"رحلة التفوق والتميّز في المجال التربوي" ...
حصيلة لمهارات القيادة والتنظيم والتوجيه التربوية وجودة التعليم ومآرب أخرى
إشراقة: شخصية العدد
تحرير: ثريا الغافرية
الدكتورة رضية بنت سليمان بن ناصر الحبسية، أستاذ الإدارة التربوية المساعد بقسم التربية والدراسات الإنسانية، باحثة ومتخصصة في مجال التربية، حاصلة على درجات الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس في الإدارة تربوية، بالإضافة إلى درجة الليسانس في اللغة العربية ودبلوم الكلية المتوسطة للمعلمات تخصص العلوم؛ إذ تعكس هذه الدرجات العلمية الجهود المتميزة التي بذلتها في مجالي البحث والتطوير التربوي. وتعكس سيرتها الذاتية كذلك رحلة التفوق والتميز محليًا وإقليميا. وبالإضافة إلى تحصيلها الأكاديمي المتميز، تمتلك د. رضية خبرة واسعة في مجالي التدريب والبحث العلمي؛ إذ نشرت بحوثها في المجلات الإدارية والتربوية المحكمة، وفي مجلات سكوبس أيضًا،
تشتغل الدكتورة على العديد من رسائل الماجستير مشرفا رئيسا، ومشرفا ثانٍ في بعض منها، وتشارك ضمن لجان مناقشة رسائل الماجستير. إذ إن الدكتورة رضية ليست باحثة وأكاديمية فقط، بل تعمل أيضًا مدربة ومستشارة تربوية في عدد من المؤسسات؛ فهي تتمتع بقدرة عالية في نقل المعرفة وتطوير قدرات ومهارات الآخرين؛ كونها حاصلة على تدريب وتأهيل احترافي في مجال التدريب وتنمية الموارد البشرية من مؤسسات محلية وعالمية مرموقة.
نصحبكم في السطور الآتية مع رحلتها التعليمية والأكاديمية وخبراتها المهنية
درجات مستحقة
نالت الدكتورة رضية الحبسية درجة الدكتوراة في التربية من جامعة القاهرة، مع توصية بطبع ونشر أُطروحتها العلمية القيّمة بين الجامعات، كما حصلت على درجة الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة السلطان قابوس في عام 2009م، بمعدل تراكمي (3.71) بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وحصلت في عام 2007م على درجة البكالوريوس في الإدارة التربوية من نفس الجامعة، وكانت الأولى على الدفعة أيضًا؛ إذ حققت معدل (3.83) بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
تعكس هذه الدرجات العلمية التفوق الأكاديمي الذي وصلت إليه الدكتورة رضية؛ مما أضاف قيمة إلى معرفتها ومهاراتها في مجالي القيادة والتطوير التربوي. بالإضافة إلى ذلك، حصلت على درجة الليسانس في آداب اللغة العربية في عام 2005 بتقدير جيد من جامعة بيروت العربية. وفي عام 1991م حصلت على دبلوم الكلية المتوسطة للمعلمات، إذ كانت الأولى على الدفعة في تخصص العلوم، كلّ هذه المؤهلات التي حصلت عليها الدكتورة رضية تؤكد الحصيلة العلمية الكبيرة التي تمتلكها، واستعدادها الأكاديمي والمهني الذي تنافس به أقرانها وتؤهلها للوصول إلى المزيد.
مسيرة حافلة.
ابتدأت مسيرتها الأكاديمية الحافلة معلمة مجال ثانٍ في إحدى المدراس الحكومية بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية في عام 1991م، هناك قامت بتطوير برامج تعليمية شاملة ومبتكرة وتنفيذها، وتعاونت مع الهيئة التعليمية وأولياء الأمور لتحسين بيئة التعلم وتعزيز تفاعل الطالبات في الفصول الدراسية. إذ كانت لديها فرصة قيّمة لمساعدة الطالبات في تطوير مهاراتهن الأكاديمية والاجتماعية. ولم تقتصر على الأساليب التعليمية التقليدية؛ بل طبقت الأسلوب التعليمي المفتوح والمحفز وقد ساعدها تخصص العلوم في ذلك؛ بتدعيمها للتفكير النقدي والإبداعي لدى الطالبات، كما قامت بتنفيذ استراتيجيات تعليمية متنوعة لضمان إيصال المعلومات بطرق سلسة وسهلة، وتشجيع الطلبة والطالبات على المشاركة الفعّالة في الأنشطة التعليمية، وتشجيعهن على المشاركة الفعّالة في الأنشطة التعليمية.
وبفضل التفاني والالتزام وما قدمته لخدمة العلم والتعليم، تم ترقيتها إلى منصب مديرة مدرسة، فتنقلت في الفترة من (1997- 2009)م في إدارة مدارس المرحلة الإعدادية من التعليم العام، فالحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ثم الحلقة الثانية من التعليم الأساسي وما بعد الأساسي. شمل ذلك قيادتها لفرق التعليم والتطوير المدرسي برؤى استراتيجية لتعزيز جودة التعليم وتحقيق التفوق الأكاديمي؛ فقد ركّزت على تطوير برامج تدريبية للمعلمات وتوجيههن بطرق تعليمية حديثة وفعّالة. كما عملت على بناء شراكات مع المجتمع المحلي لتعزيز فرص التعلم وتنويع الموارد التعليمية.
وبتتبعنا لمسيرتها التعليمية والمهنية نلاحظ أن مسيرتها التعليمية تجمع بين الإنجازات الأكاديمية والتأثير الإيجابي على الطلبة والمجتمع، إذ اتخذت من التعلم نمط حياة مستمر بالإضافة إلى استكشاف فرص جديدة للتطور والتطوير المهني والابتكار في مجال التعليم.
سعــيٌ دؤوب
للدكتورة رضية الحبسية مسيرة مهنية حافلة لما يزيد على الثلاثين عامًا متنقلة بين المسميات الوظيفية المختلفة: معلمة، مديرة مدرسة، مدربة، مديرة دائرة، وأستاذ مساعد، كلّ هذه التجارب أكسبتها خبرات واسعة ومتنوعة في المجال التربوي والتدريبي. بالإضافة إلى خبرتها في إدارة المشاريع التربوية؛ إذ أتمت دبلومًا في هذا المجال، اكتسبت منه مهارات استخدام الأدوات والتقنيات المناسبة لتخطيط وتنفيذ المشاريع التربوية بنجاح، بما يضمن تحقيق الأهداف المحددة وتحسين العملية التعليمية. وهي تعمل مستشارة تربوية ومدربة في الإدارة والقيادة وعملية التعليم والتعلم والأبحاث العلمية في عدد من المؤسسات والأكاديميات المحلية والدولية. وتسعى إلى الاستمرار في تطوير ذاتها ومشاركتها المعرفة والخبرة مع الآخرين من طريق عضوياتها المختلفة. ذلك أن مهاراتها التدريبية ملحوظة، إذ حصلت على العديد من الشهادات والدبلومات في مجالي التدريب والتطوير، جعلها مؤهلة لأن تكون مستشارة تربوية ومدربة متميزة وباحثة متحمسة، تتمتع بخبرة واسعة في مجال التربية والتدريب، وتسعى جاهدة إلى الإسهام في تطوير المجتمع وتعزيز التعليم والتنمية البشرية، فقد شاركت في العديد من الجلسات الحوارية، والمؤتمرات والندوات المحلية والعالمية، والبرامج الإذاعية والتلفازية، والتحقيقات الصحفية التي تعالج قضايا اجتماعية وتربوية.
التدريب والتنمية المهنية
تمتلك د. رضية الحبسية خلفية تعليمية وتدريبية غنية في مجالات متعددة، فقد اجتازت برامج ودورات تدريبية متنوعة، من بينها: البرنامج التدريبي المتكامل لمشتغلي وظائف الإدارة الوسطى؛ الذي يهدف إلى تعزيز الكفاءة التخصصية لمديري الدوائر. لقد تعلمت أسس ومهارات الإدارة الفعالة والتخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات الصائبة في بيئة عمل متنوعة وتحديات متعددة، كما تمتلك مهارات التحصين الفكري وإدارة الضغوط، إذ حصلت على تدريب مكثف يهدف إلى تعزيز القدرة على التعامل مع التحديات العقلية والضغوط اليومية، وتطوير مهارات الاسترخاء والتحكم في العواطف. وقد شاركت في برنامج التدريب على نظام إدارة الحالة متعددة القطاعات، الذي جمع بين حكومة سلطنة عمان ومنظمة اليونيسف، واستهدف مجالات حماية الطفل والأطفال ذوي الإعاقة وتنمية الطفولة المبكرة. وقد أكسبها البرنامج المهارات اللازمة للعمل في هذا المجال الحساس والمهم.
كما حصلت أيضًا على دبلوم في تنمية الموارد البشرية، إذ تعلمت أسس ومفاهيم تطوير القدرات البشرية وتنمية المهارات، وكيفية تحليل احتياجات التدريب وتصميم برامج فعالة لتعزيز الأداء والتفوق المهني. والتحقت ببرنامج تدريب وتقييم مدربي المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، تعرفت بواسطته على تقنيات تنمية مهارات التدريب وتقييم أداء المدربين، وذلك وفقًا لأفضل الممارسات والمعايير المعترف بها في مجال التدريب. وقد أتمت دورة كامبردج للمعلمين والمدربين، إذ تدربت على أساليب التدريس الحديثة وتقنيات التواصل الفعال مع الطلبة والمشاركين في التدريب. كذلك حصلت على دورة في مجالي الإدارة المدرسية والإشراف التربوي، أكسبتها مهارات القيادة والتنظيم والتوجيه لتحقيق الأهداف التربوية وتعزيز جودة العملية التعليمية.
وقد أتمت عدد من الدورات التدريبية في استراتيجيات التعلم النشط والتعلم السريع، إذ تعلمت تقنيات فعالة لتشجيع المشاركة النشطة والتفاعلية في عملية التعلم، وتحفيز التعلم السريع وتطوير المهارات الاستيعابية. كما أكملت دورات أساسية ومتقدمة في إعداد المدربين، فتعلمت طريقة تطوير مهارات التدريب الفعالة وبناء برامج تدريبية ملائمة لاحتياجات المتدربين، واكتساب المعرفة والأدوات اللازمة لتقييم العائد التدريبي وقياس فعالية البرامج التدريبية. وقد اجتازت برنامج تأهيل القادة والمدربين من طريق الدورة التأهيلية لإعداد القائدات من الهيئة القومية للكشافة والمرشدات، حيث اكتسبت مهارات القيادة والتخطيط والتنظيم لتحقيق أهداف المنظمة وتمكين الشباب وتطوير قدراتهم.
إضافة إلى ما سبق، فقد اجتازت عددًا من الدورات التدريبية في اللغة الإنجليزية لتطوير مهارات الاتصال والكتابة، وبناء قدرات الفهم والتعبير بطريقة فعالة ومتقنة. أيضًا، حصلت على تدريب في استخدام الحاسوب وبرامج تصميم الويب؛ لتطوير مهاراتها في التعامل بمهارة مع التكنولوجيا وتنفيذ المهام ذات الصلة. وقد التحقت بدورة الإدارة المدرسية وتأهيل مديري المدارس إداريًا وماليًا، إذ اكتسبت مهارات الإدارة الاستراتيجية والمالية وتخطيط الموارد والتنظيم الفعال لعمل المؤسسات التعليمية.
إنجازات مشرّفة
لم تكتف الدكتورة رضية بدراستها وتفوقها الأكاديمي والمهني، بل اتخذت من الكتابة مجالًا آخرًا تطلق فيه طاقاتها وإبداعاتها، فلها عدد من الكتب العلمية والأدبية: "الإشراف التربوي الفعّال"، "إدارة الموارد البشرية في المؤسسات التعليمية"، "سيكولوجية الإدارة التعليمية"، "قطاف تربوية"، "الألعاب الإلكترونية وانعكاساتها على الصحة النفسية للطفل" ، "التعلم النشط: تطبيقات عملية من البرامج التدريبية"، "التمكين الإداري للقيادات التربوية: مرتكزات فكرية وخبرات عالمية"، و"القيادة الأخلاقية". بالإضافة إلى ذلك فإن لها عددًا من المقالات التربوية والتخصصية التي نُشرت في صحف محلية ودولية وتعدّ مرجعًا مهمًا في مجال التعليم والتعلم، ناهيك عن مشاركتها في الحلقات النقاشية والبرامج الإذاعية والندوات والمؤتمرات العلمية في مجالات الإدارة والتعليم والتعلم، والإرشاد والتوجيه والقضايا المجتمعية.
إنّها بعد مسيرة حافلة في مجال الإدارة التربوية، تبرز الدكتورة رضية الحبسية أستاذا مساعدا في جامعة نزوى، إذ تجمع بين المعرفة العلمية والخبرة العملية، من طريق مؤلفاتها وأبحاثها ومشاركاتها المتنوعة، وتسعى إلى تعزيز وتطوير المجالين التربوي والإداري، والتأثير الإيجابي على المجتمع المحلي.