ونطمح في تقوية هذه العلاقة بين الاثنين".

 

وأكد عبدالله الصبحي أن دورهم في ترسيخ العمل التطوعي والمبادرات يتجسد في تنظيم الأنشطة التطوعية التي تسهم في تنمية الشخصية الطلابية، وتعزز روح التعاون والإسهام المجتمعي، فهم يسعون إلى تفعيل دور الطلبة في هذه الأنشطة بفتح قنوات تواصل فعّالة مع المسؤولين بالجامعة، والعمل على تحفيز الطلبة للمشاركة في هذه المبادرات التي ترفع مستوى حياتهم الفكرية والثقافية والاجتماعية.

 

وتضيف: "لا ريب أن العمل التطوعي يتخذ أشكالا متعددة؛ سواء أكانت خدَمية أم مشاركة أم أنشطة أم حملات، وكلها أشكال أسهم التطور التقني في تنوعها وتفرُّعها؛ لتكون فاعلة ومؤثرة في تحقيق أهداف التنمية المجتمعية".

 

ومن مجمل ما ورد، نرى أن أهمية اﻟﻤﺠﺎلس الطلابية تكمن في عملها على ﺘﺤﺴﻴﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ الطلب ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺑﺸﻜﻞ حثيث إﻟﻰ رصد آراء اﻟﻄﻠﺒﺔ وﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻬﻢ وﺗﺼﻮراﺗﻬﻢ وﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ جملة اﻟﻤﻨﺠﺰات واﻟﻤﻨﺎﺷﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ أﻫﺪاف اﻟﻤﺠﻠﺲ؛ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ واﻟﻬﻴﺎﻛﻞ اﻹدارﻳﺔ.



إرسال تعليق عن هذه المقالة