جامعة نزوى تستضيف عضو مجمع اللغة العربية بدمشق
كتبته: ثويبة السليمية
نظّم قسم اللغة العربية وآدابها ممثلا عن كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى محاضرة في قاعة المشارق، بعنوان: (فلسفة بناء الذات عند الشاعر المفكر محمد إقبال)، قدمها أحد أعلام اللغة العربية البارزين الأستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بجامعة حلب، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
في مستهل الحدث، ألقى الدكتور مسعود بن سعيد الحديدي، رئيس قسم اللغة العربية، كلمة عرّف فيها بالدكتور عيسى ومؤلفاته الكثيرة، من بينها: تأثير الحِكم الفارسية في الأدب العربي، والمفصل في علوم البلاغة العربية: المعاني والبيان والبديع، وجماليات الشعر النبطي، والتفكير النقدي عند العرب. وقد تناولت المحاضرة تجربة محمد إقبال شاعرا ومفكرا إصلاحيا، وعرضت رؤيته الفلسفية في بناء الذات وانعكاسها على تجربته الشعرية.
بعدها انطلقت المحاضرة ليسترسل الدكتور عيسى في حديثه عن محمد إقبال الذي ولد في القرن 13 هجري، من أصول هندية، إذ كان نابغًا منذ صغره، ولأنه كان محبًا للعلم ومقبلًا على القرآن، أخبره والده قائلًا: "يا محمد إن أردت أن تقرأ القرآن فاقرأه كأنه أنزل عليك". ومما جاء في حديث العاكوب عن إقبال، قوله إنه أقام في مدينة لاهور عشر سنين، وأتم دراسته الفلسفية هناك، ثم التحق بعدها بجامعة كامبريدج البريطانية ليكمل دراسته فيها حتى الدكتوراة، وكان عنوان رسالته: (تطور ما وراء الطبيعة في بلاد فارس). كما ذكر المحاضر أن محمد إقبال -في حقيقة الأمر- لم يقم وزنًا لحضارة أوروبا، بل خاطب ساكني الديار الأوروبية بقوله: "يا ساكني ديار الغرب ليست أرض الله حانوتًا، إن الذي توهمتموه ذهبًا خالصًا سيزول بعد حين". في حين، نجد فكره الفلسفي فكرا يدعو إلى الأمل والعمل والجهاد؛ فقد ألّف كتابا عنوانه: (أسرار إثبات الذات ورموز نفي الذات).
فيما دعا الأستاذ الدكتور عيسى العاكوب أن تكون هذه الشخصية موضوعا لمحاضرته كونها تكتنز من العلم والفكر ما يدعو إلى الاستفادة. وقد طرح سؤالا على الحاضرين مفاده: ما الذي يستلزم بناء الذات؟ ليجيب عنه: أن يستخرج الإنسان كل ما حباه مولاه من مواهب، ويستثمر ذاته في قوله وفعله.
الجدير بالذكر أن هذه المحاضرة جاءت ضمن فعاليات الموسم الثقافي الذي انطلق في السادس من فبراير 2024م، ويستثمره قسم اللغة العربية على الدوام باستقطاب شخصيات بارزة من شتى الأقطار في مجالي اللغة والأدب.