السنة 19 العدد 180
2024/06/01

الشغف بالفن: موهبة وحكاية ممتدة


 

 

 

تحرير: ثريا الغافرية



بين ثناياها قدرة مميزة لتحويل المشاهد في بيئتها بطريقتها الخاصة؛ تشكّلها في لوحة تتناغم فيها الرسومات والأشكال بألوانها البهية؛ لذا تُعبِّر عن شغفها هذا بقولها: " لقد قدتُ ما حولي إلى جسر مخيلتي البهيّ".

 

أبرار بنت ناصر الغافرية، طالبة في سنتها الرابعة بجامعة نزوى، تدرس تخصص الاقتصاد والمالية بكلّية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات في سنتها الرابعة. تحدّثنا عن موهبتها التي اكتشفتها منذ الطفولة، شغفها وحبها للرسم، إضافة إلى إبداعها في الخط العربي الذي كانت تضيف لمسات منه في لوحاتها المرسومة. اتجهت كذلك في السابعة عشر من عمرها نحو مسارٍ إضافي جديد، ألا وهو الكتابة الأدبية، فكتبت عددًا من النصوص الأدبية.

 

دافع معنوي

 

لها طفولة مميزة بصحبة هذا الشغف المتجدد؛ إذ كانت إضافة جميلة لمن حولها على حسب وصفها. كما أنّها تستمتع بانبهار أهلها وإعجابهم بلوحاتها البسيطة، ومما يؤكد على ذلك اهتمام أختها الكبرى بأدقّ تفاصيل رسوماتها، فقد كانت تسعى إلى تعديل أخطائها في الرسم وتصحيحها وتطويرها في كل مرة؛ لِتحظى بمستوى أفضل.

 

 

 

تميّز

 

دخلت أبرار المدرسة وشغف الرسم ملازمًا لها، فقد وجدت في المدرسة بيئةً داعمةً ومطوّرة لموهبتها، بل حظيت بفرص عديدة للمشاركة في المعارض والمسابقات المحلية في داخل المدرسة وفي البيئة المحيطة بها، كذلك فقد شاركت في مسابقات خارجية وحصلت على مراكز متقدمة فيها؛ إذ أصبحت أبرار محطًا للأنظار لتميّزها.

 

تعبّر الغافرية عن اهتمامها وعنايتها بموهبتها قائلة: "احتضنت هذه الموهبة؛ فهي ملجأً لي لتفريغ طاقتي الكامنة بشكلٍ يوميّ، ونتيجة لِممارستي المستمرة والدؤوبة وتمكني فيها، أصبحت قادرة على مزج بعض الكتابات النثرية بالخط العربي على لوحاتي المختلفة". وقد أعطى هذا التميّز رغبة لها لتشجيع من حولها ممن لديهم هذه الموهبة للعناية بها وإعطائها حقّها من الوقت والجهد، وتجنب ما قد يهمّشها أو يهملها، إذ بالممارسة يتشكل حجر الأساس للموهبة وتنمو وتتطور. 

 

بيئة حاضنة

 

التحقت أبرار بجامعة نزوى، لكنها لم تهمل موهبتها وشغفها الأول، ولم تلهها الدراسة عنها، ولكن وازنت بين الأمرين؛ فأعطت كلاًّ منهما حقه. وحسب ما ذكرت أنها قضت سنتين فقط بين ممرات الجامعة ومبانيها؛ وذلك بسبب جائحة كورونا التي تفشّت في بداية مشوارها الدراسي؛ لذا درست بنظام التعلم عن بعد، بينما هي الآن على عتبات التخرج. إلا أنها لم تنسَ اهتمام الجامعة بها واحتضانها لموهبتها، وسعيها الدؤوب لتنميتها، كما تُستثمر المواهب الأخرى، وهو أمر فارق بالنسبة لها ويعني الكثير لِإمكاناتها الفنية.

 

 

رؤية وشغف

 

لم تحصر أبرار الغافرية نفسها وتمضِ سنوات دراستها في تخصصها فقط، فهي طالبة نشطة؛ لذا التحقت بعدد من الجماعات الطلابية؛ لتشارك في عدد من الفعاليات والبرامج، كما بادرت في عرض موهبتها والمشاركة بها في عدد من المعارض والمسابقات، إذ إنها وجدت البيئة الحاضنة لهذه الموهبة. تؤكد على ذلك بقولها: "إذا اجتمع الشغف مع البيئة المناسبة ستكون شخصًا آخر بعد سنة من انضمامك للجماعة الطلابية"؛ أي ليس من الضروري أن تكون متقنًا للمجال الذي تشارك فيه، بل لابد أن تكون شغوفًا بهذا المجال. وقد ترأست جماعة الشهباء للفنون الأدبية للعام الجاري 2024م، كما انضمت إلى جماعة الفنون التشكيلية والخط العربي.

 

تجارب جديدة 

 

تذكر الغافرية أنها وبين الفترة والأخرى تعمل على تجربة الرسم بطريقة غير المعتاد عليها، فقد بدأت منذ شهرين في تجربة جديدة؛ وذلك بالرسم على قطعة زجاج سوداء. وتؤكد على أنه في فترة وجيزة -بإذن الله- سيكون لها مشاركات بتجربتها هذه. أما عن كتاباتها الأدبية، فتشير إلى أن لها إصدارًا ورقيًا للنصوص النثرية سيتم تدشينه -بعون الله- في العام المقبل.

 

إن موهبة إشراقة لهذا العدد أدواتها مزيج بين الفن والإبداع، فَالموهوب يخلق له ولمن حوله حياة وواقعًا مختلفًا حسب ما يدور في خياله، إذ يصنع لنفسه حياة فوق الحياة بِتوسيع مداركه وخيالاته. ولِأبرار مقترحٌ بتخصيص يوم في الشهر ينمي فيه الفرد مواهبه التي غفل عنها بين ملهيات الحياة، تقول: "يوم يستطيع فيه الطلبة التعبير عما يدور في خيالهم بمواهبهم المتنوعة في لوحة بيضاء ممتدة، إذ تجمع اللوحة مواهب فذة، فهناك الكثير من المبدعين الذين يخجلون من إظهار مواهبهم، فقد يكون هذا العمل الجماعي وسيلة لِإبراز هذه المواهب وتنميتها بكسرهم لِحاجزي الخوف والقلق". 

 

 

 

 

نافذة مشرقة

 

عندما نتحدّث عن الفضاء الرقمي وتطوّره وازدهار أدواته، نجد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت منصتها تحتل مكانة مرموقة بين أوساط المجتمعات؛ إذ أتاحت الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم ومشاركة أفكارهم. وتذهب أبرار مع هذا الرأي الذي يدلل على على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في مشاركة الأعمال المختلفة ونشرها؛ سواء في مجال الرسم أم الكتابة الأدبية أو أي موهبة أو مهارة تستحق الاهتمام، فهذه الوسائل منصة للوصل والاتصال بين المبدعين، ومشاركة أعمالهم وإبداعاتهم المختلفة، كذلك نجد فيها العديد من المؤسسات الداعمة لإبداعات الشباب؛ سواء المدارة شخصيًا أم مؤسسيًا، فعلى كل فرد منا عدم تضييع هذه الفرص؛ بل استثمارها أفضل استثمار.

 



إرسال تعليق عن هذه المقالة