استثمر في نفسك
خالد بن مسعود الحوسني
تصادف المرء أحيانا عبارة أو كلمات تجعله يركن قليلا إلى دائرة التفكير المُعمَقةَ في جوفه، وتظل تهمس بين عقله وفؤاده وأذنه بين الحين والآخر لتجعله أسيرها حتى يتعرف على حقيقة مدلولاتها وشمولية معناها.
استوقفتني عبارة "استثمر في نفسك" من أحد المحاضرين؛ ولعله قالها جملةً عابرةً، ولكنني سعيت لأرى إلى أي مدى قد يوصلني هذا التفكير من بعد سماعي هذه الكلمات. في واقع الأمر، إن هذا الزمن وما يواكبه من حركة سريعة في جوانب الحياة المختلفة من تطور وأعمال واشتغالات، فإنك لن تجد من يَجُرّكَ عُنوةً لفعل هذا الشي ويجبرك عليه، ولكن تأكد أن نفسك وأنت تستحقان أفضل مما قد تتصوره، ولكن ببذل المجهود والإصرار والعزم على الانتقال باستثمارك في ذاتك خطوة إلى الأمام أو البدء في صعود السلم درجة تتبع الأخرى.
إن المجتمع الجامعي بجامعة نزوى لهو مجتمع خصب بشتى المعارف والعلوم والفرص الاستثمارية لتطوير الذات والمهارات وتحسين الفكر، بما تقدمه في مختلف كلياتها ودوائرها ومراكزها وأنشطتها، وأبحاثها العلمية والثقافية والمجتمعية، فرصا ثمينة من دورات وورش وفعاليات وندوات، وبما تهيئه كذلك من مصادر مختلفة في سبيل التعلم والتعليم وإخراج عقول ناضجة فتية. ولا يقتصر الاستثمار في الذات على مجتمع معين أو فرد مميز، إنما هو أحد الركائز الأساسية لوجودنا على هذه المعمورة.
ضع هدفك للاستثمار في ذاتك، واجعله خياراً نابعا من جوفك، وارسمْ الطريق بتحديد المسار بدقة وعناية، واختر البيئة الخصبة وانتقِها بعناية لجني الثمار في المستقبل. وتأكد أنه لم يوجد ناجح إلا سعى واجتهد وثابر باستثماره في نفسه ووقته، ووضع هدفا عاليا وجعل من الأمل سُلماً يرتقي به يوصله إلى نيل غايته في الدرجة العُليا.
وأخيرا وليس آخرا، ابحث في نفسك عن الأدوات التي توصلك إلى هذا النضج والوعيّ الفكري؛ لتغيير مجرى حياتك، ولنتذكر جميعا أن العظماء صَنعوا أنفسهم بتغيير أفكارهم.