السنة 19 العدد 181
2024/09/01

بمشاعر الفخر والامتنان: معهد الضاد يحتفل بتخريج أربعة عشر طالبا من طلبة اللغة العربية للناطقين بغيرها


 

أعده: روان الذهلية وثويبة السليمية

 

نظمت جامعة نزوى ممثلة في معهد الضاد لتعليم العربية للناطقين بغيرها يوم الأربعاء 3 يوليو 2024م، حفل ختام لطلبة جامعة فرجينيا تك لدراسة اللغة العربية في سلطنة عمان، تحت رعاية الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن يحيى الكندي، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، بحضور طلبة جامعة فرجينيا تك والمعلمين والشركاء اللغويين. 

 

 

هدف البرنامج إلى الترويج للغة العربية وثقافتها باستخدام طرق تدريسية فاعلة وممنهجة تسهم في تجهيز المتعلمين لاكتساب اللغة العربية بصفتها لغة ثانية، وتعزيز الفهم العميق للغة العربية في بيئة متفاعلة ومرنة ومشجعة للتعلم. 

 

وقال المشرف العام للمعهد المهندس سالم بن علي الهنائي في كلمته: "إن البرنامج استمر مدة ستة أسابيع، وقد شمل الدراسة الصفية، والتفاعل مع الشركاء اللغويين، إضافة إلى المناشط اليومية والأسبوعية التي تعزز تجربة التعلم لديهم"، وقد أكد حرصهم على انتقاء النشاطات والمناهج المناسبة والفعاليات الداعمة، شاكرًا كل من أسهم في نجاح هذا البرنامج. 

 

وأشارت المشرف العام على البرنامج من جامعة فرجينيا تك راغدة ناصر الدين إلى بداية التعاون مع معهد الضاد في جامعة نزوى عام 2018م، واستمر هذا التعاون في طريق التطور والازدهار عاما بعد عام، إذ يحظى الطلبة بفرصة تعلم اللغة العربية، والتعرف إلى الثقافة العربية من منبعها. وأثنت على تجربة تعلم اللغة العربية في سلطنة عُمان تحديدًا في معهد الضاد، إذ إن تعلم اللغة العربية لم يقتصر على المهارات الأساسية مثل: التحدث، والكتابة، والقراءة، وإنما امتد إلى بعد ثقافي مميز وعريق؛ فقد امتزج الطلبة بالناس وعاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم وقيمهم، شاكرةً الجهود المثمرة من قبل إدارة معهد الضاد والمعلمين والشركاء اللغويين وكل مَن شارك في هذا النجاح. وقد وجهت كلماتها الممزوجة بمشاعر السعادة إلى الطلبة، شاكرة لهم اندفاعهم وتصميمهم الملحوظ لتعلم اللغة العربية، متمنية لهم مزيدًا من النجاح. 

 

وقد قدم الطلبة الخريجون مجموعة من الفقرات تعبر عن مدى استفادتهم من هذه التجربة، من بينها قصائد أُلقيت بأسلوب معبر تحكي مشاعرهم تجاه عُمان ممثلة في قصيدة في حب عُمان، إضافةً إلى نماذج رائدة من الشعر العربي، واختتموها بقصيدة محمود درويش في فلسطين، التي أثارت مشاعر التكاتف المُهيبة تجاه قضية عربية وإسلامية وعالمية تستحق الذكر. كما جعلوا الفن وسيلتهم لإيصال مشاعر عجزت عنها الكلمات، فعرضوا رسومات تمثل الثقافة العربية والعُمانية على وجه التحديد، مُشيرين فيها إلى تفاصيل الزي العُماني المُعاصر والثقافة العُمانية وطبيعتها، واستخدموا الفن الحكائي والصور لعرض تفاصيل رحلاتهم التي قاموا بها في عُمان بإشراف المعهد، إضافةً إلى تقديم عروض لفنون شعبية عُمانيَّة متمثلة في فن الكيذا وفن اليولة. ويُشير خالد بن مسعود الحوسني، رئيس اللجنة السياحية للبرنامج، إلى إن انتقاء هذه الفنون دون غيرها جاء وليد المعرفة الثقافية التي عايشها الطلبة في رحلاتهم إلى مختلف المناطق في السلطنة، وقد زاوجوا بين الفن الرجالي والنسائي ليحظى جميع الطلبة بفرصة تجربة ومحاكاة هذه الفنون الشعبية المميزة.  

 

 

وفي حوارنا مع الأستاذة هاجر الغفيلية، أستاذة اللغة العربية للناطقين بغيرها في معهد الضاد، حدثتنا عن تجربتها الرائعة في تعليم هذه الدفعة من الطلبة، فقد حرصت على تطوير لغتهم بإدخالهم في أجواء المجتمع العُماني داخل الصفوف الدراسية وخارجها بواسطة الرحلات الطلابية، والتعامل مع الشركاء اللغويين وغيره. وتؤكد أن تجربة الثقافة العمانية كانت دافعا لتحريك فضول الطلبة، وتعميق تجربتهم في تعلم اللغة العربية، فقد تعلموا مفردات وتراكيب عُمانية وأمثال شعبية أصبحت مناط اهتمامهم. 

 

وقد أعرب الطلبة الدارسون في المعهد في حفل تخرجهم عن مشاعرهم المختلطة بين السعادة والحزن؛ لمفارقتهم هذه البيئة الخصبة المليئة بالمعرفة المثرية والتفاعل الودِّي. عائشة إحدى طالبات جامعة فرجينيا تك المتعاونة مع معهد الضاد تصف تجربتها في المعهد وسلطنة عُمان بالتجربة العظيمة، فقد أحبت أساتذتها وزملاءها، رغم وجود بعض الصعوبات لديها في تعلم اللغة العربية في أثناء البرنامج؛ إلا أن جميع مَن كان في المعهد كان سببا في وجودها اليوم في هذا الحفل. وحدثنا تشارلي أحد الطلبة أيضا عن مشاعره المليئة بالحماس، وهو متحمس للحديث باللغة العربية مع عائلته وأصدقائه في الولايات المتحدة الأمريكية. 

 

وفي ختام الحفل، كرَّم المعهد الطلبة الخريجين والأساتذة والشركاء اللغويين برعاية الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن يحيى الكندي، متمنين لهم مزيدًا من النجاحات. 

إرسال تعليق عن هذه المقالة