من بهلاء إلى جامعة نزوى: رحلة تحدي وتطور
الطموح والإصرار ركيزتان أساسيتان في بناء أي مسيرة تعليمية ناجحة، إذ يسعى الفرد إلى تحقيق أهدافه الأكاديمية وتجاوز التحديات التي قد تواجه طريقه للنجاح، وفي هذا الإطار، نرى أهمية البيئة الجامعية ودورها الحيوي في توجيه وتشجيع الطلبة لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم الشخصية والمهنية. قصة سليمان قصة نجاح شخصية ورحلة تحدي وتطوير، يروي لنا تفاصيلها في المقابلة الآتية.
عرفنا عن نفسك، نشأتك، أسرتك، ومجتمعك؟
اسمي سليمان بن إبراهيم بن سعيد الريامي، وُلدت في ولاية بهلاء، وترعرعت في كنف أسري وسط حارات العقر.
كانت نشأتي محاطة بجمال الطبيعة حيث أشجار النخيل الوارفة وظلالها الباردة، وبجوار قلعة بهلا الشامخة وسوق بهلا العريق. عشت في مجتمع متكاتف ومليء بالحركة والنشاط، إذ يزدهر العمل والإنتاج، بل كانت الحياة في بهلاء تنبض بالتعاون والتفاعل الاجتماعي؛ مما أثر بشكل كبير على تكويني الشخصي ورؤيتي للحياة بشكل عام.
ماذا عن مساركم التعليمي؟ كيف كان طريقه من المدرسة إلى الجامعة وصولا إلى منصة التخرّج؟
تخرجت في الصف الثاني عشر في مدرسة بلعرب بن سلطان الثانوية من "القسم العلمي" بدرجات ونسبة أهلتني لمواصلة المسار التعليمي الجامعي، فالتحقت بالكلية التقنية، بعدها مباشرة انتقلت إلى جامعة نزوى بعد الحصول على منحة دراسية جزئية مكنتني من بدء مشوار الدراسة الجامعية بكلية الهندسة تخصص "الهندسة المدنية "، ولم يكن الطريق سهلا، واجهت بعض الصعوبات، مع وجود طاقم علمي من العيار الثقيل الذين نكن لهم كل التقدير لما أعطونا وعلمونا وشدو علي أيادينا لتحصيل المعلومة وترسيخها… إلى أن وصلنا إلى يوم التخرج وقطف ثمار الجهد والتحصيل لدرجة بكالوريوس هندسة مدنية.
أطلعنا على تكوينكم البحثي والأكاديمي واهتماماتكم بهذين المجالين ونشاطاتكم فيهما؟
بدأت رحلتي البحثية منذ المرحلة الإعدادية، فقد شاركت وزميلي ببحث "الحياة"، وتوجت المشاركة بالفوز على مستوى سلطنة عمان، لقد كان لهذه التجربة أثر كبير، فمنها نما في داخلي شغف كبير بالبحث والتحري عن المعلومات ومصادرها. فيما بعد، استمر شغفي بالبحث في مراحل دراستي المتقدمة، كما عملت أيضًا على توسيع معرفتي من طريق القراءة والانخراط في مناقشات علمية مع زملائي وأساتذتي. أطمح دائمًا إلى الإسهام في تقدم المعرفة البشرية من الأبحاث المبتكرة والفعالة.
استرجع معنا أبرز إنجازاتكم وبصماتكم وذكرياتكم التي حققتموها في جامعة نزوى طوال السنوات الماضية؟
في سنوات دراستي في جامعة نزوى، كان لي العديد من الإنجازات والإسهامات التي أعتز بها، فقد شاركت بفاعلية في عدد من الأنشطة الطلابية، التي أعدّها منصة رائعة لتطوير مهاراتي القيادية والتواصلية، وبناء شبكة واسعة من العلاقات. وكذلك في قسم الهندسة، كنت أسعى دائمًا للتميز الأكاديمي والمشاركة في المشاريع الهندسية البارزة التي تقيمها الكلية.
أين يجد القارئ أبرز الإنجازات التي حققتها في حياتك العلمية؟
لا يمكنني حصر إنجازاتي في إطار محدد، إلا أني دائما ما أفتخر بنفسي عندما أتذكر القوة التي امتلكتها لإكمال مسيرتي التعليمة في كلية الهندسة لأكمل الرحلة والمشوار في الحصول على درجة البكالوريوس بعد الدبلوم، فقد كانت المعوقات كثيرة، والأكثر فخرا بأنني قمت بتمويل دراستي على نفقتي الخاصة، وأعدّها إنجازا عظيما بفضل الله.
ما رسالتك التي تستعين بها في سبيل طلب العلم؟
رسالتي لكل من يسعى في طلب العلم أن تحيط نفسك برفقة صالحة وشغوفة تشجعك على المثابرة والاستمرار في دراستك الجامعية.
الأصدقاء الذين يشاركونك نفس الطموح والاهتمامات يمكنهم أن يكونوا مصدر دعم وإلهام كبيرين، سواء في اللحظات الصعبة أم في أوقات النجاح. بهذه الطريقة، يمكنك تجاوز التحديات الأكاديمية وتحقيق أهدافك العلمية بأفضل صورة.
كيف تعاملت مع نقاط القوة ونقاط الضعف التي واجهتك دراسيا؟
تعاملت مع نقاط القوة ونقاط الضعف التي واجهتني دراسيًا باستشارة من هم أكبر مني سنًا وأكثر خبرة، وأخذ نصائحهم لتقوية نقاط الضعف وتحسين أدائي. كنت أسعى دائمًا إلى تقوية ذاتي بحضور الدورات التحفيزية التي تساعدني على تطوير مهاراتي وتعزيز ثقتي بنفسي.
ما توجيهكم لطلبة العلم لاختيار الوسائل والطرق المناسبة لرفع المستوى الثقافي والأكاديمي نحو الأفضل؟
توجيهي لطلبة العلم هو أن يدرسوا بشغف وأن يضعوا نصب أعينهم الهدف النهائي وهو التخرج والنجاح. هذه الرؤية ستمنحهم القوة والحماس والأمل في مسيرتهم الأكاديمية.
ما أبرز المحطات التي طوّرتك؟ وما أثر جامعة نزوى في نمائك؟
بفضل وجود أساتذة أكفاء وملهمين في القسم، وجدت نفسي دائمًا محفزًا لتحدي نفسي والاستمرار في تطوير معرفتي بشكل دائم. رؤيتهم وتوجيهاتهم القيمة لم تقتصر على تزويدي بالمعرفة الأكاديمية فحسب، بل أسهمت أيضًا في تشكيل شخصيتي وتعزيز رغبتي في التعلم المستمر والتطوير الذاتي.