قسم اللغة العربية يشارك في المؤتمر الدولي لمعهد الدوحة للدراسات العليا
دائرة الإعلام والتسويق
شاركت الدكتورة شفيقة وعيل، أستاذ مشارك في الأدب الحديث بجامعة نزوى، في المؤتمر الدوليّ الذي نظّمه معهد الدوحة للدراسات العليا بالتعاون مع متاحف قطر ورباعيّات قطر، وجاء بعنوان: "طرق المياه: معارف وجماليّات".
قدّمت الدكتور شفيقة ورقةً تجمع بين الشعر وفلسفة النقد، موضوعها: "القطرة التي أفاضت الشعر: ميتا-شعريّة الماء في القصيدة العربيّة الحديثة".
وقد أشارت الباحثة في ورقتها إلى أن الميتا-شعريّة تعد من منتجات الدرس النقديّ الحديث الذي يُعنى بحديث الشعر عن نفسه، إذ رصدت الموجة الشعريّة الحديثة التي توجّهت بشكل عارم نحو التنظير للعمليّة الشعريّة بالتوجُّه الحداثيّ للشعر، الذي تأثّر بدوره بالنظر الفلسفيّ التأمُّل العميق.
وتناولت الدكتورة في ورقتها مائيّة الشعر، أي حديث الشعر عن نفسه بوصفه ماءً، من طريق حديث الشعر عن مختلف عناصر العمليّة الشعريّة من منظورَين: الثيمة الشعريّة ومجالها الدلاليّ، والحوار النقديّ؛ ففي المنظور الأوّل فتّشت في الشعر الحديث عن مائيّة الشاعر، ومائيّة القارئ، ومائيّة الشعر، ومائيّة الشعريّة، ومائيّة القصيدة، ومائيّة المجاز، ومائيّة اللغة. أما المنظور الثاني فعرضت فيه حضور الماء في حوار الشاعر مع الآراء الشعريّة والنقديّة القديمة والحديثة العربيّة والغربيّة، من حيث انتقاده لبعض الرؤى وبعض الشخوص أو دعمه لها.
وكانت نتيجة هذه الورقة البحثية: أنّ الشاعر الحديث اهتمّ بـ"فلسفة النقد الشعريّ" منتقلًا من التفاصيل الشعريّة التي تصنع الصُّوَر الجماليّة إلى الكلّيّة التي تُنظِّرُ للعمليّة الشعريّة. فكأنّما استعمل الماءَ لاسترداد حقّه في التأطير للعمليّة الإبداعيّة وتحريرها من قبضة النقّاد والفلاسفة، وكأنّما أراد أن يتحرّر بالماء من "نرسيسه" الذي يمثّل الإغراق في الذاتيّة؛ في منعكس صورته الفرديّة في النهر، إذ عبّر بالماء عن انفتاحه على الاحتمالات التي تعكسها "كونيّته" الشعريّة.