عدستها وسيلة لنقل المشاعر واختزال الكلمات
إشراقة: موهبة العدد
استمعت إليها: ثويبة السليمية
نلحظ في عالمنا تطورًا في شتى مناحي الحياة؛ بسبب تلك النقلة التكنولوجية الحديثة التي أدت إلى تسارع وتيرة حصيلة الماضي وتقدم تطلّعات الحاضر والمستقبل، فأصبح من السهل أن يصل الإنسان إلى مراده بأيسر الطرق وأسهلها. ومن ذلك، نجد أن التكنولوجيا والطفرات التقنية امتازت بوصولها إلى كافة حقول العلم والمعرفة والثقافات؛ فكان لها يد بارزة في تقدم مجالات الفنون؛ لذا كان امتدادها إلى الفنون التقليدية واستثمارها في هذا الحقل سببا رئيسا لتلك النقلة الرقمية التي حظيت بها الفنون بأنواع القديمة والجديدة. لقد كان الإنسان ذكيا وفطنا بخوضه غمار هذا التطور؛ بل استغله لصالحه وانخرط في استخراج جمالياته وأساليبه؛ فأبدع في احتراف هذه الفنون متجها إلى ما يهوى ويحبّ.
إنّ التصوير والرسم الرقمي أحد مجالات التطوّر الحديث، الذي يحوي آفاقا عديدة ومهارات كثيرة أتقنها من يمارسها في هذا الجيل، فالصورة لديهم عن ألف كلمة، إذ تختزلها في لقطة واحدة، فيستطيع رجل الكاميرا من طريقها نقل مشاعر الآخرين؛ وواحد من المشتغلين في هذا المجال مريم بنت محمد الرحبية، طالبة بجامعة نزوى في السنة الثانية، تدرس تخصص تصميم الويب وأمن المعلومات في كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات، استضافتها صحيفة "إشراقة" لتتلمس أدواتها الفنية والإبداعية وما وراء ذلك.
الخطوة الأولى
لقد كانت بدايات مريم سرّ خطوتها الأولى الواثقة؛ لذا صنعت منها اجتهاداتها الفردية التي تمارسها بعد اقتنائها كاميرا رقمية، ممزوجة بإخفاقات متكررة، فنانة بمعنى الكلمة؛ لأن ما يجذب المرء إلى الأمام ذلك التحدي النابع بعزيمة بعد محاولة فاشلة، فتعمل جاهدة على استخراج صورة إبداعية أفضل من السابق. وما يشحذ همم مريم أيضًا أنها تنتهز كل فرصة تتاح لها في مجال التصوير، كما أنها تستثمر المناسبات أيّا كان نوعها؛ كونها مساحة واسعة لتظهر فنّها وإبداعها؛ بل تزداد حماسا وشغفا لحظة اختيار زوايا التصوير، وتستمتع في إيجاد حلٍّ عندما تتحير أو تواجه صعوبة ما، وتسعى أن تتعلم من كل مشكلة تواجهها؛ كي تتفادى مثيلتها بسهولة في المستقبل في أي موقف.
لتعزيز المواهب
انظر إلى السفينة حتى تثبت، إنّها محتاجٌة إلى ما يعينها على الرسو شامخة في مينائها. كذلك حال الإنسان الذي يجد في أهله وأحبائه سندا يعينه على الثبات في ظل تحديات الحياة وصعوباتها وتقلّباتها. وأسرة مريم الداعم الأكبر لها، إذ تعينها بكل ما أوتيت من سبل مادية ومعنوية على تنمية هذه الموهبة التي تتمتع بها.
تقول في رأيها عن كيفية صقل المواهب الشابة وتعزيزها ورعايتها: "أجد خلاصة ذلك في تقديم الدعم المعنوي والمادي، والأخذ بأيدي الموهوبين إلى كيفية اكتساب مهارات وخبرات تعود بالنفع إليهم كونهم أفرادا مبدعين في المقام الأول، وخدمة مجتمعهم ووطنهم بشكل عام. وللجامعة أيضاً دور في بناء مخرجات طلابية صاعدة في جميع المجالات وصقلها".
وقد ألقت مواقع التواصل الاجتماعي فوائدها على موهبة عددنا، إذ تخدم مجالها في التصوير كثيرا؛ بل أكسبتها خبرات من طريق ما تتيحه من تبادل للمنافع بين المصورين القدامى والأكثر خبرة في هذا المجال، والاطلاع على فعاليات التصوير وأنشطتها في محافل مختلفة محليا وخارجيا، والمشاركة فيها.
الجامعة وفضلها
دائمًا ما تتيح جامعة نزوى فرصا لتنمية المواهب الإعلامية في شتى مهارات هذا الحقل ومجالاته، إذ توفر في فعاليات الجامعة وأنشطتها فرصا كثيرة للطلبة للمشاركة فيها، ومن ذلك مجال التصوير الرقمي؛ لذا تعد الرحبية هذه الفرص سبيلا للاستمرارَ في طريق الصعود بموهبتها إلى القمة.
وتختم حديثها معنا بقولها: "يعود الشكر إلى الجامعة ودائرة الإعلام والتسويق تحديدًا للسماح للطلبة وإعطائهم الفرص للمشاركة في إبراز مواهبهم الفنية، ومن ذلك توثيق حفل التخرج، إذ كنت مشاركة في حفل تخريج الدفعة السادسة عشر للعام الجاري 2024م، وأتطلع إلى إشراكنا في مزيد من الفعاليات التي تستهدف الموهوبين الذين يتمتعون بمهارات فنية وإبداعية، تحديدا نحن المشتغلين في مجال التصوير."