السنة 19 العدد 177
2024/03/01

في أسبوع ريادة الأعمال ...

جامعة نزوى أنموذجا للجامعات الريادية


 

الدكتور عبدالله بن محمد الشكيلي*

المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال

 

يعد المخترعون العرب والمسلمون رواد في مجال الإبداع والابتكار، ولا تزال الإنسانية تتفيأ ظلال اختراعاتهم وابتكاراتهم إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله، وما علوم الخوارزميات والهندسة والفلك والطب ببعيد. وقد كانت لهم أنوار وإسهامات في نقل اختراعاتهم وابتكاراتهم إلى منتجات وخدمات استفادت منهم الإنسانية؛ لتجعل حياتهم أكثر سعادة وسهولة، فقد أشارت الباحثة الألمانية زيغريد هونكة في كتابها (شمس العرب تستطع على أوروبا) إلى أن العرب ظلوا ثمانية قرون طوال يشعون على العالم علما وفنا وأدبا وحضارة. 

 

إن نقل الابتكارات والاختراعات من حيز المختبر إلى حيز العالم الخارجي، تحديدا إلى السوق، تعد من أهم أعمال رائد العمل. ويشير العالم الاقتصادي الشهير جوزيف شمبيتر، أحد أساتذة علم الابتكار وريادة الأعمال منذ أوائل القرن التاسع عشر، إلى أن ريادة الأعمال مقوما رئيسا للنمو الاقتصادي؛ بل تمتلك قدرة هائلة لدفع رواد الأعمال إلى الابتكار بطريقة تمكنهم من طرح منتجات أو خدمات أو أدوات تسويقية جديدة قبل قيام المنافسين بذلك. 

 

إن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تعد قاعدة كبيرة للاقتصاد؛ وذلك لخلق وظائف ومواجهة التغييرات البيئية المحيطة. وتشير العديد من الدراسات إلى أن هذه المشاريع لا تقل نسبتها عن 90% في دول العالم، وتسهم في خلق ما بين 50 – 60% من إجمالي فرص العمل، مسهمة بذلك في حدود أكثر من 40% في الناتج المحلي الإجمالي.  

 

وقد أشادت تقارير دولية عدة بالدور الملموس والرئد الذي تقوم به السلطنة من دعم متواصل لتأسيس قاعدة كبيرة لاقتصاد المعرفة، مبني على الابتكارات والذكاء الاصطناعي، وتقليل نسبة إسهام القطاعات غير النفطية  ودور رؤية عمان 2040 في تضمين ريادة الأعمال أحد التوجهات الاستراتيجية في عدد من أولويات الرؤية، خاصة في مجال التعليم والتعلم والبحث العلمي، وأولوية سوق العمل والتشغيل، وأولوية القطاع الخاص، وأولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية. 

 

إن احتفاؤنا جامعة نزوى بأسبوع ريادة الأعمال أنموذجا للجامعات الريادية في السلطنة؛ لتؤكد على مضي الجامعة في دعم هذا القطاع  في السلطنة في أربعة محاور أساسية تتمثل في: التعليم والبحث العلمي وبناء القدرات والتعاونين المحلي والدولي.  ففي العام الأكاديمي المنصرم أسندت أكثر من 1000 طالب، ووجهتهم نحو مستقبل العمل الريادي أو العمل المستقل؛ بتقديم التوجيه والاستشارات لهم في بناء خطط العمل التجارية الخاصة بهم. 

 

ويتمثل دعم البحوث المتعلقة بريادة الأعمال، في مشروع مرصد ريادة الأعمال؛ كونه أحد المشاريع البحثية الاستراتيجية، وتفخر الجامعة -بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة- في تمثيل السلطنة في هذا المرصد بداية من عام 2019م. وفي هذا الحدث تدشن النسخة الرابعة منه. 

 

أما في مجال بناء القدرات الريادية، فتمكن المركز من تفعيل برنامج الحاضنة العلمية، وهو أحد البرامج المشتركة بين الجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. ويهدف إلى احتضان المشاريع الابتكارية ومخرجات البحوث وتحويلها إلى شركات ناشئة. وقد وقّعت الجامعة على مذكرة تعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتشغيل الحاضنات وإدارتها، وكان من مخرجات هذه المذكرة الإعلان مؤخرا عن تأسيس حاضنة صناعية داخل الجامعة، إضافة إلى التعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية في مجال الدراسات والبحوث والإشراف على عدد من طلبة الدراسات العليا من أبناء السلطنة الدارسين في عدد من الجامعات الدولية وتنظيم العديد من ورش العمل والمحاضرات والمشاركة في العديد من المسابقات والمعارض المحلية والدولية، إذ كان هناك أكثر من 100 نشاط استفاد منه أكثر من 5000 مشارك.

 

ويأتي تنظيم أسبوع ريادة الأعمال، الذي دأب المركز على تنظيمه سنويا؛ لإبراز دور الجامعة في دعم قطاع ريادة الأعمال والابتكار، ودعم المنتجات والشركات الطلابية، وفتح قنوات تواصل لهم مع جهات الدعم والمهتمين بالاستثمار في الشركات الطلابية الناشئة.

 

ويحدوا مركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى الأمل لمشاركة جميع الداعمين في قطاع ريادة الأعمال والمهتمين بالاستثمار في الشركات الطلابية، ورفد مشاريعهم وأفكارهم، وتحويلها إلى مشاريع قائمة تدعم الاقتصاد المعرفي والذكاء الاصطناعي، وتحقق تطلعات النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي؛ بتكوين شراكات في مجال مسرعات الأعمال، وتأسيس المختبرات الداعمة لبرامج النمذجة والتصنيع والمحاكاة. 

 

*كلمة ألقاها الدكتور في افتتاح أسبوع ريادة الأعمال  

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة