السنة 19 العدد 183
2024/11/01

مع اختلاف تحدياتهم عن غيرهم ...

خريجو الدراسات العليا والدرجة المزدوجة يثمنون قيمة الإنجاز


 

 

تقرير: صفاء الهطالية

 

تستعد جامعة نزوى في السادس من نوفمبر 2024م لتخريج ما يزيد على 1130 خريجا وخريجة من طلبة الدراسات العليا والدرجة المزدوجة؛ إذ ستحتفي بهم في المسرح المفتوح بحرمها المبدئي في بركة الموز.

وتكتمل جاهزية الجامعة لإقامة حفل تخريج الدفعة السابعة عشرة على شتى الأصعدة؛ بتقديم حفل تخرج بهيٍّ كعادتها يليق بخريجيها؛ إلى جانب إظهار الحفل بصورة تليق بجامعة نزوى وكيانها الأكاديمي والبحثي. ولا ريب أنَّ هذه المناسبة تنتفض لتخرج مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن؛ فرح جني ثمار الجد والسعي الدؤوب، وحزن توديع مقاعد الدراسة وذكريات أيام انقضت في كنف صرح علمي متميز علميا واجتماعيا.

التقرير الآتي يجوب بنا في طواف توثيق فصول امتلأت بالأمل والتقدير والحنين والشكر في آن معًا؛ لذا عمدت "إشراقة" إلى تدوين اللحظة التي ابتدأت باتقاد شعلة العلم في نفوس طلبتها، وستواصل إشعاعها ببذل مزيد من المثابرة في سبيل رفعة الوطن وتقدمه.

 

  • التعليم جواز سفرنا إلى المستقبل، فالغد مُلك للذين يستعدون له اليوم.

  • ترتيب الأولويات مفتاح تنظيم وقت طالب العلم.

  • الشغف بمراتب القمم بوصلة التفوق.

 

قد تنجلي كل أيام العمر في لحظة التخرج، ولا ينال العلا إلا من اجتهد وصبر وسهر، ويوم التخرج هو يوم حصاد ثمار كل من ثابر وتعب، فمع كل طالب خريج الكثير من الأمل بأن تكون أيامه القادمة قادرة على حمله إلى هدفه وطموحاته.

تقول الخريجة مليكة التوبية: "إن كل خطوة نخطوها نحو العلم والتعلم أراها إنجازات كبيرة، خصوصا إذا تُوّجَت بالمعرفة والاستفادة الحقيقية التي نخدم بها مجتمعنا. بحمد الله حصلت على البكالوريوس في تخصص الدراسات الإسلامية من كلية العلوم الشرعية، وتخرجت بمرتبة الشرف الأولى على دفعتي، والآن درست الدبلوم العالي في التأهيل التربوي تخصص التربية الإسلامية بجامعة نزوى، وحصلت كذلك على مرتبة الشرف بعون الله، واستفدت من كلا المسارين وكانا مكملين لبعضهما بعضا".

أما عن إدارة الأولويات، فتقول: "أولا لا بُد أن ينظر الطالب إلى الدراسة إلى أنها مورد لا بُد من استثماره؛ فالرغبة الحقيقية في التعلم هي الدافع الذي يعينه على إكمال مسيرته رغم ما يلاقيه من صعوبات وارتباطات؛ ثم النظر إلى الهدف الذي يريد تحقيقه بعد الدراسة".

وتكمل متحدثة عن برنامجها المنظم: "فكنت أقسم وقتي بين الدراسة ومسؤوليات المنزل كالآتي:

  1. الوقت الذي أقضيه في الجامعة أحاول فيه الانتهاء من المهام التي أقدر عليها، مثال ذلك التركيز مع المحاضر والتفاعل، والمسارعة في إنهاء المهام أولا بأول، ولا ننسَ أخذ القليل من الراحة والمرح والترفيه مع الزملاء؛ فهذا يجعل تجربة التعليم سلسة وممتعة.

  2.   أما مسؤوليات المنزل والمجتمع؛ فكانت مصاحبة لي في أثناء يومي الدراسي، ولكن نحمد الله على مساندة الزوج والأهل".

 

 

 

 

 

أما الخريجة ليلى الصبحية فقد أنهت برنامج التعليم العالي في التأهيل التربوي بمعدل امتياز؛ لذا تقول: "إن أعظم إنجاز أكاديمي حققته هو إكمال مسيرتها الدراسية بعد درجة البكالوريوس التي قضت فيها خمس سنوات ونصف وبعدها مباشرة أكملت دراستها بكل شغف وكذلك حصلت على معدل امتياز مع مرتبة الشرف. قائلة إن اليوم هو يوم حصاد الجهود، كما أن تجاوزي للصعوبات والعقبات طيلة مشواري الدراسي لأمر أعتز به".

أما من ناحية إدارة الأولويات ذكرت أن التوفيق بين الدراسة والحياة الاجتماعية يتطلب من طالب العلم أن يكون مدركا لتنظيم وقته واستثماره بصورة جيدة تعود بالنفع عليه؛ سواء أكان داخل الحرم الجامعي أم خارجه، والحمد لله استطاعت -حسب وصفها- إعطاء الدراسة حقها من الوقت والجهد. تعلل ذلك: "كثيرا ما قضيت أوقاتي في مكتبة الجامعة لإنجاز أعمالي الدراسية والمذاكرة؛ كما أن لرفقة الجامعة دورا كبيرا في بث روح التنافس في الدراسة وتعزيزها، فكثيراً ما كنا نبادر بالسؤال عن أهم الأعمال التي كُلفنا بها ونحاول قدر الإمكان إنجازها أولا بأول".

فيما تقول الخريجة ميسون الكلبانية: "تعد شهادة البكالوريوس والدبلوم العالي أهم إنجازاتي العلمية التي تعكس تحولًا شخصيًا أو مهنيًا كبيرًا؛ فغالبًا ما تبدأ مسيرة الشخص الأكاديمية بالحصول على درجات علمية "البكالوريوس أو الدبلوم العالي"، وتُعد هذه المراحل خطوة مهمة في بناء المعرفة وتطوير المهارات؛ ولكن عندما يصل الشخص إلى نقطة تفوق فيها إنجازاته على تلك الدرجات، يصبح هذا مؤشرًا على النضج المهني والعلمي".

وتضيف الكلبانية: "وقد يكون هذا التحول ناتجًا عن إنجازات جديدة مثل الحصول على درجات علمية أعلى مثل (الدكتوراة)، أو المشاركة في أبحاث علمية مهمة، أو حتى التأثير في مجال العمل بتطبيق المهارات الأكاديمية بشكل إبداعي، و يعكس ذلك التقدير الشخصي لأعمال علمية أو مهنية أخرى، كالإسهامات في مجتمع المعرفة أو اكتساب خبرات عملية متقدمة تتجاوز القيم التقليدية للشهادات؛ يصبح ما بعد الشهادات الجامعية جزءًا من هوية الشخص العلمية، هذه اللحظة تعبر عن الانتقال من التركيز على التحصيل الأكاديمي الرسمي إلى القدرة على إحداث تأثير أكبر في مجالات متخصصة، وهو ما يعزز مكانة الفرد كونه خبيرا وقائدا في ميدانه".

أما من حيث إدارة الأولويات في المسيرة الدراسية فتقول: "بينما تكون مرتبطًا بظروف اجتماعية ومهنية يتطلب توازنًا دقيقًا واستراتيجيات فعالة. من المهم في البداية تحديد الأهداف الواضحة لكل مجال، سواء أكان ذلك أكاديميًا أم اجتماعيًا أم مهنيًا. بعد ذلك، يمكن ترتيب هذه الأهداف بناءً على الأولوية والأهمية على المدى القصير والطويل".

وقد أعطتنا بعض النقاط التي قد تساعد في إدارة الأولويات، أبرزها:

1.التخطيط المسبق: تنظيم الوقت بعناية من طريق وضع جدول يخصص ساعات محددة للدراسة، والعمل، والالتزامات الاجتماعية؛ فالتخطيط الجيد يساعد في استثمار الوقت بشكل فعال.

2.التفويض وتوزيع المهام: إذا كنت تعمل في وظيفة أو تتعامل مع التزامات أسرية، فإن توزيع المهام على أشخاص آخرين أو طلب المساعدة عند الحاجة يمكن أن يخفف من الضغوط.

3.المرونة: الظروف قد تتغير، وقد تطرأ تحديات غير متوقعة. من الضروري أن تكون قادرًا على تعديل خططك وأولوياتك على وفق التغيرات التي قد تطرأ على الصعيدين المهني أو العائلي .

4. تخصيص وقت للراحة والاسترخاء ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن المنغصات والضغوطات لتجنب الإرهاق؛ بل لتحقيق الأداء الأمثل.

هذه الاستراتيجيات يمكن أن تسهم في تحقيق النجاحين الأكاديمي والمهني مع الحفاظ على حياة اجتماعية متوازنة.

في المقابل، تشاركنا الخريجة مريم التوبية بقولها: "إن أحد أهم إنجازاتي الأكاديمية حصولي على شهادة التأهيل التربوي. في هذا البرنامج الدراسي طوّرت مهاراتي في التخطيط والتدريس الفعّال، وفهم احتياجات المتعلمين، والتعامل مع التحديات داخل البيئة التعليمية، وأشعر أن هذه التجربة زودتني بأساس قوي يمكنني البناء عليه للإسهام بفعالية في تحسين العملية التعليمية".

تضيف: "أما من ناحية إدارة الأولويات في فترة دراستي للتأهيل التربوي، فكنت أتحمل مسؤولية تربية أطفالي بجانب التزاماتي الأكاديمية، وللتعامل مع هذا التحدي، ركّزت على إدارة الأولويات بفعالية، إذ كنت أخصص أوقاتًا محددة للدراسة تتناسب مع روتين أطفالي، مثل أوقات نومهم أو في أثناء وجودهم في المدرسة. كما اعتمدت على التخطيط اليومي والأسبوعي لتوزيع المهام الأكاديمية على مراحل؛ مما ساعدني في تجنب التراكم، وعندما واجهت ضغوطًا إضافية، لم أتردد في طلب الدعم من أسرتي، فهذه التجربة طوّرت مهاراتي في الصبر والتنظيم، وأكدت لي أهمية المرونة في مواجهة التحديات".

 

 

 

 

أما عن الخريجة فاطمة اليحيائية فتقول: "أعظم إنجاز أكاديمي حققته هو التدريب العملي في المدرسة، إذ كان في الفصل الدراسي الثاني من التأهيل التربوي. فقد أكملت التدريب العملي  في تدريس طلبة الحلقة الأولى، فوضعت مشرفة ومديرة المدرسة تقييما فعالا للغاية لأدائي، فقد كانت تجربة جميلة ومهمة لي، لأنني قضيت وقتا طويلا لتطوير قدرتي على تقديم دروس جذابة وإنشاء استراتيجيات فريدة لتدريس الطلبة، خاصة ذوي صعوبات التعلم. أما النقطة الثانية والأهم فإدارتي لأولوياتي كانت من طريق تنظيم الوقت وإنجاز أغلب المهام في وقتها دون تأجيلها".

بينما تؤكد الخريجة ريهام الحضرمية أن رحلة الدراسة الجامعية تعد استثنائية في حياة الطالب، وجزءاً مهما من فصول حياته، وعلى الرغم من التحديات التي قد تعترض طريقه؛ إلا أن التفوق الأكاديمي يكون في مقدمة الإنجازات التي يسعى إلى تحقيقها، ولا يقتصر هذا التفوق على تحقيق الدرجات العالية فحسب، بل هي رحلة فكرية تفتح أمام الطالب آفاقا جديدة لاكتشاف عوالم واكتساب معارف والإبداع في مجالات متنوعة، إذ يتجاوز تأثير هذا التفوق حدود الدراسة، منعكسة على حياة الطالب في هيئة أفكار متزنة ورؤية مستقبلية واسعة وشاملة".

تكمل حديثها: "بالنسبة لي كان التفوق الأكاديمي في المواد الدراسية هدفا واضحا سعيت إلى تحقيقه منذ اللحظة الأولى، و-بفضل الله- استطعت إنهاء دراستي في برنامج دبلوم التأهيل التربوي بامتياز وأنا فخورة بذلك. كما أن الفرص الأخرى التي منحتها لي الجامعة كالتدريب العملي والانضمام إلى أسرة مجلة "إشراقة" التابعة لجامعة نزوى، هي أيضا إنجازات أثرت في تطوير مهاراتي على المستويين الاجتماعي والشخصي، وهيأتني لمواجهة التحديات المستقبلية".

وتضيف: "بالنسبة لترتيب الأولويات، أستحضر هنا مقالي في مجلة "إشراقة"، الذي كان عنوانه: (مهمتك أن تكون طالبا فقط)، إذ ناقشت فيه الحياة الاجتماعية للطالب الجامعي، وقد يظن الطالب وخاصة في مراحل دراسته الأولى أنه بذل جهدا كبيرا فيأتي إلى الدراسة الجامعية كي يسترخي وهي معلومة مغلوطة كفيلة بأن تفقد الطالب حلمه الذي اجتهد للوصول إليه، فالحصول على مقعد دراسي في الجامعة ليس ضمانا للمستقبل كما يظن بعضهم، بل إن الرحلة قد بدأت للتو في اكتشاف آفاق وعوالم أخرى، وأن الجسر الذي ستبني لبناته في هذه المرحلة الدراسية هو نقطة الاتصال بمستقبلك ونجاحك". 

وتضيف مشاركة لنا مشاعرها الجيّاشة تجاه هذا الحدث: "لم تكن رحلتي الدراسية ميسرة ولكن - بعون الله - وبدعم الأسرة استطعت إكمال المسيرة، فلا يخفى عليكم المهام التي يكلف بها الطالب الجامعي، وكون برنامج دبلوم التأهيل التربوي بجامعة نزوى برنامجا مكثفا يسعى لإعداد نخبة من المعلمين، وجدت نفسي أمام تحد كبير؛ لذا قمت بتحديد الأولويات وكانت في مقدمتها التفوق الدراسي، فكرست جهدي ووقتي وطاقتي لتحقيق ذلك، ولم يكن الأمر هينا، فقد كنت أما لطفلين، واضطررت لإنهاء أغلب أعمالي في أثناء وجودي في الجامعة كي أتفرغ لرعاية أطفالي والقيام بشؤون أسرتي بعد عودتي إليهم، ومع زخم المسؤوليات والتحديات تنازلت عن جوانب ترفيهية وألغيت جوانب من اللقاءات الاجتماعية التي لم تكن ذات أهمية كبيرة، وفي حقيقة الأمر الحياة الاجتماعية التي تمنحها الجامعة للطالب كافية لإشباع هذا الجانب إلى حد ما، فلم أكن أشعر بالانقطاع عن المجتمع، ومع ترتيب الوقت وترتيب الأولويات وتقليص جانب الترفيه مع مراعاة الصحتين النفسية والجسدية، يستطيع الطالب أن يحظى بحياة متوازنة مع الحياة الجامعية، وفي النهاية هي مرحلة لا تخلو من الضغط والتوتر والاشتغال الدائم. ولكن لذة الوصول إلى تحقيق الحلم كفيلة بأن تعطي الإنسان الشعور بالراحة".

 

 

 

 

 

تقول ثريا الغافرية، إحدى الخريجات: "إن أعظم أنجاز أكاديمي عند أي طالب إكماله متطلبات دراسته الجامعية على وفق المستوى الذي هو فيه، سواء أكان في مرحلة البكالوريوس أم الماجستير أم الدكتوراة أم حتى التأهيل التربوي". وتضيف: "إن كل شهادة أحققها في مسيرة التعليم إنجاز بالنسبة لي وإنجاز كبير جدًا، فلكل مرحلة تحدياتها وإنجازاتها، فلا إنجاز يحقق بلا ثمن يدفع، إذ يختلف الثمن باختلاف قيمة المنجز، ولا شيء يضاهي تجاوز ضغوطات الدراسة الجامعية وتحدياتها، خاصة مرحلة البكالوريوس لطولها؛ فهي تمتد خمس سنواتٍ غالبًا، يتخللها عدد كبير من المقررات الدراسية تختلف من فصل لآخر ومن سنة لأخرى، وما يداخل هذه المقررات من تحديات وصعوبات قد تكون في المادة العلمية نفسها أو في متطلبات المقرر أو مدرس المقرر، فإنهائي للبكالوريوس في تخصص اللغة العربية وآدابها يعد إنجازا عظيما أفخر به دائما". 

وتكمل حديثها: "ومن ناحية أخرى فإن سنة التأهيل التربوي سنة مهمة جدا، لم تكن سهلة هينة المرور؛ إنما كانت سنة مليئة بالضغوطات والتحديات، من ناحية كثرة المقررات في سنة واحدة إلى كثرة التكاليف والواجبات التي كُلّفنا بها، فإنهاء هذه السنة بمعدل مميز إنجاز يستحق الذكر والتخليد، فالتأهيل التربوي بوابة العبور إلى الوظيفة وشهادة مهمة للتأهيل لخوض غِمار العمل الميداني".

في ذات السياق، تحدّثت الغافرية عن كيفة إدارة أولوياتها في مسيرتها الدراسية هذه؛ في ظل ظروف اجتماعية ومهنية عدة وغير ذلك. تقول: "لا ننكر التحديات التي واجهتنا جميعًا في سنة التأهيل التربوي هذه، لكن لابد لنا جميعًا من ترتيب الأولويات ووضع الأهم أولاً ثم المهم، فالأهم في هذه السنة الدراسية هي الدراسة لا يسبقها شيء آخر، فالمذاكرة الأولية وإنهاء الأعمال أولاً بأول سمة من سمات الطالب المثابر الساعي إلى تحقيق أعلى المراتب، فهذا الأساس الذي لابد لنا أن نتبعه جميعًا، وهذا ما يساعد على التفرغ للمهام الاجتماعية الأخرى".  

إرسال تعليق عن هذه المقالة