السنة 19 العدد 184
2024/12/01

وزير الصحة يرعى حفل جامعة نزوى بتخريج 1161 طالبا وطالبة من حملة الماجستير والدبلوم العالي في التأهيل التربوي


 

دائرة الإعلام والتسويق

 

احتفلت جامعة نزوى مساء الأربعاء السادس من نوفمبر 2024 بتخريج الدفعة السابعة عشرة لطلبة الماجستير والدبلوم العالي في التأهيل التربوي، البالغ عددهم 1161 خريجا، منهم 43 في درجة الماجستير، و1118 في درجة الدبلوم العالي في التأهيل التربوي.

 

 

رعى حفل الافتتاح، الذي أقيم في المسرح المفتوح بالحرم المبدئي للجامعة ببركة الموز، معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، بحضور أصحاب السعادة المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وأعضاء من مجلس أمناء الجامعة مديري الدوائر الحكومية في محافظة الداخلية، وأولياء أمور الطلبة.

 

وقد رحب الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، في كلمته التي ألقاها مع بداية حفل الافتتاح براعي الحفل والحضور، وقال: "في هذه اللحظات المشرقة ببهاء أرواحكم، تنبض الجامعة وقلوبُ الخريجين بهجة وحبوراً فتعلو غيماً يسقي الأرض وينشر مباهج الخصب والحياة، وتزداد حبوراً وألقاً بحضوركم البهي".

 

 

وأضاف رئيس الجامعة: "تتجلى جامعة نزوى منارة سامقة للعلم، مشرقة بالرشاد، تصوغ للوطن وقائده المفدى لحن الوفاء، مسهمة بدور فاعل ومؤثر في تحقيق تطلعات الوطن ورؤية عُمان 2040. لإسهامها الفاعل والمشهود في بناء الإنسان عصب الاقتصاد المعرفي؛ لتؤكد أنها على العهد ماضية، كلمة طيبة، تبنى العقول، وتصوغ القلوب وتسمو بالأرواح رُشدا وهدى لتسهم في بناء الإنسان أعظم ثروات الوطن وأس تقدمه وعلوه ونجاحه".

 

وتوجه رئيس الجامعة للطلبة الخريجين بالقول: "إننا نعيش ما تبقى من عمر عصر الثورة الصناعية الرابعة التي لن يمتد بها العمر طويلا كسابقاتها، إذ إننا على أعتاب الثورة الصناعية الخامسة، ولعل ما يمّيز هذه الثورات المتلاحقة في حياة البشر، ليس تأثيرها المباشر على حياة كل منا فحسب، بل وطبيعة ذلك التأثير، الذي يمتد ليشمل كيف نقوم بالأعمال التي ألفنا عملها، وكيف نتلقى تلك الأعمال أو تنجز لنا. وهذا بطبيعة الحال يقودنا إلى المهارات والكفاءات التي يلزم كل منا إتقانها سواء لأداء تلك المهام أم التعامل معها. والأكثر جلاء أن تلك المهارات والكفاءات ليست جامدة؛ بل سريعة التغيّر والتجدّد، ويلزم المرء معها كفاءة عالية، وقدرة على اكتساب التعلـّم مدى الحياة، وإعادة التعلم والتأهيل المستمر ليتجاوب مع تلك الأبعاد، كما يلزم المجتمع قبول عقيدة التعلم مدى الحياة، وتسخير الموارد والجهود لتحقيقها".

 

 

وعرج رئيس الجامعة في كلمته قائلا: "إن بين الخريجين في هذه الدفعة عدد مُقدر ممن التحقوا بدرجة جامعية ثانية أو عليا بعد درجتهم الجامعية الأولى، وهذا نموذج من إعادة التأهيل، ولعله أبسط النماذج في هذا الاتجاه، غير أنه سيكون أكثر تكراراً وممارسة في قادم الأعوام وسيلامس بحاجته وقواه كل الناس في جميع المهن ومن حاملي الدرجات المختلفة الأكاديمية والمهنية والفنية، وحتى ممن لا يحملون درجات غير، أن الأجمل في ذلك أن إعادة التأهيل ستكون مُيسرة ومشاعة ومصادر بل (محيطات) التأهيل واسعة ومتعدّدة، ويمكن لكل منا أن يغوص فيها ويصطاد منها ما يحتاج إليه من مهارات وممّكنات على قدر ما أؤتي من كفاءة التعلـّم الذاتي ومهارة حسن إدارة الموارد، وأهمها مورد الوقت الذي هو عمر كل منا، ومهارة تقييم المصادر وتدقيق دقتها. ولا يخفى بأن الناس بطبيعة الحال يتفاوتون في تلك الكفاءات والمهارات ومدى اكتسابهم لها؛ لذا سيحتاجون لبعضهم بعضا في اكتساب أو إعادة اكتساب أو تأهيل في تلك المهارات على وفق طيف قدراتهم، وسيتاح ذلك عبر قنوات ومؤسسات عديدة هي الأخرى سيعاد تشكيلها وتشكلها لتلائم معطيات الحاجة وطلبات المتأهلين. وفي هذا السياق فإن جامعة نزوى تتناغم بخططها وسياساتها مع تطلعات المستقبل والمجتمع معا".

 

من جانبه ألقى الطالب بدر بن خميس الظفري كلمة الخريجين نيابة عن زملائه فقال: "أيُّ تبجيلٍ هو أحقُّ من تبجيل رجالٍ ونساءٍ، كرسوا حياتهم لسبر أغوار المعرفة، والإبحار بين أغلفة الكتب، والغوص في أعماق الكلمات والعبارات، ليستخرجوا أنفس لآلئ العلم، ثم ينقلوها إلى أجيال أخرى، ليكملوا مسيرة العلم المقدسة. تكادون أن تكونوا رسلاً مبشرين بنور المعارف والعلوم. بارك الله في جهدكم وأعماركم، وجزاكم عنا خير الجزاء. لقد كان الانضمام إلى الجامعة، سواء لبرنامج الماجستير أم برنامج التأهيل التربوي، مجرد فكرة خطرت ببال أحدكم: خيالًا تصورتموه، وطموحًا رسمتموه، وأملًا وضعتموه. وها هو الخيال يصبح واقعًا، والأمل يغدو حقيقة، والطموح يتحول إلى إنجازٍ يُسطر في سيركم الذاتية. لكن هذا الإنجاز ليس النهاية، بل هو حلقةٌ في سلسلةٍ من الإنجازات العلمية، وهو دفعةٌ لتحقيق الكثير من الأهداف المستقبلية. فلا تـَهِنـُوْا ولا تتوقّفُوا ولا تتراخوا، وكونوا كرصاصة تنطلق نحو هدفها بلا تردد أو تذبذب. فالعلم لا ينتهي بتخرجنا، بل يبدأ حين نضعه موضع التنفيذ في حياتنا ومجتمعاتنا".

 

وأضاف: "لقد حُمّلت أعناقنا أمانة العلم، وكُلّفنا مسؤولية السعي في سبيل تنمية هذا الوطن المعطاء. وإنّ أشرف ما نقوم به من بعد هذا اليوم، هو أن نُترجم ما تعلمناه إلى أفعالٍ وأعمالٍ تُسهم في بناء المجتمع ورفعته، كما قال الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، فنحن اليوم لا نغادر العلم، بل نأخذه معنا في حياتنا، مستضيئين بنوره في كل خطوة نخطوها، لنكون بـُناة الوطن وحَمَلَةَ رايته، ولنظل في تطلع دائم نحو المزيد من المعرفة والإنجاز، تحت القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، الراعي الأول للعلم والمعرفة".

 

 

وقد كرّم معالي الدكتور وزير الصحة راعي الحفل خريجي الدفعة السابعة عشرة لطلبة الماجستير والدبلوم العالي في التأهيل التربوي، كما تخلل الحفل عرضا لفلم الجامعة تناول إنجازاتها، والنتائج التي حققتها على مختلف الأصعدة الأكاديمية والبحثية والمجتمعية والدولية، كما ألقت الطالبة بيان بنت سعيد العبرية قصيدة شعرية بهذه المناسبة، وهي من كلمات الدكتورة شفيقة وعيل - أستاذة بقسم اللغة العربية في كلية العلوم والآداب بالجامعة.

إرسال تعليق عن هذه المقالة