السنة 19 العدد 179
2024/05/01

بتبني أساليب مختلفة للتعامل معها ...

"إشراقة" تستطلع استراتيجيات الطلبة للنجاح في الاختبارات والتعامل مع القلق 


 

 

تحرير: ريهام الحضرمية

 

تعد الاختبارات جزءًا حيويًا في رحلة التعلم، فهي تمثل لحظة التقييم التي يتم فيها قياس فهم الطلبة ومهاراتهم التي اكتسبوها في فترة دراستهم، على الرغم من أهمية هذه الاختبارات، إلا أن العديد من الطلبة يشعرون بالتوتر والقلق تجاهها، ويجدون صعوبة في التحضير الفعّال لها.

 

 

وكوننا جزءًا من مجتمع تعليمي، فإن فهم الكيفية والطريقة التي يتبعها طلبة الجامعة في استذكار دروسهم والاستعداد للاختبارات تعد خطوة جيدة من الممكن أن تفتح آفاقا لأحدهم وتعدل مساره التعليمي، أو تعيد نظرته إل أسلوبه في المذاكرة. ومن الاستطلاع الآتي سنقترب أكثر من الطلبة، وسنلقي نظرة على كيفية التخطيط المسبق، وتنظيم الوقت، وتبني الاستراتيجيات الدراسية الفعّالة، بالإضافة إلى التعامل مع التوتر والقلق.

 

 

من وجهة نظر طيف العامرية طالبة التأهيل التربوي في الدراسات الاجتماعية فإن مهارتي التعلم الذاتي و رسم المخططات من المهارات المهمة التي يجب أن يكتسبها الطالب اثناء استعداده للامتحانات، إما عن طريقة الاستذكار تتبع العامرية ⁠التلخيص والاسترجاع أول بأول، كما تحافظ على تركيزها خلال فترة المذاكرة بشرب ⁠القهوة، وتغيير مكان المذاكرة عند شعورها بالملل، بالإضافة إلى تغيير أسلوب المذاكرة  وأخذ استراحة بين الحين والأخر، وترى طيف أن على الطالب أن ⁠يؤمن بقضاء الله وقدره، وأن يتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وأشارت إلى دور التقنية الإيجابي مع طريق الأساليب والتطبيقات الرقمية التي تعين الطالب في المذاكرة.

 

موزة السليمانية، طالبة التأهيل التربوي في تقنية المعلومات، ترى أن مهارة تنظيم الوقت قد تخدم الطالب كثيرا عند استعداده للاختبارات، وتزيد على طرق الاستذكار التي ذكرتها العامرية، ⁠تقسيم المواد إلى أجزاء صغيرة ليسهل مذاكرتها، وترى أن ⁠التدرب على اختبارات سابقة والحصول على قسط جيد من الراحة من شأنه أن يخفف القلق. أما عن تأثير التقنية على استعداد الطالب للامتحان، فتعتقد أنها تتيح للطالب أساليب تعينه على المذاكرة والاستذكار عبر تطبيقات رقمية، إذ يمكن استخدام التقنية لإنشاء جداول زمنية وتنظيم المهام ومراجعة المواد، بالإضافة إلى ميزة التواصل عبر الإنترنت، كذلك يمكن للطلبة أيضًا الاستفادة من المنتديات والمجتمعات التعليمية لتبادل المعلومات والاستفسارات.

 

وأجاب محمد الإسماعيلي، طالب ماجستير لغة عربية، عند سؤاله عن المهارات التي على الطالب اكتسابها في أثناء استعداده للامتحان قائلا: "القدرة على التأقلم مع ظروف هذه الفترة المهمة في مساره العلمي؛ وذلك بترتيب أولوياته في شتى مناحي الحياة؛ كي يبتعد عمّا يمكن أن يشتت الذهن أو يلقي بظلاله على حسن الفهم والحفظ والاستيعاب. ويشمل هذا التأقلم سلوكيات ومهارات كثيرة، أهمها إدارة العلاقات الاجتماعية بينه وبين البيئة المحيطة؛ ليكون مركّزا على دراسته بشكل كامل"، وأشار إلى طريقته التي يتبعها في أثناء استذكاره للامتحان قائلا: "حسن التوكل على الله تعالى يأتي في مقدمة الأمر؛ إذ يهيأ المولى عزّ وجل لك كافة الأسباب لتكون نفسيا في حال أفضل. كذلك استعمال أدوات فهم الدرس وحفظه دون تفريط أو إفراط بجانب دون الآخر، والكتابة والتدوين معينان جيّدان على ذلك … وهنا أستذكر قول الشاعر: 

 

العلمُ صيدٌ والكِتَابةُ قيدُهُ           ‏ قيِّد صيودَكَ بالحبالِ الواثِقَهْ ‏

فمِنْ الحَمَاقَةِ أنْ تصيدَ غزالةً     ‏وَتَتْرُكَهَا بينَ الخَلائقِ طَالقَة".

 

ويرى أنّ على الطالب أن يصحب معه على الدوام دفتر وقلم، يستعملهما في تلخيص الدروس فيما يعينه على توفير الوقت لاحقا بالرجوع إلى الملخصات والمدوّنات التي سجّلها بخطه. كذلك ألا يجلس قابعا في مكان واحد؛ بل يتحرك متنقلا هنا وهناك؛ إذ سيجد في ذلك ترويحا للنفس وتعزيزا للعقل.

 

وعند سؤاله عن الكيفية التي يتخلص يتجاوز بها الطالب شعور القلق والاضطراب من الامتحانات أجاب الإسماعيلي قائلا: "هذه المرحلة يسبقها جدٌّ واجتهاد طوال الفصل الدراسي، فلا ريب أن لكل مجتهد نصيب، والذي ثابر في مشواره سيجد النهايات أيسر بعون الله. لكن لم يفت الأوان؛ بل نظّم وقتك وحسن تعاملك مع هذه الفترة أكثر من غيرها، وتوكل على الله العزيز العليم"، وعن دور التقنية أجاب قائلا: "طالب العلم لا يجب أن يعوّل على التقنيات الحديثة كثيرا في دراساته؛ لأنها تشغله في وقت هو بحاجة ماسة فيه إلى كلّ دقيقة، ولكن ذلك الطالب الفطن الحاذق يمكن أن يسخّرها جيدا لتكون مفيدة له في مواجهة التحديات والصعوبات؛ بل للوصول إلى المعلومات والبيانات المساعدة على استيعاب أفضل للمقررات".

 

 

وشاركت جميلة بنت جابر السالمية، تدرس تخصص مجال أول، وجهة نظرها تجاه المهارات التي على الطالب اكتسابها في أثناء استعداده للامتحان، بقولها: "مهارتا الحفظ والفهم، ومهارة استذكار المعلومات ومهارة التحليل والتفكير، تسهم كثيرا في الاستعداد للاختبارات، واكتسابها أمر لا بد منه لطالب العلم"، وتعتقد أن ربط المعلومات بالواقع من الطرق التي تعين الطالب على استذكار المعلومة بسرعة، وتبقيها مدة أطول في الذاكرة. وعن التغلب على ملل المذاكرة تقول: "عندما يجعل المتعلم الاختبار وسيلة شريفة لتحدي زملائه، ويركز على هدفه بحصوله على درجة عالية فيه، فإن ذلك سيشحذ الهمة ويجعل للمذاكرة متعة"، أما عن التخلص من القلق فتجد أن الكلام الإيجابي وتحفيز النفس لهما دور كبير في تخفيف القلق الذي بدوره يؤثر سلبا على تركيز الطالب؛ ويسهم في انخفاض مستواه الدراسي.

 

وعند سؤال إسراء بنت خليل الهشامية، تخصص ترجمة لغة إنجليزية، عن المهارات التي على الطالب اكتسابها في أثناء استعداده للامتحان أجابت: "على الطالب أن يكون ملماً بمهارات عدة، منها: مهارة تنظيم الوقت لما لها من تبعات، وأيضا مهارة التخطيط، لتنظيم المهام وجدولتها، وإعداد خطة مسبقة لجميع المهام"، وعن طريقتها في المذاكرة، قالت: "طريقة التلخيص مفيدة جداً، وأتّبعها في أغلب الفترات، أيضا طريقة الشرح لشخص آخر تساعدني في استذكار المعلومات بشكل أسرع"، وأجابت عن سؤال: ما الذي يساعد الطالب على بقائه مركزا في أثناء استذكاره، قائلة: "معرفة الوقت الذي يكون فيه ملتزماً ومدركا، واتباع نظام الفترات للمذاكرة مثل طريقة ( pomodoro) وهي مبنية على تنظيم الوقت وأخذ حصة كافيه من الراحة بين فترات المذاكرة.

 

فيما تحدثت الهاشمية عن قلق الاختبارات وطريقة التخلص بقولها: "يمكن التخلص من شعور القلق واضطراب ما قبل الاختبار من طريق التحضير المسبق والجاهزية، إذ إن للقلق والاضطراب تأثيرا سلبيا على استذكار المعلومات"، وترى أن للتقنية وجها إيجابيا وآخر سلبيا، موضحة ذلك في قولها: "الجانب الأول دورها في تسهيل المجال للطالب للبحث عن مصادر للمعلومات والأسئلة المختلفة، وتجهيزه بنسبة معينة لدخول الاختبار بصورة فعّالة. أما من الجانب الثاني فلها تأثير سلبي على تشتيت الطالب، ويمكن أن تكون مصدرا للقلق وإهدارا الوقت".

 

وتشاركنا الحسناء العبرية، تخصص تصميم أزياء، بوجهة نظرها تجاه المهارات التي على الطالب استثمارها في أثناء استعداده للامتحان، قائلة: "يجب على الطالب أن يكتسب مهارة تنظيم الوقت، منها النوم لساعات كافية كي يتمكن من الاستعداد الجيد للامتحانات"، وترى أن المراجعة من الملخصات التي يكتبها الطالب والتدرب على أسئلة امتحانات سابقا تُسهل عملية الاستعداد، وعن التغلّب على ملل المذاكرة، تقول: "يمكن التغلب على روتين المذاكرة الذي قد يصيب الطالب بالسأم؛ بتحديد وقت للمذاكرة وأخذ فترة راحة بضع دقائق، والابتعاد عن المشتتات كالهاتف، وكذلك مكافأة الطالب لنفسه ليشعر بالإنجاز"، وعن دور التقنية فترى  أنّ من الممكن أن تساعد الطالب على مراجعة دروسه، وأيضا من الممكن أن تكون مصدرا لتشتيته.

 

وقالت ارتقاء البوسعيدية، تخصص تصميم أزياء: "من المهارات التي يمكن للطالب اكتسابها في أثناء استعداده للامتحان، التنظيم وإدارة الوقت لتوزيع الدراسة على فترات منتظمة، وتطوير مهارات الاستذكار والمراجعة المناسبة لنوع الامتحان، بالإضافة إلى القدرة على فهم المقررات الدراسية وتحليلها بشكل شامل، والقدرة على حل المسائل والممارسة العملية لتطبيق المفاهيم. أما بالنسبة لاستذكار الدروس، فيمكن تجربة بعض الطرق المفيدة، مثل: إعادة كتابة المعلومات بطريقة الطالب الخاصة لتعزيز الاستذكار، وأيضا إنشاء رسوم بيانية أو مخططات لتنظيم المفاهيم والعلاقات بينها، وشرح المواد لشخص آخر لتعزيز الفهم، وللبقاء مركزًا وتجديد النشاط يجب تقسيم أوقات الدراسة إلى فترات زمنية قصيرة مع فترات راحة قصيرة بينها، وممارسة الرياضة أو القيام بتمارين التنفس العميق لتحسين التركيز والطاقة".

 

وشاركت هناء الحضرمية قائلة: "من وجهة نظري أن المهارات التي يجب أن يكتسبها الطالب في أثناء فترة استعداده للامتحان تتلخص في الآتي: أولا مهارة التخطيط وإدارة الوقت، وهي قدرة كل فرد على ترتيب أولوياته وتنظيم وقته؛ حتى يستفيد من جميع الأوقات في يومه. ولا يمكننا ذكر خطة واحدة لتقسيم الوقت تناسب جميع الطلبة، فكل له اهتماماته وأولوياته. ولكن يمكننا الإشارة هنا إلى أن التنظيم، وعمل خطة زمنية للمذاكرة والاستعداد للاختبار، لا تأتي فقط في فترة الاختبارات، وإنما يجب أن يرسمها كل طالب منذ بداية الفصل الدراسي".

 

 

وتكمل: "ثانيا مهارة إعداد المنظمات التخطيطية، وهي من أهم المهارات من وجهة نظري التي يجب أن يكتسبها الطالب؛ وذلك لأمرين، بسبب أن التعلم والتعليم عملية بنائية؛ أي أن كل طالب في إعداد المنظمات التخطيطية يبني تعلمه بنفسه، وهذا ما يبقى أثر التعلم لفترة زمنية ممتدة؛ لذا يعين على تجنّب حدوث ظاهرة النسيان. والسبب الآخر يعود إلى أن من أشد المشاكل التي تواجه الطالب، مشكلة استرجاع المعلومات من الذاكرة عند الحاجة إليها، وللتغلب عليها يمكن اللجوء إلى العمل على مذاكرة المقرر على شكل منظمات تخطيطية؛ لأن الذاكرة طويلة المدى تمثل البنى المعرفية بمجرد تنظيم المعرفة عن عدد من المفاهيم أو الأحداث على أسس مثل التشابه والاختلاف والتقارب فيما بينها؛ لذا فإنّ مهارة إعداد المنظمات التخطيطية بأنواعها المختلفة مهمة جدا للاستعداد للامتحان وتجنب الوقوع في مشكلة النسيان. ثالثا مهارة الثقة بالنفس: أن إيمان الفرد بنفسه ينعكس بشكل مباشر على أفكاره، وتلقائيا تترجم هذه الأفكار إلى أعمال وزيادة الإنتاجية والتميز للفرد، فعلى الطالب ان يدعم ذاته بالكلمات الإيجابية والتفكير البنّاء".

 

وتكمل حديثها: "من أبرز الطرق التي أتبعها مذاكرة الدروس بشكل مباشر بعد الانتهاء من شرح الأستاذ، وأقوم بعمل خريطة ذهنية أو منظم تخطيطي لكل درس، وفي فترة الامتحانات أقوم بمراجعة الخريطة الذهنية والمخططات التي عملتها مسبقا حتى أستذكر الدرس بكل سهولة"، وأجابت عند سؤالها عن أهم الأمور التي يجب على الطالب أن يعمل عليها للحفاظ على التركيز المتواصل والمستمر قائلة: "لا يتحقق ذلك إلا بالابتعاد عن المشتتات الخارجية؛ مثل: الاشتغال بالهاتف أو الحديث مع الآخرين.

 

وحتى يركز الطالب لفترة زمنية كافية للمذاكرة تساعده للابتعاد عن الشعور بالملل، تغيير مكان المذاكرة كل ما شعر أنه بحاجة إل ذلك"، وأشارت إلى أن التعامل مع شعور القلق والتوتر قبل الامتحانات أمر مهم للغاية، وقد يؤثر القلق على أداء الطالب إذا لم يدر بشكل صحيح. ومن أهم المسببات للتغلب على هذه المشكلة الاستعداد المسبق للامتحان والثقة بالنفس؛ حتى لا يتشتت انتباه الطالب ويؤدي إلى اخفض أدائه في الامتحان.

 

ختامًا، أظهر الاستطلاع إجماع الطلبة على أهمية التحضير الجيد للاختبارات، وكيفية الحفاظ على النشاط في فترة المذاكرة، فمن المقابلات التي تم جمعها، يمكن أن نستنتج أن الطلبة يعتمدون على استراتيجيات متنوعة للتحضير، بما في ذلك تنظيم الوقت، والمراجعة المنتظمة، والراحة الجيدة. علاوة على ذلك، تشير الإجابات إلى أن الطلبة يواجهون تحديات مع القلق، ولكنهم يتبنون أساليب مختلفة للتعامل معها، ويجب على الطلبة أن يدركوا أنهم ليسوا وحدهم في تجربتهم، ويمكنهم دائمًا طلب المساعدة من المعلمين أو المستشارين في حال الحاجة، ونذكركم أنّ من الطبيعي أن يشعر الطالب ببعض القلق في هذه الفترة، ولكن بالتحضير الجيد واعتماد استراتيجيات إدارة الضغوط، يمكنكم تجاوز هذه الفترة بنجاح.

إرسال تعليق عن هذه المقالة