الهاتف النقال يخلق سرديات جديدة في ساحة الصحافة الحديثة..
مشاركون في ورشة التصوير والمونتاج يسلطون الضوء على الاكتساح الإعلامي للهاتف النقال!
حرّره: سمية التوبية
يعدّ الهاتف النقال من أبرز وسائل الإعلام الجديد وأوسعها تأثيرا، نظير اتساقه مع الثورة التكنولوجية المتسارعة، وتماشيه مع متطلباتها المتنوعة، لما يوفره من سهولة في تبادل المعلومات، ووضع التقارير الإخبارية، وصناعة المحتوى الإعلامي، فأضحى الهاتف النقال زاويةً إعلامية مستقلة، تنقلُ الحدث، وتجسّد الفكرة، وتبرز المغزى، فضلا عن حضوره الدائم في موطِن الخبر.
لقد خاضت صحافة الهاتف النقّال غمارا كثيرة عزّزت أدوات الصحفيين والإعلاميين بإمكانات بديلة كانت ذا فائدة واسعة في شتى مجالات هذا الحقل؛ بل أسهمت إسهاما وفيرا في إثراء المحتوى الصحفي الرقمي وتطويره.
وانطلاقا من حرص جامعة نزوى على مواكبة مستجداتِ العصر ومتغيّراته، وسعيها الدؤوب إلى خلق بيئة ثقافية وعلمية ملائمة، فقد أقامت ورشة بعنوان: "التصوير والمونتاج بالهاتف النقال" بالتعاون مع جمعية الصحفيين العمانية، التي قدمها الأستاذ المدرّب علي البوسعيدي، مدير مكتب الإعلام بمحافظة الداخلية، على مدار يومين، شملت فيها الجانب النظري لمقتضيات صناعة المحتوى المرئي عبر الهاتف النقال، وأساسيات التصوير والمونتاج، والجانب التطبيقي المتمثّل في عرض عددٍ من البرامج والأساليب والتقنيات المعينة على صناعة هذا المحتوى.
تطوير واستفادة
وقد حققت هذه الورشة أهدافها ممّا قدمته من فائدة ومعرفة، أكدها عددٌ من المشاركين بعد استطلاع آرائهم عنها، إذ يقول ناصر الشكيلي، محرر صحفي أول بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية: "كان هدفي من حضور هذه الورشة مواكبة متطلبات عملي بما يتعلق بجانب التصوير، لاسيّما أن العالم الآن يتجه إلى الاعتماد على الهاتف النقال في تصوير المحافل والفعاليات".
وأكّد ذلك عيد الخويطري، مراسل قناة "TRT عربي"، بإشارته إلى ارتباط مهارات المونتاج والتصوير بالهاتف النقال بمواكبة التطور الوطني؛ مما له عظيم الأثر في تمكين الإعلاميّ من النقل الصحفي والإخباري بدقّة واحترافية من قلب الحدث، مشيرا إلى الإضافة الشخصية التي أضافتها الورشة إليه بجانب الإضافة المهنيّة في تطوير مهارات التصوير الفوتوغرافي والاستفادة منها في مواقع التواصل الاجتماعي.
الحافز الأول
كذلك تقول إيمان الديهنية، باحثة شؤون إدارية أول بإدارة الثقافة والرياضة والشباب: "كان الفضول عن موضوع صحافة الهاتف النقال الحافز الأول الذي دفعني لحضور الورشة، فوجودنا في خضمها ثورة معلوماتية هائلة، وسطو الذكاء الاصطناعي على أغلب مجالات الحياة، يلزمنا إتقان استعمال التكنولوجيا بأيسر الطرق والإمكانات المتاحة، منها التصوير والمونتاج بالهاتف النقال".
وشاركنا الحديث أيضا أحمد المحروقي، مراسل صحفي بجريدة عمان قائلا: "إنّ الهاتف النقال بالإمكانات التي يتيحها أصبح أساسا لا غنى عنه في التصوير الصحفي، أو التصوير المتلفز المرئي، بل ارتقى الهاتف من وسيلة تواصل إلى استثمار إعلاميّ ثري، يتوجّب على كل صحفيّ إتقانَ توجيهه".
تمرّس واستثمار
وقد عكست لنا آراء المشاركين في الورشة مدى الفهم العميق الذي بدأ يتأصّل في الوعي العام، عن توجّه الهاتف النقال ليصبح الوسيلة الإعلامية الأبرز، لا سيّما بعد تفوقه على الوسائل الإعلامية التقليدية، فظهرت الحاجة إلى تمرّس استعماله واستثمار إمكاناته في التصوير والمونتاج صحفيا وإعلاميا، وحتى على الصعيد الشخصي فقد أصبح لما يلتقطه المواطن ثقلا إخباريا لا يستهان به، فيما أطلق عليه صحافة المواطن، الذي يكون غالبا عبر الهاتف النقال، فالمعلومات والمهارات التي أكسبتها الورشة للمشاركين، هي توجهات مدروسة في سبيلِ مواكبة سير العالم بتطوراته وتغيراته المختلفة، الذي كسبَ فيه الهاتف النقال الرهانَ الأكبر إعلاميا، فكما يقول المراسل ناصر الشكيلي: "بعضهم يرى أن الهاتف هو كاميرا موجودة في هاتف، وليس هاتفا به كاميرا! ".
ولا ريب أن مستقبل هذه التقانة ستحضى باهتمام وعناية بالغتين؛ كون أنّها تواكب التطور التقني الحديث الحاصل في مختلف التخصصات، ويعد المشهد الإعلامي واحدا منها.