مكتبة جامعة نزوى تفصحُ عن تغيّرات عديدة قادمة... يكشفُ عنها مدير المكتبة د. جمال السالمي في حوارٍ موجز

السنة 19 العدد 182
2024/08/14

مكتبة جامعة نزوى تفصحُ عن تغيّرات عديدة قادمة...

يكشفُ عنها مدير المكتبة د. جمال السالمي في حوارٍ موجز

 


 

 

  • نستثمر رؤية 2040 لتعزيزِ التقانة والابتكار نصب أعيننا في تصميم المكتبة الجديد
  • مساحة شاسعة يوفرها مبنى مكتبة الجامعة الجديد، شاملا أكثر من ألف وخمسين مقعدا للطلبة فقط!

  • نولي أهمية عظمى في طور طرحِ خطط تصميم المكتبة الجديدة

 

أجرى الحوار: سمية التوبية

 

"تعتِقنا المعرفة، وتحررنا الفنون، أما المكتبة العظيمة فهي الحريّة بعينها".

 

هذه كانت مقولة الروائية الشهيرة أورسولا لي جوين، إذ وصفت المكتبة بأنها الحرية المطلقة، التي يجد فيها القارئ متنفسًا علميًا وثقافيًّا واسعًا، ويخوض فيها عملية معرفية تبادلية، يطرح فيها خلجاتِ فكره ونفسه بانتقائه لكتبٍ تناسبه، ويتلقى منها عوائد فكرية قد تقوّي ما كانت لديه من أفكار، أو تصنع أخرى جديدة، ولا شكّ أن الطلبة هم أحوج ما يكون إلى وجودِ مثل هذه البيئة العلمية الداعمة، لتزويدهم بالمعلومات المعرفية والمنهجية الدقيقة، وإرشادهم إلى المصادر والمراجع المتسقة مع توجهاتهم التخصصية والثقافية على حد السواء، ومن هذا المنطلق فإن تسليط الضوء على مكتبة جامعة نزوى، وطرحِ الأسئلة حولَها، يعدّ اهتمامًا لا بدّ أن يُمنح، وجهدًا لا بدّ أن يُبذل، في سبيل تعزيزِ طاقاتها المعرفية والثقافية وتطويرها.

 

ولا نجدُ أمثل من الدكتور جمال بن مطر السالمي، مدير مكتبة جامعة نزوى، لخوض حوارٍ موجز معه عن المكتبة، بما تشمله من توجهاتٍ وخطط مستقبلية تتسق مع مبنى مكتبة الجامعة الجديد؛ وذلك نظيرَ إلمامه بهذا الجانب، ومعرفته الواسعة التي كسبها بعد مسار إنجازاتٍ طويل، تنوعت بين إنجازاتٍ علميةٍ وعمليةٍ وشخصيةٍ، التي أثرت مسيرته المهنية وجعلته أُهلًا لأن يقود ركاب بيئةٍ معرفية نابضة كمكتبة الجامعة، وهذا ما خلق الفضول لدينا لمعرفة المزيدِ عن شخصه، فأتحنا له مساحةً للحديث عن نفسه عبرَ السؤال الأول!



س1/ دكتور جمال، قبلَ التعمق في الحوار، نودّ معرفةَ نبذةٍ عن شخصكم الفاضل، من هواياتٍ ومواهب، أو إنجازاتٍ ومبادرات على الصعيدين الأكاديمي والعملي.

 

معكم جمال بن مطر بن يوسف السالمي، إنسان متعدد الهوايات، سواء أكان ذلك في مجال الرياضة وممارستي لهوايات صعود الجبال، والغوص الحر، وقيادة القوارب، والدراجات النارية وغيرها، أم في المجال الثقافي كالقراءة، فشاركت في العديد من الأندية القرائية، وكان لي السبق في إنشاء نادي "جامع التواب للقراءة"، الذي ضمّ ما يقرب من ستين عضوًا، أيضًا لي شغف بالسياحة خصوصا السياحة الداخلية، وكذلك التصميم.

 

أما عن مساري الأكاديمي، فقد أنهيت الدبلوم العام سنة 1997م، ثم تخصصت في علم المكتبات والمعلومات في جامعة السلطان قابوس، إلى أن تخرجت عام 2001م مُعيدًا بعد مسيرة تفوق دراسي حافل، وعام 2002م سافرت إلى أستراليا لإكمال الماجستير في جامعة كيرتن للتكنولوجيا، ثم أكملت رحلة الدكتوراة عام 2007م في نيوزلندا في جامعة فكتوريا، ثم عدت للتدريس في قسم علم المكتبات والمعلومات بجامعة السلطان قابوس الذي يعرف الآن بقسم دراسات المعلومات، إلى أن أصبحت رئيس القسم عام 2016م لغاية 2021م.

 

ولي كذلك عدد من الإنجازات في المجال العلمي البحثي، منها اثنا عشر مقالة علمية محكمة منشورة، وعدد من الأوراق البحثية المعروضة في المؤتمرات العلمية، فضلا عن كوني عضوا لهيئة التحرير في مجلتين، ونائبا سابقا لرئيس الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات، وحاليا أعمل في لجنة في مشروع المستودع البحثي العماني "شُعاع"، وهو مستودع رقمي عماني لكل الأبحاث العمانية في مختلف المجالات.

 

س2/: مسيرة حافلة جدًا تركتها خلفك دكتور جمال، وإن دلّ ذلك على شيء فإنّما يدل على توفقنا في اختيارك للحوار، برأيك هل مكتبة جامعة نزوى تلبي الحاجات المنهجية التخصصية أو المعرفية لطلبة الجامعة، وما الخطط المستقبلية التطويرية في هذا الجانب؟

 

إننا نحرص دائما على اتباع منهجية إشراك الطلبة في اختيار المصادر والمراجع التي يرغبون بوجودها في المكتبة؛ وذلك باستشارتهم والأخذ بآرائهم، وإتاحة المجال أيضا للأقسام لاقتراح الكتب التخصصية المعينة لطلبة القسم، ونقوم بإرسال قائمة تحوي عددًا من الناشرين في مختلف التخصصات تزامنًا مع معرض مسقط الدولي للكتاب لعميد الكلية، الذي بدوره يحيلها إلى الأقسام لانتقاء الكتب والمصادر المناسبة لتزويد المكتبة بها، ونحرص أيضًا على تتبع اهتمامات الطلبة وإقبالهم على كتب معينة، فنقوم بتوفير مزيد منها إن دعت الحاجة إلى ذلك، وهذا يستلزم متابعة ومعاينة مستمرتين، ولدينا أيضا في جامعة نزوى نادي "فحوى للقراءة" الذي تشرف عليه مكتبة الجامعة، وهو نادٍ طلابي يتيحُ للطلبة اقتراح كتب ومصادر لتوفيرها بميزانية معلومة، كل ذلك في سبيل معرفة توجهات الطلبة وحاجاتهم المعرفية وتلبيتها بالشكل المطلوب.

 

أما عن الخطط المستقبلية التطويرية فنجدها تتزامن مع النقلة النوعية والكميّة لمكتبة جامعة نزوى بالانتقال إلى المبنى الجديد، وما يصحب ذلك من تغيّرات في المساحات والبيئة الداخلية، والاتساع الملحوظ بتوفير مقاعد للطلبة فقط تتعدى ألفا وخمسين مقعدا، ووجود غرف مذاكرة فردية، وغرفة حلقات نقاشية جماعية، ومعامل حاسوبية؛ وذلك لتوفير مساحات فريدة للطلبة منها المساحة الاجتماعية التفاعلية، والمساحة الفردية، والمساحة الابتكارية، وهذا الاتساع بطبيعة الحال يمتدّ إلى التصميم المبتكر لأرفف الكتب، الذي يتميّز بجمالتيه الشكليّة والعملية، واتساعه الذي يمنح فرصة لتوفير مزيد من الكتب والمصادر المتنوعة.

 

س/3: لا يخفى علينا توجه رؤية عمان 2040 إلى تعزيز الابتكار المدمج بالتقانة والذكاء الاصطناعي، فكيفَ تُسهِم مكتبة جامعة نزوى في المبنى الجديد في تعزيز هذا الجانب من الرؤية؟

 

إن الذكاء الاصطناعي وتعزيز الابتكار توجه عالمي ووطني لا غنى عنه، وهذا ما تنبهت له مكتبة جامعة نزوى وحرصت على إيلائه الأهمية العظمى في طور طرحِ خطط تصميم المكتبة الجديدة، ففي أثناء ثلاث سنوات وقعنا ست اتفاقيات تعاون مع العديد من الجامعات الدولية والمحلية، وما شمل ذلك من زيارات وتبادل خبرات وأفكار أفدنا منها، مثل: جامعة السلطان قابوس، والجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان، والجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، وكلية عمان للإدارة والتكنولوجيا، وقمنا بزيارات إلى جامعات دولية، مثل: جامعة قطر الوطنية، وزيارة إلى مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، فحرصنا على نقل هذه التجارب والخبرات والإفادة منها بالشكل الأمثل في المكتبة الجديدة، فعززنا جانب الابتكار عبر مقترح توفير مساحة الابتكار، التي تشمل قاعتين: الأولى باسم مساحة الكاتب، لورش النشر العلمي والكتابة الأكاديمية، والأخرى باسم مساحة الصانع، تشمل العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، منها: نظارات الواقع الافتراضي، وماسح ثلاثي الأبعاد، وورش المحتوى الرقمي الحديث والتصميم وغير ذلك، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التوجه سيتضمن توسيع المصادر الإلكترونية المتاحة عبر موقع المكتبة، من مجلات وكتب إلكترونية، ورسائل دكتوراة وماجستير في مختلف التخصصات والمجالات، وإتاحة مختلف الخدمات من الإعارة وتجديدها وغير ذلك إلكترونيا.

 

س/4: كما نعلم أن جامعة نزوى جامعة أهلية ذات نفع عام، فهذا يكسبها تفرّدا من ناحية ارتباطها الوثيق بالمجتمع، كيف ممكن أن ينعكس هذا التفرّد على مكتبة جامعة نزوى؟

 

لجامعة نزوى باعٌ طويل في مجالات خدمة المجتمع، فنحن مكتبة جامعة نزوى حرصنا على تضمين هدف خدمة المجتمع في رؤية المكتبة وخطتها التنفيذية، فقدمنا العديد من الورش المجتمعية، أهمها: ورش في الابتزاز الإلكتروني، ومجال التواصل الاجتماعي، والملكية الفكرية، ومحاضرات مختلفة في بعض المؤسسات التعليمية، وأكاديمية الشرطة، والجوامع، أيضًا أنشأنا خدمة إلكترونية للباحثين من خارج الجامعة لمنحهم فرصة الاستفادة المعرفية والثقافية من المكتبة عبر اشتراك شهري أو سنوي؛ وذلك لسعينا إلى توسيع خدمات المكتبة لتشمل المجتمع المؤسسي داخل الجامعة والمجتمع الخارجي كذلك، وامتدت هذه الخدمات لتشمل التعاون مع متحف عمان عبر الزمان، ومكتبة الديوان في جامع فرق، وبعض الفرق الخيرية المتنوعة بتقديمِ نسخ من الكتب والمصادر والرسائل.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة