السنة 19 العدد 179
2024/05/01

أيام لا تنسى مع جامعة نزوى..

درب إلى النجاح

 


 

ذكريات خريج: تحرير ثويبة السليمية

 

حياة بين عسر ويسر، تموج بنا بين مدٍّ وجزر، لتخلق منا منبعًا مصدره العلم، لتدرك بعدها أن المشوار قد بدأ الآن منذ لحظة التخرج، وأن ما سبق ما هو إلا لقطة تصوير عن قادم أعظم. وما يبقى من أثر الماضي سوى الذكريات المخلدة ببقايا مشاعر من حنين.

 

 

رحبّت مجلة "إشراقة"، بضيف ذكريات خريج رجلًا مبهرًا، ليقص علينا ما قضاه في فترته الجامعية في جامعة نزوى العريقة، التي لا تنفك أن ترسِّخ للطالب ذكريات ذات مغزى، والخريج مشرف التمريضأحمد عبدالله شماس، من ولاية صلالة إحدى ولايات محافظة ظفار. التحق أحمد بجامعة نزوىفي سبتمبر 2021م طالب بكالوريوس تجسير تخصص تمريض في كلية العلوم الصحية.

 

ما يراود الخريج

 

هموم الخريج متنوعة ودقيقة على أبسط التفاصيل تجده يتأثر بها. أتراه يفكر ما يحدث بعد التخرج أم كيف سيتخرج، والتحديات لا تنتهي، حتى تجده يظن في لحظات الإحباط أنه لن يصل إلى مبتغاه، لكن المفاجأة تختبئ تحت الضغوطات، فقد خبأت له النهايات السعيدة يإذن المولى كل شيء لأجل حلمٍ بات قريبًا يهون. فسلام على من ابتغى العلم وسعى إليه، ومن وعى أن العمل ديباجته العلم.   

 

رحلة فريدة

 

هذه الجامعة رحلة مليئة بالأحداث منذ بدايتها، انطلقت كباقي الطلبة، بعدها مرت بتجربة فريدة أكسبته خبرات عديدة، حين تولى أحمد رئاسة المجلس الاستشاري الطلابي للفترة الثالثة عشرة في العام الأكاديمي 2021/2022م، فما كان منه إلا أن يُخلص لها فكانت خدمة متبادلة بينه وبين عمله. وفي العام الآتي في أكتوبر 2022م اختارت كلية العلوم الصحية المشرف أحمد للمشاركة بورقة علمية لتمثيل الجامعة في المؤتمر الدولي الثامن لإدارة التمريض في إسطنبول بتركيا، إذ كانت مرتبطة بمشروع تخرجهـ وتم تقديم مقترح للورقة العلمية للجنة العلمية بالمؤتمر الدولي لتقييم، فتمت الموافقة عليها للمشاركة في المؤتمر.

 

العمل الدؤوب

 

تجربة أن تكون رئيسًا للمجلس الاستشاري لهو شيء يدعو إلى الفخر؛ كون الاختيار وقع عليك تحديدًا دون غيرك، وفي الوقت نفسه مسؤولية كبيرة، وفي كلتا الحالتين أنت ممتنٌ لموقعك الحالي وتتلذذ بتحديات العمل والسعي إلى تحقيق أهداف الطلبة وتوفير بيئة جامعية مثمرة وملهمة، ناهيك عن فرصة التواصل مع الكادرين الأكاديمي والإداري بالجامعة، وتمثيل طلبة الجامعة في مختلف تخصصاتهم، والتعامل مع مختلف الكليات، والسعي إلى تحسين الخدمات الطلابية والأنشطة والمبادرات. حقًا إنها سنة مليئة بالانجازات بالنسبة لأحمد؛ تم بها تنظيم بعض الفعاليات الطلابية والمشاركة مع الإدارة الجامعية بشأن تحديات الطلبة، وحل النزاعات الطلابية، والعمل على تعزيز الروح الجماعية والتعاون بين طلبة أعضاء المجلس. 

 

هذه الأعمال والمسؤوليات قد ينظر إليها الآخرون نظرة غير واقعية الحدوث، فكيف لطلبة العلم المزاوجة بين الواجب الأكاديمي والواجب المهني؟ فالدراسة وحدها تكلف كثيرا من الجهد، ولكن الواقع عكس ذلك تمامًا، ولا ضير في الخروج عن المألوف، إذ ما يتخيله الإنسان ليس هو الواقع، فبرحمة من ربنا تتيسر الأمور، فقط ما على الإنسان إلا أن يبدأ ويستمر. 

 

 لحظة إدراك

 

حين تدرك أن شيئًا ما كان سببًا في تقدمك تسعى إلى التطلع نحو جديده، فما تقوم به الجامعة بالمثل، إذ قدّمت الكثيرلأحمد، فهو لا يزال متابعًا لأخبارها وفعالياتها حبًا لرؤية ما تقدمه من إنجازات واعتزازًا لما تقدمه لطلبتها ومجتمعها ووطنها، فصرح مهيب كجامعة نزوى لا تتوانى عن إعطاء مرتاديها ملاذهم من العلم وتطوير أنفسهم وصقل المواهب. وليس ببعيد عن الكادرين الأكاديمي والإداري، فتعاونهم لإخراج مخرجات مستفيدة قدر الإمكان تسهم في حب المكان الذي هو فيه، فأحمد حتى الآن يتواصل معهم ويأخذ أخبارهم.

 

شد الأزر

 

يقول أحمد: "حظيت بدعم كبير في مجال البحث العلمي بالجامعة؛من طريق المشرفين الأكاديميين والموجهين الذين قدموا لي الإرشاد والنصائح القيمة لتطوير بحثي وتحسينه، وقد أثمر هذا بحمد لله بالموافقة على تمويل بحثي من قبل مجلس البحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار". 

 

ويضيف: "كما استفدت أيضا من دعم مركز ريادة الأعمال بالجامعة، الذي قدم لي فرصا لتطوير مهاراتي في مجال ريادة الأعمال ومشروعي الريادي الذي بات مصدر إلهام لي".

 

أما الزملاء والأساتذة فبينهم وأحمد تفاعل إيجابي مستمر ومنافسة شريفة لنيل الشهادة بمعدل يستأنس له، وهذا يدفعنه إلى الحماس في مواجهة التحديات وما قد يعرقل طريقه. 

 

 

يكمل حديثه: "ولا جهود الزملاء أعضاء المجلس تنسى، وكل اللحظات الممتعة والصعبة مع بقية زملائي في الجامعة. وما توفيقي إلا بالله، الذي عرفني على زملاء طموحين وملهمين في تخصصي في كلية العلوم الصحية ، إذ كانوا شركاء لي في رحلتي الأكاديمية، وفرصة لتبادل الخبرات والمعرفة، والعمل معًا، وأثني على تشجيعهم ودعمهم المستمرين، فتأثيرهما كبير على تجربتي الجامعية ونجاحي في تحقيق الأهداف الشخصية والأكاديمية، إذ أتشوق إلى كل لحظة من تجربتي الجامعية رغمًا عن التحديات التي واجهتني".

 

إنه يطلّ علينا هنا ليتقدم بالشكر للكادرين التعليمي والإداري في جامعة نزوى، اللذين كانا سببًا لصقل قدراتي التعليمية والذاتية وتنميتها، وكذلك المعلمين فكل التقدير لكل معلم مخلص، وقدّم الشكر خاصة للدكتور سالم التوبي، عميد كلية العلوم الصحية، على دعمه المستمر، فحري به أن أبلغه فضله عليه كما وصف.  

 

هي في ذهني

 

لم تكن جامعة نزوى مجرد محطة؛ بل نِعم الرفيق في الطريق، فأراها سندا وذراعا في طريق النجاح. يقول أحمد: "لن أرد لها جميلها؛ فجلّ ما علي هو تأدية واجبي اتجاهها واتجاه وطني، فهم علي حق، وإنها لسعادة حين تلقانا كما تريدنا وأفضل. نسأل الله أن يعيننا على خدمتها".

 

في المستقبل، عندما يذكر الإنسان ما مضى يشعر بالرضى الذي هو أنيسه. عند التفكير في ذلك تعلق الفرد بحلمه يجبره على إدراك أن الحياة لا مجال لها لمتهاون ولا مكان له، فيحرص على تخليد حاضره بذكريات تؤنس قلبه. 

 

من أجل ذلك يوجه أحمد نصيحته لطالب العلم في الجامعة فيقول: "كن على شغف مستمر للعمل الجاد، واستمتع بكل لحظة من تجربتك الجامعية واسع إلى تحقيق أهدافك بالتوازن بين الدراسة والمشاركة في الأنشطة الطلابية والاجتماعية. وسخر قدراتك الخارقة العميقة في سبيلي العلم والجهاد. وكن على يقين أن الله: "لا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِين".

إرسال تعليق عن هذه المقالة