السنة 19 العدد 184
2024/12/01

مكتبات زرتها (1)

 


 

محمد الإسماعيلي

 

زرت مكتبة الصديق العزيز والقارئ الأديب النهم خليل بن محمد الحوقاني، الذي أطلعني على محتوياتها الجميلة بحجمها الصغير، وتقسيماتها المريحة في رفوف كتب اللغة والأدب وشروحاتهما، ومصنفات الفقه وتفسير القرآن وعلومه، ودراسات الفكر والثقافة والاجتماع وغيرها من العلوم، التي اندفع إليها راغبا في عيش تجارب فكرية مختلفة مع كُتّاب ومؤلفين ومفكرين من مختلف الأقطار.

 

تفرّدت بمكان لائق ومرتّب في منزله، مع مفاصل رائعة يحتويها جسد المكتبة وتفاصيلها الجاذبة (إضاءة – طاولة – كرسي – ألوان – رفوف – ديكور ... إلخ)، إذ جميعها تُعين على تحبيب القراءة والتشجيع إليها لساعات طوال؛ فلا شيء أجمل من أن يكون حلمك مكتبة مجهزة تجهيزا رائعا في منزلك، بل أصبحت عالمه المميز حيثما يجد نفسه التي تعشق مطالعة الكتب -رغم مناوشات بناته بين الحين الآخر- وصرير مدادها بما يحمله من كنوز معرفية تُزيح سديم الأفق من أمام عينيه العاشقتين للكتاب. 

 

 

لقد جاءت فكرة إنشاء هذه المكتبة مستفيدا صاحبها من مجموعة من المكتبات الخاصة؛ لتكون معلما ثقافيا جميلا يُزيّن بيته الجديد الكائن في حي التراث الجنوبية بنزوى؛ لذا ازدانت بهاء وازدانت جمالا وتفرّدت مكانا يختلي فيه بنفسه للقراءة والبحث والمطالعة والتدوين والتحضير؛ لِيتصل بقضايا الفكر اللغوي والاجتماعي والثقافي التراثي والمعاصر، التي لطالما قرأ فيها وطالعها على مرّ أعوام طوال بنَفَسٍ طويل وجسد نهّاض شمّير نحو ترقي درجات العلم.

 

إنّ لهذه المكتبة رونقها الخاص في تأصيل مفهوم القراءة وتعزيز الثقافة وحفظها والتعلّم الذاتي، مع تدوينات وانطباعات قرائية خاصة وجدتها بين دفتي الكتب التي يوصي بها؛ فهي تعليقات نفيسة بما تحويه من توجيه وفائدة قيّمتين توثّق قراءاته وآراءه بأسلوب سلس بسيط، حرص من طريقها على تقييد فوائد لعلها تسدد توجها أو تزيل إشكالا أو تناقش مضمونا؛ وذلك بأسلوب تفاعلي يناقشه مع متابعيه في منصة X.

 

 

ولا ريب أن تكون نواة هذه المكتبة مصنّفات اللغة والأدب، خاصة مصادر الدرس اللغوي اللساني الحديث، التي تخدم التوجهين العلمي والأكاديمي لصاحبها، إلا أنّ توفّر مؤلفات العلوم الأخرى وتنوّعها دليل على أهمية موسوعية الباحث في عصرنا هذا؛ ليواكب بها التدفق المعلوماتي الهائل والتداخل البيني للعلوم الإنسانية المتعددة.

إرسال تعليق عن هذه المقالة