بين التطلعات والتحديات... جامعة نزوى ولجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى تنظمان ورشة تدريبية في "صحافة الهاتف النقال"
رئيس لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى: صحافة الهاتف النقال أثبتت كفاءتها رغم وجود معايير صارمة.
المدرب علي البوسعيدي: إشكال صحافة الهاتف النقال ثقافي ولا علاقة له بالجودة، بل توجد قنوات عالمية تعتمد عليه في تقاريرها.
أعدّه: روان الذهلية
عقدت جامعة نزوى بالتعاون مع لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى، يومي الإثنين والثلاثاء الموافق 10 - 11 يونيو 2024م ورشة تدريبية مختصّة في صحافة الهاتف النقال عنوانها: "التصوير والمونتاج بالهاتف النقال"، إذ نُفِّذت في جلستين. وقد شارك فيها مجموعة من الصحفيين والإعلاميين والمهتمين بهذا المجال من مختلف المؤسسات والجهات؛ وذلك نظير الدور البارز الذي تلعبه التقنيات الحديثة اليوم في خدمة الصحافة والإعلام.
ترأس جلستي الورشة الأستاذ علي بن سعود البوسعيدي، رئيس لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى، وقدَّمها الناشط الاجتماعي الإعلامي المُدرب علي بن محمد البوسعيدي. وتأتي هذه الورشة ضمن جهود اللجنة في تطوير العمل الصحفي ومتابعة المستجدات في المجال؛ لتعزيز المعرفة الصحفية ومهاراتها بما يعود بالنفع والفائدة للجميع.
وعلى هامش الورشة، قال الأستاذ علي بن سعود البوسعيدي في حواره مع إشراقة: "إن لجان جمعية الصحفيين العمانية في جميع المحافظات تسعى إلى طرح كل ما هو جديد ومناقشته؛ لخدمة العمل الصحفي والإعلامي، وتحاول إعداد محتوى متنوعا للدورات التي تقدمها، إضافةً إلى استقطاب مدربين مختصين، وإشراك مختلف الجهات الحكومية والخاصة في سبيل ذلك". وأشار كذلك إلى أهمية هذه الورشة في صحافة الهاتف النقال؛ إذ لا غنى للصحفي عنها، فهي تزوده بأدوات تقنية تختزل الوقت والجهد، وعليه لا بد للصحافة والإعلام أن يواكبا مثل هذه التوجهات الحديثة.
وقد طرحت الورشة التدريبية مجموعة من الموضوعات في التصوير والمونتاج بالهاتف النقال، بل بدأت بتحديد الفروقات الجوهرية بين التصوير بالكاميرا والتصوير بالهاتف النقال، وذلك ما عزز النظرة الإيجابية نحو التوجه الحديث للصحافة، ثم عرضت أساسيات التصوير بالهاتف النقال، وما يرتبط به من معدات تقنية مُعينة، وصولًا إلى المونتاج في الجلسة الثانية من الورشة.
فيما صاحب الورشة كذلك تفاعل إيجابي أثرى المعرفة المطروحة، وكلل التساؤلات بالإجابات الشافية؛ مما أشعل جوًا من المعرفة والاستفادة المتبادلة، وجاء ذلك في ضوء رغبة صادقة في تعلم كل جديد، وفضول انتهج مساره الصحيح لبناء مستقبل واعد للصحافة والإعلام العُماني.
بينما أوضح المدرب علي بن محمد البوسعيدي في حوارنا معه أن الصحافة ثابتة والمستحدث فيها هو استخدام الهاتف النقال أداة مُساعدة. ويرى أن رفض استخدام الهاتف النقال رسميًّا في الصحافة والإعلام مرتبط بعوامل ثقافية لا علاقة لها بجودة المُخرجات، وهو ما يفرض بعض التحديات أمام الاستخدام المباشر للهاتف النقال في العمل الصحفي.
وإيمانًا بالدور الفاعل الذي يؤديه الهاتف النقال في دعم العمل الصحفي وتسهيله، يرشد البوسعيدي المهتمين بهذا المجال للتوجه نحو ثقافة استخدام الهاتف النقال مع تعلّم الاستخدام الصحيح له حِفاظا على كفاءة العمل، وينصح الشباب الجامعي العُماني بشكل خاص أن يجعلوا استخدام الهاتف النقال في العمل الصحفي وغيره ثقافة عامة تخدمهم في حياتهم وتُعينهم على مواكبة التطور بشكل إيجابي.
وقد أبرزت الورشة الحاجة المُلحة للتطور ومواكبة كل جديد يعزز العمل الصحفي، ويرتقي به نحو الأفضل. إنّ "صحافة الهاتف النقال" تقف حاضرة اليوم جزءا من الصحافة المعاصرة، رغم تحديات القبول وغموض التفعيل؛ إلا أنها تشق طريقها نحو الأمام فارضةً نفسها في ظل التطور التكنولوجي المستمر، والسعي الحثيث للتقدم بثقة نحو المستقبل.
ولأهمية هذا الحدث؛ استثمرت صحيفة "إشراقة" إقامة هذه الورشة في جامعة نزوى لتعقد حوارا مع الإعلامي علي بن سعود البوسعيدي، رئيس لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى، والمدرب علي بن محمد البوسعيدي، مقدم الورشة؛ لتناقشهما في بعض الأفكار الحيوية والمشاريع التطويرية التي يتجه الإعلام الجديد لاحتوائها.
واقع العصر
يثبت الإعلام كل يوم لنا مرونته العجيبة في مواكبة التطورات المختلفة، وهذا ما أظهر لنا "صحافة الهاتف النقال"، إذ نلاحظ تنوع المجال الصحفي وثرائه، وتعدد أدواته. يحدثنا رئيس اللجنة علي بن سعود البوسعيدي عن تلك التطورات وتوجهات جمعية الصحفيين العمانية تجاهها، بقوله: "الإنسان لا يبقى على حال، واليوم دخلت التقنيات الحديثة وما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، والإعلام غير بعيد عن هذه الأمور، ولا بد للإعلام أن يواكب مثل هذه التوجهات الحديثة، موضوع صحافة الموبايل وثورة الذكاء الاصطناعي لا بد لكل إعلامي أو صحفي أن يأخذ منها، والآن التوجهات الحديثة لجمعية الصحفيين العمانية في مختلف المحافظات في هذا الجانب".
يضيف: "ورشة صحافة الموبايل لا غنى للصحفي عنها في الوقت الحاضر، فمثلما رأينا المدرب نجد أن هذه الدورة تستخدم أدوات وتقنيات مختلفة عن المألوف، وتسهل للصحفي الجهد والوقت، وتشمل صحافة الموبايل التصوير والمونتاج والإخراج، فتغني الصحفي عن الأدوات التقليدية. كما أنّ ثورة الذكاء الاصطناعي لا غنى عنها، خاصة في مجال الإعلام، والإنسان يحتاج إلى الممارسة والتعلم المستمرين؛ لذا تسعى اللجان في جميع المحافظات إلى كل ما هو حديث ويخدم المجالين الصحفي والإعلامي ويسهل عملهما، وتحاول تنويع الدورات واستقطاب مدربين مختصّين، وإشراك مختلف الجهات الحكومية والخاصة في سبيل ذلك".
فيما يرى المدرب علي بن محمد البوسعيدي أن صحافة الهاتف النقال تشمل التصوير والتحرير والنشر وغيره، بيد أنّ العمليات ثابتة ولكن الذي يختلف هو استخدام الهاتف النقال فقط كونها أداة.
صورة نمطية
وتفرض التطورات التي تجتاح مجال العمل الإعلامي وجود ضوابط وأخلاقيات تُضاف إلى مهنة العمل الصحفي، وقد مسّ ذلك تقنيات صحافة الموبايل في كثير من مفاصلها. يضيف علي بن سعود مزيدًا إلى ذلك بقوله: "بالنسبة لصحافة الموبايل، تمنع في بعض الفعاليات والمناسبات، بل لا يزال استخدام الهاتف النقال غير مرغوب بكثرة، ولا تزال النظرة إلى الكاميرا تقتصر على أنها الأساس. ولكن لا بد من الانسجام مع الواقع؛ لذا لا شيء رسمي عن موقف المسؤولين الإعلاميين، ومن الأفضل المزاوجة بين الأمرين مع الحفاظ على جودة العمل. ونشير إلى وجود بعض اللقطات المنشورة والمعتمدة باستخدام الهاتف من قبل وكالة الأنباء، وهذا يثبت كفاءتها رغم وجود معايير صارمة في قبول مثل هذه الأعمال".
ويرى المدرب علي أن خصوصية المجتمع ربما تدفعه إلى أن ينظر للصحفي عند استعمال الهاتف النقال للتصوير أنه ضعف أو قصور في الإمكانات، يقول: "الإشكال هنا ثقافي ولا علاقة له بالجودة، بل توجد قنوات عالمية تصور تقارير محلية وعالمية بالهاتف النقال. كما أنّ الإشكال في القائمين على المؤسسات الصحفية سواء الرسمية أم الخاصة، فما يزال -بشكل عام- هناك غياب لتفعيل أدوات صحافة الهاتف النقال التي توفّر الكوادر والجهد والوقت".
طموح ولكن ...
يعتقد كثير من ممتهني مجال الصحافة أن هناك ثورة صحفية قادمة يقودها الهاتف النقّال وتعدد استعمالاته، فقد تطرّق المختصّون لمناقشة هذه القضية بطرح عدد واسع من التصوّرات والرؤى؛ إلا أن رئيس لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى يرى أنّ صحافة الهاتف النقّال في سلطنة عمان لا تزال في بداياتها؛ بل هي محتاجة إلى عمل كبير وممارسة واسعة؛ لذا يلزم على المشتغل على هذا المجال أن يعيش الواقع بحذر. في حين، يتّجه المدرب علي إلى الرأي السائد في وجوب أخذ الحيطة والحذر في كل ما يتعلق بالثورات القادمة مثل الذكاء الاصطناعي، إذ يصاحبها الجانبان السلبي والإيجابي معا، ويضيف متأسّفا: "السلبي يطغى".
محتوى متجدد
وبالعودة إلى الورشة، جذبنا قول المدرب: "أحجام اللقطات لها دلالات"، وذلك يعيدنا إلى لغة الخطاب الإعلامي وأهمية ضبطه، وكذلك الحال أيضا ينطبق على المحتوى المرئي؛ لذا يقول: "هذه لغة الصورة، لا تقل قوة في وقعها وتأثيرها عن اللغة المنطوقة".
وقد وجّهنا سؤالا إلى المدرب علي مفاده: نظرا لسهولة ومميزات استخدام الهاتف النقال في التصوير والمونتاج، هل تنصح الشباب الجامعي المهتم بهذا المجال بالخوض في تجربة "صحافة الموبايل"؟ فأجاب: "أنصح الطلبة بشكل عام المهتمين بالمجال أن يتوجهوا إلى تعلم أدوات الصحافة بالهاتف النقال، وثقافة التصوير بالهاتف النقال يجب أن تكون ثقافة عامة، فعندما نلتقط صورا أو مقطع فيديو للذكرى يهمنا أن نعود إليها بعد سنوات وهي بجودة مناسبة".