السنة 19 العدد 177
2024/03/01

أشار إلى قفزة عالمية كبيرة من المركز 38 إلى 11 ...

 

جامعة نزوى تفتتح أسبوع ريادة الأعمال ومعرضه المصاحب؛ بتدشين الإصدار الرابع من التقارير الوطنية لمرصد ريادة الأعمال العالمي

 

الدكتور عبدالله الشكيلي:

المشاريع الصغيرة والمتوسطة قاعدة عالمية كبيرة لاقتصاد الوظائف بما يربو من 90%

 

تسهم ريادة الأعمال في حدود أكثر من 40% في الناتج المحلي الإجمالي

 

برنامج الحاضنة العلمية طرح أكثر من 100 نشاط استفاد منه زهاء 5000 مشارك

 

نعلن عن تأسيس حاضنة صناعية داخل الجامعة؛ تفيد تعاونا بحثيا وأكاديميا

 


 

 

دائرة الإعلام والتسويق

 

احتفت جامعة نزوى صباح يوم الإثنين الموافق 26 فبراير 2024م، بافتتاح فعاليات أسبوع ريادة الأعمال ضمن الموسم الثقافي التاسع عشر للجامعة؛ وذلك تحت رعاية المهندس سالم بن سعيد الكمياني، الرئيس التنفيذي لشركة نماء للتزويد، وحضور الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، ونواب الرئيس وعمداء الكليات، ومديري المؤسسات الحكومية والخاصة وممثليها أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وأصحاب وصاحبات الأعمال، وطلبة الجامعة.

 

وتأتي أهمية هذا الحدث كون أنّ برامج ريادة الأعمال تهدف إلى تعزيز روح المبادرة والابتكار والمخاطرة والعمل الحر بين الشباب في عالم متغير مليء بالتحولات الرقمية وتغييرات سوق العمل، إذ ينظر إلى ريادة الأعمال على أنها نموذج جديد لإحداث التحول الاقتصادي في الدول، وتؤكد نتائج أبحاث المرصد العالمي لريادة الأعمال على أن معدلات النمو الاقتصادي في الدول يعتمد على مستويات تشجيع المشاريع الريادية. 

 

 

وقد أكّد الدكتور عبدالله بن محمد الشكيلي، المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى، في كلمة المركز في أثناء حفل الافتتاح، على أنّ ريادة الأعمال تعد مقوما رئيسا للنمو الاقتصادي، إذ إنها تتمتع بقدرة هائلة تتيح لرواد الأعمال مساحة الابتكار بطريقة تمكنهم من طرح منتجات أو خدمات أو أدوات تسويقية.

 

وأضاف: "إن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تعد قاعدة كبيرة للاقتصاد لخلق الوظائف، ومواجهة التغييرات البيئية المحيطة، إذ تشير العديد من الدراسات إلى أن هذه المشاريع لا تقل نسبتها عن ما يربو من 90% في دول العالم، وتسهم في خلق ما بين 50 – 60% من إجمالي فرص العمل؛ مسهمة بذلك في حدود أكثر من 40% في الناتج المحلي الإجمالي".  

 

واسترسل في كلمته متحدثا عن محصّلات التقارير الدولية، بقوله: "أشارت تلك التقارير إلى الدور الملموس والرئد الذي تقوم به السلطنة من دعم متواصل لتأسيس قاعدة كبيرة لاقتصاد المعرفة المبني على الابتكارات والذكاء الاصطناعي، وتقليل نسبة إسهام القطاعات غير النفطية ودور رؤية عمان 2040 في تضمين ريادة الأعمال أحد التوجهات الاستراتيجية في عدد من أولويات الرؤية، خاصة في مجالات التعليم والتعلم والبحث العلمي، وأولوية سوق العمل والتشغيل، وأولوية القطاع الخاص، وأولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية".

 

 

ويأتي احتفاء جامعة نزوى اليوم كونها أنموذجا للجامعات الريادية في السلطنة في دعم هذا القطاع  في السلطنة من طريق أربعة محاور أساسية تتمثل في: التعليم، والبحث العلمي، وبناء القدرات، والتعاونين المحلي والدولي، ففي العام الأكاديمي المنصرم ساندت أكثر من 1000 طالب ووجهتهم نحو مستقبل العمل الريادي أو العمل المستقل؛ وذلك بتقديم التوجيه والاستشارات لهم في بناء خطط العمل التجارية الخاصة بهم. 

 

وتطرق الدكتور عبدالله في حديثه إلى ذكر دعم البحوث المتعلقة بريادة الأعمال في جامعة نزوى؛ إذ تجسدت في مشروع مرصد ريادة الأعمال كونه أحد المشاريع البحثية الاستراتيجية. قال: "تفخر الجامعة -بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة- بتمثيل السلطنة في هذا المرصد بداية من عام 2019م، ونسعد اليوم بتدشين النسخة الرابعة منه".

 

وفي مجال بناء القدرات الريادية، أكد الشكيلي على أنّ المركز تمكن من تفعيل برنامج الحاضنة العلمية، وهو أحد البرامج المشتركة بين الجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، ويهدف إلى احتضان المشاريع الابتكارية ومخرجات البحوث وتحويلها إلى شركات ناشئة. وأضاف: "تم التوقيع على مذكرة تعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشأن تشغيل وإدارة الحاضنات، وكان من مخرجات هذه المذكرة الإعلان مؤخرا عن تأسيس حاضنة صناعية داخل الجامعة، إضافة إلى التعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية في مجال الدراسات والبحوث والإشراف على عدد من طلبة الدراسات العليا من أبناء السلطنة الدارسين في عدد من الجامعات الدولية وتنظيم العديد من ورش العمل والمحاضرات والمشاركة في العديد من المسابقات والمعارض المحلية والدولية، إذ كان هناك أكثر من 100 نشاط استفاد منه أكثر من 5000 مشارك".

 

بينما أحاطت الدول بمفهوم ريادة الأعمال، فخلقت منه مبادرات عالمية عززت من طريقها الوعي بأهميته فيما يتعلق بجوانب التّصنيع والتجارة وإدارة الأعمال، هذه الرؤية الواعدة تدعو إلى تحويل الأفكار الإبداعية والابتكارية إلى مشروع ناجح يطوّر المنشآت الصغيرة والمتوسطة بأيادي الشباب.

 

 

وقد استثمر مركز ريادة الأعمال الفرصة لتدشين التقرير الوطني للمرصد العالمي لريادة الأعمال للعام 2023م، إذ يعد المرصد العالمي لريادة الأعمال أهم مصدر معلومات عن أنشطة ريادة الأعمال ومؤشراتها وطرق قياسها في العالم. وتعتضد الجامعة بشراكة بحثية مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ ممثلة السلطنة في منظمة المرصد العالمي لريادة الأعمال.

 

فيما سلّطت أبحاث أبحاث المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023، الضوء على معدلات ريادة الأعمال بمراحلها المتعددة في تسع وأربعين دولة. ويعد التقرير الحالي للسلطنة الإصدار الرابع من التقارير الوطنية لمرصد ريادة الأعمال. وتضمن التقرير مؤشرات إيجابية رفعت من تصنيف السلطنة في مؤشرات ريادة الأعمال العالمية؛ بتحقيق قفزة نوعية في مؤشر ريادة الأعمال العالمي، وصولا إلى المركز الحادي عشر عالمياً مقارنة بالمركز 38 في السنة الماضية؛ وذلك لمستوى الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطنة ومؤسسات الدولة المختلفة الحكومية والخاصة في دعم ريادة الأعمال، والأخذ بيد الشباب عبر مجموعة من الحوافز والتسهيلات والدعم المقدم.

 

وأشار التقرير أيضّا إلى أنّ السلطنة حققت المركز الأول في النوايا الريادية في فتح مشروع تجاري في الستة أشهر القادمة مقارنة بمركزها التاسع في العام الماضي؛ نظرا لزيادة الوعي الثقافي والمعرفي في المناهج الدراسية والسياسات الحكومية بأهمية قطاع ريادة الأعمال؛ كونها أحد الوسائل التي تتخذها الحكومة في توفير فرص عمل. وحققت السلطنة أيضا المركز الحادي عشر في قدرة السكان على اقتناص الفرص وإدارة المشاريع ضمن 49 دولة في العالم.

 

وأظهرت النتائج تحسنا في الوعي بأهمية برامج التنمية المستدامة بما يحقق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحسنا فيما يتعلق بتأسيس المشاريع الجديدة والقائمة سواء للرجال أم النساء، وتحسنا في مستوى التعليم الريادي في التعليم المدرسي، والمؤشرات المتعلقة بالتمويل وبرامج الدعم والسياسات الحكومية.

 

وقد خرج التقرير بتوصيات عدة، أهمها: صياغة السياسات والاستراتيجيات المناسبة لضمان حصول جميع القطاعات على الاهتمام والدعم المناسبين. ونقل البحث والتطوير، إذ يوصى بتعزيز ودعم رواد الأعمال المحتملين بين المهندسين والعلماء لتسويق اكتشافاتهم وابتكاراتهم. وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتوفير المزايا الضريبية وزيادة الوعي بفرص ريادة الأعمال. كما يتعين على صناع القرار أن يأخذوا في الاعتبار العواقب طويلة الأجل المترتبة على قراراتهم، وأن يتخذوا نهجا استباقيا لتعزيز توفير فرص العمل المستدامة. وتشجيع ريادة الأعمال التكنولوجية؛ بجذب المهنيين المهرة، وتوفير الموارد والتمويل اللازم، ومنافسة التكنولوجيات المستوردة. وتوفير تعليم عالي الجودة مع إعطاء الأولوية لريادة الأعمال ودمج تعليم ريادة الأعمال في المناهج الدراسية.

 

ومما يجب التنويه إليه، أن المؤشر العالمي لريادة الأعمال يعد مؤشرا مركبا يقيس مرتبة الدول من حيث تنافسية البيئة الداعمة لريادة الأعمال، ويتضمن محاور عدة، أبرزها: التمويل، السياسات الحكومية، البرامج الحكومية الموجهة الى رواد الأعمال، البحث والتطوير ونقل المعرفة، تعليم مهارات ريادة الأعمال في مختلف المراحل التعليمة، ديناميكية سوق العمل، البنية الأساسية الداعمة، والثقافة والوعي المجتمعي تجاه ريادة الأعمال.

 

وتضمّن برنامج الحفل عرضا لمشاريع في الحاضنة العلمية بأفكارها ومبادراتها الابتكارية؛ لإيجاد حلول لبعض قضاياها؛ لتكون قابلة للتحول إلى سوق العمل. كما أبرزت الجامعة جهودها في فتح قنوات التواصل والتكامل بين مؤسسات المجتمع ورواد الأعمال وصانعي السياسات، محققةً إنتاجًا وفيرا حوّل الأفكار التجارية والمهارات الابتكارية إلى واقع ملموس؛ وفق منهجية علمية معتمدة دوليا، بمدّ جسور التعاون والشراكة بين مختلف القطاعات الداعمة لمنظومة بيئة ريادة الأعمال، والإسهام في الناتج المحلي الاقتصادي وتشجيع خريجي الجامعة من الاستفادة من هذه المنظومة.

 

 

وأسفرت هذه الجهود تكريم ثلاثة مشاريع استفادت من وحدة حاضنات الأعمال بجامعة نزوى، هي: مشروع (غصن)، وهو جهاز مرتبط بإنترنت الأشياء يقيس المشاكل التي تحدث في الزراعة المائية وإرسال الحلول عبر تطبيق خاص بالجهاز. ومشروع (أمثيست)، وهو تطبيق مختص في مجال الرعاية والخدمات الصحية والصيدلانية؛ يهدف إلى تسهيل تقديم الخدمات الصحية. ومشروع (AOB)، وهو تطبيق مختص في مجال الاستثمار الزراعي.

 

كذلك كرّم المهندس راعي الحفل المشاريع الطلابية المحتضنة، ثم افتتاح معرض المنتجات والشركات الطلابية، والمشاركين من رواد الأعمال والمؤسسات الداعمة والراعية للأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2024م، إذ يحرص المركز على تنظيمه سنويا؛ لهدف غرس ثقافة ريادة الأعمال وتشجيع الطلبة على العمل في القطاع الخاص، وإكسابهم مهارات التواصل الفعال، واستثمار الطاقات الكامنة والأفكار الإبداعية؛ ليفتح نافذة تسويقية للمنتجات الطلابية وحاضناتها. ويتيح المعرض الفرصة للاطلاع على المشاريع الطلابية والأفكار الإبداعية، ويُعدّ فرصة للالتقاء بالمسؤولين والمعنيين في هذا المجال؛ بما يسهم في التسويق للشركات الطلابية وتبادل الخبرات والأفكار التطويرية والتسويقية.

 

 

وتعد ريادة الأعمال أحد المرتكزات الأساسية ضمن استراتيجيات التنويع الاقتصادي ورفد سوق العمل ودعم مبادرات القطاع الخاص وتحقيق التنمية المستدامة ضمن أولويات رؤية عمان 2040، وقد تفطّنت جامعة نزوى - كونها إحدى نماذج الجامعات الريادية على مستوى السلطنة -  إلى أهمية هذه المبادرة الريادية، فأنشأت مركزا لريادة الأعمال عام 2019م؛ ليكون مركزا بحثيا وتعليميا وخدميا يعضد قطاع ريادة الأعمال بالحلول العلمية، ويسهم في بناء القدرات بنشر الفكر الريادي لدى طلبة الجامعة، وقد تجسّدت فيه أبرز معالم احتواء مجالات ريادة الأعمال واحتضان ورواده في المجتمع العماني.

 

ويأتي أسبوع ريادة الأعمال، الذي دأب المركز على تنظيمه سنويا،ويمتد إلى يوم الأربعاء المقبل الموافق 28 فبراير 2024م، لإبراز دور الجامعة في دعم قطاع ريادة الأعمال والابتكار والمنتجات والشركات الطلابية، وفتح قنوات تواصل لهم مع جهات الدعم والمهتمين بالاستثمار؛ كونه حقلًا خصبًا بالأفكار والإبداعات والتجارب والتّطبيقات العملية للمستجدّات والقضايا العلمية والإدارية المرتبطة بالابتكار والتطورات التكنولوجية والتحول الرقمي، ودعم ممكنات الاقتصاد القائم على المعرفة والذكاء الاصطناعي، التي عاهدته جامعة نزوى بالاهتمام والرعاية؛ إذ وضعت له استراتيجيات مستمدة من منظومة ربط المخرجات التعليمية بسوق العمل وقطاعاته المنتجة.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة