بين الإحصاء والتأهيل التربوي، ذكريات تجلّت في صرح العلم
تحرير: ريهام الحضرمية
الخريجة حفصة بنت خميس الهنائية من سكان ولاية العامرات بمحافظة مسقط، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الإحصاء وكذلك دبلوم التأهيل التربوي في الرياضيات من جامعة نزوى، تشغل وظيفة معلمة رياضيات حاليا. نسلط الضوء على تفاصيل رحلتها الدراسية في جامعة نزوى، ونستعيد معها أبرز الذكريات التي قد يحملها الخريج بعد مغادرته مقاعد الدراسة في عمود "ذكريات خريج" بصحيفة إشراقة.
الرحلة وتحدياتها
تتحدث حفصة عن بداية مسيرتها التعليمية قائلة: "التحقت بجامعة نزوى في عام ٢٠١٦م، وبها بدأت رحلة السعي والإنجاز، تشربت فيها ذاكرتي بالمواقف والذكريات والتفاصيل الرائعة التي عايشتها طيلة مسيرتي التعليمية، وكأي تجربة جديدة، لا بد من وجود التحديات، وقد كانت الغربة والبعد عن الأهل و الأصدقاء أكثرها أثرا علي، و لكن -بتوفيق من الله- استطعت التأقلم سريعا بعد أن أدركت أنني في طريقي إلى تحقيق هدفي وأحلامي، وما هذا التحدي إلا محطة يمكنني تجاوزها بعون الله، وأن النجاح لا يعرف الوقت والوقوف على العتبات، ما هو إلا إهدار للوقت والطموح".
شغف الصباح وأحلام المساء
أما عن تفاصيل يومها الدراسي المليء بالشغف والطموح فقد وصفته حفصة قائلة: "بعد أن أنهيت البرنامج التأسيسي كنت قد تأقلمت مع ظروف الدراسة؛ لذا انتقلت إلى مرحلة التخصص بكل عزم، وقد وضعت هدفي أمام عينيّ، وكنت دائما أردد "لا تنظر خلفك الهدف أمامك". لم تكن الأيام متشابهة، فلكل يوم حكاية جديدة، تبدأ صباحا ببريق يشبه نور الشمس، وينتهي في مساء أتوسد به أحلامي ويشاركني هدوءه تجمع زميلات الدراسة في ساحة السكن، لنتشارك في نهاية اليوم التفاصيل التي قضيناها في أركان الجامعة والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، والخطط المرسومة على صفحات الأحلام".
بين الاجتهاد وحلم التتويج
تصف حفصة فترة الاختبارات قائلة: "وعلى الرغم من القلق والضغط المصاحب لفترة الاختبارات، إلا أن الجو العام والاشتغال الجماعي بالمذاكرة، والاستعداد يبعث إلى الروح الحماس، ويحفز قدرتها على المواصلة، فكانت كل زاوية في الجامعة تشهد على مثابرة طلبتها، أما بالنسبة لي فكنت دائما ما أفضل المذاكرة في مسرح الجامعة المفتوح الذي لطالما حملت له مشاعر فريدة، واستمتع بالعزلة التي أجدها بعيدا عن الضوضاء والمشتتات، وكنت دوما أنظر إلى منصة التخرج، وأتخيل لحظة التتويج التي أسعى إليها ومن أجلها فأزداد حماسا".
تجربة الدراسة عن بعد
وأضافت قائلة: "جاءت جائحة كوفيد-19 بتحديات جديدة تعلمت منها كثيرا، إذ اضطررنا إلى مغادرة الجامعة والعودة إلى المنازل، لأعيش بعدها تجربة الدراسة عن بعد، التي على الرغم من العقبات التي واجهتني فيها، إلا أن شغفي بالعلم وحب الدراسة دفع بي نحو أهدافي، وكانت الجامعة بما تحويه من ذكريات ومواقف حاضرة على الدوام في ذاكرتي، فالدراسة في الجامعة لها طعم خاص ولها مكانة عظيمة في قلبي، وتبقى المكان الأحب للدراسة؛ لذا تمنيت انتهاء الوباء والعودة إلى جامعتي".
مشاركات في الجامعة
بينما عن مشاركتها ونشاطها في الجامعة، فتحدثت حفصة قائلة: "في مسيرتي الجامعية شاركت في جماعة المبادرات الطلابية، وجماعة الخط، كما شاركت داخل الجامعة في معرض لتقديم عروض عن مشاكل عالمية، وحتى في جائحة كوفد-19 لم تتوقف مشاركاتي، بل شاركت بما يتناسب مع الوضع العام، فقد قدمت مقالة بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء. وقد عززت بي هذه المشاركات الثقة بالنفس، وأكسبتني مهارات كثيرة، وأضافت لي في الجانب الأكاديمي حصيلة وفيرة من المعلومات والمعرفة في مختلف العلوم والمجالات".
الحنين إلى صرح العلم
وأضافت: "بعد أن تخرجت من الجامعة تولد لدي شعور الاشتياق والحنين لذلك الصرح العظيم والأصدقاء والهيئة التدريسية الذين كانوا لي خير سند ومعين في رحلتي الجامعية. أحن كثيرا لأيام الدراسة، فقد كانت جزءا لا يتجزأ مني، ومرحلة استثنائية ورائعة، والآن بعد أن تخرجت، أغادر جامعة نزوى تاركة خلفي ذكريات يستحيل نسيانها، فما أروع الأوقات التي قضيتها في الجامعة. ورغم التحديات التي واجهتني؛ إلا أن شعور الانتماء و الحب لا يزال مخلدا في داخلي، وكيف لا يكون وبها قد شيدت آمالي، وعلاقتي الحالية بالجامعة هي علاقة ولاء للصرح العلمي الذي أعدّه جزءا مني، هذا الصرح الذي كان طريقي للوصول إلى ما أنا عليه اليوم".
نصيحة
وفي الأخير قالت حفصة: "نصيحتي لطلبة العلم هي أن يستغلوا فترة دراستهم، إذ إن الدراسة الجامعية فرصة قد حرم منها العديد، وأن يسعوا دائما إلى المثابرة والاجتهاد والمبادرة، ويضعوا بصمتهم، ويخلدون ذكرياتهم وإنجازاتهم في الجامعة، وأن يأخذوا بيد بعضهم بعضا".
وتضيف: "أقول لهم اعلموا أنه لا توجد رحلة دون عقبات أو تحديات، فما جمال الحياة إلا بتلك التحديات وفرحة تخطيها، وتذكروا جيدا يا أصدقاء أنّ جميع الزوايا ستشهد عليكم، فاجعلوها شهادة ذكر طيب. أنتم الآن في صرح علمي عظيم على مستوى سلطنة عمان؛ لذا اغتنموا هذه النعمة التي منحها الله لكم، وتذكروا أن التحديات التي تواجهكم اليوم هي التي تصنعكم وتعدكم للغد، فكونوا أقوياء فأنتم مستقبل البلاد".