غربة لتحقيق المراد ... ونشاطات مستمرة أسهمت في تطوير مهاراته
موهبة العدد: ثويبة السليمية
من يُرد إدراك معنى الاستقلالية يغترب ليعرف ما يعني أن حياته لا يتكفلها إلا هو، لا الأهل حوله ولا هواء بلده يتخلل في جوفه. لقد ترك الأرض التي حضنته واتجه إلى الخارج؛ لكن هذا الذي خلق منه فردا عزيزا على نفسه قويا بذاته، وما يميز أصحاب الغربة طبعهم الذي يقاوم الظروف الشاقة، لتحقيق الهدف الذي من أجله تغربوا.
هذا ينطبق على الطالب معاذ علي إبراهيم، ليبي الجنسية، يدرس في جامعة نزوى. وقد تشرفت صحيفة "إشراقة" باستضافته في موهبة العدد.
دراسة وخبرة
يدرس معاذ في السنة الرابعة بكلية الإدارة والاقتصاد ونظم المعلومات تخصص محاسبة. بدأ اكتساب الخبرة في مجال الإدارة والتنظيم منذ انتهائه من السنة التأسيسية في عام ٢٠٢١م. انضم طالب إسناد إلى مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، إذ تمكن هناك من تطوير مهاراته بانتهاز هذه الفرص الاستثنائية، بما في ذلك القيادة وبناء العلاقات داخل الجامعة مع الطلبة والموظفين، وتنمية مهارات التواصل والاندماج في الثقافة العمانية المتمسكة بكل شيء هو لها.
لماذا عمان؟
يُحكى في قديم الزمان عن عُمان، من يقيم فيها له الأمان، ومن يهاجر إليها له منا السلام. اسألوا عنها تجبكم أني خلقت من أجلكم، وهل تحدثنا غير ما فيها!
يقول معاذ عن سبب اختياره عمان دون غيرها: "عمان دولة مستقرة، وكذلك جودة التعليم فيها، كما تعد السلطنة من أفضل الدول في كثير من مناحي الحياة، أيضا التنوع الثقافي والجغرافي في عمان كان حافزا لي، فأينما يقع الاختلاف المحمود أكن أنا في صفه. أما عن سبب اختياري لجامعة نزوى فيكمن في سمعتها الحسنة الرائجة؛ فقد كانت الأعلى تصنيفا بين الجامعات الخاصة".
طواف حول العلم
يسعى أي إنسان لاكتساب ما يتطلع إليه، إذ هو في جهاد مستمر مع طموحه، وهذا يرجع في الأخير إلى العلم؛ إذ كل ما نفعله ونعمل لأجله ما هو إلا علم من علوم الله، هذا مدلول الطواف حول العلم. وقد كانت لمعاذ حصة من الطموح، ناضل في التكيف مع البيئة الجديدة والغريبة بالنسبة إليه، وما ساعده عل تكيفه نشاطاته المستمرة في تطوير مهارات التدوين والبحث بشكل متقدم في مركز الخليل، وإتقانه للغة الإنجليزية. فيما كانت هذه التجربة فرصة لتعزيز مهارات رقن المخطوطات، وهي من مصادر جمع المعلومات وتنمية القدرات البحثية بشكل عميق. كما كان عضوا في المجلس الطلابي للعام الدراسي 2022-2023م.
عزم وإصرار
يتحدّث معاذ بشكل أوضح عن نفسه: "كثيرًا ما اُسألُ عن أمور تتعلق بتوازن حياتي الأكاديمية مع العمل الإداري ومسؤولياتي في المجلس الطلابي، وأقول: في أثناء تجربتي في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي طالب إسناد، تمكنت من تطوير مهارات إدارة الوقت والقيادة، إذ كان عليّ التوازن بين مسؤولياتي الأكاديمية والعملية بشكل فعال. وتعلمت أيضًا كيفية التعامل مع ضغوط العمل والدراسة؛ مما ساعدني على تحقيق الأهداف بكفاءة. أي بهذه الطريقة تمكنت من تحقيق التوازن الفعّال بين جميع المسؤوليات وتطوير مجموعة من المهارات القيّمة التي ستساعدني في مستقبلي الأكاديمي والمهني".
ويكمل: "ومن الناحية العملية اكتسبت خبرات ومهارات، وأجيد الإدارة والطباعة وكذلك التنظيم وكسب علاقات؛ فلن أكون على دراية بها لو اكتفيت في أن أكون طالبا في مقاعد الدراسة فحسب".
بلوغ المقصد
يتحدث معاذ عن تجربته نحو تحقيق الغايات بقوله: "نحن من نفوِّض القادم نحو القمة والعظمة. والإنجازات التي تأتي بشق الأنفس هي معارك صعبة لا تُوكَّل إلا لجنود أقوياء، فلنكن حريصين على تسخيرها بكل ما أوتينا من قوة في سبيل علم يقينا من شر الأعداء".