السنة 19 العدد 178
2024/04/01

موسم يُنعش رصيد الذكريات ...

"إشراقة" تستطلع تجارب خريجي الدفعة الـ 16 في جامعة نزوى وتطلعاتهم 


 

استطلاع الرأي: ريهام الحضرمية



لحظة التخرج من أكثر اللحظات تأثيرا في حياة الطالب الجامعي، فهي اللحظة الفاصلة والمحورية التي تنقله من مرحلة إلى مرحلة أخرى، إذ ينظر الخريج فيها إلى الماضي، والقالب الذي تشكلت شخصيته عليه في خضمّ رحلته الأكاديمية، كما يتأمل مستقبله المهني، والتهيئة التي مكنته من الاندماج إلى سوق العمل وتحقيق أحلامه المهنية. 

 

ومن طريق الاستطلاع الآتي، الذي أجرته صحيفة "إشراقة" مع خريجي الدفعة السادسة عشر من جامعة نزوى، نعرض لكم مجموعة من التجارب الجامعية التي خاضها الطلبة، إذ نسعى دائما إلى الاقتراب من مشاعرهم واستيعاب تحدياتهم وآمالهم وطموحاتهم بعد توديع أروقة الجامعة، في محاولة تهدف إلى الحصول على نظرة شاملة وعميقة لتجاربهم المختلفة ننقلها لكم كما هو آت ...

 

 

بداية تصف الخريجة كوثر بنت سعيد العامرية تجربتها قائلة: "تخرجتُ في جامعة التقنية العليا بدبلوم الكيمياء، ثم قررت العودة لاستكمال دراستي في جامعة نزوى والحصول على درجة البكالوريوس بعد انقطاع سنوات عدة، وكنت حينها أمًا لثلاثة أطفال، إلا أن أمومتي لم تعقني عن تحقيق ما أصبو إليه، إذ أكدت لي العودة للدراسة أن طلب العلم لا يقتصر على مرحلة عمرية معينة أو وقت محدد. وقد ازداد في هذه التجربة شعوري بالمسؤولية؛ مما دفعني إلى بذل مزيد من الجهد، وبفضل الله، أكملت دراستي في جامعة نزوى، وحاليا أكمل المسير في برنامج الدراسات العليا بالدبلوم العالي للتأهيل التربوي، وفي الأخير أقول إن العمر ليس مقياساً أو حداً للتوقف عن طلب العلم، فالعلم سلاح لا يقدم ولا يشيخ؛ بل تستند إليه وقت حاجتك، فقد يتلقى أحدنا الكثير من الكلام السلبي والمحبط بهدف كسر عزيمته وثنيه من طريقه؛ لذا أجد في تجاهل كلام المحبطين راحة ودفعة للاستمرار". 

 

 

كما قالت ملاك بنت سالم بن محمد المحرمية: " تخرجت -ولله الحمد- في الثانوية العامة بنسبة مشرفة -امتياز- والتحقت بجامعة نزوى لأبدأ مشوار الحلم، مشوار الألف ميل الذي أقف على عتبته بعد مسيرة التعليم التي دامت خمس سنوات، حيث امتزج بها الجد والاجتهاد والصبر العظيم الذي لولاه لما نلت اليوم شرف التتويج، محققة آمالي وطموحاتي وآمال أهلي وأحبتي، وقد أضافت لي جامعة نزوى الكثير و الكثير من المؤهلات والخبرات؛  لتجعلني قادرة على مواكبة الحياة وتحمل الصعاب".

 

أما عن خططها بعد التخرج، التي كانت أولها الحصول على الوظيفة في مجال تخصصها لتكمل مشوارها،  فتقول: "لقد تحققت -ولله الحمد- وتم تعييني معلمة في مادة الرياضيات بإحدى مدارس سلطنة عمان، ولا يقف هنا المشوار، وإنما للحُلُمِ بقية وسأسعى بجد واجتهاد بعد توفيق ومعونة الله طبعا لأصل إلى أعلى مكانة من العلم، فالحمد لله حُباً و شكراً و امتناناً على البدء و الختام بعد تعب ومشقة في سبيل العلم والحلم، التي حملت في طياتها أمنيات الليالي، فأصبح عنائي اليوم للعين قُرة وبكل حب أهدي ثمرة نجاحي وتخرجي إلى الذي زين اسمي بأجمل الألقاب والدي الذي دعمني بلا حدود، وإلى من احتضنني قلبها قبل يدها وسهلت لي كل الشدائد بدعائها والدتي الغالية، وأخيرا أقول لكل مجتهد نصيب، فمن أراد العلم فعليه بالجهد ومن أراد الرزق فعليه بالجهد ومن أراد الهداية فعليه بالجهد".

 

 

وأضافت فِداء بنت صالح الرواحية: "مسيرتي التعليمية كانت مسيرة رائعة ممزوجة بالجد والتعب والسعي والفرح، فالحمد لله من قبل ومن بعد. وأما بالنسبة للإضافات التي أضافتها لي الجامعة فكانت من أهمها المشاركات الجماعية، والتأقلم مع متقلبات الحياة في جميع المجالات. ومن المواقف المميزة في حياتي الجامعية الذي يحضر في ذاكرتي دائما مع الدكتور حسن، الذي كان دائماً يشجع على المشاركة في التقديم، ويشاركنا دائما بعضا من المواقف التي تعرض لها لنستفيد منها في حياتنا العملية بعد التوظيف. والحمد لله بعد التخرج توظفت في مدرسة أم ورقة الأنصارية مسائي، سائلين الله عز وجل أن يمدنا بالقوة لحمل الأمانة وتوصيل الرسالة، وأن أكون على الدوام ملهمة لطالباتي ومعلمة يذكر اسمها بالخير دائماً".

 

 أما عن نقاشنا مع الطالبة أنوار بنت سالم بن مسعود الريامية في ذات السيق، فقالت: "تخرجت سابقا في تخصص تقنيات كيميائية وبتروكيميائية، إذ أضافت لي الكثير، وما أنا عليه الآن فجميعه من حصاد التجارب والخبرات من الجامعة، إذ شكل فيّ جانبا من حس المسؤولية والاعتماد على النفس وغيره الكثير، كما أني حاليا أكمل درجة الدبلوم العالي في التأهيل التربوي".

 

وبكلّ تأكيد هنا لحظات في حياة الطالب الجامعي ليست كغيرها ... تقول الريامية: "من المواقف التي لن أنساها عندما حصلت على صفر في ٦ تكاليف في مادة C++  والسبب كان مشاركتي واجبي لإحدى زميلاتي، إذ ذهب تعبي وسهري في إجازة العيد سدى. ونصيحتي للجميع هي ألا تتوقف عن السعي، غير الوجهة إذا رأيت أن الأبواب مغلقة، وتجاهل الناس السلبيين قدر الإمكان، وأقول إن العمر ليس مقياسا؛ فالمرء ينجح وينجز في حياته إذا ما تجاهل المحبطين الجاهلة".

 

 

وأشارت كوثر بنت محمد السيابية إلى أن تجربة الدراسة في جامعة نزوى كانت استثنائية من حيث الأداء والكادر الأكاديمي وزملاء الدراسة التي أكسبتها إياهم الأيام. وأضافت: "تعلمت في سنوات دراستي الكثير، وكسبت العديد من المهارات والإمكانات، كما أن العمل في مركز مسالك التعلم هو الآخر يعد تجربة ثرية، إذ كنت من طريق هذه الفرصة أشتغل على شرح الدروس لمساعدة طلبة الجامعة الذين يجدون صعوبة في فهم مواد الكيمياء. كما تمكنت -ولله الحمد- من التخرج بامتياز، وأخيرا أهدي نجاحي وتميزي لأسرتي التي كانت الداعم الأول لي، كما أطمح أن أكمل مسيرتي العلمية مستقبلا". 

 

وشاركنا نصر بن خلفان بني عرابة واصفا نفسه معلم لغة عربية وشاعرا هاربا للمجاز وعمق المعنى، خريج جامعة نزوى تخصص بكالوريوس التربية في اللغة العربية. يقول: "مسيرتي التعليمية احتضنت العديد من التجارب القيمة، والمهارات والدروس الرائعة التي اكتسبتها من هذا الصرح الشامخ، فإضافة جامعة نزوى لي هي إضافة مختلفة على كل الأصعدة في حياتي، إذ إنها تجلت في شقّين، الأول: الجانب العلمي وهي شهادة بكالوريوس التربية في اللغة العربية، والثاني: الجانب الأدبي وهو صقل موهبتي في الشعر وتنمية مهاراتي الأدبية والفكرية والثقافية. أما خططي بعد التخرج فهي إكمال مشروع الدراسة الخاص بي، فإن نجاحي واجتهادي السابقين سيرافقانني، لأضم شهادتي الماجستير والدكتوراة وما بعدها إذا شاء الله هذا في الجانب العلمي، أما الأدبي الخاص بي خطتي أن أصنع إنجازا جديدا في حياتي وهو عبارة عن ديوان شعر فصيح من تأليفي، وعسى أن يرى النور قريبا".

 

 

ويضيف بني عرابة: "إن حياة الإنسان تكون مليئةٌ بشتى المواقفِ التي يمر بها مع نفسه ومع غيره ممن يحيطون به، وهذه المواقفُ الحسنةُ هي التي تبقى في الذاكرة، ويهبُّ نسيمُها في الذهنِ بينَ الفينةِ والأخرى، فمن المواقف العالقة بالذاكرة، موقف إلقاء أول قصيدة شعرية لي في حفل نظّمه قسم اللغة العربية احتفاءً بيوم اللغة العربية. ولا أنسَ موقف إلقاء قصيدة شعرية في العيد الوطني، وأختم بالموقف الثالث حفل التخرج الذي انتظرته كثير فكان حفلاً رائعاً بمعنى الكلمة، (إن العظمة إحدى الشيئين: علم منتج، أو عمل مثمر)، هذا ما قاله مصطفى صادق الرافعي، وأزيد عليه لابد أن تكون لكل إنسان غاية وهدف في هذه الحياة ليكون عظيما في هذه الدنيا وزائدًا فيها بإنجازاته لا عليها".

 

 

وأما أسامة بن شفيق بن راشد الغيلاني، خريج تخصص هندسة كيميائية وبتروكيميائية، تحدّث قائلا: "أضافت لي جامعة نزوى تنمية الجانب العلمي واكتساب المهارات اللازمة في التخصص المذكور، وأساليب التعامل مع الآخرين في بيئة العمل، وأسعى بعد تخرجي في البحث عن وظيفة أو تدريب لاكتساب مزيد من الخبرة العملية. أما عن المواقف التي لا تنسى فهي كثيرة لكن يمكنني القول إن أبرزها حفل التخرج، إذ كان وقت حصاد الثمار، فالوقت والجهد لم يذهبا عبثا، ومشاركة الفرحة مع أصدقاء الدرب الجامعي لها رونقها الخاص، وفترة الدراسة في الجامعة فترة ثمينة لا تعوض، يجب استثمارها جيدا، فهي ليست محصورة فقط في الجانب العلمي، وإنما في كل الجوانب".

 

وقال أحمد عبدالله شماس، خريج في كلية العلوم الصحية بتخصص التمريض - بكالوريوس تجسير: "جامعة نزوى أضافت لي الكثير من طريق صقل قدراتي التعليمية والذاتية وتنميتها". وأضاف: "كنت فخورًا بتشريفي برئاسة المجلس الاستشاري الطلابي في الجامعة للفترة الثالثة عشرة، وأيضا تمثيلي للجامعة وسلطنة عمان بالمشاركة بورقة علمية في المؤتمر الدولي الثامن لإدارة التمريض الذي كان في اسطنبول بتركيا في أكتوبر 2022. كما أنني -ولله الحمد- حظيت بدعم كبير في مجال البحث العلمي وفي مركز ريادة الأعمال بالجامعة".

 

وعن رؤيته الخاصة تجاه فترة الدراسة ومتعلقاتها، يقول: "إن خطتي بعد التخرج متابعة الدراسات العليا لتعميق معرفتي وتحسين مهاراتي في مجال التمريض. كما أن لدي الكثير من الذكريات الجميلة في الجامعة، وأحد أبرز المواقف هو التفاعل الإيجابي المستمر مع زملائي والأساتذة؛ مما أسهم في بناء تجربتي الجامعية بكل شغف. وفي الأخير، أتقدم بكلمة شكر للكادرين التعليمي والإداري في الجامعة، خاصة الدكتور سالم التوبي، عميد كلية العلوم الصحية، على دعمهم واهتمامهم المستمرين اللذين كان أساسًا لإتمام رحلتي الجامعية بنجاح بعد فضل الله".

 

وأضافت الخريجة شمسة بنت سعيد المعمرية إلى آراء زملائها خريجي الدفعة ذاتها قائلة: "التحقت بجامعة نزوى في سبتمبر 2019 وتخرّجت -بفضل الله- في مارس 2024. قضيت في هذه الفترة قرابة الأربع أشهر في البرنامج التأسيسي ثم أربع سنين في دراسة تخصص اللغة الإنجليزية والترجمة، فقد كان خليطًا رائعًا من الأدب وعلوم اللغة (اللغويات) والترجمة".

 

وتواصل حديثها مفصلة بعض حيثيات دراستها: "أمّا عن الأدب، فقد تنقلت بين صفوف الأدب الأمريكي والأدب البريطاني، لأعود طفلة بعمر الخامسة في أدب الأطفال، وتارةً رحّالة أجوب البلدان في أدب الرحلات، رأيت -من طريق الأدب- عوالم أخرى بعين الأديب، واستطعت مناقشة قضايا اجتماعية وثقافية مختلفة تطرحها الأعمال الأدبية. وفي اللغويات، حظيت بشرف التعامل مع اللغة ككيانٍ شعوريٍّ حسّاس وأحرفٍ وثّابة تصطف في طابور بديع؛ لتخرج من دواخلنا إلى عالم آخر يحوينا ويحيط بنا، فنتمكّن من التواصل والتعبير بشتّى الأشكال، ثم كانت الترجمة حاضرة جوهرا أساسا للتخصص، فدرست علوم الترجمة وأساسياتها، وتعاملت مع أنواع النصوص المختلفة، منها القانونية والأدبية والتجارية والإعلامية، وجانبا مفعما بالتحدي في الترجمة، خضت تجربةً مُمتعة في الترجمة الفورية".

 

كما عزز متحدثا عن جامعة نزوى بقوله: "أضافت لي الكثير، فإلى الجانب الأكاديمي الذي تقدمه الجامعة، كانت الجماعات الطلابية مرتعًا خصبًا للطلبة، إذ تنقلت بينها وقضيت أوقاتًا رائعة مع طلبة الجامعة من التخصصات المختلفة نتشارك الأفكار والآراء لتحقيق أهدافٍ مُعينة. واستطعت من الأنشطة الطلابية أن أتعرف على نفسي بشكل أفضل، وأكتشف مواطن القّوة وأبني مهارات التواصل والمناظرة والتقديم. وقدّمت الجامعة كذلك العديد من المسابقات التي حرصت أن أكون جزءًا منها، وكانت سببًا في صقل شخصيتي ومهاراتي. كما وفرّت لي الجامعة أيضَا فرصة (الإسناد الأكاديمي) لأعمل معلمة أقران في مركز مهارات الكتابة بالجامعة لمادة اللغة الإنجليزية لقرابة العامين والنصف، فقد قمت بمساعدة عشرات الطلبة في مختلف المستويات؛ وذلك بتقديم حصص القراءة والكتابة والمحادثة، بالإضافة إلى الحصص المخصصة لمواد مُعينة يحددها الطالب حسب رغبته".

 

وقد حضيت المعمرية بتجربة فريدة خاضتها على مقاعد الدراسة، كانت تجربة التبادل الطلابي لجمهورية مصر الشقيقة. فكما نعلم، تُنظّم الجامعة برامج التبادل الطلابي لمختلف الدول بشكلٍ دوري، وكانت أحد المستفيدين من هذه الفرصة. تقول عن هذه المرحلة: "قضيت شهرًا من التدريب في كلية اللغات والترجمة في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، مع طلبة من مختلف الدول العربية، تبادلنا في هذه الفترة الخبرات والثقافات، وعدتُ محمّلة بالخير الوفير من العلم والامتنان والخبرة. وفي آخر فصول الدراسة، كانت تجربة التدريب الميداني فرصة ثمينة لتطبيق ما تعلمناه على أرض الواقع وفهم سوق العمل ومتطلباته بطريقة أكثر واقعية".


وفي ختام هذه الاستطلاع والتجارب القيمة، نرى أن لحظة التخرج هي لحظة فارقة في حياة الطالب الجامعي، إذ يعيد النظر في ماضيه الأكاديمي ويعرض مساره المهني المستقبلي، فقد تجسدت تجارب خريجي جامعة نزوى في قصص ملهمة تبرز الإرادة والتحدي والتفوق رغم التحديات والظروف الصعبة، فهم يشكلون نماذج للإصرار والتفاني في سعيهم نحو تحقيق أحلامهم وتحقيق النجاح في مجالاتهم المختلفة. وبهذه النماذج الرائعة، نؤكد على أن التعليم لا يعرف حدوداً، وأن العمل الجاد والإصرار يمكنهما تحقيق المستحيل. إنها دعوة لكل شاب وشابة يسعون إلى النجاح والتميز بأن يستلهموا العبر والدروس من هذه التجارب، وأن يواصلوا السعي نحو تحقيق أهدافهم بثقة وإيمان، فالعلم والتعليم هما السبيل الذي يؤدي إلى تحقيق الأحلام والطموحات في هذا العالم المتغير.

 

مقتطفات من حفل التخرج:

 

   

 

 



إرسال تعليق عن هذه المقالة