ترجمة لجهود الجامعة في مجال ريادة الأعمال ودعما للجهود الوطنية في هذا المجال
جامعة نزوى تستعد لإطلاق أول حاضنة للذكاء الاصطناعي في نوفمبر 2024م
ربيع رمضان المشرف على مشروع الحاضنة:
الحاضنة تدعم جهود الجامعة واهتمامها بالمشاريع الطلابية ويضعها في مقدمة المؤسسات الرائدة والراعية لهذا النوع من المبادرات
4 مشاريع طلابية بحثية ستدشن المرحلة الأولى للحاضنة في مجال "الروبوت" وحفظ الصور التاريخية ومشروع "سمارت ستيز"
الحاضنة تعزز الجانب العملي للطلبة وتنمية الجوانب البحثية المتعلقة باهتمامات الطالب واحتياجاته من مصادر الكتب
نعمل بناء شبكة علاقات مع مؤسسات وأفراد جدد، ومساعدتهم في تطوير أعمالهم، وإدارة مشاريعهم، وتسويق منتجاتهم، وتوجيههم
دائرة الإعلام والتسويق
أعلنت جامعة نزوى نيتها إطلاق أول حاضنة للذكاء الاصطناعي، في شهر نوفمبر 2024م، والتي تمثل إحدى المبادرات الرائدة للجامعات ضمن منظومة مركز ريادة الأعمال؛ مما يعزز دور الجامعة وجهودها في احتضان المشاريع الريادية المختلفة، وما يتماشى مع تطلعات الحكومة للنهوض بمشاريع الذكاء الاصطناعي وبرامجها؛ تحقيقا وانسجاما مع رؤية عمان 2040 التي تقوم على رعاية الشباب، ودعم مشاريعهم البحثية والابتكارية، ومواكبة المستجدات والتقنيات الحديثة التي تمكنهم من تنفيذ مشاريعهم الريادية المختلفة خاصة في مجال ريادة الأعمال، إلى جانب احتضان المشاريع والبحوث النوعية ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وقد أكملت جامعة نزوى ممثلة في مركز ريادة الأعمال جاهزيتها لافتتاح مشروع الحاضنة، إذ بدت كل التجهيزات مكتملة، ومن المؤمل أن تحتضن مجموعة من مشاريع طلبة الجامعة التي تم اختيارها بعناية لتدشين برنامج الحاضنة في محطتها الأولى. وثمن الأستاذ الدكتور ربيع رمضان، من كلية الاقتصاد ونظم المعلومات والمشرف على مشروع الحاضنة، جهود جامعة نزوى واهتمامها بتنفيذ مشروع حاضنة الذكاء الاصطناعي ضمن الحاضنات الموجودة في مركز ريادة الأعمال؛ مما يدعم جهود الجامعة واهتمامها بالمشاريع الطلابية، أو بالنسبة للمجتمع الخارجي، وهو ما يضع الجامعة في مقدمة المؤسسات الرائدة والراعية لهذا النوع من المبادرات النوعية في توجهاتها وأهدافها وأبعادها الوطنية والاجتماعية المختلفة.
وتناول الدكتور ربيع رمضان في حديثه لـ "إشراقة" العديد من الجوانب التي تعنى بالحاضنة والأهداف التي قامت عليها، وذكر أن الحاضنة متخصصة في العديد من المجالات والبرامج التي تهتم بالذكاء الاصطناعي، ومنها برامج "الروبوت" أحد مشاريع طلبة الجامعة، الذي من شأنه دعم مشاريع الابتكار، والأبحاث العلمية للطلبة والأكاديميين والمهتمين بهذا النوع من البرامج، كما أن واحدا من الأهداف الرئيسة للحاضنة إتاحة الفرصة للطلبة لتعزيز الجانب العملي وتمكينهم من الاستفادة من الأجهزة والبرامج التي ستوفرها الحاضنة للطلبة في هذا الجانب، وكذلك الأمر لمكتبات الذكاء الاصطناعي وكيفية استغلال هذه المكتبة في تطوير قدراتهم وتجاربهم، وتنمية الجوانب البحثية المتعلقة باهتمامات الطالب واحتياجاته من مصادر الكتب، أما الجانب الآخر فيُعنى بالتدريب والتأهيل وقدرة الحاضنة على توفير البرامج التدريبية المختلفة بحسب احتياجات الطلبة وميولهم، هنا نتحدث عن اللوغاريتمات الجديدة، والتصاميم الحديثة، ومعالجة اللغات الطبيعية.
وأضاف: "من الجوانب الأخرى للحاضنة بناء شبكة علاقات مع مؤسسات وأفراد جدد، ومساعدتهم في تطوير أعمالهم، وإدارة مشاريعهم، وتسويق منتجاتهم، وتوجيههم بالشكل الذي يحقق رغباتهم عبر آليات وطرق استخدام الذكاء الاصطناعي على وفق برامج تدريبية متنوعة. ويضيف: "لقد عملنا في مركز ريادة الأعمال على تصميم برنامج للذكاء الاصطناعي؛ بحيث يتم التدريب عليه في مدة زهاء 6 شهور، تمكن المستفيد من البرنامج من الحصول على شهادة دبلوم في مجال الذكاء الاصطناعي بناء على الأجهزة والبرامج المتاحة في الحاضنة، إذ نستهدف تخريج كفاءات وطنية تمتلك المهارات والقدرات التي تعينهم على توظيف برامج الذكاء في العديد من الجوانب التعليمية والعملية والاجتماعية المختلفة".
وفيما يتعلق بالجاهزية، أوضح ذلك الأستاذ الدكتور ربيع رمضان بقوله: "مركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى انتهى من تجهيز موقع إقامة الحاضنة ومكانه، كما أن العديد من الأجهزة المستخدمة في برامج التدريب والتأهيل بدأت في الوصول إلى المركز، ونأمل مع نهاية الشهر الجاري الانتهاء من كافة التفاصيل المتعلقة بالحاضنة". وعن البرامج التي سيتم تنفيذها خاصة في بداية العمل بالحاضنة، قال: "كما أشرت سابقا تم الانتهاء من إعداد تلك البرامج، وحرصنا أن تكون برامج شاملة تغطي الاحتياجات الضرورية لطلبة الجامعة، إذ إن المجال سيكون متاحا للمنافسة بين الجميع، وليست هناك شروط أو معايير تم وضعها للطلبة الراغبين من الاستفادة من الحاضنة، وهو أيضا لرواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من داخل الجامعة وخارجها، بالإضافة إلى الطلبة الذي يمتلكون قدرات ومهارات محددة؛ لكن ربما تنقصهم الخبرة والمعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي".
أما بالنسبة إلى العدد المستهدف الذي يمكن أن تستوعبه الحاضنة، أوضح الأستاذ الدكتور المشرف على الحاضنة بقوله: "نستهدف ما يقرب من 30 طالبا ورائد أعمال في الدورة الواحدة، التي تستمر مدة 6 شهور، ويتم ذلك على 3 مراحل، يتم تقسيمهم على وفق: مبتدي، ومتوسط، ومهاري، أي 30 طالبا في كل مستوى، بحيث أن بعد اكتمال البرنامج يكون لدينا مشاريع لشباب يمتلكون القدرات والإمكانات التي تعينهم على تنفيذ مشاريعهم في مجال الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة". مؤكدا أن الجانب العملي يحظى بأولوية في مشروع الحاضنة. واستطرد في حديثه بالقول: "كل ما يستخدم في مجال الذكاء الاصطناعي سيكون أحد المستهدفات في برنامج الحاضنة، إذ ليست هناك برامج محددة بعينها، فالمجال سيكون مفتوحا للاستفادة من جميع البرامج المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ نعمل في مشروع الحاضنة على تبني العديد من المشاريع الطلابية التي يمكن من طريقها توظيف الذكاء الاصطناعي، مثل مشروع لأحد الطلبة يعنى بحفظ التراث، ويقوم هذا المشروع على تجميع صور تاريخية وتراثية عن سلطنة عمان، خاصة أنه لا توجد قاعدة بيانات للكثير من المواقع التاريخية والثقافية في سلطنة عمان، فعلى سبيل المثال يوجد معلم تراثي لموقع عماني لكن لا تتوفر البيانات المتعلقة بموقع المكان والمعلومات الأساسية للموقع، بينما البرنامج المستهدف يبحث لك عن كافة التفاصيل المتعلقة بالصورة بطريقة الذكاء؛ ولذا يعمل عدد من طلبة الجامعة حاليا على تجميع 4 آلاف صورة، وأرشفتها بنظام الذكاء الاصطناعي عبر برنامج يقوم على معرفة موقع ومكان الصورة والتفاصيل الأخرى للمكان".
ويستطرد في حديثه قائلا: "المشروع الآخر الذي نعمل عليه في الحاضنة توصيف اللهجات العمانية من حيث: المنطقة، واللغة المستخدمة، والحروف، والكلمات، والوصول إلى المعن الحقيقي لكل جهة باستخدام الذكاء الاصطناعي، أما المشروع الثالث فيتعلق بتشفير طائرات الدرون وكيف يمكن لهذه الطائرات أن تتواصل مع بعضها باللوغاريتمات، كما نعمل على مشروع (سمارت ستيز)، وهو مشروع يستخدم الذكاء الاصطناعي في قطاع المواصلات، تحديدا في مسألة تنظيم إشارات المرور".
وقد أكد أن حاضنة الذكاء الاصطناعي ستعمل على تبني العديد من مشاريع التخرج، خاصة النوعية منها وذات العائدين الاقتصادي والاجتماعي، التي يمكن منها توظيف الذكاء الاصطناعي لتمكينها لتكون مشاريع قابلة للتطبيق على أرض الواقع. وفي ختام حديثه أكد الأستاذ الدكتور ربيع رمضان قائلا: "هناك وعي لدى الطلبة بموضوع الذكاء الاصطناعي، وفهم لعدد من الجوانب المتعلقة بهذا النوع من البرامج والعلوم الحديثة، ولكنالكثير منهم لا يملكون خلفية للعديد من التطبيقات والفوائد المرجوة منها، ومن ذلك يأتي وجود الحاضنة لعونهم على كيفية توظيف هذه البرامج بما يساعدهم على تنفيذ مشاريعهم وحياتهم العملية، وهذا ما لمسناه من قبل طلبة الجامعة، وهو رغبتهم في توظيف الذكاء الاصطناعي في حياتهم، خاصة في مجال ريادة الأعمال، وبرامج اللغات". وأشار إلى وجود حاضنات متنوعة في مركز ريادة الأعمال كالحضانات الصناعية، وحاضنات المشاريع التي ستنهض دور المركز في توظيف حاضنة الذكاء الاصطناعي في دعم هذه المشاريع والاستفادة من البرامج والدورات التي تقدمها الجامعة كل حسب مجاله وتخصصه، وأشار إلى أن الحاضنة لا تستهدف فقط المجتمع الجامعي، بل المجال سيكون متاحا للمجتمع الخارجي بمؤسساته وأفراده بما ستقدمه الحاضنة من دعم ودورات وبرامج وفعاليات؛ لذلك هي دعوة لكافة فئات وشرائح المجتمع لزيارة الحاضنة في مركز ريادة الأعمال بالجامعة؛ للتعرف إلى طبيعة الحاضنة وعملها وأهدافها. وأضاف بأن الإعلان عن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، والتوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق، حفظه الله، بضرورة دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي؛ إذ من شأنه التأسيس لقاعدة وطنية لدعم التوجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب ما يمثله هذا المشروع الوطني من فرصة للدفع بالمسارات والتوجهات الوطنية ضمن رؤية عمان 2040، التي يعد الذكاء الاصطناعي أحد المشاريع المهمة المدرجة ضمن برنامج الرؤية، ومن المهم أن تتكاتف جميع الجهود المؤسسية والمجتمعية للنهوض بهذا المشروع الرائد، الذي أصبح جزءا مهما من توجهات الدول التي أدركت ضرورة تبني المشاريع والكفاءات الوطنية المختلفة.