ثمّن دور الحكومة والمؤسسات المعنية في تنميّة ريادة الأعمال في سلطنة عمان وتطويرها
مركز ريادة الأعمال بالجامعة يقدم قراءة في التقرير الخامس للمرصد العالمي لريادة الأعمال 2023
67.7% من البالغين العاملين في سلطنة عُمان يَطمحون ليصبحوا رواد أعمال
سكان السلطنة أصبحوا أكثرَ دِراية بريادة الأعمال، ويمتلك 73% منهم القُدرات اللّازمة لدخول المجال
قطاع الخدمات يهيمن على التوزيع القطاعي لِأنشطة ريادة الأعمال في المراحل المبكرة، وانعدام الاهتمام بقطاع الصّناعات الاستراتيجية
أعد التقرير للنشر: مركز ريادة الأعمال
يسجل تأثير ريادة الأعمال ارتفاعا في توفير فرص العمل في سلطنة عمان، إذ يحتلّ المرتبة الأولى من حيث نسبة النّوايا الرّيادية وأدنى معدّلٍ في مؤشّر الخوف من الفشل.
وقد جاء تقريرُ هام 2023 مُثمّناً للجهود المبذولة من طرف الحكومة وأصحاب المصلحة في تنميّة ريادة الأعمال في السّلطنة وتطويرها. كما سلّط الضّوء على بعض نقاط الضّعف الرّئيسة التي تتطلّب مزيدا من الاهتمام، وقدّم بعض التّوصيات القيّمة التي من شأنها تعزيز بيئة ريادة الأعمال بما يخدم روّاد الأعمال ويُسهّل عليهم سُبلَ الإسهام في التّنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يُحقّق رؤية عُمان 2040.
إنّ المساعي الريادية ضروريّة للنّمو الاقتصادي، إذ إنّ تشجيع الابتكار وتسهيل تطبيقه على أرض الواقع يُساعد على توفير فرصِ عملٍ جديدة، ويعزّز التّقدم التّكنولوجي والإنتاجيّ، ويُعالج التّحديات التي تُواجه المجتمعَ والاقتصادَ. ففي سلطنة عُمان، كما هو الحال في العديد من الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، يُعدّ تعزيزُ ريادة الأعمال أمرًا أساسًا في عمل الحكومة وصُنّاع السّياسات وأصحاب المصلحة الآخرين. وعليه، فإنّ الوصول إلى بيانات دقيقة وقويّة وموثوقة أمرٌ ضروريٌ.
في هذا الصّدد، يأتي مرصدُ ريادة الأعمال العالمي GEM ليكون دراسة عالمية رائدة عن ريادة الأعمال، دامت مُدّة 25 عامًا منذ عام 1999م؛ ليوفّر رُؤى عمليّة وتجريبيّة في الأنشطة الرّيادية وميزات وسمات روّاد الأعمال وديناميكيات النُّظم البيئية لريادة الأعمال في أكثر من 49 اقتصادًا في العالم، من طريق جَمعِ بيانات متعلّقة بمؤشّرات ريادة الأعمال المختلفة.
وتُشارك سلطنة عُمان للعام الخامس على تتابعا في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال منذ تأسيس فريق المرصد عام 2019. ففي صيف عام 2023، أجرى الفريق استبانة السّكان البالغين ضمت 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 64 عامًا، كما أجرى مقابلات مع 45 خبيرًا.
ويسلّط التّقرير الضوء على أهم الاستنتاجات المأخوذة من البيانات المُجمّعة والنّتائج المُتحصّل عليها من طريق تقييم الأنشطة الرّياديّة في السّلطنة. ويُركّز التّقرير على المؤشّرات الرّئيسة المُتمثّلة في: نسبة أنشطة ريادة الأعمال، وخصائص روّاد الأعمال، والاستدامة. كما يَعرض التّقرير ظُروف الإطار الوطني لريادة الأعمال في سلطنة عُمان، بما في ذلك معلومات عن التّمويل لروّاد الأعمال، والبنية التّحتية، وديناميكية السّوق. فيما تأتي أهمُّ النّقاط المُختارة من تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال في عُمان.
وجاء التقرير: في عام 2023، ضمّت المجموعة التي شملها الاستطلاعُ نسبة 40% ممن يعملون بدوام كامل أو جزئي، و5.5% ممن يعملون لحسابهم الخاص، و6% ممن يعملون بدوام جزئي فقط، و17.8% ممن هم عاطلين عن العمل، و9% طلابا، و16.6% ربات بيوت، و5% متقاعدون أو معوقون. ومن المثير للاهتمام أنّ 67.7% من البالغين العاملين في سلطنة عُمان يَطمحون إلى أن يُصبحوا روّاد أعمالٍ بغضّ النّظر عن وضعهم الوظيفيّ الحالي.
مواقف إيجابية
وأشار التقرير السنوي: ظلّت المواقف المجتمعيّة تجاه ريادة الأعمال في سلطنة عُمان إيجابيّة، إذ عدّ مُعظم البالغين في سنّ العمل (18-64 عامًا) أنّ ريادة الأعمال خيارٌ مهنيٌّ جيدٌ (83%)، كما يعتقدُ 82.2% من البالغين العُمانيّين أنّ روّاد الأعمال يتمتّعون بمكانةٍ اجتماعيّةٍ عالية، ويرى 80.5% منهم أنّ روّاد الأعمال النّاجحين يتلقّون اهتمامًا إعلاميًا إيجابيًا. وفي نفس الاتّجاه الإيجابي المُتصاعد، فإنّ السّكان البالغين في سلطنة عُمان يُظهرون تفاؤلا ولو نسبيًا بشأن سهولة بدء الأعمال التّجارية، إذ ارتفعت النّسبة قليلاً إلى 56.8% في عام 2023. علاوة على ذلك، بلغت نسبةُ البالغين العُمانيّين الذين أفادوا بمعرفتهم الشّخصية لرائد أعمال واحد على الأقل قد بدأ عملاً تجاريًا جديدًا 60.5%، وهو ما يُمثّل زيادة بنسبة 2.1% مقارنة بالعام السابق 2022 (58.4%)، وهذا يُظهر أنّ السّكان في سلطنة عُمان أصبحوا أكثرَ دِراية بريادة الأعمال على مرّ السّنين. بالإضافة إلى ذلك، يرى 73% من السّكان أنّهم يمتلكون القُدرات اللّازمة لدخول مجال ريادة الأعمال، وهي نسبة أعلى من عام 2022 (57.9%).
اهتمام متزايد بريادة الأعمال
ويوضح التقرير بقوله: تُظهر البيانات وجود زيادةٍ كبيرةٍ في نسبة البالغين الذين أبدوا نيّتهم في بدء عمل تجاريّ، إذ ارتفعت النّسبة من 44.3% في عام 2022 إلى 66.4% في عام 2023. في المقابل، انخفضت، وبشكل ملحوظ، نسبة السّكان البالغين الذين يرون وجود فرص جيّدة لبدء المشاريع الرّيادية من 75.8% في عام 2022 إلى 68.7% في عام 2023، وهذا يعكسُ حالة التّخوف من الفشل الموجودة بين السُّكان البالغين، فأعرب ما نسبتهم 33.3% من السُّكان في سلطنة عمان عن خوفهم من الفشل. وبجانب هذا، فقد انخفضت مُعدّلات إجماليّ نشاط ريادة الأعمال في المراحل المُبكّرة في السّنوات الثّلاث الماضية (10.6% في عام 2023، و11.8% في عام 2022، و12.7% في عام 2021)، كما انخفض أيضا -ولو بشكل طفيف- مُعدّل الأعمال القائمة من 4% في عام 2022 إلى 3.2% في عام 2023. وفيما يتعلق بحالات التخارج والإغلاق فقد أظهرت بيانات عام 2023 وجود معدّلات تخارج (2.4%) والإغلاق (10.6%) في عُمان قريبة من مُعدّلات إنشاء شركات جديدة؛ سواء كانت في المراحل المبكرة أم في مرحلة الأعمال القائمة، وهذا يُشيرُ إلى وجود عواملَ أخرى، بخلاف الوباء، قد أثّرت سلبًا على أنشطة ريادة الأعمال في المراحل المبكرة وأنشطة الأعمال القائمة؛ ممّا أدّى إلى وجودِ تباطؤٍ كبيرٍ في إنشاء الأعمال.
خصائص روّاد الأعمال
وفي إطار خصائص روّاد الأعمال في سلطنة عمان، يُوضح التقرير السنوي لمرصد ريادة الأعمال: تُظهر النّتائج وجودَ تفاوتٍ بين الجنسين في المشاركة في الأنشطة الرّيادية، إذ شكّل الذّكور (6.5%) نسبةً أعلى من الإناث (4%) من إجمالي المشاركين في أنشطة ريادة الأعمال في المراحل المبكّرة، ونسبة متقاربة بين الجنسين من إجمالي الذين يمتلكون أعمالًا قائمة (الذّكور 1.9%، الإناث 1.3%). بالإضافة إلى ذلك، فإنّ معظم روّاد الأعمال في المراحل المبكّرة وأصحاب الأعمال القائمة في عُمان هم ضِمن الفئة العمريّة من 35 سنة إلى 54 سنة؛ ممّا يُشير إلى وجود فجوة عمرية بين المشاركين.
فيما يتعلّق بالدّوافع نحو ريادة الأعمال في سلطنة عُمان، أظهرت النّتائج وجود انتشارٍ ملحوظٍ للدّوافع المرتبطة بالدّخل وجمع الثّروة، فقد أفاد نسبةٌ كبيرةٌ من روّاد الأعمال العُمانيّين إلى أنّ الدّافع وراء بدء عمل تجاريّ كان لتوليد ثروة بنسبة 64.3%، و63.8% كان بدافع كسب لُقمة العيش بسبب محدوديّة فرص العمل، ثمّ يأتي دافع إحداث فرق في العالم بنسبة 42.3%؛ في حين كان دافع مواصلة التّقاليد العائلية هو الدّافع الأقل بنسبة 36.4%. وتُشير هذه النّتائج إلى أنّ روّاد الأعمال الجُدد في عُمان هم أكثرُ ميلاً نحو الحوافز المادّية والمالية لإنشاء عمل تجاري ناجح.
هيمنة قطاع الخدمات
وفي استبانة المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023، يُظهر التّوزيع القطاعي لأنشطة ريادة الأعمال في المراحل المبكرة في عُمان إلى هيمنة قطاع الخدمات الموجّهة نحو المستهلك بنسبة 53.7%، في حين انخفضت نسبة مشاركة هذه الأنشطة في قطاعي الصّناعة التّحويلية وقطاع الخدمات الموجهّة نحو الأعمال، إذ شكّلا ما نسبته 31.2% و15.1% على التّرتيب. ومن المثير للاهتمام ولمزيد من الدّراسة، نجد أنّ هناك انعداما في نسبة مشاركة أنشطة ريادة الأعمال في المراحل المبكرة في قطاع الصّناعات الاستخراجية.
تأثير ريادة الأعمال على توفير فرص العمل
ويوضح ملخص التقرير السنوي: إنّ تأثيرَ ريادة الأعمال على توفير فرص العمل في سلطنة عُمان مرتفع بشكل ملحوظ، إذ صرّح حوالي 81.5% من إجمالي روّاد الأعمال في المراحل المبكر و70.4% من أصحاب الأعمال القائمة أنّ لديهم حاليًا ما بين 1 إلى 5 موظّفين. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ 63.3% من الشّركات النّاشئة في المراحل المبكرة و64% من الشّركات القائمة يتوقّعون أن يقوموا بتوظيف نفس العدد في السّنوات الخمس القادمة. أمّا في إطار نطاق السّوق فيظل روّاد الأعمال العُمانيون في المراحل المبكرة (TEA) مركّزين على السّوق المحلّي، إذ يخدم مُعظمهم في المقام الأوّل عملاءَ في النّطاق المحلّي أو الوطني (90% و58.3% على الترتيب).
وشكّل روّاد الأعمال في المراحل المبكرة الذين صرّحوا بأنّهم يقدّمون منتجات أو خدمات مبتكرة على المستوى المحلي ما نسبته 13.1%، وصرّح 5.1% فقط منهم بأنّهم يقدّمون منتجات أو خدمات مبتكرة على المستوى الوطني، في حين صرّح ما نسبته 1.1% فقط منهم بأنّهم يقدّمون منتجات أو خدمات يمكن اعتبارها مبتكرة على المستوى العالمي.
أما فيما يتعلّق بالابتكار باستخدام تقنيات وعمليات جديدة؛ سواء على المستوى المحلي أم الوطني أم العالمي، فقد جاءت النّسب كالآتي: 8.9% جديدة محليا، 3.9% جديدة وطنيا، في حين لم يكن هناك ممن صرّح بأنّها كانت جديدة على المستوى العالمي؛ لذلك، فإنّه من الضّروري اتّخاذ مزيد من التّدابير لتحسين مجال الابتكار ومعالجة التّحدّيات التي تقف دون تحقيقه، خاصّة أنّ عمان تسعى على وفق رؤيتها 2040 إلى التّحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار.
ويشير التقرير أيضا: تمّ إجراء تحليل مقارن لمؤشرات المرصد العالمي لريادة الأعمال الخاصّ بسلطنة عُمان نظير الدّول في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا التي شاركت في استبانة السُّكّان البالغين لعام 2023، وهم: المغرب، إيران، المملكة العربية السعودية، الأردن، قطر.
كما أنّ المواقف المجتمعية تجاه ريادة الأعمال كانت إيجابية في أغلب دول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ عبّر معظم البالغين في هذه الدّول أنّ ريادة الأعمال تُعد خيارًا مهنيًا جيدًا، وأنّ روّاد الأعمال يحظون بمكانة اجتماعية عالية واهتمام إعلامي إيجابي.
الأولى في حسن النوايا الريادية
واحتلت سلطنة عُمان المرتبة الأولى من حيث نسبة النّوايا الرّيادية (66.4%)، تبعتها كل من المملكة العربية السّعودية والأردن ثمّ قطر (49.3% و46.8% و41.8% على الترتيب)، كما أخذت المرتبة الثّالثة بعد المملكة العربية السّعودية وقطر في مؤشّر سهولة بدءِ عملٍ تجاريٍّ جديدٍ. ومن الجيد والمثير للاهتمام أنّ السلطنة سجّلت أدنى معدّلٍ في مؤشّر الخوف من الفشل بنسبة 33.3%، بينما تمّ تسجيل أعلى معدّل لِذات المؤشّر في المملكة العربية السعودية بنسبة 57.5%. وكان ترتيب سلطنة عُمان ما قبل الأخير في معدّل أنشطة ريادة الأعمال في المراحل المبكرة بنسبة 10.6% متقدمة على إيران (9.8%)، كما كانت هي الأخيرة في معدّل الأعمال القائمة بنسبة 3.2% فقط. على الرغم من أنّ معدّلات الإغلاق والتخارج في دول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت منخفضة، إلّا أنّ عُمان جاءت في المرتبة الأولى من حيث معدّلات الإغلاق بنسبة 10.6% والثّانية بنسبة 2.4% في معدّلات التّخارج بعد المملكة العربية السعودية (4.8%). ممّا تقدّم يمكن القول إنّ سلطنة عمان أظهرت نقاط قوة ملحوظة ونقاط ضعف أخرى مقارنة بدول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ لهذا فإنّه من الجيد استدامة هذا التقدم، والعمل على تحسين النقص الحاصل ودعمه في بعض المجالات، مسترشدين بتجارب الدّول الأخرى التي لها خبرة فيها.
في إطار الاستثمار غيرُ الرّسمي، فإنّ بيانات المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023 تكشف وجود زيادة ملحوظة في نسبة السكان البالغين في عُمان ممن يشارك في الاستثمار غير الرسمي الموجّه لروّاد الأعمال؛ إذ ارتفعت النسبة إلى الضعف تقريبا من 8.3% في عام 2022 إلى 13.2% في عام 2023. رغم هذا الارتفاع في نسبة المشاركة، إلّا أنّه حصل انخفاض في متوسّط المبلغ المستثمر، فوصل إلى أدنى مستوى له طوال خمس سنوات الدّراسة ليبلغ 500 ريال عُماني فقط هذا العام (حوالي 1298.8 دولارًا أمريكيًا).
التزام ووعي
ويقول التقرير: يُظهر روّاد الأعمال العُمانيون التزامًا ووعيًا كبيرَين بموضوع الاستدامة والتّأثيرات الاجتماعيّة والبيئيّة لأعمالهم. في عام 2023، 63.8% من روّاد الأعمال في المراحل المبكّرة صرّحوا بأنّهم يأخذون بعين الاعتبار الآثار الاجتماعيّة، وصرّح 68.2% منهم بأنّهم يأخذون بعين الاعتبار الآثار البيئية عند اتّخاذ أيّ قرار بشأن أعمالهم. في الوقت نفسه، أعلن 52.7% من روّاد الأعمال في المراحل المبكّرة أنّهم يشاركون بنشاط في تعزيز التّأثير الإيجابيّ على المجتمع، ويعمل 52.9% منهم على تقليل التّأثير السّلبي على البيئة.
وتُظهِر بيانات ظُروف الإطار الوطني لريادة الأعمال في عُمان وجود تحسّن ملحوظ في مؤشّر سياق ريادة الأعمال الوطنيّ لهذا العام 2023، إذ حصلت عُمان على متوسّط درجة 5.4 من أصل 10 نقاط في مؤشّر سياق ريادة الأعمال الوطنيّ (NECI)، وهي درجة أعلى من درجة عام 2022 (4.2) وأعلى من متوسّط درجات المرصد العالمي لريادة الأعمال GEM لهذه الدورة (4.7). وعلى الصّعيد العالمي، تحتلُّ السّلطنة المرتبة الحادية عشرة (11) عالمياً، والمرتبة الرّابعة (4) من بين دول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد كلٍّ من الإمارات العربية المتّحدة والمملكة العربية السّعودية وقطر. وبأكثر تفصيل، فإنّ المؤشّرات التي حصلت على أعلى تصنيف في عُمان هذا العام 2023، هي: المعايير الاجتماعية والثقافية (6.8)، البنية التحتية المادية (6.7)، السياسات الحكومية: الدّعم والاهتمام (5.9)، سهولة الدخول: ديناميكية السّوق (5.8)، والتّعليم الرّيادي في مراحل ما بعد المدرسة (5.6). مع ذلك، حصلت بعض المؤشّرات على تصنيف أقلّ، وهي: سهولة الوصول إلى التّمويل (4.8)، تمويل روّاد الأعمال ونقل البحث والتّطوير (حصل كلاهما على 4.7 نقطة)، وسهولة الدّخول: الأعباء واللّوائح (4.6).
بشكل عام، تُظهِر ظُروف الإطار الوطني لريادة الأعمال في عُمان وجود تحسّن ملحوظ في مؤشّر سياق ريادة الأعمال الوطنيّ لهذا العام 2023، وأنّ النّظام البيئي في عُمان أصبح أكثرَ دعمًا لروّاد الأعمال مقارنة بالسّنوات السّابقة ودول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا الأخرى، وهي نتيجة للتّدابير والبرامج التي نفّذتها الحكومة، التي سيكون لها أثرٌ على المدى الطّويل والقصير على روّاد الأعمال؛ رغم وجود بعض المؤشّرات التي تحتاج اهتماما أكبر، خاصّة فيما يتعلّق بتمويل روّاد الأعمال الذي كان غير كافٍ وبعمليات نقل البحث والتّطوير التي كانت هي الأخرى محدودة.وفي الختام، يُقدّم تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال الخاصّ بسلطنة عُمان رُؤى بحثية قيّمة؛ وبشكل دوريّ، في حال النّشاط الرّيادي والنّظام البيئي لريادة الأعمال بالسّلطنة. وجاء تقريرُ عام 2023 مُثمّناً الجهود المبذولة من طرف الحكومة وأصحاب المصلحة في تنميّة وتطوير ريادة الأعمال في السّلطنة. كما سلّط الضّوء على بعض نقاط الضّعف الرّئيسة التي تتطلّب المزيد من الاهتمام، وقدّم بعض التّوصيات القيّمة التي من شأنها تعزيز بيئة ريادة الأعمال بما يخدم روّاد الأعمال ويُسهّل عليهم سُبلَ الإسهام في التّنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يُحقّق رؤية عُمان 2040.