طالبوا بدعم المشاريع البحثية والعلاقات الدولية وتعزيز الشراكة بين مؤسسات قطاع التعليم العالي
المشاركون في منتدى تصنيف الجامعات العمانية يؤكدون على أهمية تمكين الجامعات الوطنية في المؤشرات العالمية
وليد الراجحي: المنتدى ينسجم مع رؤية عمان 2040، التي تستهدف وجود 4 جامعات وطنية ضمن أفضل 300 جامعة عالمية
حمدان الفزاري : المنتدى شكل فرصة لمناقشة التحديات والصعوبات التي تعترض جامعتنا الوطنية لبلوغ المؤشرات والتصنيفات الدولية
بدر المعمري: مشاركة الخبراء والمختصين في التصنيفات العالمية أسهم في معرفة المعايير والتفاصيل اللازمة للدخول في التصنيفات الدولية
عريب المنذرية: المنتدى فرصة لتبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات العلمية والتجارب الدولية
استضافة جامعة نزوى للمنتدى يعزز من مكانتها وجهودها ويبرز اهتمامها في تعزيز مكانة جامعتنا الوطنية على المستويين المحلي والدولي
أحمد الكويتي: سعدت بما وجدته من اهتمام كبير للنهوض بمستوى التعليم والتدريب في سلطنة عُمان
تحرير: ثويبة السليمية وريهام الحضرمية
عقد بجامعة نزوى في التاسع من شهر مايو الماضي منتدى تصنيف الجامعات العمانية؛ بمشاركة واسعة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ورؤساء وممثلي الجامعات والكليات الوطنية، وبمشاركة من عدد من الجامعات الدولية، إلى جانب عدد من ممثلي المؤشر العالمي لتصنيف الجامعات QS.
وأكد المشاركون في المنتدى الحاجة على الملحة لرفع المستوى الأكاديمي، وزيادة التنافسية العلمية بهدف رفع مكانة الجامعات العمانية في التصنيفات الدولية، والوقوف على الصعوبات والتحديات التي تواجه مؤسساتنا الجامعية، مع أهمية العمل على وضع رؤية ومسار واضح يحدد آليات رفع تلك المؤشرات في التصنيفات الدولية بمتابعة وإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ورسم خارطة طريق نحو الوصول إلى تحقيق رؤية عمان 2040، أهمها تسجيل أربع جامعات خاصة في العام 2040م، ضمن ثلاثمائة جامعة على مستوى العالم.
"إشراقة" استطلعت عددا من آراء المشاركين في فعاليات المنتدى، إذ يقول الدكتور وليد الراجحي، عميد عمادة التخطيط وإدارة الجودة، رئيس اللجنة المنظمة: "إن احتضان الجامعة لهذا المنتدى المهم يأتي استجابة لخطة الجامعة الاستراتيجية، التي تعنى بالدرجة الأولى في رفع تصنيفات الجامعة في المؤشرات الإقليمية والدولية، بما ينسجم مع رؤية عمان 2040، التي تستهدف وجود 4 جامعات وطنية ضمن أفضل 300 جامعة على مستوى العالم".
جامعاتنا الوطنية في المؤشرات الدولية
وأضاف الراجحي: "تكمن أحد أهداف المنتدى أيضا تماشيا مع خطط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الداعمة لجهود المؤسسات الأكاديمية في سلطنة عمان في تعزيز حضورها في تصنيف المؤشرات الدولية، وبما يدعم الاستراتيجيات المستهدفة بالنسبة للجامعة أو التوجهات الوطنية".
وأكد الدكتور الراجحي في حديثه على أن المنتدى يهدف للخروج بتوصيات من شأنها الدفع بالجامعات والمؤسسات الوطنية لتكون حاضرة في التصنيفات الدولية؛ ولذا حرصنا على ترتيب محاور المنتدى بحيث يتم في البداية عرض تجارب مؤسسات أكاديمية ودولية، ثم الانتقال إلى الفرص والتحديات في المحور الثاني، وتختتم الجلسة المستديرة بمناقشة مستفيضة لكل الجوانب التي تناولها المحورين السابقين، موضحا أن المنتدى يستهدف الخروج بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفرص المتاحة لتعزيزها، والتحديات لمعالجتها وتذليلها والعمل بشأنها".
وقال الراجحي: "الجامعة حرصت على إشراك الجامعات الأكاديمية في سلطنة عمان لتحقيق الاستفادة القصوى من المنتدى، مؤكدا على أن تبني جامعة نزوى لهذا المنتدى يأتي من منطلق تسليط الضوء على أهمية حضور جامعاتنا الوطنية في مؤشرات التصنيف العالمية، كما أنه يأتي من بعد حصول الجامعة على التصنيف 61 أفضل الجامعات العربية في مؤشر QS الذي صدر مؤخرا، وهي حاليا على عتبة الدخول في مؤشر التصنيف العالمي". وتتطرق الجلسة الحوارية إلى تمكين الجامعات الوطنية للحضور في المؤشرات العالمية، ودعم المشاريع البحثية والابتكارات، والعلاقات الدولية بين الجامعات، والشراكة بين مؤسسات قطاع التعليم العالي الحكومية والخاصة.
الدكتور حمدان بن سليمان بن حمدان الفزاري، رئيس جامعة صحار عن كيفية إسهام هذه المنتديات في رفع مكانة الجامعات العمانية على المستويين الإقليمي والدولي وتأهيلها للدخول في التصنيفات العالمية للجامعات قائلا: "جاء هذا الملتقى متزامنا ومتسقا مع رؤية عمان 2040، التي حددت بوجود أربع جامعات خاصة بالعام 2040 ضمن ثلاثمائة جامعة على مستوى العالم حاليا في عمان، إذ لدينا سبع جامعات على المستوى العربي في تصنيف QS وواحدة على مستوى العالم وهي جامعة السلطان قابوس، وعليه فإن الملتقى سلط الضوء على عدد من المؤشرات التي تؤخذ بعين الاعتبار مؤشرا على المكانة الأكاديمية، فالسمعة الأكاديمية تمثل ٣٠% من المؤشرات المطلوبة في مؤشرات QS كذلك المؤشر الآخر السمعة التوظيفية للطلبة؛ إذ تمثل ٢٠% في المؤشرات، والمؤشر الثالث مهم جدا وهو البحوث؛ سواء عدد البحوث أم الاقتباس من هذه البحوث، إذ يمثل ١٥% من المؤشرات في هذه التصنيفات. كما إنه يجب إبراز اتفاقيات التعاون التي تتم بين الجامعات سواء في سلطنة عمان أم خارجها، كما أن أهداف التنمية المستدامة لها ثقلها، خاصة في كلا التصنيفين؛ سواء QS أم TIME، فالتصنيفات العالمية تحتسب الآن ولديها مؤشر لاحتساب أهداف التنمية المستدامة في المعدلات.
تعزيز برامج البحوث والتعاون الدولي
وعند السؤال عن التحديات والصعوبات التي تواجهها الجامعات الوطنية في المؤشرات الدولية، وهي من محاور جلسات العمل، تحدث الدكتور حمدان الفزاري قائلا: "أحد هذه التحديات تكمن في مشاريع البحث، فكما لاحظنا من المنتدى أن أعداد الأوراق البحثية تتزايد؛ بينما عدد الاقتباس من هذه البحوث قل، فعلينا معالجة هذا الجانب. وفي مجال التعاون والاتفاقيات يجب أن نعمل مع جامعات ذات مستوى أرقى مما هو عليه الآن، وعليه سيعمل القائمون على مؤسسات التعليم العالي الخاصة والحكومية لحل هذه الإشكاليات للوصول إلى المستوى الأعلى -بإذن الله- كما يجب أن نركز على السمعة الأكاديمية لأنها تمثل معيارا كبيرا للبحث عن الحلول. ونحن متفائلون بعد هذا المنتدى إذ سيتم التخطيط بشكل أفضل للوصول بجامعاتنا إلى مستويات متقدمة.
وعن أهداف الجامعة من استضافة هذا المنتدى ضمن خطتها الاستراتيجية، تحدث الدكتور بدر بن ناصر بن خلف المعمري، مدير دائرة الجودة للتطوير المهني بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قائلا: "كما تعلمون أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تركز بشكل كبير على دخول الجامعات العمانية في التصنيفات العالمية، وهذا يأتي انسجاما مع رؤية عمان 2040 التي حددت دخول أربع جامعات عمانية ضمن أفضل ثلاثمائة جامعة في تصنيف QS العالمي للجامعات، ويأتي هذا المنتدى اليوم ضمن الدعم الفني الذي يقدمه القطاع بشكل عام؛ سواء أكانت الوزارة أم جامعة نزوى، فوجود الخبراء والمختصين في التصنيفات العالمية في هذا المنتدى سيسهم بشكل كبير في معرفة المعايير بشكل أعمق والتفاصيل اللازمة للدخول في هذه التصنيفات، كما أنه سيسهم في الدخول في شراكات مع الجامعات العمانية والمنظمات الدولية المعنية في التعليم، إلى جانب وجود منتديات لعمل شراكات وشبكات تواصل مع الجامعات والكليات العالمية والمنظمات الأخرى ذات علاقة ببيئة التعليم العالي، كما ناقش المنتدى التحديات التي تواجه الجامعات العمانية في الدخول في التصنيفات العالمية، وقدم التوصيات المهمة التي سيتم تنفيذها لاحقا من قبل الوزارة وقطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بما فيها من جامعات وكليات.
وعن الدور المتوقع للوزارة في دعم جهود المؤسسات الأكاديمية في السلطنة لتعزيز حضورها في التصنيفات الدولية تحدثت عريب بنت علي المنذرية، مديرة مساعد للعلاقات الحكومية وشؤون المساهمين بجامعة مسقط قائلة: "تعمل الوزارة جاهدة في خطى حثيثة إذ تسلط الضوء على أهمية إدراج المؤسسات التعليمية العمانية في تصنيفات الدولية، وهذه الملتقيات تعزز هذا الجانب، ونرى بأنه يتم زيادة الوعي بتنويع التمويل والموارد للمؤسسات، وزيادة المنح المخصصة للبحوث، بالإضافة إلى إيجاد شراكات دولية، وارتباط مع مؤسسات دولية مصنفة عالميا بأعلى المستويات، ويساعد هذا على تعزيز المؤسسات التعليمية الخاصة للوصول إلى التصنيفات الدولية. مع إمكانية إيجاد المساعدة الاستراتيجية، وإرشادات في كيفية تسخير الموارد الموجودة في المؤسسات التعليمية، وجعلها ضمن قائمة التصنيفات الدولية".
المنتدى يشكل خطوة مهمة لتحقيق الرؤى والطموحات
وحول إسهام المشاركين من الجامعات الوطنية والمؤسسات الدولية في تحقيق أهداف المنتدى تحدثت عريب المنذرية قائلة: "تعد هذه المنتديات والملتقيات فرصة لتبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات العلمية، ثم نقل هذه التجارب إلى العمل وإلى المؤسسة التعليمية والعمل على وفق التوصيات التي أتت من هذه المشاركات، إلى جانب الاطلاع على تجارب الدول الأخرى بحيث نطلع على المستجدات في هذه المؤسسات الدولية وكيف يمكن تطبيق ممارساتهم على مؤسساتنا المحلية، ويمكننا كذلك من معرفة كيف استطاع الآخرون تخطي التحديات التي واجهتهم، ومنه تنعكس هذه على المؤسسات المحلية ومن جانب آخر ننظر كيف يمكن الاستعداد الأمثل في أن تكون الجامعات العمانية مؤهلة لتصنيف الدولي".
كما أضافت عريب المنذرية قائلة: "المنتدى بداية للخطوات التي تتخذها مؤسسات التعليم العالي لتحقيق رؤى وطموحات رؤية عمان 2040؛ وذلك ببناء شراكات متنوعة، واستقطاب كوادر مختصة ذات كفاءة عالية واستقطاب الطلبة الدوليين، والتركيز على البحوث النوعية والكمية لتكوين العمليات والمناهج والبرامج المطروحة؛ كل هذا ينصب في بوتقة واحدة وهي تأهيل المؤسسات لتكون التصنيف الدولي. وهذه باكورة لأعمال حققتها جامعة نزوى؛ ولكن هناك العديد من الخطوات التي يجب أن تقوم بها مؤسسات التعليم العالي، منها تسليط الضوء على المناهج ومهرجان المؤسسة، التي ستعزز سمات المؤسسات العمانية وتأهيلها لدخول التصنيفات العالمية، ومن جانب آخر التركيز على ريادة الأعمال والحاضنات التي ستسهم في تطلعات رؤية 2040 في مجال التعليم العالي".
كما تحدثت نورة بنت علي بن سعيد السنانية، باحثة دكتوراة من جامعة نزوى، عن مدى تحقيق المنتدى لطموحات رؤية 2040 في مجال تطوير التعليم العالي ورفع مكانته على المستوى قائلة: "بلا شك مثل هذه المنتديات تسهم في تحقيق رؤية عمان 2040 في مجال تطوير التعليم العالي ورفع مكانته بتعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص في مجال التعليم العالي ودعم البحث العلمي والابتكار، وتطوير المناهج والبرامج التعليمية وجذب الطلبة الدوليين؛ وذلك بتبادل الخبرات مع المؤسسات التعليمية العالمية. ويمكن المبادرة بإنشاء صندوق لدعم البحث العلمي والابتكار، وتنظيم المؤتمرات، وورش عمل دولية في التعليم العالي، وتقديم الاحترافية للطلبة الدوليين، وإقامة شراكة مع جماعات أو جامعات عالمية مرموقة بواسطة هذه المبادرات التي يمكن للمنتدى أن يتطور بشكل أكبر على وفق رؤية عمان 2040، إضافة إلى ذلك العوامل الخارجية التي تؤثر على قدرة المنتدى في تحقيق أهدافه، مثل: الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمنطقة التي أقيم فيها هذا المنتدى. كما يمكن أن يحقق المنتدى رؤية 2040 في مجال تطوير التعليم العالي، ورفع مكانته على المستوى العالمي، لذا يتطلب جهدا كبيرا في جميع الجوانب.
شراكة وتعاون
وتحدثت نورة السنانية عن تعدد أهداف الجامعة من استضافة هذا المنتدى ضمن خطتها الاستراتيجية باختلاف طبيعة المنتدى ونوعيته والموضوعات التي يناقشها، عموما يمكن حصر هذه الأهداف في تعزيز مكانة الجامعة على المستويين المحلي والدولي؛ باستضافة المنتديات العالمية التي تناقش موضوعات حديثة. ويمكن جمع مؤسسة أكاديمية رائدة وتعزيزها؛ لتجذب كبار الباحثين والطلبة من جميع أنحاء العالم، كما يمكن استضافة المنتديات التي تظهر التزاما بدعم البحث العلمي والابتكار، وتعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية. أيضًا من أهم النقاط تطوير المناهج والبرامج التعليمية؛ إذ يمكن للجامعة استضافة منتديات تناقش أحدث التطورات في مختلف المجالات العلمية، لكي تساير التطورات وتلبي احتياجات سوق العمل، وكذلك استضافة خبراء من أنحاء العالم وتتيح للطلبة فرصة الالتقاء بكبار الخبراء، ودعم البحث العلمي والابتكار، وجذب الطلبة الدوليين، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. وهناك أمثلة لهذه المنتديات، منها ما يهتم بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وآخر عن مستقبل التعليم العالي، ومنتدى عن التحديات التي تواجه البيئة، ومنتدى آخر يناقش فرص الاستثمار بالمنطقة.
ومن أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند استضافة الجامعة لهذا المنتدى الموارد المتاحة، والجمهور المستهدف، والموضوعات التي تناقشها.
وعن كيفية تحقيق الجامعات العمانية لأعلى معايير المستوى في التصنيف العالمي، تحدث الدكتور أحمد الكويتي، عميد الجودة والاعتماد الأكاديمي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالمملكة العربية السعودية، قائلا: "جاء المنتدى بناء على توجهات عالمية لأفضل المقارنات المرجعية بين جامعات العالم. ولدينا تجربة طويلة في جامعات المملكة، رحلة لعشرين سنة توجت بانطلاق الجامعة إلى الأعلى، وهذه التجربة أردنا أن نعكسها في هذا المنتدى للزملاء في جامعات عمان للاستفادة منها". ويضيف: "حقيقة أرى حماسا غير طبيعي للنهوض بالمستوى التعليم والتدريب في سلطنة عُمان. فأسعد بذلك فهذه الدولة الخليجية التي نفخر بها دائما، فنحن شركاء وكلنا ندعم ونكمل بعضنا في ذلك. فالتصنيف هنا يأتي لقياس معايير معينة تقيس مكانة الجامعة بين جامعاتها في العالم، وهذا مطلب أساس حتى يبرز طبيعة التعليم في السلطنة وقوته".