السنة 19 العدد 177
2024/03/01

أبعاد فنيّة من مقاعد الدراسة ...

أدواتها البحث والتقصي، ونوافذها الإعلام والإعلان


 

 

تحرير: أُميمة الحاتميّة

 

حتى وإن كانت بواكير الفن بأشكاله المتنوعة ذات ملامح مُحددة، إلا أنه لازم الثقافة الإنسانيّة على مر العصور، فالمحاولات المتواضعة في سبيل الارتقاء به كانت واضحة، إلى أن تجاوز ذلك حدود الدول والشعوب، فأصبح يُعنى بالحضارات التي  تشكلّت في حِقَب متتابعة، مُعبرًا عمّا يجول في خلجات النفس، ومُحققًا المُتطلبات الذاتيّة للإنسان في رُقعته؛ لذا فإن موضوع الفن استمر الحوار عنه في تعريف ماهيته بشكل عام وعلومه المتفرعة بشكل خاص؛ مما صاغ كلّ فنانٍ معنًى له حسْبَ نظرتهِ له، ومُعبرًا عنه بمنظوره الخاص، فأجمعوا على أن رسالته تتجلّى في مُساعدة الإنسان في إظهار جماليّات الحياة بلغة بصريّة وحسيّة؛ بتوظيف العناصر الفنيّة والرسائل التوعويّة والإعلانيّة. 

 

وفي إطار توثيق المواهب المكنونة في شتّى مجالاتها بين طلبة الجامعة، هبة الرمحيّة أعطت لها صحيفة "إشراقة" مساحة للتعبير عمّا تمتلكه من إبداع حسيّ وفنيّ في مجال تصميم الجرافيك، الذي يهدف محتواه إلى تحقيق هويّة إعلاميّة توازي الحملات الإعلانيّة الأخرى، مُرسخًا هذا الفن أثرًا واضحًا في تعزيز الاتصال بين المصمم والمتلقي.

 

بواكير

 

يزخر المجتمع الجامعي بمواهب صاعدة؛ لذا يسعى كشّافوا المواهب إلى التقاطها في سبيل استثمارها والإعلان عنها. هكذا هي صحيفة "إشراقة"، التي وجدت في هبة بنت سيف الرمحيّة، طالبة في كلية العلوم والآداب تخصص اللغة العربيّة وآدابها بجامعة نزوى، حالة تستحق الاهتمام وتسليط الضوء. هي من الطلبة أصحاب الشهادات المزدوجة، خريجة في كلية الزهراء للبنات تخصص تصميم الجرافيك.

 

إنّ المهتم بالفنون سيدرك منذ الوهلة الأولى ميوله الفنيّ وشغفه به بمجرد الخوض في غماره، فعن بداية مشوارها الدراسي بكليّة الزهراء اكتشفت ما يُخبأهُ لها ذوقها الفني من إبداع، بل اكتشفت حُبّ التصميم واختيار الألوان وتمازجها؛ مرجحةً ذلك بسبب تخصصها الدراسي الذي يحوي مجالات عدّة، كالفنون الجميلة والتصميم الرقمي والعلاقات العامة.

 

 

 

سعيّ ...

 

تلك المسيرة الإبداعيّة التي شهدتها هبة منذ دخولها المرحلة الجامعيّة، كان لها بالغ الأثر لما عليه هي الآن، فسعت للحصول على دورات تعليميّة لتطوير مهاراتها في تصميم الجرافيك والرسم اليدوي والرقمي معًا، إذ إنها حصلت على شهادات تدريبية عدّة، من بينها كانت في كليّة التربيّة بالرستاق عام 2020م، فقد صممت ما يقرب من 21 منشورًا، تنوّع بين شهادات للمحاضرين والأكاديميين وشعار للندوة المقامة بمناسبة يوم اللغة العربيّة، بالإضافة إلى منشورات أخرى لبداية الفصل الدراسي الجديد. وأقامت أيضًا وِرشة بعنوان: "الألوان" لطالبات مدرسة الرستاق للتعليم الأساسي، بالإضافة إلى عمل السير الذاتيّة الشخصيّة.

 

عثرات

 

عندما تستطيع التفكير في التغيير لصناعة حاضر مُزهر، تدرك أنك قادر على خلق بداية جديدة لك في سبيل واقع مُشرق، فالعثرات التي واجهت هبة ما هي إلّا نقطة البداية لنهاية وضّاءة، فصعوبة دراسة تخصص التصميم بجميع مجالاته، كرسم الأشكال الدقيقة وبرامج التصميم والتطبيق عليها، ومراعاة الإرشادات والقواعد الخاصّة به، ما كانت إلّا واجهة لدخول عالم التصميم الجرافيكي من أوسع أبوابه.

 

ولجانب التطبيق العملي خطوة أولى للوصول إلى الاحتراف، فاستهلت مشوارها الفني بالرسم والطباعة وتصميم العلب وتغليفها، بالإضافة إلى تصميم الصحف والمجلات، وفي كلّ مرة كانت تُضيف إليها هذه الأعمال معرفة جديدة بعوالم التصميم.

 

جهد دؤوب

 

تسعى هبة الرمحيّة دائمًا في تطوير عملها في مجال التصميم والوصول إلى الاحترافيّة، فمن وجهة نظرها أن الدراسة في المقاعد الجامعيّة ليست كافيّة للاستزادة من المعارف المختلفة، إنما البحث والتقصي لتنميّة المجال وتطويره يحتاج إلى ممارسة التعلّم الذاتي بطرقه المختلفة، سواءً أكان ذلك من شبكات التواصل الاجتماعي الرائجة الآن أم الورش والدورات المُقدّمة في أي مجال، مع محاولة الموازنة بين التطوير والدراسة والعمل في الوقت نفسه.

 

مُحَصًّلَة

 

إن خوض غمار العمل وتعزيز المواهب والقدرات الشخصيّة له بصمة واضحة في خلق جيلٍ مُبتكرٍ في بيئةٍ علميّةٍ وتعليميّةٍ نشطة، وتشجيع الأفراد للاستمرار والسعيّ لتقديم كل ما هو جديد من شأنه أن يُضيف حيويّة في المجتمعين التعليمي والعملي، بجانب البحث ونشر الأعمال في برامج التواصل الاجتماعي والمجتمع الجامعي، لما لهما من إسهام واضح في الحراك الفني على وجه الخصوص، فقد أسهما -وبشكل ملحوظ- في تعريف الأفراد بأعمال الرمحية والإعلان عنها وإظهارها.

 

رسالة وامتنان

 

تختم هبة الرمحية حديثها معنا بقولها: "في زخم الحياة الراهنة نُحاول جاهدين أن نتمثل قوله تعالى: "وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى"، سائلين الله عزّ وجلّ أن نرى سعينا وجهدنا واقعًا، فامتناننا عظيم لواهب الموهبة". وقد عبرّت في الوقت نفسه عن كبير امتنانها لمن كانوا لها اليد المعطاءة والسند الذي اتكأت عليه في مسيرتها الإبداعيّة.

 

من أعمال الطالبة :

 

  

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة