بين التنظير والتطبيق ...
نقاء الموهبة ودعم البيئة وقود محفز لها ... ولِجهدها أثر في المستقبل
موهبة العدد: ثريا الغافرية
أسيل بنت جمعة الحراصية من ولاية نخل، طالبة في السنة الأخيرة بكلية الهندسة تخصص الهندسة المعمارية في جامعة نزوى، تذكر الحراصية أنها في مسيرتها في الجامعة تم اختيارها من بين الطلبة المؤهلين لبرنامج التبادل الطلابي، إذ ذهبت إلى مصر للتدرب في جامعة مصر للعلوم والتكنلوجيا مدة شهر واحد، وقد حصلت على شهادة تدريب من هناك.
أسيل طالبة مثابرة لها العديد من الإنجازات الجامعية وغير الجامعية، فقد شغلت منصب رئيس جماعة الهندسة مدة سنتين متتابعتين، بالإضافة إلى ذلك حصلت على شهادة تدريب من مكتب المحاور الثلاث للاستشارات الهندسة الذي كان بإشراف المهندسة صفاء الكميانية ومدير المكتب المهندس حمود السلامي، فقد كان تدريبها مدة شهرين متتابعين. ولها أيضًا مشاركة في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، إذ قامت بابتكار مشروع "الدولاب الذكي".
هكذا دأبت صحيفة "إشراقة" في متابعة مواهب الجامعة النقية، التي لا يفتر لها جهد في الاشتغال على تطوير أدواتها وتنمية مواردها وصقل مهاراتها. إليكم نقاشنا معها:
إنجازات مستحقة
شاركت أسيل الحراصية حديثًا في مسابقة جائزة قتيبة الغانم للتصميم بالتعون مع صفاة هوم، صناعات الغانم على مستوى دول الخليج العربي، إذ شاركت بتصميم كرسي، وقد توجت بالمركز الثاني في إنجاز مستحق لها.
ولم تنحصر مشاركاتها الفنية في نطاق الجامعة، بل كذلك لها دور فعّال في مجال الرسم في فريق نخل آرت بالولاية، فهي تشغل منصب نائبة فريق نخل آرت، ومن إنجازاتها في الفريق أنها قامت بتنظيم ورشة عمل عن الظل والنور، وقد شاركت أيضا في ورش ومعارض أخرى، وآخر هذه المشاركات كان في معرض اليوم المفتوح بقلعة نخل، إذ نشرت لها صحيفة الوطن العمانية في صفحة الثقافة الوفنون مقال في هذا الشأن عنوانه:" أسيل الحراصية .. تجمع بين الفن كهواية وهندسة الديكور كتخصص علمي https://alwatan.com/details/539640.
وقد استحقت هذه المرحلة بما حفلت من مشاركات داخلية وخارجية أن تحمل عنوان "طموح لا ينضب" ... إذ لم تكتفِ الحراصية بهذا القدر من المشاركات، ولكن لها طموح للمشاركة في المعارض والفعاليات الأخرى لاكتساب مزيد من الخبرات في مجال دراستها (هندسة التصميم الداخلي)، وأن توسع كذلك دائرة معارفها ومهاراتها بشكل أكبر.
بين الممارسة والتطبيقة
إن ما دفع أسيل للمشاركة في مسابقة على مستوى الخليج العربي، وهي "جائزة قتيبة الغانم للتصميم"، حب التحدي وتطوير المهارات في مجال التصميم، وبالأخص تصميم الأثاث. تقول عن معرفتها بالمسابقة: "علمت عن المسابقة من طريق رئيس قسم الهندسة والتصميم الداخلي، الدكتور محمد فيصل، الذي أرسل إعلانًا للمسابقة للطلبة". وتضيف: "لاقت الفكرة ترحيبًا وقبولاً من المحيطين بها، سواء من قبل عائلتي أم عميد الكلية وجميع أساتذتها، وهو ما كان حافزًا لهي للمشاركة بثقة كبيرة للفوز وتمثيل جامعتي وبلدي بأفضل صورة".
وعن علاقة تخصصها الجامعي بمشاركتها في هذه المسابقة تقول: "تخصصي في هندسة تصميم الديكور يمثل ركيزة أساسية في مشاركتي في هذه المسابقة، إذ يمتاز تخصصي بالخبرة والمعرفة اللازمتين لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس وجذاب".
وتكمل متحدثة عن مرحلة الدراسة والتدريب في هذا المجال: "اكتسبت فهمًا عميقًا للمبادئ التصميمية والاستخدام الفعّال للمواد والألوان، وكيفية تحقيق التوازن بين الجمالية والوظيفية في الأثاث". وأضافت: "استفدت من مهاراتي في تصميم الديكور لابتكار تصاميم للكراسي التي تجمع بين الأسلوب الجمالي والتفاصيل الوظيفية، مما يتيح للمستخدمين تجربة مريحة وملهمة في الاستخدام اليومي. كما قمت بتطبيق المفاهيم التي درستها في الجامعة، مثل: تحليل الاحتياجات والتوجيهات المتعلقة بالمستخدمين، والتفكير الإبداعي في استخدام المساحات والمواد بشكل فعّال. وباستخدام تخصصي، نجحت في إبراز إبداعي وتمييز تصميمي في المسابقة، مما يعكس القيمة المضافة التي يمكنني تقديمها كوني طالبة جامعية متميزة في مجال التصميم".
بواكير الموهبة...
لم يكن تفوق أسيل في مجال هندسة وتصميم الديكور محض صدفة، بل هي موهبة لازمتها منذ الصغر، بدأت بحبها للرسم والتلوين، وفي مرحلة دراستها الثانوية ظهر شغفها في تنظيم المساحات وترتيب الأثاث واختيار الألوان والقطع المناسبة، ثم اكتشفت موهبتها بوضوح في فترة دراستها الجامعية في أثناء دراستها لتخصص هندسة التصميم الداخلي.
وتشيد أسيل بالدور الكبير لأسرتها الداعم الأول لموهبتها، كذلك أساتذة الجامعة الذين كانوا الوقود المحفز لها لمواصلة استكشاف إمكانياتها وتطويرها؛ فوالدتها سبقتها في حب التصميم، إذ إنها تعمل على تغيير أثاث المنزل وتنسيق قطعه وإكسسواراته بشكل مستمر، وقد كانت أسيل تشاركها عمليتي الاختيار والتنسيق، كذلك فإن والدها يعمل في مجال المقاولات، وكانت أسيل ترافقه عند انتهاء أي منزل من مرحلة البناء لترى اختيارات الزبون في تنسيق منزله، وكان لكل هذه التجارب عظيم الأثر في تطور فهمها وحبها لهذا المجال.
معين لا ينضب..
ولا تنسَ أسيل كذلك الدعم الكبير الذي تلقته من جامعة نزوى لتنمية موهبتها، وتخص بالذكر عميد الكلية الدكتور حسين علي عبد القادر، ورئيس قسم الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي الدكتور محمد فيصل، وقد برز اهتمامهم بتطوير المواهب من طريق تنظيم الفعاليات وورش العمل المختلفة، بالإضافة إلى الرحلات الميدانية التي أسهمت في تعليم الكبار وتعزيز خبراتهم العملية. وعلى كل طالب منا أن يستفيد من الفرص التي توفرها الجامعة، كذلك البحث عن الفعاليات خارج الساحة الأكاديمية والمشاركة الفاعلة فيها.
وتؤكد أيضا على أهمية دعم المواهب الشابة ورعايته بإقامة الورش والدورات التدريبية المتخصصة، كذلك فإنها ترى ضرورة احتضان هذه المواهب في بيئتها الأولى التي تظهر فيها، سواء في الأسرة أم المدرسة أم الجامعة، وتؤكد على عمل المسابقات والفعاليات الثقافية المختلفة التي تتيح الفرصة لأصحاب هذه المواهب للمشاركة فيها وإبراز قدراتهم.
وثمّنت كذلك الدور الكبير والفعال لمواقع التواصل الاجتماعي، إذ استثمرت هذه المنصات لعرض أعمالها ومشاركتها مع مجتمع الفنانين والمهتمين، وهو ما يتيح سهولة الحصول على ملاحظات وتعليقات بناءة لتطويرها وتحسينها، كذلك التعرف على مصممين وتبادل الخبرات والمهارات معهم.
طموحات متجددة
إن هذا الشغف الكبير في مجال التصميم الداخلي والديكور لم يخفت يومًا عن موهبة عددنا، بل لا زال الطريق طويلًا لخوضه واستكشافه، فلأسيل طموح لا ينضب، إذ إنها تسعى دائما إلى تحسين مهاراتها وتطوير في مجال التصميم الداخلي، كما أنها تسعى إلى توسيع نطاق مشاركاتها، وتنفيذ مشاريع على أرض الواقع؛ لإثراء البيئة المحيطة بتصاميم ملهمة، وأن يكون لها سمعة طيبة شائعة في المحيط الخارجي.