السنة 19 العدد 177
2024/03/01

يمثل مرجعا عالميا للكثير من الأطباء والدارسين والفنيين والمختصين ...

إطلاق النسخة الثانية من كتاب "أطلس الفطريات الطبية" الذي يتضمن 700 نوع من الفطريات الطبية المختلفة

 

الدكتور عبد الله الحاتمي:

الكتاب يمثل ثروة من المعلومات في علم الفطريات الطبية التي تغطي التشخيص والتصنيف والتطور والتسميات ومضادات الفطريات وعلم التشريح

 

جامعة نزوى وفرت الإمكانيات التي أسهمت في اكتشاف مجموعة من الفطريات بالتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية


 

إشراقة: حوار العدد

 

قام مجموعة من الأطباء والعلماء المشرفين على إعداد كتاب (Atlas of Clinical fungi) "أطلس الفطريات الطبية"، بإضافة مجموعة جديدة من الفطريات المرضية على الكتاب "الجزء الثاني" الذي يحوي أكثر من 700 نوع من الفطريات الطبية المختلفة وأمراضها وطرق تشخيصها ومعالجتها. الكتاب الذي تشارك فيه جامعة نزوى ممثلة بالدكتور عبد الله الحاتمي، أستاذ مساعد ومسؤول مختبر الأحياء الدقيقة بمركز أبحاث العلوم الطبيعة والطبية بجامعة نزوى، يمثل مرجعا عالميا للكثير من الأطباء والدارسين والفنيين والمختصين والمؤسسات الصحية في العالم.

 

وشارك في إعداد الأطلس، الذي كان قد دشن الجزء الأول منه قبل عامين، كل من: الدكتورة سارة أحمد، والدكتور سيبرين دي هوج، والدكتور جوزيف جوارو، والدكتور فيجوراي ام جي، والدكتور روكسانا فيتالي، الذين يمثلون مجموعة من المؤسسات البحثية والطبية في العالم.

 

وقد أعلنت اللجنة المشرفة على إعداد أطلس الفطريات الطبية عن إضافة جديدة على محتوى الكتاب تتضمن أكثر من 20 نوعا من الفطريات المسببة للعدوى الفطرية، التي تم تسجيلها حديثا على مستوى العالم، منها: فطريات نادرة، وهو ما يمثل نقلة عملية جديدة تضاف إلى تلك الجهود والمبادرات التي يسهم بها الباحثون والدارسون في مراكز الأبحاث في سلطنة عمان، بالشراكة والتعاون مع مراكز بحثية عالمية.

 

 ويعد "أطلس الفطريات الطبية" مصدرا عالميا يمكن استعماله من قبل العلماء والأطباء والمختصين في علم الجراثيم، وكذلك طلبة الدراسات العليا في كليات الطب والعلوم في الأحياء المجهرية الطبية، إضافة إلى إمكانية الاستفادة منه في المستشفيات للتشخيص من قبل الكوادر المختبرية والطبية. ومع أكثر من 1600 صفحة مليئة بكثافة الألوان الكاملة عن أكثر من 700 نوع من الفطريات، فإن الكتاب وما يحويه من معلومات وأبحاث يمثل ثروة من المعلومات في علم الفطريات الطبية، التي تغطي التشخيص والتصنيف والتطور والتسميات ومضادات الفطريات وعلم التشريح المرضي، وتم التحقق من صحتها من طريق ما يقرب من 8000 مرجع. وقد تم تنظيم المجلدين على غرار المملكة الفطرية؛ كونها تضم ​​العديد من الفطريات الانتهازية، فهي مفيدة أيضًا للعاملين خارج المجال الطبي.

 

 كما يهدف الكتاب إلى التعرض لأهم الفطريات المرضية التي تصيب الإنسان، سواء الأمراض الجلدية أم الباطنية أم الفطريات الشائعة في العالم، إذ تعد أغلبها فطريات مميتة وخطرة ما لم تُعالج بصورة صحيحة وسريعة؛ لذا فإن الكتاب يفرد مساحة كبيرة للتشخيص المختبري للفطريات، وعرض صور للأمراض التي تسببها، فضلا عن شكل الفطريات. 

 

هذا ما أكد عليه الدكتور عبد الله الحاتمي، أستاذ مساعد ومسؤول مختبر الأحياء الدقيقة بمركز أبحاث العلوم الطبيعة والطبية بجامعة نزوى، فقد أشار إلى أن الأطلس يعد المرجع الأول والشامل لكل ما يحتاجه الطلبة والأطباء والاختصاصيون والعلماء في تخصص الفطريات المرضية على مستوى العالم؛ إذ إن "أطلس الفطريات الطبية" يوضح أن العديد من الفطريات يمكن أن تسبب عدوى انتهازية، خاصة بالنسبة للعديد من الأجناس الأقل شهرة. وتحدث الحاتمي في حوار مع جريدة عمان عن أهمية الكتاب وما يتضمنه من مواد علمية تناولت أصل الفطريات ومفهومها وأنواعها، لا سيما الفطريات التي تسبب الأمراض، مع عرض لحالات مرضية لكل أنواع الفطريات التي يمكن أن تصيب الانسان، إذ يوجد ما بين 2 مليون إلى 3.8 مليون فطر في الطبيعة، إلا أن أكثر من 700 نوع منها حدد من قبل العلماء المختصين عاملا مسببا للأمراض الفطرية للإنسان والحيوان، منها العدوى السطحية الجلدية، ومنها ما يصيب الأنسجة وأعضاء جسم الإنسان الداخلية، كما تسبب الفطريات مشاكل صحية خطيرة خصوصا مع تقدم العلم في المجالات الطبية والصيدلية، خاصة عند استخدام المثبطة لجهاز المناعة والعلاج بالمضادات الحيوية لفترة طويلة، وكذلك عند الأشخاص الذين تعرضوا لنقل وزراعة الأعضاء والعمليات الجراحية والمصابين بمرض نقص المناعة (الإيدز).

 

وأوضح الدكتور عبدالله الحاتمي ذلك بقوله: "الكتاب يعرج على الكثير من أساسيات علم الفطريات الطبية والموضوعات الأساسية في علم الفطريات المسببة للأمراض وتصنيفها وعلاجها، مع التركيز على أهمية الربط بين أقسام الفطريات وطوائفها المختلفة من الناحية التصنيفية وكيفية تشخيصها وعلاجها معتمدا على أحدث منحنى تصنيفي لعلم الفطريات؛ ليكون الكتاب مسايرا للتطور العلمي في مجال علم الفطريات. ويوضح الكتاب بالأشكال والرسومات والشروح المختلفة التي تساعد القارئ وتكون عونا له للفهم والاستيعاب، فكما هو معروف أن علم الفطريات المرضية، يختص بدراسة الكائنات الحية الدقيقة المجهرية من الفطريات التي تسبب عدوى فطرية للإنسان، وقسم من هذه الفطريات لا تُرَى بالعين المجردة، ونشاطاتها الحيوية المختلفة. كما يشمل كتاب أطلس الفطريات المرضية دراسة أشكال وتراكيب ووظائف وتكاثر وطرق التعرف على الفطريات، وتصنيفها، وكذلك توزع هذه الكائنات في الطبيعة والعلاقات فيما بينها، وبينها وبين الكائنات الأخرى وطرق علاجها عندما يصاب المريض بعدوى فطرية". 

 

ودعا الدكتور الحاتمي مستفيدي ومقتني كتاب أطلس الفطريات المرضية لنشر حالات الإصابة بالفطريات الجديدة وعينات الفطريات؛ وذلك لتسهيل عملية التعرف عليها، بحيث يمكن بناء صورة أكثر توازناً لتنوع الفطريات السريرية. فالأشخاص المعرضون للخطر بشكل خاص هم المرضى الذين يعانون من سرطان الدم، والأورام الصلبة، والإيدز، وزرع الأعضاء، أو مرض السكري الكيتوني. أو المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية كبرى أو يعانون من فشل الدورة الدموية أو جروح الحروق الممتدة، وأولئك الذين تعرضوا للعلاج الإشعاعي لفترة طويلة أو الكورتيكوستيرويدات أو تثبيط الخلايا أو المضادات الحيوية يكونون أيضًا عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية. وفيما يتعلق بأشكال العدوى التي يمكن أن تكون أسباب تفاقم علاجها الفطريات. 

 

وقال الأستاذ المساعد ومسؤول مختبر الأحياء الدقيقة بمركز أبحاث العلوم الطبيعة والطبية بجامعة نزوى: "يتزايد عدد حالات العدوى غير الشائعة لدى مرضى زراعة نخاع العظم، وتقلل حالات الفطريات من فرصة شفاء هؤلاء المرضى، ويمكن أن تعيق بشكل خطير تحسين نوعية حياتهم. فالتنوع التصنيفي للعوامل المسببة للأمراض آخذ في الاتساع. بالإضافة إلى أنّ الفطريات القديمة التي تسببها الفطريات الجلدية، والفطريات الجهازية ثنائية الشكل، والمبيضات، والمكورات المستخفية، والرشاشيات، فقد تم العثور على العفن والخمائر التي كانت معروفة سابقًا بأنها رمانية فقط. ويُرى الآن أن عددًا كبيرًا من هذه الأنواع يعيش في الأنسجة البشرية. ومع ذلك، من الصعب التحقق بشكل مؤكد مما إذا كانت الفطريات الجديدة تظهر كعوامل سريرية أم لا. غالبًا ما تكون المقارنة مع الأدبيات القديمة مستحيلة؛ لأن العديد من الفطريات تم وصفها بأسماء لم يتم توضيحها. في الفترة ما بين 1920 و1940، فتم وصف مجموعة واسعة من مسببات الأمراض المزعومة التي لا تزال هويتها غير مؤكدة؛ لذلك ربما تم وصف نفس الفطريات لاحقًا مرة أخرى تحت اسم مختلف. وعن طبيعة أسماء الفطريات، خاصة تلك القاتلة منها". 

 

ويقول الدكتور عبد الله الحاتمي: "يحتوي كتاب أطلس الفطريات الطبية على تسميات كاملة لكل نوع، وتكمله قائمة مرجعية لكل اسم فطري ظهر في الأدبيات الطبية. ويتطلب التعرف الصحيح على عوامل المرض النادرة توافر مهارة تصنيفية واسعة وخبرة في المختبرات السريرية، لتفسير التحديدات الجزيئية والآلية بشكل صحيح. والتحديد غير الصحيح له تأثير سلبي على نمو المعرفة وفهم هذه الفطريات. كما أن غالبًا ما يتم تحديد العوامل غير الشائعة بمقارنة الفطريات الموجودة بقوائم الأنواع المحدودة المنشورة في الكتيبات الرئيسة في علم الفطريات الطبية، لكن العديد من هذه القوائم غير مكتملة".

 

وعبر الدكتور الحاتمي في ختام حديثه عن فخره بالعمل على هذا الإصدار الذي يعد الأول من نوعه في العالم، وأسند شكره لجامعة نزوى وبشكل خاص مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بالجامعة؛ لما قدموه من دعم وتوفير بيئة بحثية مناسبة لإنجاز هذا الإصدار الذي يعد إضافة علمية لسلطنة عمان والعالم أجمع. فالكتاب في مجلدين: اشتمل كل مجلد على فصول عدة، إذ تناول الفصل الأول عرضا متقدما عن مملكة الفطريات وتنوعها بين مرضية ووبائية، وتشخيص الفطريات الطبية، وركز المجلد الثاني على عرض لجميع الأمراض الفطرية التي تصيب الإنسان وأعراضها وطرائق معالجتها.

 

تجدر الإشارة إلى أن للدكتور عبد الله الحاتمي أكثر من 200 ورقة علمية محكمة منشورة في مجلات عالمية مرموقة. كما شارك بـ (20) ورقة علمية في مؤتمرات عالمية ودولية ومحلية، وسبق له نشر فصلين في كتابين طبيين مختلفين. وقد شكلت أبحاث الحاتمي أول خطوة لإنشاء مختبر بحوث متخصص للأحياء الدقيقة في مركز أبحاث العلوم الطبية والطبيعية بجامعة نزوى في الفطريات الطبية في السلطنة والأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، مختبرا متخصصا في هذا المجال. وتركز أبحاث الدكتور عبد الله الحاتمي في مجال الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة، التي أسهمت في اكتشافات عديدة في مجال الفطريات المسببة للعدوى في جسم الإنسان، كما تعد أبحاثه مهمة في مجال تشخيص الفطريات المسببة للعدوى الفطرية، وقد أسهم الحاتمي في اكتشاف أمراض تمَّ تسجيلها عالمياً باسم سلطنة عُمان. وتشمل اهتماماته البحثية مجموعة واسعة من المواضيع في البيولوجيا الأساسية التطبيقية والانتقالية، بما في ذلك الفطريات، والمناعة، والتشخيص الجزيئي، وتطوير طرق تشخيصية جديدة ودقيقة. كما تم الاستشهاد والرجوع إلى أبحاث الحاتمي لأكثر من 11500 مرة حسب موقع Google scholar.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة