تخصصات تستشرف المستقبل
مصطفى المعمري
أكثر من ١٠٥ تخصص حصيلة البرامج الأكاديمية التي تطرحها جامعة نزوى في مختلف الدرجات العلمية؛ وذلك ما يضعها في مقدمة الجامعات الوطنية الأعلى من حيث عددها وتنوعها.
لقد أبدت الجامعة منذ أعوامها الأولى أولوية في طرح تخصصات نوعية تتناسب واحتياجات سوق العمل؛ لتلبي رغبات الطلبة في البرامج التي تنسجم وميولهم وطموحاتهم، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها الوطن والعالم أجمع، إذ تراعي حالة التسارع الكبيرة التي يشهدها العالم في مختلف القطاعات، خاصة الحيوية منها إذا تحدثنا هنا عن المجالات: التقنية والطاقة البديلة واللوجستيات والمجالات الصحية والتربوية والمالية والسياحية، التي تتطلب وجود كوادر وطنية لديها قدرة التعامل مع تلك التحولات ومواكبتها.
وتعي جامعة نزوى أهمية الاستثمار في تلك البرامج عبر مجموعة من المشاريع والرؤى التي تراعي أهمية التحديث والتجديد فيها، والاستعانة بالكوادر الأكاديمية التي تمتلك المهارات والقدرات المعرفية المطلوبة، إلى جانب الاستثمار في تخصصات جديدة تتيح فرصا أوسع وأشمل للطلبة بمختلف ميولهم وتوجهاتهم. في المقابل تعمل الجامعة بشكل مستمر على تقييم تلك التخصصات والنظر في أهميتها وجدواها، ثم تسويقها عبر المشاركة في المعارض المحلية والدولية، أو الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة؛ تحقيقا للأهداف الوطنية المرجوة من طرحها، بجانب البحث في كيفية طرح مجالات جديدة يكون للجامعة يد السبق فيها.
وتدرك الجامعة الحاجة إلى طرح تخصصات أكبر وأشمل في مختلف الدرجات العلمية العليا؛ إذ نتحدث هنا عن برامج الماجستير والدكتوراة، فهاتان الدرجتان العلميتان أولتهما الجامعة عناية كبيرة خاصة في الأعوام الأخيرة بوجود مجموعة جيدة من التخصصات، في الوقت الذي تستعد فيه للكشف عن مجالات أخرى جديدة في الماجستير والدكتوراة في ضوء رغبة كثير من حملة شهادات البكالوريوس في إكمال دراساتهم العليا، وهو توجّه توليه إدارة الجامعة جل اهتمامها ورعايتها، من منطلق يقوم على إتاحة فرص التعليم المختلفة للجميع، بل ليجد أبناء عمان ما يحتاجونه من البرامج في جامعتهم الوطنية، التي باتت اليوم تمتلك كافة القدرات والإمكانات التي تعينها على طرح مختلف الدرجات العلمية؛ بما يعزز مكانة التعليم العالي في سلطنة عمان، ويوفر الجهد والمال اللذين عانا منهما آلاف الطلبة خارج حدود الوطن.
إن الواقع الذي يفرضه سوق العمل، والحاجة الملحّة إلى مواكبة التغيّرات التي يشهدها قطاع التعليم العالي في العالم، كما أشرنا إليها أنها متسارعة، هو ما حدا بالجامعة إلى تعزيز رصيدها من التخصصات والبرامج؛ لتكون في مقدمة الركب، وبيئة واعدة من حيث جودة الفرص والمجالات وتنوّعها؛ تحقيقا للرؤى الوطنية "عُمان ٢٠٤٠" وانسجاما معها.